مصادر التشريع
يعتمد المسلمين في الشريعة الإسلامية على القرآن الكريم والسّنة النبوية الشريفة لتنظيم أمور حياتهم الدينية والدنيوية، فالقرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم وفيه يتقرّب العبد إلى ربّه في تلاوته وهو شفيع للمسلم يوم القيامة، وأمّا السنة النبوية فهو ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام من قول وفعل وتقرير وصفة، ولعلّ الجزء الأهم في السنة النبوية هي الأحاديث الشريفة التي تقسم إلى قسمين وهي الأحاديث النبوية الشريفة والأحاديث القدسية، وسنتحدث هنا عن الحديث القدسي في مفهومه وسماته.
مفهوم الحديث القدسي
هو الحديث المنسوب والمسنود إلى الله تعالى ويسنده النبي محمد صلى الله عليه وسلم في روايته إلى الله عزّ وجلّ، وهو كلام الله تعالى أيضاً وسمّي بالقدسيّ نسبة إلى صفة الله تعالى القُدس، وفي سند الحديث القدسي ينسب الكلام لله تعالى، وهناك سمات كثيرة يتميّز بها الحديث القدسي عن الحديث النبوي ولكن قبل ذلك إليكم مثال عن الحديث القدسي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملإ خير منه) رواه البخاري و مسلم .
أهمّ سمات الحديث القدسي
- يتميز الحديث القدسي بأنّه موحىً من الله تعالى بالمعنى ولكن يكون لفظه وروايته من الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أي منقول عن الله عزّ وجلّ.
- عند رواية الحديث القدسي يبدأ الرسول عليه الصلاة والسلام بقول يقول الله تعالى أو قال الله تعالى، وفي داخل الحديث ينسب الكلام بياء المتكلم مثل كلمة عبدي، ذكرني فالياء تكون منسوبة إلى الله عزّ وجلّ، ولهذا الحديث القدسي حديث قولي يخاطب به الله تعالى الإنسان.
- يغلب على الأحاديث القدسية أنّها تقرّب الله تعالى من عباده بالتّرغيب، والتّرهيب، والوعظ، واللطف بهم، وموضوعه يكون حول الإرشاد ولا يوجد به أحكاماً تكليفيّة للعباد.
- تعتبر الأحاديث القدسية هي كلام الله تعالى ولكن لا يمكن ترتيلها كما يرتل القرآن الكريم الذي هو أيضاً كلام الله تعالى، ونذكر عند قرائته لا يشترط بأن يكون المرء طاهراً على عكس القرآن الكريم، ولا تتمّ تلاوته في الصلاة.
- الحديث القدسي نزل جملة واحدة دون سبب للنزول على عكس القرآن الكريم الذي نزل متفرقاً وعلى مدار ثلاثة وعشرين سنة، ففي متن وسند الحديث لم يقسم إلى سور واجزاء على غرار سور القرآن الكريم.
- نذكر أيضاُ أنّ الله تعالى لم يتكفل بحفظ الأحاديث القدسية من التحريف والتبديل والوضع، ولهذا يتمّ نقله بالمعنى ولم يسلم بأن يكون الحديث صحيحاً أو ضعيفاً أو موضوعاً.