محتويات
'); }
الحضارة
تُعرَف الحضارة بأنّها مجموعة من المظاهر العلميّة، والأدبيّة، والاجتماعيّة، والفنيّة، في مُجتمَع مُعيَّن،[١] وقد اختلف مفهوم الحضارة من مُفكِّر إلى آخر، إذ يرى ألبرت شفايتزر (بالألمانيّة: Albert Schweitzer)، أنّ الحضارة هي تقدُّم الفرد والجماعة من الناحية الروحيّة والمادّية، أمّا المُفكِّرون المسلمون فهم يرون أنّ الحضارة هي نظام مُتكامِل في الحياة في جميع النواحي الأخلاقيّة، والماديّة، وكذلك الحضاريّة،[٢] وقد نشأت مجموعة من الحضارات على مرّ الزمان، وفي هذا المقال سوف نتحدّث عن أقدم حضارة في العالَم.
أقدم حضارة في العالَم
تُعتبَر حضارة بلاد ما بين النَّهرَين (بالإنجليزيّة: Mesopotamia) أقدم حضارة في العالَم، ويُعتَقَد أنّ حضارة ما بين النَّهرَين تقع في العراق، في منطقة نهر الخصيب (ما بين نهري دجلة والفرات)، وقد نشأت هذه الحضارة في هذه المنطقة؛ لأنّها منطقة مناسبة للزراعة، حيث نشأت فيها أُولى التجمُّعات الزراعيّة في التاريخ، ومن أهمّ حضارات بلاد ما بين النهرين: الحضارة السومريّة، والحضارة البابليّة، والحضارة الآشوريّة، وكذلك الحضارة الأكاديّة، والكلدانيّة.[٣]
'); }
الحضارة السومريّة
يُعتبَر السومريّون السكّان الأصليّين للعراق، حيث كانوا يُعرَفون أيضاً بأنّهم أصحاب حضارة العبيد، وقد امتدَّت أراضيهم إلى الجنوب من البحرين (جزيرة دلمون)، ويُعتبَر السومريّون هم أصحاب أقدم حضارة تَتّصِف بالتطوُّر في التاريخ، كما أنّ لغتهم هي إحدى اللغات المُتراصَّة، أو المُلتصِقة، أو التركيبيّة (بالإنجليزيّة: Agglutinative language)، حيث تُدمَج الكلمتان لتصبحا مُفرَدة واحدة مُركَّبة، يستند معناها إلى أحد معاني المُفردات الداخِلة في تركيبها، وقد امتازَت هذه الحضارة بفنّ العمارة، وخصوصاً بناء القصور، والمعابد، إذ ظهرت العقود في البناء للمرّة الأولى على عَهدهم، وقد تقدَّم فنّ التعدين، وكذلك سَبْك المعادن عندهم، كما تطوَّرت الكتابة في عَهدهم أيضاً؛ فكانوا يُدوِّنون أعمال الملوك والأمراء في سجلات رسميّة، كما اهتمُّوا بتدوين المُعامَلات التجاريّة، والمُراسَلات، والأحوال الشخصيّة، بالإضافة إلى الشؤون الدينيّة، والعبادات، وقد قُسِّمت الحضارة السومريّة إلى ثلاثة أطوار، هي:[٤]
- عَصر فَجْر السُّلالات الأوّل (2800-2700ق.م).
- عَصر فَجْر السُّلالات الثاني (2700-2600ق.م).
- عَصر فَجْر السُّلالات الثالث (2600-2400ق.م).
الحضارة الأكاديّة
الأكاديّون هم قوم نَزَحوا في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد، أو قَبل ذلك بفترة قليلة من شبه الجزيرة العربيّة -موطنهم الأصليّ- إلى العراق، ويُعتَقَد أنّهم عاشوا إلى جانب السومريِّين، ويعود تأسيس السُّلالة الأكاديّة إلى سرجون الأكديّ، الذي وَحَّدَ العراق ونَفَّذَ العديد من الإصلاحات في الجيش، ونظام الحُكم أيضاً، حيث طوَّر أساليب القتال، والحرب، والسلاح، كما حَصَل في عهده تقدُّم كبير في الفنون العامّة، وفي العمارة، هذا ويُعتبَر أقوى ملوك السُّلالة الأكدية هو نارام سين الذي استمرّ حُكْمه ما يُقارِب الأربعين عاماً.[٤]
الحضارة البابليّة
مُؤسِّس الحضارة البابليّة هو حمورابي، الذي يُنسَب إليه أهمّ قانون إنسانيّ، هو قانون حمورابي، وقد استطاع تأسيس إمبراطوريّة كبيرة لها نفوذها السياسيّ، والتجاريّ،[٥] وقد تميَّزت الحضارة البابليّة بشكل عامّ، والعَصر البابليّ القديم بشكل خاصّ بكثرة المُدن، واتِّساعِها، بالإضافة إلى تطوُّر العلوم، والمعارف، كما تميَّز عَهد نَبوخَذ نَصَّر الثاني (العهد البابليّ الحديث) بازدهار البلاد، حيث شُيِّدت في عَهده العديد من المعابد، بالإضافة إلى الزقورة، وفي عَهده أيضاً أُقِيم شارع الموكب، الذي يتميَّز ببوّابته الرائعة (بوابة عشتار)، بالإضافة إلى قَصره الواقع خَلْف هذه البوّابة، والذي يتميَّز بحدائقه المُعلَّقة.[٤]
الحضارة الآشوريّة
ظهرت الحضارة الآشوريّة في شمال العراق، وقد جاء الآشوريّون من شِبه الجزيرة العربيّة، إلّا أنّ هنالك روايات تتحدّث عن أنّ الآشوريّين قد جاؤوا من المناطق الواقعة في الجنوب من العراق، وتُقسَم الحضارة الآشوريّة إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة، هي:[٤]
- العَهد الآشوريّ القديم: حيث تميَّز هذا العَهد بنشوء دولة آشوريّة قويّة، ومن أهمّ ملوك هذا العَهد، إيلو شوما، وشمشي أدد الأوّل.
- العَهد الآشوريّ الوسيط: وأهمّ ملوك هذا العَهد هو سرجون الثاني، الذي استطاع القضاء على مملكة السامرة (مملكة اليهود)، واستطاع أيضاً القضاء على تحالُف الفراعنة مع الدُّوَيلات الصغيرة التي نشأت في فلسطين، وسوريا.
- العَهد الآشوريّ الحديث: حيث يُعتبَر آشوربانيبال من أشهر ملوك هذا العَهد، وأكثرهم حُبّاً للمعرفة، والأدب؛ ولأجل ذلك بنى مكتبة في نينوى، وجَمَع فيها كافّة العلوم، والمعارف التي استطاع الوصول إليها.
حضارات أخرى
ظهرت مجموعة من الحضارات على مرّ الزمان، وقد وصلت إلينا أخبار هذه الحضارات من خلال ما تبقَّى من آثارها وكتاباتها، ومن أهمّ هذه الحضارات:[٦]
- الحضارة المِصريّة القديمة: تزامَن ظهور الحضارة المِصريّة مع حضارات العراق القديم، وتعودُ أقدم كتابات الحضارة المِصريّة إلى 3000 سنة قَبل الميلاد، وتُعتبَر كلٌّ من طيبة، ومنفر(ممفيس) من أهمّ المُدن المِصريّة القديمة، بالإضافة إلى أبيدوس، عاصمة الحضارة المِصريّة الدينيّة في عهد مينا.
- الحضارة الصينيّة: تتميَّز الحضارة الصينيّة بفنّانيها ومُفكِّريها، أمثال كونفوشيوس، الذي أطلقَ على نفسه لَقَب (المُصلِح)، حيث كان لقوانينه أثرٌ كبيرٌ في تاريخ الصين، وقد عَرَف الشعب الصينيّ الكتابة في الألف الثالث قَبل الميلاد.
- الحضارة اليونانيّة: ظهرَت الحضارة اليونانيّة في بلاد اليونان، وكان مركزها مدينة كريت، وقد تميَّز العَصر الذهبيّ لهذه الحضارة بظهور الأدب، وتطوُّره، فكان هناك إنتاجٌ فِكريٌّ كبيرٌ ومُتميِّز، ومن أهمّ الأعمال الأدبيّة اليونانيّة في هذه الفترة: تاريخ هيرودوت، وكوميديات أريستوفان، بالإضافة إلى أعمال أرسطو، وأفلاطون.
- حضارة المايا: تُظهِر الدراسات أنّ حضارة المايا تعودُ إلى 2000 سنة قَبل الميلاد، وتتميَّز بدِقَّتها في تحديد التواريخ، كما تميَّزوا في معرفتهم بتحرُّكات النجوم، ومعرفتهم بظاهرتَي الخسوف، والكسوف، بالإضافة إلى شُهرَتهم بالزراعة؛ فقد كانوا يزرعون الفانيلا، والفول، بالإضافة إلى الكاكاو، والذرة.[٧]
المراجع
- ↑ ياسر تاج الدين (26-8-2015)، “تعريف الحضارة وأسسها في الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
- ↑ عبد الحليم عويس (21-5-2013)، “حول مفهوم الحضارة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
- ↑ “تعرف علي أقدم 5 حضارات فى العالم”، www.elshaab.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث “موجز تاريخ العراق القديم”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
- ↑ هاشم عبود الموسوي، موسوعة الحضارات القديمة، عمان – الأردن: المنهل، صفحة 104. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الشيخ، المدخل إلى علم التاريخ، الرياض: دار المريخ، صفحة 123-125. بتصرّف.
- ↑ “حضارة المايا.. معلومات تسمعها لأول مرة”، arabic.cnn.com، 5-5-2015، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2018. بتصرّف.