زواحف

ما هي أطول أفعى في العالم

مقالات ذات صلة

الأفاعي

يبلغ عدد أنواع الأفاعي المعروفة في العالم أكثر من (3000) نوع، وتنتشر الأفاعي في جميع قارات العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية، فمنها ما يعيش في الغابات، والأراضي العشبيّة، والمستنقعات، والصّحارى. تتباين الأفاعي في خصائصها، فمنها السّام، وغير السّام، ومنها ما يتكاثر بوضع البيض، ومنها ما يتكاثر بالولادة، كما أنّها تتواجد بمختلف الأطوال، فمنها الأفاعي الخيطيّة التي يصل طولها إلى (10) سنتيمتر، ومنها الأفاعي التي يصل طولها إلى عدة أمتار مثل الأفعى الشّبكيّة.[١]

الأفعى الشّبكيّة أطول أفعى في العالم

تُعد الأفعى المشبكيّة، أو الشّبكيّة (بالإنجليزية: The Reticulated Python) والتي تُعرف علمياً باسم Python Reticulatus أطول أفعى في العالم، فهي تنمو ليصل طولها إلى (30) قدم؛ أي ما يقرب من (9) أمتار، ومتوسط وزنها (250) باونداً أي (113.6) كيلوغرام؛ إلّا أنها قد تصل إلى (350) باونداً (159) كيلوغرام تقريباً.[٢] تتميز الأفعى الشّبكيّة بألوان جميلة تجمع ما بين الزّيتونيّ، والأخضر الدّاكن، والأسود، والأبيض، والذّهبي، وتتكرر على امتداد الظّهر أشكال ماسيّة، وخطوط سوداء تعطيها شكلاََ شبيهاََ بالشّبكة؛ ولذلك تُدعى الأفعى الشّبكيّة.[٣]

التّوزيع الجغرافي

تستوطن الأفعى الشّبكيّة جنوب شرق آسيا، وغرب بنغلاديش إلى جنوب شرق فيتنام، وجزر غرب غينيا الجديدة، كما أظهرت بعض التقارير وجود الأفاعي الشّبكيّة في الأقاليم الشّماليّة في أستراليا، والأجزاء الشّماليّة من ولاية كوينزلاند، والأجزاء الشّرقيّة من السّودان في إفريقيا، وتنتشر حالياََ في معظم أنحاء العالم بسبب قدرتها على السّباحة والانتقال عبر الجزر، تعيش الأفعى الشّبكيّة في الغابات المطيرة ، والغابات الحرشيّة، وهي تفضّل البقاء بالقرب من الجداول والبحيرات.[٤][٥]

التّغذية

تتغذى الأفاعي الشّبكيّة على الفرائس المتوفّرة في بيئتها، ويمكنها التهام حيوانات تفوقها وزناََ، ومن الفرائس المحتملة لها: زبابيات الأشجار، والقوارض، والخفافيش، والغزلان، ودببة الشّمس، كما أنّها تهاجم القرى وتلتهم الحيوانات الأليفة؛ كالأغنام، والخنازير، والقطط، والكلاب، كما أنّها قد تلتهم البشر أنفسهم؛ إذ تم الإبلاغ بين عامي (1934- 1974) عن (6) هجمات قاتلة من الأفاعي الشبكية على البشر في الأماكن القريبة من الغابات التي تنتشر فيها. تكمن الأفاعي الشّبكيّة بانتظار فريستها، ويمكنها اكتشاف وجود فريسة – أو مفترس- بالجوار عن طريق أجهزة خاصة تُسمّى (بالإنجليزية: Pit Organs) تلتقط الحرارة المنبعثّة من أجسام الكائنات الحيّة، تلتّف الأفعى حول فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها كاملة وتبدأ بهضمها ببطء، لذلك؛ فهي لا تحتاج لصيد فريسة أخرى قبل مرور عدة أسابيع.[٤][٥]

أعداء الأفاعي الشّبكيّة

نظراََ لحجم الأفاعي الشّبكيّة الضّخم، فهي عادةََ غير معرضّة لخطر الافتراس، فوحدها التّماسيح، والمفترسات كبيرة الحجم التي يمكن أن تهاجم أفعى شبكيّة كبيرة، وفي هذه الحالة يمكن للأفعى الشّبكيّة أن تسحق مهاجمها بالالتفاف حوله وخنقه، أما أخطر أعداء الأفاعي فهم البشر الذين يصطادونها من أجل لحومها، وجلدها، أما أعداء صغار الأفاعي الشّبكيّة حديثة الفقس فكُثُر، ومنهم: بعض أنواع الثّدييات، والصّقور، والنُسور، وطيور البلشون.[٤]

التّكاثر

 تصل ذكور وإناث الأفاعي الشّبكيّة لمرحلة النّضج الجنسي عادةّ بعمر (3-5) سنوات، وفي موسم التّزاوج الذي يمتد عادةََ ما بين شهريّ شباط وآذار يبدأ الذّكر النّاضج بمغازلة الأنثى بالاهتزاز، أو الرّقص حولها، وفي حال أبدت الأنثى استعدادها للتزاوج يبدأ الذّكر بفرك جسمها باستخدام النّتوءات الصّغيرة التي توجد أسفل بطنه، كما أنّ الأنثى قد تتزاوج مع أكثر من ذكر خلال الموسم الواحد، وإذا كانت الظّروف المناخيّة غير مناسبة يمكن للأنثى أن تحتفظ بالحيوانات المنويّة داخل جسمها وتستخدمها لتخصيب بويضاتها في وقت لاحق. في حالات استثنائيّة يمكن لأنثى الأفعى الشّبكيّة أن تخصّب بيوضها دون الحاجة لوجود ذكر، وهو ما يُسمى التّوالد العذري (بالإنجليزيّة: Parthenogenesis) الذي ينتج عنه أفراداً جديدة مماثلة وراثياً للأم. تحتاج الأنثى لتتمكن من وضع البيض وحضانته لتوفّر الغذاء، والدّفئ، والرّطوبة، وعند توفر الظّروف المناسبة يمكن للأنثى أن تضع بيضاََ مرة واحدة كل عام، أما في الظّروف غير الملائمة فتضع الأنثى البيض مرة واحدة كل عامين أو ثلاثة، يمكن لأنثى الأفعى الشّبكية أن تنتج (8-107) بيضة؛ إلا أنّ متوسط عدد البيوض ما بين (25-50) بيضة في المرة الواحدة.[٤]

بعد وضع البيض تلتّف الأم حوله، ثم تبدأ عضلات جسمها بالانقباض أو الارتعاش (بالإنجليزيّة: Shivering Thermogenesis)؛ لإنتاج الحرارة اللازمة للبيض للنمو والتّطور، تستمر فترة حضانة البيض مدة (90) يوماَ تقريباً، يبدأ بعدها صغير الأفعى بإحداث شق بالبيضة باستخدام سن خاص يوجد على شفته العليا يُسمى “سن البيضة”، يبلغ طول صغير الأفعى عند خروجه من البيضة حوالي (60) سنتيمر، ووزنه حوالي (140) غرام، ويبدأ فور خروجه من البيضة بالاعتماد على نفسه، ويكمن بانتظار فريسته التي تكون عادةً من القوارض والطّيور الصّغيرة. من الجدير بالذّكر أنّ متوسط عمر الأفاعي الشّبكيّة التي تعيش في البريّة (23) عام، تزداد لتصل إلى (32) عام في الأسر لتوفّر الغذاء والحماية.[٤]

الحواس وطرق التواصل

الأفعى الشّبكيّة مثل معظم أنواع الأفاعي غير قادرة على سماع الأصوات التي تنتقل عن طريق الهواء لافتقادها لوجود الأذن، كما أنّ حاسة البصر لديها ضعيفة، وتعوّض ذلك بحاستيّ الشّم واللمس المتطورتين. تتمكن الأفاعي من التقاط الرّوائح بلسانها المشقوق الذي يرسل جزيئات الهواء إلى جهاز خاص يوجد في سقف الفم، ويقوم بتحليل الرّوائح ويُسمى الجهاز الميكعي، أو عضو جاكبسون (بالإنجليزيّة: vomeronasal organ). تتواصل الأفاعي فيما بينها بفضل قدرتها على الإحساس بالاهتزازات باستخدام عضو يُسمى “Columella”، فالأفاعي تؤدّي حركات الاهتزازات لتحذير الأفاعي الأخرى من الاقتراب من مناطقها الإقليميّة، وكذلك للمغازلة وجذب الإناث، كما أنّ الأفاعي أثناء زحفها على الأرض تفرز مواد كيميائيّة لها رائحة مميزة تُسمى الفرمونات، ومن خلال تحليل هذه الرّوائح تتمكن الأفاعي من تحديد جنس وعمر الأفعى التي أفرزتها.[٤]

السّلوك

الأفاعي الشّبكيّة ليليّة النّشاط، وهي عدوانية، تلتفّ غريزياً حول نفسها عندما تشعر بأنّها مهددّة، وهي تفضل البقاء بالقرب من المسطحات المائيّة مما يوفّر لها مساحة كافية للحركة نظراً لحجمها الكبير، ويبقيها قريبة من أماكن تواجد الحيوانات التي تَرِد الماء لتشرب. تتحرّك الأفاعي الشّبكيّة بطريقة متعرجة، أو مستقيمة، كما أنّها قادرة على تسلّق الأشجار. تنمو الأفاعي باستمرار، لذلك؛ فهي تحتاج لطرح جلدها القديم الذي أصبح ضيّقاََ عليها بعملية تُسمى الانسلاخ (بالإنجليزيّة: Ecdysis).[٤][٥]

المراجع

  1. Alina Bradford (20-6-2014), “Snake Facts & Types of Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  2. Elizabeth Palermo (26-2-2013), “Meet the World’s Biggest Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  3. “Reticulated Python – Python reticulatus”, www.petmd.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Cameron Brown, “Python reticulatus Reticulated Python”، animaldiversity.org, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت “RETICULATED PYTHON”, www.snaketype.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

الأفاعي

يبلغ عدد أنواع الأفاعي المعروفة في العالم أكثر من (3000) نوع، وتنتشر الأفاعي في جميع قارات العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية، فمنها ما يعيش في الغابات، والأراضي العشبيّة، والمستنقعات، والصّحارى. تتباين الأفاعي في خصائصها، فمنها السّام، وغير السّام، ومنها ما يتكاثر بوضع البيض، ومنها ما يتكاثر بالولادة، كما أنّها تتواجد بمختلف الأطوال، فمنها الأفاعي الخيطيّة التي يصل طولها إلى (10) سنتيمتر، ومنها الأفاعي التي يصل طولها إلى عدة أمتار مثل الأفعى الشّبكيّة.[١]

الأفعى الشّبكيّة أطول أفعى في العالم

تُعد الأفعى المشبكيّة، أو الشّبكيّة (بالإنجليزية: The Reticulated Python) والتي تُعرف علمياً باسم Python Reticulatus أطول أفعى في العالم، فهي تنمو ليصل طولها إلى (30) قدم؛ أي ما يقرب من (9) أمتار، ومتوسط وزنها (250) باونداً أي (113.6) كيلوغرام؛ إلّا أنها قد تصل إلى (350) باونداً (159) كيلوغرام تقريباً.[٢] تتميز الأفعى الشّبكيّة بألوان جميلة تجمع ما بين الزّيتونيّ، والأخضر الدّاكن، والأسود، والأبيض، والذّهبي، وتتكرر على امتداد الظّهر أشكال ماسيّة، وخطوط سوداء تعطيها شكلاََ شبيهاََ بالشّبكة؛ ولذلك تُدعى الأفعى الشّبكيّة.[٣]

التّوزيع الجغرافي

تستوطن الأفعى الشّبكيّة جنوب شرق آسيا، وغرب بنغلاديش إلى جنوب شرق فيتنام، وجزر غرب غينيا الجديدة، كما أظهرت بعض التقارير وجود الأفاعي الشّبكيّة في الأقاليم الشّماليّة في أستراليا، والأجزاء الشّماليّة من ولاية كوينزلاند، والأجزاء الشّرقيّة من السّودان في إفريقيا، وتنتشر حالياََ في معظم أنحاء العالم بسبب قدرتها على السّباحة والانتقال عبر الجزر، تعيش الأفعى الشّبكيّة في الغابات المطيرة ، والغابات الحرشيّة، وهي تفضّل البقاء بالقرب من الجداول والبحيرات.[٤][٥]

التّغذية

تتغذى الأفاعي الشّبكيّة على الفرائس المتوفّرة في بيئتها، ويمكنها التهام حيوانات تفوقها وزناََ، ومن الفرائس المحتملة لها: زبابيات الأشجار، والقوارض، والخفافيش، والغزلان، ودببة الشّمس، كما أنّها تهاجم القرى وتلتهم الحيوانات الأليفة؛ كالأغنام، والخنازير، والقطط، والكلاب، كما أنّها قد تلتهم البشر أنفسهم؛ إذ تم الإبلاغ بين عامي (1934- 1974) عن (6) هجمات قاتلة من الأفاعي الشبكية على البشر في الأماكن القريبة من الغابات التي تنتشر فيها. تكمن الأفاعي الشّبكيّة بانتظار فريستها، ويمكنها اكتشاف وجود فريسة – أو مفترس- بالجوار عن طريق أجهزة خاصة تُسمّى (بالإنجليزية: Pit Organs) تلتقط الحرارة المنبعثّة من أجسام الكائنات الحيّة، تلتّف الأفعى حول فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها كاملة وتبدأ بهضمها ببطء، لذلك؛ فهي لا تحتاج لصيد فريسة أخرى قبل مرور عدة أسابيع.[٤][٥]

أعداء الأفاعي الشّبكيّة

نظراََ لحجم الأفاعي الشّبكيّة الضّخم، فهي عادةََ غير معرضّة لخطر الافتراس، فوحدها التّماسيح، والمفترسات كبيرة الحجم التي يمكن أن تهاجم أفعى شبكيّة كبيرة، وفي هذه الحالة يمكن للأفعى الشّبكيّة أن تسحق مهاجمها بالالتفاف حوله وخنقه، أما أخطر أعداء الأفاعي فهم البشر الذين يصطادونها من أجل لحومها، وجلدها، أما أعداء صغار الأفاعي الشّبكيّة حديثة الفقس فكُثُر، ومنهم: بعض أنواع الثّدييات، والصّقور، والنُسور، وطيور البلشون.[٤]

التّكاثر

 تصل ذكور وإناث الأفاعي الشّبكيّة لمرحلة النّضج الجنسي عادةّ بعمر (3-5) سنوات، وفي موسم التّزاوج الذي يمتد عادةََ ما بين شهريّ شباط وآذار يبدأ الذّكر النّاضج بمغازلة الأنثى بالاهتزاز، أو الرّقص حولها، وفي حال أبدت الأنثى استعدادها للتزاوج يبدأ الذّكر بفرك جسمها باستخدام النّتوءات الصّغيرة التي توجد أسفل بطنه، كما أنّ الأنثى قد تتزاوج مع أكثر من ذكر خلال الموسم الواحد، وإذا كانت الظّروف المناخيّة غير مناسبة يمكن للأنثى أن تحتفظ بالحيوانات المنويّة داخل جسمها وتستخدمها لتخصيب بويضاتها في وقت لاحق. في حالات استثنائيّة يمكن لأنثى الأفعى الشّبكيّة أن تخصّب بيوضها دون الحاجة لوجود ذكر، وهو ما يُسمى التّوالد العذري (بالإنجليزيّة: Parthenogenesis) الذي ينتج عنه أفراداً جديدة مماثلة وراثياً للأم. تحتاج الأنثى لتتمكن من وضع البيض وحضانته لتوفّر الغذاء، والدّفئ، والرّطوبة، وعند توفر الظّروف المناسبة يمكن للأنثى أن تضع بيضاََ مرة واحدة كل عام، أما في الظّروف غير الملائمة فتضع الأنثى البيض مرة واحدة كل عامين أو ثلاثة، يمكن لأنثى الأفعى الشّبكية أن تنتج (8-107) بيضة؛ إلا أنّ متوسط عدد البيوض ما بين (25-50) بيضة في المرة الواحدة.[٤]

بعد وضع البيض تلتّف الأم حوله، ثم تبدأ عضلات جسمها بالانقباض أو الارتعاش (بالإنجليزيّة: Shivering Thermogenesis)؛ لإنتاج الحرارة اللازمة للبيض للنمو والتّطور، تستمر فترة حضانة البيض مدة (90) يوماَ تقريباً، يبدأ بعدها صغير الأفعى بإحداث شق بالبيضة باستخدام سن خاص يوجد على شفته العليا يُسمى “سن البيضة”، يبلغ طول صغير الأفعى عند خروجه من البيضة حوالي (60) سنتيمر، ووزنه حوالي (140) غرام، ويبدأ فور خروجه من البيضة بالاعتماد على نفسه، ويكمن بانتظار فريسته التي تكون عادةً من القوارض والطّيور الصّغيرة. من الجدير بالذّكر أنّ متوسط عمر الأفاعي الشّبكيّة التي تعيش في البريّة (23) عام، تزداد لتصل إلى (32) عام في الأسر لتوفّر الغذاء والحماية.[٤]

الحواس وطرق التواصل

الأفعى الشّبكيّة مثل معظم أنواع الأفاعي غير قادرة على سماع الأصوات التي تنتقل عن طريق الهواء لافتقادها لوجود الأذن، كما أنّ حاسة البصر لديها ضعيفة، وتعوّض ذلك بحاستيّ الشّم واللمس المتطورتين. تتمكن الأفاعي من التقاط الرّوائح بلسانها المشقوق الذي يرسل جزيئات الهواء إلى جهاز خاص يوجد في سقف الفم، ويقوم بتحليل الرّوائح ويُسمى الجهاز الميكعي، أو عضو جاكبسون (بالإنجليزيّة: vomeronasal organ). تتواصل الأفاعي فيما بينها بفضل قدرتها على الإحساس بالاهتزازات باستخدام عضو يُسمى “Columella”، فالأفاعي تؤدّي حركات الاهتزازات لتحذير الأفاعي الأخرى من الاقتراب من مناطقها الإقليميّة، وكذلك للمغازلة وجذب الإناث، كما أنّ الأفاعي أثناء زحفها على الأرض تفرز مواد كيميائيّة لها رائحة مميزة تُسمى الفرمونات، ومن خلال تحليل هذه الرّوائح تتمكن الأفاعي من تحديد جنس وعمر الأفعى التي أفرزتها.[٤]

السّلوك

الأفاعي الشّبكيّة ليليّة النّشاط، وهي عدوانية، تلتفّ غريزياً حول نفسها عندما تشعر بأنّها مهددّة، وهي تفضل البقاء بالقرب من المسطحات المائيّة مما يوفّر لها مساحة كافية للحركة نظراً لحجمها الكبير، ويبقيها قريبة من أماكن تواجد الحيوانات التي تَرِد الماء لتشرب. تتحرّك الأفاعي الشّبكيّة بطريقة متعرجة، أو مستقيمة، كما أنّها قادرة على تسلّق الأشجار. تنمو الأفاعي باستمرار، لذلك؛ فهي تحتاج لطرح جلدها القديم الذي أصبح ضيّقاََ عليها بعملية تُسمى الانسلاخ (بالإنجليزيّة: Ecdysis).[٤][٥]

المراجع

  1. Alina Bradford (20-6-2014), “Snake Facts & Types of Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  2. Elizabeth Palermo (26-2-2013), “Meet the World’s Biggest Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  3. “Reticulated Python – Python reticulatus”, www.petmd.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Cameron Brown, “Python reticulatus Reticulated Python”، animaldiversity.org, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت “RETICULATED PYTHON”, www.snaketype.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الأفاعي

يبلغ عدد أنواع الأفاعي المعروفة في العالم أكثر من (3000) نوع، وتنتشر الأفاعي في جميع قارات العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية، فمنها ما يعيش في الغابات، والأراضي العشبيّة، والمستنقعات، والصّحارى. تتباين الأفاعي في خصائصها، فمنها السّام، وغير السّام، ومنها ما يتكاثر بوضع البيض، ومنها ما يتكاثر بالولادة، كما أنّها تتواجد بمختلف الأطوال، فمنها الأفاعي الخيطيّة التي يصل طولها إلى (10) سنتيمتر، ومنها الأفاعي التي يصل طولها إلى عدة أمتار مثل الأفعى الشّبكيّة.[١]

الأفعى الشّبكيّة أطول أفعى في العالم

تُعد الأفعى المشبكيّة، أو الشّبكيّة (بالإنجليزية: The Reticulated Python) والتي تُعرف علمياً باسم Python Reticulatus أطول أفعى في العالم، فهي تنمو ليصل طولها إلى (30) قدم؛ أي ما يقرب من (9) أمتار، ومتوسط وزنها (250) باونداً أي (113.6) كيلوغرام؛ إلّا أنها قد تصل إلى (350) باونداً (159) كيلوغرام تقريباً.[٢] تتميز الأفعى الشّبكيّة بألوان جميلة تجمع ما بين الزّيتونيّ، والأخضر الدّاكن، والأسود، والأبيض، والذّهبي، وتتكرر على امتداد الظّهر أشكال ماسيّة، وخطوط سوداء تعطيها شكلاََ شبيهاََ بالشّبكة؛ ولذلك تُدعى الأفعى الشّبكيّة.[٣]

التّوزيع الجغرافي

تستوطن الأفعى الشّبكيّة جنوب شرق آسيا، وغرب بنغلاديش إلى جنوب شرق فيتنام، وجزر غرب غينيا الجديدة، كما أظهرت بعض التقارير وجود الأفاعي الشّبكيّة في الأقاليم الشّماليّة في أستراليا، والأجزاء الشّماليّة من ولاية كوينزلاند، والأجزاء الشّرقيّة من السّودان في إفريقيا، وتنتشر حالياََ في معظم أنحاء العالم بسبب قدرتها على السّباحة والانتقال عبر الجزر، تعيش الأفعى الشّبكيّة في الغابات المطيرة ، والغابات الحرشيّة، وهي تفضّل البقاء بالقرب من الجداول والبحيرات.[٤][٥]

التّغذية

تتغذى الأفاعي الشّبكيّة على الفرائس المتوفّرة في بيئتها، ويمكنها التهام حيوانات تفوقها وزناََ، ومن الفرائس المحتملة لها: زبابيات الأشجار، والقوارض، والخفافيش، والغزلان، ودببة الشّمس، كما أنّها تهاجم القرى وتلتهم الحيوانات الأليفة؛ كالأغنام، والخنازير، والقطط، والكلاب، كما أنّها قد تلتهم البشر أنفسهم؛ إذ تم الإبلاغ بين عامي (1934- 1974) عن (6) هجمات قاتلة من الأفاعي الشبكية على البشر في الأماكن القريبة من الغابات التي تنتشر فيها. تكمن الأفاعي الشّبكيّة بانتظار فريستها، ويمكنها اكتشاف وجود فريسة – أو مفترس- بالجوار عن طريق أجهزة خاصة تُسمّى (بالإنجليزية: Pit Organs) تلتقط الحرارة المنبعثّة من أجسام الكائنات الحيّة، تلتّف الأفعى حول فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها كاملة وتبدأ بهضمها ببطء، لذلك؛ فهي لا تحتاج لصيد فريسة أخرى قبل مرور عدة أسابيع.[٤][٥]

أعداء الأفاعي الشّبكيّة

نظراََ لحجم الأفاعي الشّبكيّة الضّخم، فهي عادةََ غير معرضّة لخطر الافتراس، فوحدها التّماسيح، والمفترسات كبيرة الحجم التي يمكن أن تهاجم أفعى شبكيّة كبيرة، وفي هذه الحالة يمكن للأفعى الشّبكيّة أن تسحق مهاجمها بالالتفاف حوله وخنقه، أما أخطر أعداء الأفاعي فهم البشر الذين يصطادونها من أجل لحومها، وجلدها، أما أعداء صغار الأفاعي الشّبكيّة حديثة الفقس فكُثُر، ومنهم: بعض أنواع الثّدييات، والصّقور، والنُسور، وطيور البلشون.[٤]

التّكاثر

 تصل ذكور وإناث الأفاعي الشّبكيّة لمرحلة النّضج الجنسي عادةّ بعمر (3-5) سنوات، وفي موسم التّزاوج الذي يمتد عادةََ ما بين شهريّ شباط وآذار يبدأ الذّكر النّاضج بمغازلة الأنثى بالاهتزاز، أو الرّقص حولها، وفي حال أبدت الأنثى استعدادها للتزاوج يبدأ الذّكر بفرك جسمها باستخدام النّتوءات الصّغيرة التي توجد أسفل بطنه، كما أنّ الأنثى قد تتزاوج مع أكثر من ذكر خلال الموسم الواحد، وإذا كانت الظّروف المناخيّة غير مناسبة يمكن للأنثى أن تحتفظ بالحيوانات المنويّة داخل جسمها وتستخدمها لتخصيب بويضاتها في وقت لاحق. في حالات استثنائيّة يمكن لأنثى الأفعى الشّبكيّة أن تخصّب بيوضها دون الحاجة لوجود ذكر، وهو ما يُسمى التّوالد العذري (بالإنجليزيّة: Parthenogenesis) الذي ينتج عنه أفراداً جديدة مماثلة وراثياً للأم. تحتاج الأنثى لتتمكن من وضع البيض وحضانته لتوفّر الغذاء، والدّفئ، والرّطوبة، وعند توفر الظّروف المناسبة يمكن للأنثى أن تضع بيضاََ مرة واحدة كل عام، أما في الظّروف غير الملائمة فتضع الأنثى البيض مرة واحدة كل عامين أو ثلاثة، يمكن لأنثى الأفعى الشّبكية أن تنتج (8-107) بيضة؛ إلا أنّ متوسط عدد البيوض ما بين (25-50) بيضة في المرة الواحدة.[٤]

بعد وضع البيض تلتّف الأم حوله، ثم تبدأ عضلات جسمها بالانقباض أو الارتعاش (بالإنجليزيّة: Shivering Thermogenesis)؛ لإنتاج الحرارة اللازمة للبيض للنمو والتّطور، تستمر فترة حضانة البيض مدة (90) يوماَ تقريباً، يبدأ بعدها صغير الأفعى بإحداث شق بالبيضة باستخدام سن خاص يوجد على شفته العليا يُسمى “سن البيضة”، يبلغ طول صغير الأفعى عند خروجه من البيضة حوالي (60) سنتيمر، ووزنه حوالي (140) غرام، ويبدأ فور خروجه من البيضة بالاعتماد على نفسه، ويكمن بانتظار فريسته التي تكون عادةً من القوارض والطّيور الصّغيرة. من الجدير بالذّكر أنّ متوسط عمر الأفاعي الشّبكيّة التي تعيش في البريّة (23) عام، تزداد لتصل إلى (32) عام في الأسر لتوفّر الغذاء والحماية.[٤]

الحواس وطرق التواصل

الأفعى الشّبكيّة مثل معظم أنواع الأفاعي غير قادرة على سماع الأصوات التي تنتقل عن طريق الهواء لافتقادها لوجود الأذن، كما أنّ حاسة البصر لديها ضعيفة، وتعوّض ذلك بحاستيّ الشّم واللمس المتطورتين. تتمكن الأفاعي من التقاط الرّوائح بلسانها المشقوق الذي يرسل جزيئات الهواء إلى جهاز خاص يوجد في سقف الفم، ويقوم بتحليل الرّوائح ويُسمى الجهاز الميكعي، أو عضو جاكبسون (بالإنجليزيّة: vomeronasal organ). تتواصل الأفاعي فيما بينها بفضل قدرتها على الإحساس بالاهتزازات باستخدام عضو يُسمى “Columella”، فالأفاعي تؤدّي حركات الاهتزازات لتحذير الأفاعي الأخرى من الاقتراب من مناطقها الإقليميّة، وكذلك للمغازلة وجذب الإناث، كما أنّ الأفاعي أثناء زحفها على الأرض تفرز مواد كيميائيّة لها رائحة مميزة تُسمى الفرمونات، ومن خلال تحليل هذه الرّوائح تتمكن الأفاعي من تحديد جنس وعمر الأفعى التي أفرزتها.[٤]

السّلوك

الأفاعي الشّبكيّة ليليّة النّشاط، وهي عدوانية، تلتفّ غريزياً حول نفسها عندما تشعر بأنّها مهددّة، وهي تفضل البقاء بالقرب من المسطحات المائيّة مما يوفّر لها مساحة كافية للحركة نظراً لحجمها الكبير، ويبقيها قريبة من أماكن تواجد الحيوانات التي تَرِد الماء لتشرب. تتحرّك الأفاعي الشّبكيّة بطريقة متعرجة، أو مستقيمة، كما أنّها قادرة على تسلّق الأشجار. تنمو الأفاعي باستمرار، لذلك؛ فهي تحتاج لطرح جلدها القديم الذي أصبح ضيّقاََ عليها بعملية تُسمى الانسلاخ (بالإنجليزيّة: Ecdysis).[٤][٥]

المراجع

  1. Alina Bradford (20-6-2014), “Snake Facts & Types of Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  2. Elizabeth Palermo (26-2-2013), “Meet the World’s Biggest Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  3. “Reticulated Python – Python reticulatus”, www.petmd.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Cameron Brown, “Python reticulatus Reticulated Python”، animaldiversity.org, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت “RETICULATED PYTHON”, www.snaketype.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الأفاعي

يبلغ عدد أنواع الأفاعي المعروفة في العالم أكثر من (3000) نوع، وتنتشر الأفاعي في جميع قارات العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية، فمنها ما يعيش في الغابات، والأراضي العشبيّة، والمستنقعات، والصّحارى. تتباين الأفاعي في خصائصها، فمنها السّام، وغير السّام، ومنها ما يتكاثر بوضع البيض، ومنها ما يتكاثر بالولادة، كما أنّها تتواجد بمختلف الأطوال، فمنها الأفاعي الخيطيّة التي يصل طولها إلى (10) سنتيمتر، ومنها الأفاعي التي يصل طولها إلى عدة أمتار مثل الأفعى الشّبكيّة.[١]

الأفعى الشّبكيّة أطول أفعى في العالم

تُعد الأفعى المشبكيّة، أو الشّبكيّة (بالإنجليزية: The Reticulated Python) والتي تُعرف علمياً باسم Python Reticulatus أطول أفعى في العالم، فهي تنمو ليصل طولها إلى (30) قدم؛ أي ما يقرب من (9) أمتار، ومتوسط وزنها (250) باونداً أي (113.6) كيلوغرام؛ إلّا أنها قد تصل إلى (350) باونداً (159) كيلوغرام تقريباً.[٢] تتميز الأفعى الشّبكيّة بألوان جميلة تجمع ما بين الزّيتونيّ، والأخضر الدّاكن، والأسود، والأبيض، والذّهبي، وتتكرر على امتداد الظّهر أشكال ماسيّة، وخطوط سوداء تعطيها شكلاََ شبيهاََ بالشّبكة؛ ولذلك تُدعى الأفعى الشّبكيّة.[٣]

التّوزيع الجغرافي

تستوطن الأفعى الشّبكيّة جنوب شرق آسيا، وغرب بنغلاديش إلى جنوب شرق فيتنام، وجزر غرب غينيا الجديدة، كما أظهرت بعض التقارير وجود الأفاعي الشّبكيّة في الأقاليم الشّماليّة في أستراليا، والأجزاء الشّماليّة من ولاية كوينزلاند، والأجزاء الشّرقيّة من السّودان في إفريقيا، وتنتشر حالياََ في معظم أنحاء العالم بسبب قدرتها على السّباحة والانتقال عبر الجزر، تعيش الأفعى الشّبكيّة في الغابات المطيرة ، والغابات الحرشيّة، وهي تفضّل البقاء بالقرب من الجداول والبحيرات.[٤][٥]

التّغذية

تتغذى الأفاعي الشّبكيّة على الفرائس المتوفّرة في بيئتها، ويمكنها التهام حيوانات تفوقها وزناََ، ومن الفرائس المحتملة لها: زبابيات الأشجار، والقوارض، والخفافيش، والغزلان، ودببة الشّمس، كما أنّها تهاجم القرى وتلتهم الحيوانات الأليفة؛ كالأغنام، والخنازير، والقطط، والكلاب، كما أنّها قد تلتهم البشر أنفسهم؛ إذ تم الإبلاغ بين عامي (1934- 1974) عن (6) هجمات قاتلة من الأفاعي الشبكية على البشر في الأماكن القريبة من الغابات التي تنتشر فيها. تكمن الأفاعي الشّبكيّة بانتظار فريستها، ويمكنها اكتشاف وجود فريسة – أو مفترس- بالجوار عن طريق أجهزة خاصة تُسمّى (بالإنجليزية: Pit Organs) تلتقط الحرارة المنبعثّة من أجسام الكائنات الحيّة، تلتّف الأفعى حول فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها كاملة وتبدأ بهضمها ببطء، لذلك؛ فهي لا تحتاج لصيد فريسة أخرى قبل مرور عدة أسابيع.[٤][٥]

أعداء الأفاعي الشّبكيّة

نظراََ لحجم الأفاعي الشّبكيّة الضّخم، فهي عادةََ غير معرضّة لخطر الافتراس، فوحدها التّماسيح، والمفترسات كبيرة الحجم التي يمكن أن تهاجم أفعى شبكيّة كبيرة، وفي هذه الحالة يمكن للأفعى الشّبكيّة أن تسحق مهاجمها بالالتفاف حوله وخنقه، أما أخطر أعداء الأفاعي فهم البشر الذين يصطادونها من أجل لحومها، وجلدها، أما أعداء صغار الأفاعي الشّبكيّة حديثة الفقس فكُثُر، ومنهم: بعض أنواع الثّدييات، والصّقور، والنُسور، وطيور البلشون.[٤]

التّكاثر

 تصل ذكور وإناث الأفاعي الشّبكيّة لمرحلة النّضج الجنسي عادةّ بعمر (3-5) سنوات، وفي موسم التّزاوج الذي يمتد عادةََ ما بين شهريّ شباط وآذار يبدأ الذّكر النّاضج بمغازلة الأنثى بالاهتزاز، أو الرّقص حولها، وفي حال أبدت الأنثى استعدادها للتزاوج يبدأ الذّكر بفرك جسمها باستخدام النّتوءات الصّغيرة التي توجد أسفل بطنه، كما أنّ الأنثى قد تتزاوج مع أكثر من ذكر خلال الموسم الواحد، وإذا كانت الظّروف المناخيّة غير مناسبة يمكن للأنثى أن تحتفظ بالحيوانات المنويّة داخل جسمها وتستخدمها لتخصيب بويضاتها في وقت لاحق. في حالات استثنائيّة يمكن لأنثى الأفعى الشّبكيّة أن تخصّب بيوضها دون الحاجة لوجود ذكر، وهو ما يُسمى التّوالد العذري (بالإنجليزيّة: Parthenogenesis) الذي ينتج عنه أفراداً جديدة مماثلة وراثياً للأم. تحتاج الأنثى لتتمكن من وضع البيض وحضانته لتوفّر الغذاء، والدّفئ، والرّطوبة، وعند توفر الظّروف المناسبة يمكن للأنثى أن تضع بيضاََ مرة واحدة كل عام، أما في الظّروف غير الملائمة فتضع الأنثى البيض مرة واحدة كل عامين أو ثلاثة، يمكن لأنثى الأفعى الشّبكية أن تنتج (8-107) بيضة؛ إلا أنّ متوسط عدد البيوض ما بين (25-50) بيضة في المرة الواحدة.[٤]

بعد وضع البيض تلتّف الأم حوله، ثم تبدأ عضلات جسمها بالانقباض أو الارتعاش (بالإنجليزيّة: Shivering Thermogenesis)؛ لإنتاج الحرارة اللازمة للبيض للنمو والتّطور، تستمر فترة حضانة البيض مدة (90) يوماَ تقريباً، يبدأ بعدها صغير الأفعى بإحداث شق بالبيضة باستخدام سن خاص يوجد على شفته العليا يُسمى “سن البيضة”، يبلغ طول صغير الأفعى عند خروجه من البيضة حوالي (60) سنتيمر، ووزنه حوالي (140) غرام، ويبدأ فور خروجه من البيضة بالاعتماد على نفسه، ويكمن بانتظار فريسته التي تكون عادةً من القوارض والطّيور الصّغيرة. من الجدير بالذّكر أنّ متوسط عمر الأفاعي الشّبكيّة التي تعيش في البريّة (23) عام، تزداد لتصل إلى (32) عام في الأسر لتوفّر الغذاء والحماية.[٤]

الحواس وطرق التواصل

الأفعى الشّبكيّة مثل معظم أنواع الأفاعي غير قادرة على سماع الأصوات التي تنتقل عن طريق الهواء لافتقادها لوجود الأذن، كما أنّ حاسة البصر لديها ضعيفة، وتعوّض ذلك بحاستيّ الشّم واللمس المتطورتين. تتمكن الأفاعي من التقاط الرّوائح بلسانها المشقوق الذي يرسل جزيئات الهواء إلى جهاز خاص يوجد في سقف الفم، ويقوم بتحليل الرّوائح ويُسمى الجهاز الميكعي، أو عضو جاكبسون (بالإنجليزيّة: vomeronasal organ). تتواصل الأفاعي فيما بينها بفضل قدرتها على الإحساس بالاهتزازات باستخدام عضو يُسمى “Columella”، فالأفاعي تؤدّي حركات الاهتزازات لتحذير الأفاعي الأخرى من الاقتراب من مناطقها الإقليميّة، وكذلك للمغازلة وجذب الإناث، كما أنّ الأفاعي أثناء زحفها على الأرض تفرز مواد كيميائيّة لها رائحة مميزة تُسمى الفرمونات، ومن خلال تحليل هذه الرّوائح تتمكن الأفاعي من تحديد جنس وعمر الأفعى التي أفرزتها.[٤]

السّلوك

الأفاعي الشّبكيّة ليليّة النّشاط، وهي عدوانية، تلتفّ غريزياً حول نفسها عندما تشعر بأنّها مهددّة، وهي تفضل البقاء بالقرب من المسطحات المائيّة مما يوفّر لها مساحة كافية للحركة نظراً لحجمها الكبير، ويبقيها قريبة من أماكن تواجد الحيوانات التي تَرِد الماء لتشرب. تتحرّك الأفاعي الشّبكيّة بطريقة متعرجة، أو مستقيمة، كما أنّها قادرة على تسلّق الأشجار. تنمو الأفاعي باستمرار، لذلك؛ فهي تحتاج لطرح جلدها القديم الذي أصبح ضيّقاََ عليها بعملية تُسمى الانسلاخ (بالإنجليزيّة: Ecdysis).[٤][٥]

المراجع

  1. Alina Bradford (20-6-2014), “Snake Facts & Types of Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  2. Elizabeth Palermo (26-2-2013), “Meet the World’s Biggest Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  3. “Reticulated Python – Python reticulatus”, www.petmd.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Cameron Brown, “Python reticulatus Reticulated Python”، animaldiversity.org, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت “RETICULATED PYTHON”, www.snaketype.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

الأفاعي

يبلغ عدد أنواع الأفاعي المعروفة في العالم أكثر من (3000) نوع، وتنتشر الأفاعي في جميع قارات العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية، فمنها ما يعيش في الغابات، والأراضي العشبيّة، والمستنقعات، والصّحارى. تتباين الأفاعي في خصائصها، فمنها السّام، وغير السّام، ومنها ما يتكاثر بوضع البيض، ومنها ما يتكاثر بالولادة، كما أنّها تتواجد بمختلف الأطوال، فمنها الأفاعي الخيطيّة التي يصل طولها إلى (10) سنتيمتر، ومنها الأفاعي التي يصل طولها إلى عدة أمتار مثل الأفعى الشّبكيّة.[١]

الأفعى الشّبكيّة أطول أفعى في العالم

تُعد الأفعى المشبكيّة، أو الشّبكيّة (بالإنجليزية: The Reticulated Python) والتي تُعرف علمياً باسم Python Reticulatus أطول أفعى في العالم، فهي تنمو ليصل طولها إلى (30) قدم؛ أي ما يقرب من (9) أمتار، ومتوسط وزنها (250) باونداً أي (113.6) كيلوغرام؛ إلّا أنها قد تصل إلى (350) باونداً (159) كيلوغرام تقريباً.[٢] تتميز الأفعى الشّبكيّة بألوان جميلة تجمع ما بين الزّيتونيّ، والأخضر الدّاكن، والأسود، والأبيض، والذّهبي، وتتكرر على امتداد الظّهر أشكال ماسيّة، وخطوط سوداء تعطيها شكلاََ شبيهاََ بالشّبكة؛ ولذلك تُدعى الأفعى الشّبكيّة.[٣]

التّوزيع الجغرافي

تستوطن الأفعى الشّبكيّة جنوب شرق آسيا، وغرب بنغلاديش إلى جنوب شرق فيتنام، وجزر غرب غينيا الجديدة، كما أظهرت بعض التقارير وجود الأفاعي الشّبكيّة في الأقاليم الشّماليّة في أستراليا، والأجزاء الشّماليّة من ولاية كوينزلاند، والأجزاء الشّرقيّة من السّودان في إفريقيا، وتنتشر حالياََ في معظم أنحاء العالم بسبب قدرتها على السّباحة والانتقال عبر الجزر، تعيش الأفعى الشّبكيّة في الغابات المطيرة ، والغابات الحرشيّة، وهي تفضّل البقاء بالقرب من الجداول والبحيرات.[٤][٥]

التّغذية

تتغذى الأفاعي الشّبكيّة على الفرائس المتوفّرة في بيئتها، ويمكنها التهام حيوانات تفوقها وزناََ، ومن الفرائس المحتملة لها: زبابيات الأشجار، والقوارض، والخفافيش، والغزلان، ودببة الشّمس، كما أنّها تهاجم القرى وتلتهم الحيوانات الأليفة؛ كالأغنام، والخنازير، والقطط، والكلاب، كما أنّها قد تلتهم البشر أنفسهم؛ إذ تم الإبلاغ بين عامي (1934- 1974) عن (6) هجمات قاتلة من الأفاعي الشبكية على البشر في الأماكن القريبة من الغابات التي تنتشر فيها. تكمن الأفاعي الشّبكيّة بانتظار فريستها، ويمكنها اكتشاف وجود فريسة – أو مفترس- بالجوار عن طريق أجهزة خاصة تُسمّى (بالإنجليزية: Pit Organs) تلتقط الحرارة المنبعثّة من أجسام الكائنات الحيّة، تلتّف الأفعى حول فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها كاملة وتبدأ بهضمها ببطء، لذلك؛ فهي لا تحتاج لصيد فريسة أخرى قبل مرور عدة أسابيع.[٤][٥]

أعداء الأفاعي الشّبكيّة

نظراََ لحجم الأفاعي الشّبكيّة الضّخم، فهي عادةََ غير معرضّة لخطر الافتراس، فوحدها التّماسيح، والمفترسات كبيرة الحجم التي يمكن أن تهاجم أفعى شبكيّة كبيرة، وفي هذه الحالة يمكن للأفعى الشّبكيّة أن تسحق مهاجمها بالالتفاف حوله وخنقه، أما أخطر أعداء الأفاعي فهم البشر الذين يصطادونها من أجل لحومها، وجلدها، أما أعداء صغار الأفاعي الشّبكيّة حديثة الفقس فكُثُر، ومنهم: بعض أنواع الثّدييات، والصّقور، والنُسور، وطيور البلشون.[٤]

التّكاثر

 تصل ذكور وإناث الأفاعي الشّبكيّة لمرحلة النّضج الجنسي عادةّ بعمر (3-5) سنوات، وفي موسم التّزاوج الذي يمتد عادةََ ما بين شهريّ شباط وآذار يبدأ الذّكر النّاضج بمغازلة الأنثى بالاهتزاز، أو الرّقص حولها، وفي حال أبدت الأنثى استعدادها للتزاوج يبدأ الذّكر بفرك جسمها باستخدام النّتوءات الصّغيرة التي توجد أسفل بطنه، كما أنّ الأنثى قد تتزاوج مع أكثر من ذكر خلال الموسم الواحد، وإذا كانت الظّروف المناخيّة غير مناسبة يمكن للأنثى أن تحتفظ بالحيوانات المنويّة داخل جسمها وتستخدمها لتخصيب بويضاتها في وقت لاحق. في حالات استثنائيّة يمكن لأنثى الأفعى الشّبكيّة أن تخصّب بيوضها دون الحاجة لوجود ذكر، وهو ما يُسمى التّوالد العذري (بالإنجليزيّة: Parthenogenesis) الذي ينتج عنه أفراداً جديدة مماثلة وراثياً للأم. تحتاج الأنثى لتتمكن من وضع البيض وحضانته لتوفّر الغذاء، والدّفئ، والرّطوبة، وعند توفر الظّروف المناسبة يمكن للأنثى أن تضع بيضاََ مرة واحدة كل عام، أما في الظّروف غير الملائمة فتضع الأنثى البيض مرة واحدة كل عامين أو ثلاثة، يمكن لأنثى الأفعى الشّبكية أن تنتج (8-107) بيضة؛ إلا أنّ متوسط عدد البيوض ما بين (25-50) بيضة في المرة الواحدة.[٤]

بعد وضع البيض تلتّف الأم حوله، ثم تبدأ عضلات جسمها بالانقباض أو الارتعاش (بالإنجليزيّة: Shivering Thermogenesis)؛ لإنتاج الحرارة اللازمة للبيض للنمو والتّطور، تستمر فترة حضانة البيض مدة (90) يوماَ تقريباً، يبدأ بعدها صغير الأفعى بإحداث شق بالبيضة باستخدام سن خاص يوجد على شفته العليا يُسمى “سن البيضة”، يبلغ طول صغير الأفعى عند خروجه من البيضة حوالي (60) سنتيمر، ووزنه حوالي (140) غرام، ويبدأ فور خروجه من البيضة بالاعتماد على نفسه، ويكمن بانتظار فريسته التي تكون عادةً من القوارض والطّيور الصّغيرة. من الجدير بالذّكر أنّ متوسط عمر الأفاعي الشّبكيّة التي تعيش في البريّة (23) عام، تزداد لتصل إلى (32) عام في الأسر لتوفّر الغذاء والحماية.[٤]

الحواس وطرق التواصل

الأفعى الشّبكيّة مثل معظم أنواع الأفاعي غير قادرة على سماع الأصوات التي تنتقل عن طريق الهواء لافتقادها لوجود الأذن، كما أنّ حاسة البصر لديها ضعيفة، وتعوّض ذلك بحاستيّ الشّم واللمس المتطورتين. تتمكن الأفاعي من التقاط الرّوائح بلسانها المشقوق الذي يرسل جزيئات الهواء إلى جهاز خاص يوجد في سقف الفم، ويقوم بتحليل الرّوائح ويُسمى الجهاز الميكعي، أو عضو جاكبسون (بالإنجليزيّة: vomeronasal organ). تتواصل الأفاعي فيما بينها بفضل قدرتها على الإحساس بالاهتزازات باستخدام عضو يُسمى “Columella”، فالأفاعي تؤدّي حركات الاهتزازات لتحذير الأفاعي الأخرى من الاقتراب من مناطقها الإقليميّة، وكذلك للمغازلة وجذب الإناث، كما أنّ الأفاعي أثناء زحفها على الأرض تفرز مواد كيميائيّة لها رائحة مميزة تُسمى الفرمونات، ومن خلال تحليل هذه الرّوائح تتمكن الأفاعي من تحديد جنس وعمر الأفعى التي أفرزتها.[٤]

السّلوك

الأفاعي الشّبكيّة ليليّة النّشاط، وهي عدوانية، تلتفّ غريزياً حول نفسها عندما تشعر بأنّها مهددّة، وهي تفضل البقاء بالقرب من المسطحات المائيّة مما يوفّر لها مساحة كافية للحركة نظراً لحجمها الكبير، ويبقيها قريبة من أماكن تواجد الحيوانات التي تَرِد الماء لتشرب. تتحرّك الأفاعي الشّبكيّة بطريقة متعرجة، أو مستقيمة، كما أنّها قادرة على تسلّق الأشجار. تنمو الأفاعي باستمرار، لذلك؛ فهي تحتاج لطرح جلدها القديم الذي أصبح ضيّقاََ عليها بعملية تُسمى الانسلاخ (بالإنجليزيّة: Ecdysis).[٤][٥]

المراجع

  1. Alina Bradford (20-6-2014), “Snake Facts & Types of Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  2. Elizabeth Palermo (26-2-2013), “Meet the World’s Biggest Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  3. “Reticulated Python – Python reticulatus”, www.petmd.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Cameron Brown, “Python reticulatus Reticulated Python”، animaldiversity.org, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت “RETICULATED PYTHON”, www.snaketype.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

الأفاعي

يبلغ عدد أنواع الأفاعي المعروفة في العالم أكثر من (3000) نوع، وتنتشر الأفاعي في جميع قارات العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية، فمنها ما يعيش في الغابات، والأراضي العشبيّة، والمستنقعات، والصّحارى. تتباين الأفاعي في خصائصها، فمنها السّام، وغير السّام، ومنها ما يتكاثر بوضع البيض، ومنها ما يتكاثر بالولادة، كما أنّها تتواجد بمختلف الأطوال، فمنها الأفاعي الخيطيّة التي يصل طولها إلى (10) سنتيمتر، ومنها الأفاعي التي يصل طولها إلى عدة أمتار مثل الأفعى الشّبكيّة.[١]

الأفعى الشّبكيّة أطول أفعى في العالم

تُعد الأفعى المشبكيّة، أو الشّبكيّة (بالإنجليزية: The Reticulated Python) والتي تُعرف علمياً باسم Python Reticulatus أطول أفعى في العالم، فهي تنمو ليصل طولها إلى (30) قدم؛ أي ما يقرب من (9) أمتار، ومتوسط وزنها (250) باونداً أي (113.6) كيلوغرام؛ إلّا أنها قد تصل إلى (350) باونداً (159) كيلوغرام تقريباً.[٢] تتميز الأفعى الشّبكيّة بألوان جميلة تجمع ما بين الزّيتونيّ، والأخضر الدّاكن، والأسود، والأبيض، والذّهبي، وتتكرر على امتداد الظّهر أشكال ماسيّة، وخطوط سوداء تعطيها شكلاََ شبيهاََ بالشّبكة؛ ولذلك تُدعى الأفعى الشّبكيّة.[٣]

التّوزيع الجغرافي

تستوطن الأفعى الشّبكيّة جنوب شرق آسيا، وغرب بنغلاديش إلى جنوب شرق فيتنام، وجزر غرب غينيا الجديدة، كما أظهرت بعض التقارير وجود الأفاعي الشّبكيّة في الأقاليم الشّماليّة في أستراليا، والأجزاء الشّماليّة من ولاية كوينزلاند، والأجزاء الشّرقيّة من السّودان في إفريقيا، وتنتشر حالياََ في معظم أنحاء العالم بسبب قدرتها على السّباحة والانتقال عبر الجزر، تعيش الأفعى الشّبكيّة في الغابات المطيرة ، والغابات الحرشيّة، وهي تفضّل البقاء بالقرب من الجداول والبحيرات.[٤][٥]

التّغذية

تتغذى الأفاعي الشّبكيّة على الفرائس المتوفّرة في بيئتها، ويمكنها التهام حيوانات تفوقها وزناََ، ومن الفرائس المحتملة لها: زبابيات الأشجار، والقوارض، والخفافيش، والغزلان، ودببة الشّمس، كما أنّها تهاجم القرى وتلتهم الحيوانات الأليفة؛ كالأغنام، والخنازير، والقطط، والكلاب، كما أنّها قد تلتهم البشر أنفسهم؛ إذ تم الإبلاغ بين عامي (1934- 1974) عن (6) هجمات قاتلة من الأفاعي الشبكية على البشر في الأماكن القريبة من الغابات التي تنتشر فيها. تكمن الأفاعي الشّبكيّة بانتظار فريستها، ويمكنها اكتشاف وجود فريسة – أو مفترس- بالجوار عن طريق أجهزة خاصة تُسمّى (بالإنجليزية: Pit Organs) تلتقط الحرارة المنبعثّة من أجسام الكائنات الحيّة، تلتّف الأفعى حول فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها كاملة وتبدأ بهضمها ببطء، لذلك؛ فهي لا تحتاج لصيد فريسة أخرى قبل مرور عدة أسابيع.[٤][٥]

أعداء الأفاعي الشّبكيّة

نظراََ لحجم الأفاعي الشّبكيّة الضّخم، فهي عادةََ غير معرضّة لخطر الافتراس، فوحدها التّماسيح، والمفترسات كبيرة الحجم التي يمكن أن تهاجم أفعى شبكيّة كبيرة، وفي هذه الحالة يمكن للأفعى الشّبكيّة أن تسحق مهاجمها بالالتفاف حوله وخنقه، أما أخطر أعداء الأفاعي فهم البشر الذين يصطادونها من أجل لحومها، وجلدها، أما أعداء صغار الأفاعي الشّبكيّة حديثة الفقس فكُثُر، ومنهم: بعض أنواع الثّدييات، والصّقور، والنُسور، وطيور البلشون.[٤]

التّكاثر

 تصل ذكور وإناث الأفاعي الشّبكيّة لمرحلة النّضج الجنسي عادةّ بعمر (3-5) سنوات، وفي موسم التّزاوج الذي يمتد عادةََ ما بين شهريّ شباط وآذار يبدأ الذّكر النّاضج بمغازلة الأنثى بالاهتزاز، أو الرّقص حولها، وفي حال أبدت الأنثى استعدادها للتزاوج يبدأ الذّكر بفرك جسمها باستخدام النّتوءات الصّغيرة التي توجد أسفل بطنه، كما أنّ الأنثى قد تتزاوج مع أكثر من ذكر خلال الموسم الواحد، وإذا كانت الظّروف المناخيّة غير مناسبة يمكن للأنثى أن تحتفظ بالحيوانات المنويّة داخل جسمها وتستخدمها لتخصيب بويضاتها في وقت لاحق. في حالات استثنائيّة يمكن لأنثى الأفعى الشّبكيّة أن تخصّب بيوضها دون الحاجة لوجود ذكر، وهو ما يُسمى التّوالد العذري (بالإنجليزيّة: Parthenogenesis) الذي ينتج عنه أفراداً جديدة مماثلة وراثياً للأم. تحتاج الأنثى لتتمكن من وضع البيض وحضانته لتوفّر الغذاء، والدّفئ، والرّطوبة، وعند توفر الظّروف المناسبة يمكن للأنثى أن تضع بيضاََ مرة واحدة كل عام، أما في الظّروف غير الملائمة فتضع الأنثى البيض مرة واحدة كل عامين أو ثلاثة، يمكن لأنثى الأفعى الشّبكية أن تنتج (8-107) بيضة؛ إلا أنّ متوسط عدد البيوض ما بين (25-50) بيضة في المرة الواحدة.[٤]

بعد وضع البيض تلتّف الأم حوله، ثم تبدأ عضلات جسمها بالانقباض أو الارتعاش (بالإنجليزيّة: Shivering Thermogenesis)؛ لإنتاج الحرارة اللازمة للبيض للنمو والتّطور، تستمر فترة حضانة البيض مدة (90) يوماَ تقريباً، يبدأ بعدها صغير الأفعى بإحداث شق بالبيضة باستخدام سن خاص يوجد على شفته العليا يُسمى “سن البيضة”، يبلغ طول صغير الأفعى عند خروجه من البيضة حوالي (60) سنتيمر، ووزنه حوالي (140) غرام، ويبدأ فور خروجه من البيضة بالاعتماد على نفسه، ويكمن بانتظار فريسته التي تكون عادةً من القوارض والطّيور الصّغيرة. من الجدير بالذّكر أنّ متوسط عمر الأفاعي الشّبكيّة التي تعيش في البريّة (23) عام، تزداد لتصل إلى (32) عام في الأسر لتوفّر الغذاء والحماية.[٤]

الحواس وطرق التواصل

الأفعى الشّبكيّة مثل معظم أنواع الأفاعي غير قادرة على سماع الأصوات التي تنتقل عن طريق الهواء لافتقادها لوجود الأذن، كما أنّ حاسة البصر لديها ضعيفة، وتعوّض ذلك بحاستيّ الشّم واللمس المتطورتين. تتمكن الأفاعي من التقاط الرّوائح بلسانها المشقوق الذي يرسل جزيئات الهواء إلى جهاز خاص يوجد في سقف الفم، ويقوم بتحليل الرّوائح ويُسمى الجهاز الميكعي، أو عضو جاكبسون (بالإنجليزيّة: vomeronasal organ). تتواصل الأفاعي فيما بينها بفضل قدرتها على الإحساس بالاهتزازات باستخدام عضو يُسمى “Columella”، فالأفاعي تؤدّي حركات الاهتزازات لتحذير الأفاعي الأخرى من الاقتراب من مناطقها الإقليميّة، وكذلك للمغازلة وجذب الإناث، كما أنّ الأفاعي أثناء زحفها على الأرض تفرز مواد كيميائيّة لها رائحة مميزة تُسمى الفرمونات، ومن خلال تحليل هذه الرّوائح تتمكن الأفاعي من تحديد جنس وعمر الأفعى التي أفرزتها.[٤]

السّلوك

الأفاعي الشّبكيّة ليليّة النّشاط، وهي عدوانية، تلتفّ غريزياً حول نفسها عندما تشعر بأنّها مهددّة، وهي تفضل البقاء بالقرب من المسطحات المائيّة مما يوفّر لها مساحة كافية للحركة نظراً لحجمها الكبير، ويبقيها قريبة من أماكن تواجد الحيوانات التي تَرِد الماء لتشرب. تتحرّك الأفاعي الشّبكيّة بطريقة متعرجة، أو مستقيمة، كما أنّها قادرة على تسلّق الأشجار. تنمو الأفاعي باستمرار، لذلك؛ فهي تحتاج لطرح جلدها القديم الذي أصبح ضيّقاََ عليها بعملية تُسمى الانسلاخ (بالإنجليزيّة: Ecdysis).[٤][٥]

المراجع

  1. Alina Bradford (20-6-2014), “Snake Facts & Types of Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  2. Elizabeth Palermo (26-2-2013), “Meet the World’s Biggest Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  3. “Reticulated Python – Python reticulatus”, www.petmd.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Cameron Brown, “Python reticulatus Reticulated Python”، animaldiversity.org, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت “RETICULATED PYTHON”, www.snaketype.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

الأفاعي

يبلغ عدد أنواع الأفاعي المعروفة في العالم أكثر من (3000) نوع، وتنتشر الأفاعي في جميع قارات العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية، فمنها ما يعيش في الغابات، والأراضي العشبيّة، والمستنقعات، والصّحارى. تتباين الأفاعي في خصائصها، فمنها السّام، وغير السّام، ومنها ما يتكاثر بوضع البيض، ومنها ما يتكاثر بالولادة، كما أنّها تتواجد بمختلف الأطوال، فمنها الأفاعي الخيطيّة التي يصل طولها إلى (10) سنتيمتر، ومنها الأفاعي التي يصل طولها إلى عدة أمتار مثل الأفعى الشّبكيّة.[١]

الأفعى الشّبكيّة أطول أفعى في العالم

تُعد الأفعى المشبكيّة، أو الشّبكيّة (بالإنجليزية: The Reticulated Python) والتي تُعرف علمياً باسم Python Reticulatus أطول أفعى في العالم، فهي تنمو ليصل طولها إلى (30) قدم؛ أي ما يقرب من (9) أمتار، ومتوسط وزنها (250) باونداً أي (113.6) كيلوغرام؛ إلّا أنها قد تصل إلى (350) باونداً (159) كيلوغرام تقريباً.[٢] تتميز الأفعى الشّبكيّة بألوان جميلة تجمع ما بين الزّيتونيّ، والأخضر الدّاكن، والأسود، والأبيض، والذّهبي، وتتكرر على امتداد الظّهر أشكال ماسيّة، وخطوط سوداء تعطيها شكلاََ شبيهاََ بالشّبكة؛ ولذلك تُدعى الأفعى الشّبكيّة.[٣]

التّوزيع الجغرافي

تستوطن الأفعى الشّبكيّة جنوب شرق آسيا، وغرب بنغلاديش إلى جنوب شرق فيتنام، وجزر غرب غينيا الجديدة، كما أظهرت بعض التقارير وجود الأفاعي الشّبكيّة في الأقاليم الشّماليّة في أستراليا، والأجزاء الشّماليّة من ولاية كوينزلاند، والأجزاء الشّرقيّة من السّودان في إفريقيا، وتنتشر حالياََ في معظم أنحاء العالم بسبب قدرتها على السّباحة والانتقال عبر الجزر، تعيش الأفعى الشّبكيّة في الغابات المطيرة ، والغابات الحرشيّة، وهي تفضّل البقاء بالقرب من الجداول والبحيرات.[٤][٥]

التّغذية

تتغذى الأفاعي الشّبكيّة على الفرائس المتوفّرة في بيئتها، ويمكنها التهام حيوانات تفوقها وزناََ، ومن الفرائس المحتملة لها: زبابيات الأشجار، والقوارض، والخفافيش، والغزلان، ودببة الشّمس، كما أنّها تهاجم القرى وتلتهم الحيوانات الأليفة؛ كالأغنام، والخنازير، والقطط، والكلاب، كما أنّها قد تلتهم البشر أنفسهم؛ إذ تم الإبلاغ بين عامي (1934- 1974) عن (6) هجمات قاتلة من الأفاعي الشبكية على البشر في الأماكن القريبة من الغابات التي تنتشر فيها. تكمن الأفاعي الشّبكيّة بانتظار فريستها، ويمكنها اكتشاف وجود فريسة – أو مفترس- بالجوار عن طريق أجهزة خاصة تُسمّى (بالإنجليزية: Pit Organs) تلتقط الحرارة المنبعثّة من أجسام الكائنات الحيّة، تلتّف الأفعى حول فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها كاملة وتبدأ بهضمها ببطء، لذلك؛ فهي لا تحتاج لصيد فريسة أخرى قبل مرور عدة أسابيع.[٤][٥]

أعداء الأفاعي الشّبكيّة

نظراََ لحجم الأفاعي الشّبكيّة الضّخم، فهي عادةََ غير معرضّة لخطر الافتراس، فوحدها التّماسيح، والمفترسات كبيرة الحجم التي يمكن أن تهاجم أفعى شبكيّة كبيرة، وفي هذه الحالة يمكن للأفعى الشّبكيّة أن تسحق مهاجمها بالالتفاف حوله وخنقه، أما أخطر أعداء الأفاعي فهم البشر الذين يصطادونها من أجل لحومها، وجلدها، أما أعداء صغار الأفاعي الشّبكيّة حديثة الفقس فكُثُر، ومنهم: بعض أنواع الثّدييات، والصّقور، والنُسور، وطيور البلشون.[٤]

التّكاثر

 تصل ذكور وإناث الأفاعي الشّبكيّة لمرحلة النّضج الجنسي عادةّ بعمر (3-5) سنوات، وفي موسم التّزاوج الذي يمتد عادةََ ما بين شهريّ شباط وآذار يبدأ الذّكر النّاضج بمغازلة الأنثى بالاهتزاز، أو الرّقص حولها، وفي حال أبدت الأنثى استعدادها للتزاوج يبدأ الذّكر بفرك جسمها باستخدام النّتوءات الصّغيرة التي توجد أسفل بطنه، كما أنّ الأنثى قد تتزاوج مع أكثر من ذكر خلال الموسم الواحد، وإذا كانت الظّروف المناخيّة غير مناسبة يمكن للأنثى أن تحتفظ بالحيوانات المنويّة داخل جسمها وتستخدمها لتخصيب بويضاتها في وقت لاحق. في حالات استثنائيّة يمكن لأنثى الأفعى الشّبكيّة أن تخصّب بيوضها دون الحاجة لوجود ذكر، وهو ما يُسمى التّوالد العذري (بالإنجليزيّة: Parthenogenesis) الذي ينتج عنه أفراداً جديدة مماثلة وراثياً للأم. تحتاج الأنثى لتتمكن من وضع البيض وحضانته لتوفّر الغذاء، والدّفئ، والرّطوبة، وعند توفر الظّروف المناسبة يمكن للأنثى أن تضع بيضاََ مرة واحدة كل عام، أما في الظّروف غير الملائمة فتضع الأنثى البيض مرة واحدة كل عامين أو ثلاثة، يمكن لأنثى الأفعى الشّبكية أن تنتج (8-107) بيضة؛ إلا أنّ متوسط عدد البيوض ما بين (25-50) بيضة في المرة الواحدة.[٤]

بعد وضع البيض تلتّف الأم حوله، ثم تبدأ عضلات جسمها بالانقباض أو الارتعاش (بالإنجليزيّة: Shivering Thermogenesis)؛ لإنتاج الحرارة اللازمة للبيض للنمو والتّطور، تستمر فترة حضانة البيض مدة (90) يوماَ تقريباً، يبدأ بعدها صغير الأفعى بإحداث شق بالبيضة باستخدام سن خاص يوجد على شفته العليا يُسمى “سن البيضة”، يبلغ طول صغير الأفعى عند خروجه من البيضة حوالي (60) سنتيمر، ووزنه حوالي (140) غرام، ويبدأ فور خروجه من البيضة بالاعتماد على نفسه، ويكمن بانتظار فريسته التي تكون عادةً من القوارض والطّيور الصّغيرة. من الجدير بالذّكر أنّ متوسط عمر الأفاعي الشّبكيّة التي تعيش في البريّة (23) عام، تزداد لتصل إلى (32) عام في الأسر لتوفّر الغذاء والحماية.[٤]

الحواس وطرق التواصل

الأفعى الشّبكيّة مثل معظم أنواع الأفاعي غير قادرة على سماع الأصوات التي تنتقل عن طريق الهواء لافتقادها لوجود الأذن، كما أنّ حاسة البصر لديها ضعيفة، وتعوّض ذلك بحاستيّ الشّم واللمس المتطورتين. تتمكن الأفاعي من التقاط الرّوائح بلسانها المشقوق الذي يرسل جزيئات الهواء إلى جهاز خاص يوجد في سقف الفم، ويقوم بتحليل الرّوائح ويُسمى الجهاز الميكعي، أو عضو جاكبسون (بالإنجليزيّة: vomeronasal organ). تتواصل الأفاعي فيما بينها بفضل قدرتها على الإحساس بالاهتزازات باستخدام عضو يُسمى “Columella”، فالأفاعي تؤدّي حركات الاهتزازات لتحذير الأفاعي الأخرى من الاقتراب من مناطقها الإقليميّة، وكذلك للمغازلة وجذب الإناث، كما أنّ الأفاعي أثناء زحفها على الأرض تفرز مواد كيميائيّة لها رائحة مميزة تُسمى الفرمونات، ومن خلال تحليل هذه الرّوائح تتمكن الأفاعي من تحديد جنس وعمر الأفعى التي أفرزتها.[٤]

السّلوك

الأفاعي الشّبكيّة ليليّة النّشاط، وهي عدوانية، تلتفّ غريزياً حول نفسها عندما تشعر بأنّها مهددّة، وهي تفضل البقاء بالقرب من المسطحات المائيّة مما يوفّر لها مساحة كافية للحركة نظراً لحجمها الكبير، ويبقيها قريبة من أماكن تواجد الحيوانات التي تَرِد الماء لتشرب. تتحرّك الأفاعي الشّبكيّة بطريقة متعرجة، أو مستقيمة، كما أنّها قادرة على تسلّق الأشجار. تنمو الأفاعي باستمرار، لذلك؛ فهي تحتاج لطرح جلدها القديم الذي أصبح ضيّقاََ عليها بعملية تُسمى الانسلاخ (بالإنجليزيّة: Ecdysis).[٤][٥]

المراجع

  1. Alina Bradford (20-6-2014), “Snake Facts & Types of Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  2. Elizabeth Palermo (26-2-2013), “Meet the World’s Biggest Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  3. “Reticulated Python – Python reticulatus”, www.petmd.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Cameron Brown, “Python reticulatus Reticulated Python”، animaldiversity.org, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت “RETICULATED PYTHON”, www.snaketype.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الأفاعي

يبلغ عدد أنواع الأفاعي المعروفة في العالم أكثر من (3000) نوع، وتنتشر الأفاعي في جميع قارات العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية، فمنها ما يعيش في الغابات، والأراضي العشبيّة، والمستنقعات، والصّحارى. تتباين الأفاعي في خصائصها، فمنها السّام، وغير السّام، ومنها ما يتكاثر بوضع البيض، ومنها ما يتكاثر بالولادة، كما أنّها تتواجد بمختلف الأطوال، فمنها الأفاعي الخيطيّة التي يصل طولها إلى (10) سنتيمتر، ومنها الأفاعي التي يصل طولها إلى عدة أمتار مثل الأفعى الشّبكيّة.[١]

الأفعى الشّبكيّة أطول أفعى في العالم

تُعد الأفعى المشبكيّة، أو الشّبكيّة (بالإنجليزية: The Reticulated Python) والتي تُعرف علمياً باسم Python Reticulatus أطول أفعى في العالم، فهي تنمو ليصل طولها إلى (30) قدم؛ أي ما يقرب من (9) أمتار، ومتوسط وزنها (250) باونداً أي (113.6) كيلوغرام؛ إلّا أنها قد تصل إلى (350) باونداً (159) كيلوغرام تقريباً.[٢] تتميز الأفعى الشّبكيّة بألوان جميلة تجمع ما بين الزّيتونيّ، والأخضر الدّاكن، والأسود، والأبيض، والذّهبي، وتتكرر على امتداد الظّهر أشكال ماسيّة، وخطوط سوداء تعطيها شكلاََ شبيهاََ بالشّبكة؛ ولذلك تُدعى الأفعى الشّبكيّة.[٣]

التّوزيع الجغرافي

تستوطن الأفعى الشّبكيّة جنوب شرق آسيا، وغرب بنغلاديش إلى جنوب شرق فيتنام، وجزر غرب غينيا الجديدة، كما أظهرت بعض التقارير وجود الأفاعي الشّبكيّة في الأقاليم الشّماليّة في أستراليا، والأجزاء الشّماليّة من ولاية كوينزلاند، والأجزاء الشّرقيّة من السّودان في إفريقيا، وتنتشر حالياََ في معظم أنحاء العالم بسبب قدرتها على السّباحة والانتقال عبر الجزر، تعيش الأفعى الشّبكيّة في الغابات المطيرة ، والغابات الحرشيّة، وهي تفضّل البقاء بالقرب من الجداول والبحيرات.[٤][٥]

التّغذية

تتغذى الأفاعي الشّبكيّة على الفرائس المتوفّرة في بيئتها، ويمكنها التهام حيوانات تفوقها وزناََ، ومن الفرائس المحتملة لها: زبابيات الأشجار، والقوارض، والخفافيش، والغزلان، ودببة الشّمس، كما أنّها تهاجم القرى وتلتهم الحيوانات الأليفة؛ كالأغنام، والخنازير، والقطط، والكلاب، كما أنّها قد تلتهم البشر أنفسهم؛ إذ تم الإبلاغ بين عامي (1934- 1974) عن (6) هجمات قاتلة من الأفاعي الشبكية على البشر في الأماكن القريبة من الغابات التي تنتشر فيها. تكمن الأفاعي الشّبكيّة بانتظار فريستها، ويمكنها اكتشاف وجود فريسة – أو مفترس- بالجوار عن طريق أجهزة خاصة تُسمّى (بالإنجليزية: Pit Organs) تلتقط الحرارة المنبعثّة من أجسام الكائنات الحيّة، تلتّف الأفعى حول فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها كاملة وتبدأ بهضمها ببطء، لذلك؛ فهي لا تحتاج لصيد فريسة أخرى قبل مرور عدة أسابيع.[٤][٥]

أعداء الأفاعي الشّبكيّة

نظراََ لحجم الأفاعي الشّبكيّة الضّخم، فهي عادةََ غير معرضّة لخطر الافتراس، فوحدها التّماسيح، والمفترسات كبيرة الحجم التي يمكن أن تهاجم أفعى شبكيّة كبيرة، وفي هذه الحالة يمكن للأفعى الشّبكيّة أن تسحق مهاجمها بالالتفاف حوله وخنقه، أما أخطر أعداء الأفاعي فهم البشر الذين يصطادونها من أجل لحومها، وجلدها، أما أعداء صغار الأفاعي الشّبكيّة حديثة الفقس فكُثُر، ومنهم: بعض أنواع الثّدييات، والصّقور، والنُسور، وطيور البلشون.[٤]

التّكاثر

 تصل ذكور وإناث الأفاعي الشّبكيّة لمرحلة النّضج الجنسي عادةّ بعمر (3-5) سنوات، وفي موسم التّزاوج الذي يمتد عادةََ ما بين شهريّ شباط وآذار يبدأ الذّكر النّاضج بمغازلة الأنثى بالاهتزاز، أو الرّقص حولها، وفي حال أبدت الأنثى استعدادها للتزاوج يبدأ الذّكر بفرك جسمها باستخدام النّتوءات الصّغيرة التي توجد أسفل بطنه، كما أنّ الأنثى قد تتزاوج مع أكثر من ذكر خلال الموسم الواحد، وإذا كانت الظّروف المناخيّة غير مناسبة يمكن للأنثى أن تحتفظ بالحيوانات المنويّة داخل جسمها وتستخدمها لتخصيب بويضاتها في وقت لاحق. في حالات استثنائيّة يمكن لأنثى الأفعى الشّبكيّة أن تخصّب بيوضها دون الحاجة لوجود ذكر، وهو ما يُسمى التّوالد العذري (بالإنجليزيّة: Parthenogenesis) الذي ينتج عنه أفراداً جديدة مماثلة وراثياً للأم. تحتاج الأنثى لتتمكن من وضع البيض وحضانته لتوفّر الغذاء، والدّفئ، والرّطوبة، وعند توفر الظّروف المناسبة يمكن للأنثى أن تضع بيضاََ مرة واحدة كل عام، أما في الظّروف غير الملائمة فتضع الأنثى البيض مرة واحدة كل عامين أو ثلاثة، يمكن لأنثى الأفعى الشّبكية أن تنتج (8-107) بيضة؛ إلا أنّ متوسط عدد البيوض ما بين (25-50) بيضة في المرة الواحدة.[٤]

بعد وضع البيض تلتّف الأم حوله، ثم تبدأ عضلات جسمها بالانقباض أو الارتعاش (بالإنجليزيّة: Shivering Thermogenesis)؛ لإنتاج الحرارة اللازمة للبيض للنمو والتّطور، تستمر فترة حضانة البيض مدة (90) يوماَ تقريباً، يبدأ بعدها صغير الأفعى بإحداث شق بالبيضة باستخدام سن خاص يوجد على شفته العليا يُسمى “سن البيضة”، يبلغ طول صغير الأفعى عند خروجه من البيضة حوالي (60) سنتيمر، ووزنه حوالي (140) غرام، ويبدأ فور خروجه من البيضة بالاعتماد على نفسه، ويكمن بانتظار فريسته التي تكون عادةً من القوارض والطّيور الصّغيرة. من الجدير بالذّكر أنّ متوسط عمر الأفاعي الشّبكيّة التي تعيش في البريّة (23) عام، تزداد لتصل إلى (32) عام في الأسر لتوفّر الغذاء والحماية.[٤]

الحواس وطرق التواصل

الأفعى الشّبكيّة مثل معظم أنواع الأفاعي غير قادرة على سماع الأصوات التي تنتقل عن طريق الهواء لافتقادها لوجود الأذن، كما أنّ حاسة البصر لديها ضعيفة، وتعوّض ذلك بحاستيّ الشّم واللمس المتطورتين. تتمكن الأفاعي من التقاط الرّوائح بلسانها المشقوق الذي يرسل جزيئات الهواء إلى جهاز خاص يوجد في سقف الفم، ويقوم بتحليل الرّوائح ويُسمى الجهاز الميكعي، أو عضو جاكبسون (بالإنجليزيّة: vomeronasal organ). تتواصل الأفاعي فيما بينها بفضل قدرتها على الإحساس بالاهتزازات باستخدام عضو يُسمى “Columella”، فالأفاعي تؤدّي حركات الاهتزازات لتحذير الأفاعي الأخرى من الاقتراب من مناطقها الإقليميّة، وكذلك للمغازلة وجذب الإناث، كما أنّ الأفاعي أثناء زحفها على الأرض تفرز مواد كيميائيّة لها رائحة مميزة تُسمى الفرمونات، ومن خلال تحليل هذه الرّوائح تتمكن الأفاعي من تحديد جنس وعمر الأفعى التي أفرزتها.[٤]

السّلوك

الأفاعي الشّبكيّة ليليّة النّشاط، وهي عدوانية، تلتفّ غريزياً حول نفسها عندما تشعر بأنّها مهددّة، وهي تفضل البقاء بالقرب من المسطحات المائيّة مما يوفّر لها مساحة كافية للحركة نظراً لحجمها الكبير، ويبقيها قريبة من أماكن تواجد الحيوانات التي تَرِد الماء لتشرب. تتحرّك الأفاعي الشّبكيّة بطريقة متعرجة، أو مستقيمة، كما أنّها قادرة على تسلّق الأشجار. تنمو الأفاعي باستمرار، لذلك؛ فهي تحتاج لطرح جلدها القديم الذي أصبح ضيّقاََ عليها بعملية تُسمى الانسلاخ (بالإنجليزيّة: Ecdysis).[٤][٥]

المراجع

  1. Alina Bradford (20-6-2014), “Snake Facts & Types of Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  2. Elizabeth Palermo (26-2-2013), “Meet the World’s Biggest Snakes”، www.livescience.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  3. “Reticulated Python – Python reticulatus”, www.petmd.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Cameron Brown, “Python reticulatus Reticulated Python”، animaldiversity.org, Retrieved 22-9-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت “RETICULATED PYTHON”, www.snaketype.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى