محتويات
المشروبات الغازيّة
شهد العالم في القرن الماضي ارتفاعاً كبيراً في استهلاك المشروبات الغازية المحلاة، وفي الوقت ذاته ازدادت التقارير التي توحي بارتفاع خطر الإصابة بزيادة الوزن والسكري وأمراض القلب، وعلى الرغم من ذلك تُعدّ المشروبات الغازية وفقاً لإدارة الغذاء والدواء (الإنجليزية: FDA) مشروباتٍ آمنةً؛ وتتميّز المعلومات المكتوبة على لوحة الحقائق التغذوية على تلك المشروبات بدقتها؛ والتي تتضمن عادةً حجم الحصة، والعناصر الغذائية المقدمة فيها؛ مثل السعرات الحرارية، والدهون الكلية، والصوديوم، والكربوهيدرات الكلية، والسكريات إن وجدت، بالإضافة إلى البروتين، وذلك من خلال تطبيق ممارسات التصنيع الجيدة (الإنجليزية: CGMPs)؛ والتي تصف الخطوات الأساسية التي يجب على المصنعين والموزعين اتباعها للتأكد سلامة المشروبات الغازية، كما تجدر الإشارة إلى ضرورة كتابة المواد الكيميائية الحافظة مع الإشارة إلى وظيفة كل من منها مثل مثبطات العفن، ومثبتات النكهة واللون على العبوة.[١][٢]
أضرار المشروبات الغازيّة
على الرغم من سلامة المشروبات الغازية من ناحية التصنيع، إلا أنّ لها العديد من الآثار السلبية على صحة الإنسان، الأمر الذي أدى إلى أن تقوم المملكة المتحدة والمكسيك بفرض ضرائب على مبيعات هذه المشروبات، نظراً لآثارها الصحية على الأطفال وغيرهم، وفيما يأتي ذكر بعض المخاطر الصحية الناجمة عن الاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية:[٣][٤][٥]
- السمنة: وذلك لما تحتويه تلك المشروبات من كمياتٍ عاليةٍ من السكر؛ حيث تشتمل العبوة الواحدة والبالغ حجمها قرابة 375 مللتر على 10 ملاعق صغيرة من السكر، وهي كمية تتجاوز الكمية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية كحدٍّ أقصى يومياً؛ والتي تعادل 6 ملاعق صغيرة يومياً، بالإضافة إلى ذلك وجد الباحثون أنّ الناس يميلون إلى تناول المزيد من السعرات الحرارية في الأيام التي يتناولون فيها الكثير من المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية، حيث بيّنت إحدى الدراسات أنّ الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الغازية يستهلكون طاقةً أكثر بنسبة 17٪ بالمقارنة مع غيرهم، بينما يساهم أكل صنف طعام مثل البطاطا في تقليل السعرات الحرارية المتناولة بالمقارنة مع تناول هذه المشروبات، وربما يعود ذلك إلى دور الدماغ في تنظيم الكميات المتناولة خلال اليوم من السعرات الحرارية.
- السكري: حيث يرتبط استهلاك المشروبات الغازية المحلاة بارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، حيث وجدت إحدى الدراسات التي تم إجراؤها على أكثر من 50000 إمرأة؛ أنّ النساء اللواتي تناولن مشروباً غازياً واحداً أو أكثر بشكل يومي ولمدة تصل إلى ثماني سنوات، زاد لديهنّ خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 83٪، وذلك بالمقارنة مع النساء اللواتي استهلكن أقلّ من مشروبٍ واحد في الشهر.
- هشاشة العظام: إذ يرتبط شرب بعض أنواع المشروبات الغازية بانخفاض كثافة المعادن في العظام، وخاصة لدى النساء؛ الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis)؛ ويعود ذلك لاحتوائها على حمض الفسفوريك (بالإنجليزية: Phosphoric acid)؛ والذي يمكن أن يؤدي إلى خروج الكالسيوم من العظم، ويزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام في حال تناول هذه المشروبات كبديل عن الحليب.
- تسوس الأسنان: حيث يُمكن للمشروبات الغازية أن تؤثر على صحة الأسنان من خلال احتوائها على الأحماض بنسب عالية، بالإضافة إلى وجود كميات مرتفعة من السكر، مما يؤدي إلى إضعاف مينا الأسنان، وتسوسها لاحقاً.
- الإدمان: يبحث الدماغ دائماً عن الأمور التي تساعده على إفراز هرمون الدوبامين، وخاصةً تلك التي تساهم في إفراز كميات ضخمة منه، ويعد تناول السكر إحداها، الأمر الذي يجعل من تناول كميات كبيرة منه أمراً ممتعاً لدى البعض، وبسبب احتواء المشروبات الغازية على كميات كبيرة من السكر، يمكن للدماغ إدمان شربها تماماً كما يحدث إثر تعاطي الكوكايين كما أثبتت بعض الدراسات التي تم إجراؤها على الفئران، وتشير الدراسات إلى أنّ الوجبات السريعة قد يكون لها تأثير مشابه أيضاً.
- أمراض القلب: حيث وجدت إحدى الدراسات التي تم إجراؤها على 40000 رجل على مدار 20 عام، أنّ الذين يتناولون مشروباً واحداً يوميّاً، ارتفع لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبية أو حدوث الموت بنسبة 20٪، بالمقارنة مع الرجال الذين يتناولونها بشكل نادر، كما بيّنت العديد من الدراسات الحديثة أنّ هناك روابط قوية بين تناول السكر والإصابة بأمراض القلب لدى كل من النساء والرجال والمراهقين.
- السرطان: حيث بيّنت إحدى الدراسات التي تم إجراؤها على 60000 رجل وامرأة، أنّ أولئك الذين يتناولون كميات أكبر من المشروبات الغازية في الأسبوع كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 87٪ ، وذلك بالمقارنة مع الذين لا يتناولونها، أما بالنسبة للنساء بعد سن اليأس (بالإنجليزية: Postmenopausal)، فقد ارتبط ذلك أيضاً بارتفاع خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial cancer)، وتكرار الإصابة بالسرطان وحدوث الوفاة عند المرضى الذين يعانون من سرطان القولون والمستقيم.
المشروبات الغازية الخالية من السكر
صحيح أنّ معظم المخاطر المذكورة في الأعلى مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالسكر الموجود في المشروبات الغازية إلا أنّ المشروبات الخالية من السكر والمعتمدة على السكريات المصنعة لها مخاطر عديدة أيضاً، فعلى الرغم من أنّها لا تزود الجسم بأية سعرات حرارية إلا أنّها تزيد من خطر الإصابة بالمتلازمة الأيضية (بالإنجليزية: Metabolic Syndrome)، والتي تشمل زيادة دهون البطن، والكوليسترول الضار، بالإضافة إلى ضغط الدم والدهون الثلاثية، كما أنّها تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، والولادة المبكرة لدى الحوامل، والعديد من المشاكل الصحية الأخرى.[٦]
المراجع
- ↑ “Carbonated Soft Drinks: What You Should Know”, www.fda.gov, Retrieved 24-4-2018. Edited.
- ↑ “Soft drink consumption and obesity: it is all about fructose.”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 25-4-2018. Edited.
- ↑ “Soft drink and our health”, www.womhealth.org.au, Retrieved 24-4-2018. Edited.
- ↑ “Sodas and Your Health: Risks Debated”, www.webmd.com, Retrieved 24-4-2018. Edited.
- ↑ “13 Ways That Sugary Soda is Bad For Your Health”, www.healthline.com, Retrieved 25-4-2018. Edited.
- ↑ “Is Diet Soda Bad for You? The Truth About Diet Drinks”, www.healthline.com, Retrieved 25-4-2018. Edited.