ما هي أسباب تكون البلغم

'); }

أسباب تكوُّن البلغم

تختلف الأسباب المؤدية لتكوّن البلغم (بالإنجليزية: Sputum أو Phlegm) ويمكن بيانها بشيءٍ من التفصيل كما يلي:

الأسباب المعدية

تُعتبر عدوى الجهاز التنفسي أحد أكثر الأسباب الشائعة التي تكمن وراء كلٍّ من إفراز كمياتٍ كبيرةٍ من البلغم والسّعال الذي يُصاحبه البلغم،[١] وقد يحدث البلغم مع الأشكال المُختلفة من عدوى الجهاز التنفسي بغضّ الّنظر عن شدّتها؛ بما في ذلك العدوى البكتيرية والفيروسية،[٢] وعند إصابة الشخص بأحدّ أشكال هذه العدوى فسيُلاحظ بأنّ لون البلغم أصبح أغمق وأكثر كثافةً من الطبيعي، وقد يظهر بلونٍ أصفر مُخضر في بعض الحالات، وإنّ تغيّر طبيعة البلغم في هذه الحالات تحول دون قدرة الجسم على إزالته كما هو الحال في البلغم الطبيعي، وكما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ ذلك قد يكون مصحوبًا بأعراضٍ أخرى، وحول التغيّرات التي تطرأ على البلغم، فيُشار إلى أنّه يظهر بلونٍ أخضر داكنٍ في المراحل الأولى من العدوى، ومن ثمّ يُصبح لونه أفتح مع تقدّم المرض وتطوّر المراحل الأخرى من العدوى، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ لون البلغم الأخضر يُعزى إلى وجود نوعٍ من الإنزيمات المعروفة بالميلوبيروكسيديز (بالإنجليزية: Myeloperoxidase) والتي تتواجد خلال فترات العدوى، وقد تتسبّب بعض أشكال العدوى الأخرى بظهور البلغم بلونٍ أصفر، أو رمادي، أو شبيه بلون الصدأ، ويُشار إلى أنّ البلغم المُصاحب لعدوى الجهاز التنفسي البكتيرية قد يكون ذي قِوامٍ كثيف ورائحة سيئة، وفيما يأتي بيان لأبرز أشكال عدوى الجهاز التنفسي:[١][٣]

'); }

  • الإنفلونزا: إذ تُعتبر الإنفلونزا أحد الأمراض المُعدية التي تُعزى إلى فيروسات الإنفلونزا التي تُصيب الأنف، والحلق، وأحيانًا الرئتين، وقد تتراوح شدّة الحالة بين الخفيفة إلى الشديدة، ومن الجدير ذكره أنّ الإنفلونزا بشكلٍ عامّ تختلف عن نزلات البرد على الرغم من اعتقاد الكثير بأنّ كلا المُصطلحين يُشيران إلى نفس الحالة، وحول ذلك يُشار إلى أنّ الإنفلونزا تحدث بشكلٍ مُفاجئٍ في الغالب، ويُمكن بيان أبرز الأعراض المُصاحبة لهذه الحالة فيما يأتي:[٤][٣]
    • الحمّى.
    • القشعريرة.
    • السّعال.
    • التهاب الحلق.
    • سيلان الأنف أو احتقانه.
    • ألم الجسم أو العضلات.
    • صداع الرأس.
    • الشعور بالتعب.
    • بلغم باللون الأخضر.
    • الغثيان والإسهال، ويحدث ذلك في بعض الحالات وليس جميعها، وهو أكثر شيوعًا في الأطفال منه في البالغين.
  • التهاب الشعب الهوائيّة: (بالإنجليزية: Bronchitis)، وتتمثل هذه الحالة بالتهاب بطانة القصبات الهوائية المسؤولة عن حمل الهواء من الرئتين وإليها، ويُعتبر السّعال المصحوب ببلغم كثيف من الأعراض المُصاحبة لهذه الحالة، وحول لونه فقد يكون شفّافًا بلا لون، أو أبيض، أو سكني مُصفر، أو أخضر، وفي بعض الحالات النادرة قد يكون مصحوبًا بالدم، وقد يكون التهاب الشعب الهوائية حادًّا أو مزمنًا، ويُعرف الحاد منه بنزلة البرد الصدرية، وتتطوّر هذه الحالة خلال 7-10 أيام دون استمرار تأثيرها، إلّا أنّ السّعال قد يستمر لأسابيع، أمّا التهاب الشعب الهوائية المُزمن فهي حالة تحدث في حال تكرار إصابة الشخص بالتهاب الشعب الهوائية، ويُشار إلى اعتبارها ضمن أمراض داء الانسداد الرئوي المُزمن والتي سيتمّ بيانُها لاحقًا في هذا المقال، وهي من الحالات الصحية التي تستدعي العناية الطبية.[٥]
  • الالتهاب الرئوي: تتمثل هذه الحالة بحدوث عدوى في الأكياس الهوائية الموجودة في الرئتين والمعروفة بالحويصلات الهوائية (بالإنجليزية: Alveoli)، ويترتب على إصابتها بالعدوى امتلاء هذه الأكياس بالسوائل أو الصديد (بالإنجليزية: Pus)، الأمر الذي يؤدي إلى المُعاناة من أعراضٍ تتراوح في شدّتها بين الخفيفة التي تكاد تكون ملحوظة إلى شديدة تستدعي الدخول إلى المستشفى؛ ويُمكن بيان أبرز أعراض الالتهاب الرئوي فيما يأتي:[٦]
    • السّعال، الذي قد يكون مصحوبًا ببلغم ذي لونٍ أخضر أو أصفر، أو قد يحتوي على الدم في بعض الحالات.
    • الحمّى، وزيادة التعرّق، والقشعريرة.
    • اضطراب القدرة على التنفس.
    • ضيق التنفس.
    • التنفس الضحل والسريع.
    • ألم الصدر الحادّ أو شبيه بالطّعن، والذي يزداد سوءًا عند السّعال أو التنفس بعمق.
    • فقدان الشهية، وانخفاض طاقة الجسم، والشعور بالتعب.
    • الغثيان والتقيؤ، خاصّة في حالات الأطفال صغار السنّ.
    • التشوّش الذهني (بالإنجليزية: Confusion)، خاصّة لدى كبار السنّ.
  • السّل: (بالإنجليزية: Tuberculosis)، ويُمثل عدوى تُصيب الرئتين في العادة، ولكنّها أيضًا قد تتسبّب بالإضرار بأجزاءٍ أخرى من الجسم، ويُعزى سبب حدوثها إلى نوعٍ من البكتيريا المعروفة ببكتيريا المتفطّرة السليّة (بالإنجليزية: Mycobacterium tuberculosis)، ويُمكن بيان أبرز أعراض هذه الحالة فيما يأتي:[٧][٣]
    • السّعال السيء الذي يستمر لفترة 21 يومًا أو أكثر، والذي يكون مصحوبًا بالدم أو المُخاط، وقد يكون باللون الأخضر.
    • فقدان الوزن.
    • فقدان الشهية.
    • الضعف.
    • الحمّى.
    • التعرق الليلي.
  • العدوى بفيروس الكورونا الجديد: (بالإنجليزية: The new coronavirus)، إذ تؤثر العدوى بفيروسات الكورونا بشكلٍ عامّ في الأنف، أو الجيوب الأنفية، أو أعلى الحلق، ومن الجدير ذكره أنّ معظم فيروسات الكورونا لا تُعتبر خطيرة، وقد ظهر مؤخرًا أحد فيروسات الكورونا التي عُرفت بالكوفيد-19 (بالإنجليزية: COVID-19) والذي يؤثر في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي،[٨] وحول أعراض الإصابة بالكوفيد-19 فهي غالبًا ما تبدأ خفيفة وتزداد بشكلٍ تدريجي، وبشكلٍ عامّ تتفاوت شدّتها من شخصٍ لآخر وتتراوح ما بين الخفيفة جدًا إلى الشديدة التي تستدعي الدخول إلى المستشفى، وبشكلٍ عامّ فإنّ معظم الحالات تتعافى دون الحاجة للدخول إلى المستشفى، وحول أعراضها الأكثر شيوعًا فهي تتضمّن الحمّى، والسّعال الجاف، والتّعب، وقد يُصاحب الحالة أعراضًا اخرى أيضًا؛ مثل الشعور بالألم، أو احتقان الأنف، أو التهاب الحلق، أو الإسهال،[٩] ومن الجدير ذكره أنّ فيروس الكورونا الجديد لا يُسبّب زيادة إنتاج البلغم في الرئتين بشكلٍ عامّ، إلّا أنّ المُضاعفات المترتبة على الإصابة بالفيروس؛ كالالتهاب الرئوي قد يُصاحبها البلغم واحتقان الصدر.[١٠]
  • أسباب العدوى الأخرى: ومنها ما يأتي:[١١]
    • نزلات البرد، والتي تُعزى إلى العدوى الفيروس.
    • الخانوق (بالإنجليزية: Croup)، أو ما يُعرف بالتهاب الحنجرة والرغامى (بالإنجليزية: Laryngotracheitis)، ويتمثل بإصابة صندوق الصوت والقصبة الهوائية بعدوى فيروسية.
    • التهاب المزمار (بالإنجليزية: Epiglottitis)، ويُعتبر نادر الحدوث، ولكنّه يُشكّل خطورةً على حياة الإنسان في حال حدوثه، ويُشار إلى أنّ المزمار يُمثل سديلة غضروفية تغطي القصبة الهوائية وتحميها من استنشاق الطعام، ومن الجدير ذكره أنّ حالة التهاب المزمار تحدث نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية، وتؤثر بشكلٍ رئيسي في الأطفال والرّضع أكثر من البالغين.
    • التهاب الحنجرة (بالإنجليزية: Laryngitis)، ويتمثل بإصابة الحنجرة بعدوى فيروسية.
    • التهاب البلعوم (بالإنجليزية: Pharyngitis)، ويتمثل بإصابة الحلق بعدوى فيروسية في العادة، ولكن قد تكون العدوى البكتيرية هي السبب وراء حدوث هذا النّوع من الالتهابات في بعض الحالات.
    • التهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis)، ويُعزى حدوثه إلى العدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو الفطرية.
    • التهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillitis).

الأسباب غير المعدية

قد يُعزى حدوث البلغم لأسبابٍ أخرى عدا عن العدوى، وفيما يأتي بيان لأبرز المُسببات الأخرى:[١١]

  • الربو: يُمثل اضطرابًا مُزمنًا طويل الأمد، وفيه تنتفخ وتضيق الممرات الهوائية في الرئتين بشكلٍ متقطّع نتيجة إصابتها بالالتهاب، ويتسبّب الربو بمُعاناة الشخص من نوبات أعراض مُعينة؛ كالأزيز (بالإنجليزية: Wheezing)، وتضيّق الصدر، وضيق التنفس، والسّعال،[١٢] وقد تتسبّب الإصابة بالربو بزيادة إنتاج البلغم، وهذا يدلّ على التهاب الممرات الهوائية، إلّا أنّ البلغم المُصاحب لهذه الحالة يكون بكمياتٍ قليلةٍ وبلونٍ أبيض أو شفاف.[١٠]
  • توسع القصبات: (بالإنجليزية: Bronchiectasis)، ويُمثل حالة مرضية مُزمنة يُعاني فيها الشخص من توسّع الممرات الهوائية في الرئتين بصورةٍ غير طبيعية، وقد يترتب على ذلك تراكم المُخاط الزائد في الرئتين بما يجعلُها أكثر عُرضةً للإصابة بالعدوى، ويُعتبر ضيق التنفس والسّعال المُستمر المصحوب بالبلغم أحد أكثر الأعراض شيوعًا التي تظهر نتيجة الإصابة بهذه الحالة.[١٣]
  • داء الانسداد الرئوي المزمن: يُصاحب الإصابة بهذه الحالة المُعاناة من صعوبة في التنفس وتدني قدرة الرئة على القيام بوظائفها، وبشكلٍ عام تُعزى الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن إلى التعرّض طويل الأمد لمُهيجات الرئة؛ مثل دخان السّجائر، مع العلم بأنّ هذه العوامل لا تُعنى بهذا الداء على وجه التحديد، فمن شأنها التسبّب بأمراضٍ أخرى؛ كالربو على سبيل المثال، وتُصنّف هذه الحالة إلى نوعين رئيسيين؛ وهما التهاب القصبات المُزمن والنفاخ الرئوي (بالإنجليزية: Emphysema)،[١٠] وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ حالة النفاخ الرئوي تتمثل بتضرّر جدار الحويصلات الهوائية في الرئتين، ويترتب على ذلك تدمّر أنسجة الرئة والحويصلات، ممّا يحول دون قدرة الحويصلات على دعم القصبات الهوائية؛ وبالتالي انهيار لهذه القصبات وحدوث انسدادٍ فيها، وعليه يبقى الهواء محصورًا في الرئتين، وإنّ انحصار الهواء بكمياتٍ كبيرةٍ في الرئتين من شأنه التسبّب بظهور ما يُعرف بالصّدر البرميلي، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الحالة تتسبّب بانخفاض كمية الأكسجين التي يتمّ نقلها عبر الأوعية الدموية نظرًا لانخفاض عدد الحويصلات الهوائية، ويُمكن بيان أبرز الأعراض المُرتبطة بحالة النّفاخ الرئوي فيما يأتي:[١٤]
    • ضيق التنفس، خاصّة عند ممارسة التمارين الرياضية حتّى وإن كانت ذات شدّة خفيفة، أو عند صعود الدرج.
    • استمرار الشعور بعدم القدرة على الحصول على ما يكفي من الهواء.
    • السّعال المُستمر، أو سعال المُدخن.
    • الأزيز.
    • إنتاج المُخاط بشكلٍ مُستمر.
    • التّعب المُستمر.
  • التليف الكيسي: يُمثل اضطرابًا جينيًّا يحدث بصورةٍ تدريجية مُسبّبًا عدوى مُستمرة في الرئتين بما يحول دون القدرة على التنفس بكفاءة مع مرور الوقت، ويُعزى حدوثه إلى طفرة تؤثر في جين البروتين الذي يُعرف بمنظم موصلية التليف الكيسي عبر الغشاء (بالإنجليزية: Cystic fibrosis transmembrane conductance regulator)‏ ويُدعى اختصارًا (CFTR)، ويترتب على ذلك اضطرابًا في قدرة هذا البروتين على أداء وظيفته المُتمثلة بنقل عنصر الكلور الذي يُمثل أحد مكونات الأملاح إلى سطح الخلايا، وبدون الكلور لن تستطيع الخلايا جذب الماء إلى سطحها، وهذا بحدّ ذاته يتسبّب بزيادة كثافة ولزوجه المُخاط في أعضاء الجسم المُختلفة، ويُعتبر ظهور بلغم بلونٍ أخضرٍ مُصفر أحد الأعراض الشائعة للإصابة بالتليف الكيسي، ويترتب على الإصابة بالتليف الكيسي حدوث انسداد في الممرات الهوائية نتيجة وجود المُخاط فيها، وهذا بحدّ ذاته يؤدي إلى التقاط البكتيريا وتطوّر العديد من المُضاعفات؛ بما في ذلك العدوى، والالتهاب، والفشل التنفسي، وفي هذا السّياق يُشار إلى ضرروة تجنّب مرضى التليف الكيسي التعرّض للجراثيم وكل ما من شأنه أن يزيد من الحالة سوءًا.[١٥][١٦]
  • التدخين: يؤدي التدخين إلى تراكم المُخاط في الرئتين، وينجم عن ذلك المُعاناة ممّا يُعرف بسعال المُدخن، ومن الجدير ذكره أنّ البلغم الناجم عن التدخين يكون دمويًا، أو باللون الأخضر او الأصفر، وفي سياق الحديث عن أضرار التدخين فيُشار إلى أنّه يعمل على شلل الأهداب المعنية بإزالة المخاط والأجسام الغريبة في سبيل حماية الممرات الهوائية، وإنّ تدميرها يؤدي في نهاية المطاف إلى تدني حماية الجهاز التنفسي، وعلى الرغم من امتلاك الرئتين آليات دفاعية تُمكّنها من الكشف عن العوامل التي يتمّ استنشاقها، إلّا أنّ الاستنشاق المستمر لدخان السجائر من شأنه إضعاف هذه الآليات وتقليل كفائتها، وقد يترتب على التعرّض طويل الأمد لدخان السّجائر إلى تندّب أنسجة الرئة، وفقدانها المرونة، ممّا يحول دون قدرتها على تبادل الغازات، ومن الجدير ذكره أنّ التدخين يتسبّب بالمُعاناة أيضًا من العديد من المضاعفات والمشاكل الصحية؛ والتي من بينها حدوث نوبات الربو، وزيادة خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.[٣][١٧]
  • الوذمة الرئوية: (بالإنجليزية: Pulmonary edema)، تتمثل هذه الحالة بتراكم السّوائل في الرئتين، ويترتب على تراكمها في الحويصلات الهوائية المُعاناة من صعوبةٍ في التنفس،[١٨] ويُعاني المُصابون بهذه الحالة من عدّة أعراض؛ من بينها ضيق التنفس الشديد، والأرق، والقلق، والشعور بالاختناق، والتعرّق الزائد، وقد تتسبّب هذه الحالة بمُعاناة المُصاب من السّعال الذي يكون مصحوبًا ببلغمٍ دموية، وشحوب الوجه أو زرقته، وفي بعض الحالات قد يُعاني المرضى من خروج الزّبَد من الفم.[١٩]
  • خلل الحركة الهدبي الأولي: (بالإنجليزية: Primary ciliary dyskinesia)، ويُعدّ اضطرابًا وراثيًا ناجمًا عن خلل في قدرة أهداب الجهاز التنفسي على القيام بوظائفها، ويترتب على خلل الأهداب الحدّ من قدرة الجسم على إزالة المُخاط من الرئتين، والجيوب المجاورة للأنف، والأذن الوسطى، وقد يترتب على تراكم البكتيريا والمهيجات الأخرى في المخاط زيادة خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي بشكلٍ مُتكرر، وعليه فإنّ المُصابين بهذه الحالة يُعانون بشكلٍ مُستمر من عدوى الرئتين، والجيوب الأنفية، والأذن الوسطى، وقد يترتب على ذلك المُعاناة من عدّة أعراض؛ من بينها السّعال المُزمن، وزيادة إفراز المُخاط، وفقدان السمع، إضافةً إلى المُعاناة من مُضاعفاتٍ عدّة نتيجة عدوى الجهاز التنفسي المُتكررة، بما في ذلك توسع القصبات وتندّبها الدائم، وتلف الرئة الشديد.[٢٠]
  • ارتداد الأحماض: (بالإنجليزية: Acid Reflux)، وتتمثل هذه الحالة بارتداد أحماض المعدة باتجاه المريء إلى الحلق، وقد يترتب على ذلك المُعاناة من عدّة أعراض، نُبينها فيما يأتي:[١٠][٢١]
    • تهيّج الحلق.
    • احتقان الصدر.
    • بحّة الصوت.
    • زيادة إنتاج البلغم أو المخاط.
    • الشعور بوجود نتوء في الحلق.
    • التهاب الحلق.
    • نوبات الاختناق.
    • الأزيز.
    • التنقيط الأنفي الخلفي (بالإنجليزية: Postnasal drip)، ويحدث ذلك بعد نزول كمياتٍ أكبر من المُخاط أسفل الحلق.[٢٢]
  • التهاب الأنف: (بالإنجليزية: Rhinitis)، إذ قد يؤدي التعرّض للمهيجات أو مسببات الحساسية إلى تفاعل خلايا الجسم معها عن طريق إطلاق الهيستامين (بالإنجليزية: Histamine) والمواد الكيميائية الأخرى، وقد يترتب على ذلك مُعاناة الفرد من العديد من المشاكل؛ والتي من بينها التهاب الأنف، ومن الجدير ذكره أنّ التهاب الأنف يُعدّ حالةً مؤقتة إذ تزول خلال عدّة أيام لدى معظم الأشخاص، ولكنّها قد تكون مُزمنة في بعض الحالات وبخاصّة لدى المُصابين بالحساسية، ويترتب على الإصابة بالتهاب الأنف المُزمن استمرار هذه الحالة أو حدوثها بشكلٍ مُتكرر، ويُمكن القول بأنّ النوع المُزمن يستمر لعدّة أسابيع إلى أشهر بعد التعرّض لمُسبّبات الحساسية، ويُمكن بيان أبرز أعراض التهاب الأنف فيما يأتي:[٢٢]
    • حكّة في الأنف والعيون.
    • العُطاس.
    • احتقان الأنف.
    • سيلان الأنف.
    • تشكّل البغم في الحلق أو ما يُعرف بالتنقيط الأنفي الخلفي.
  • أسباب أخرى قد تُساهم عوامل أخرى في مُعاناة الفرد من البلغم، ومن بينها ما يأتي:[١١]
    • الأدوية، فقد تحدث زيادة في إنتاج البلغم كأحد الآثار الجانبية المُترتبة على استخدام أنواعٍ مُعينةٍ من الأدوية، ومنها أدوية ضغط الدم المُرتفع وبعض أنواع العلاجات الكيميائية.
    • الحمل.
    • الانصمام الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism)، وتتمثل هذه الحالة بتشكّل خثراتٍ دمويةٍ في الرئتين.
    • أورام الحنجرة.
    • سرطان الرئة.

نصائح للوقاية من البلغم

يُساهم اتباع مجموعة من النّصائح والإرشادات في الوقاية من تراكم البلغم لدى الشخص، وفيما يأتي بيان لأبرزها:[٢٣][٢٤]

  • تجنّب مُسببات الحساسية والمُهيجات المُختلفة؛ مثل المواد الكيميائية، والغبار، ووبغ الحيوانات الأليفة، وفي حال كان التعرّض لها أمرًا حتميًّا فيجدُر بالشخص ارتداء الكمامة وتعزيز التهوية في المنطقة.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنّب التعرّض للتدخين القسري.
  • غسل اليدين بشكلٍ مُستمر للحماية من الفيروسات والعدوى، وتجنّب الاتصال الجسدي مع الأشخاص المُصابين بالعدوى.
  • تعزيز جهاز المناعة في الجسم من خلال اتباع نظام غذائي صحّي، وممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ مُنتظم، والحصول على قسط كافٍ من النوم، واتّخاذ السّبل التي تُمكّن من السّيطرة على الإجهاد النّفسي.
  • الحفاظ على ترطيب الجسم، ويُنصح بشرب المزيد من الماء والسّوائل، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة التقليل من المشروبات التي تزيد من احتمالية الإصابة بالجفاف؛ مثل المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول أو بعض أنواع الشاي، وفي حال كان الجفاف يُشكّل أحد الآثار الجانبية التي قد تترتب على استخدام أنواع مُعينة من الأدوية فيجدُر مناقشة الطبيب بهذا الشأن وعدم الامتناع عن أخذ الدواء لمجرد ظهور أعراضه الجانبية مالم يوصِ الطبيب بذلك، فالطبيب يضع خطّة مُلائمة للتعامل مع الأعراض الجانبية المُرتبطة باستخدام كلّ نوعٍ من الأدوية، وتجدر الإشارة إلى إمكانية الاستدلال على مدى رطوبة الجسم من خلال لون البول؛ فالبول فاتح اللون يدلّ على الحصول على قسطٍ كافٍ من السوائل.
  • استخدام الأجهزة المُرطّبة، ويُساهم ذلك في ترطيب الحلق والتجويف الأنفي، وهذا بحدّ ذاته يُقلل من إنتاج البلغم والمُخاط.
  • التحقق من فلاتر أجهزة التبريد والتدفئة، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة أن تكون الفلاتر نظيفة وقادرة على أداء وظائفها بكفاءة، إذ إنّ ذلك يُحقق الغرض من استخدامها ويُساهم في الحفاظ على جزيئات الغبار والمُهيّجات المُحتملة خارج الهواء.
  • استخدام البخاخات الأنفية التي تحتوي على محلولٍ ملحي، إذ يُساهم ذلك في ترطيب وتنظيف أنسجة الأنف والجيوب الأنفية.

العلاقة بين المخاط والبلغم

من الجدير ذكره أنّ البعض يستخدم مصطلح “المُخاط” للإشارة إلى البلغم؛ وحقيقةً إنّ البلغم يُشير تحديدًا إلى المُخاط الذي يتمّ إفرازه عن طريق الجهاز التنفسي، في حين أنّ المُخاط قد يُفرز عن طريق أجزاءٍ أخرى من الجسم؛ كالجهاز الهضمي، والجهاز البولي، والجهاز التناسلي.[١٦]

وفي الحقيقة يُفرِز المُخاط بشكلٍ عامّ من الغدد تحت المخاطية (بالإنجليزية: Submucosal glands) خلايا تُعرف بالخلايا الكَأسية (بالإنجليزية: Goblet cells) الموجودة في البطانة الداخلية للمسارات الهوائية في الجهاز التتفسي،[٢][٢٥] ويخرج البلغم خارج الشعب الهوائية عن طريق ابتلاعها من قِبل الأهداب والتي تُمثل شعيراتٍ صغيرة تُبطّن الشعب الهوائية،[٢٥] وفي سياق الحديث عن البلغم، يُشار إلى أنّ المُخاط عامّةً يتمّ إفرازه عن طريق الجسم بصورةٍ طبيعيةٍ حتّى لدى الأشخاص الأصحّاء للقيام بمهامٍ عدّة؛ إذ يلعب دورًا في الحفاظ على نظافة الرئتين وحماية الأنسجة التي تُبطّن الرئتين، والحلق، والممرات والجيوب الأنفية، وعليه فإنّه يُساهم في ترطيبها والحدّ من جفافها، ويتكوّن البلغم من جزءٍ لزج وجزءٍ مائي، بحيث إنّ طبيعة البلغم التي تتّصف بكونها لزجة وذات قِوامٍ أشبه لِقوام الهُلام من شأنها تمكين البلغم من التقاط أيّ مواد غريبة قد تدخل الجسم عن طريق الأنف؛ بما في ذلك البكتيريا ومُسبّبات الحساسية؛ كحبوب اللقاح والغبار، بالإضافة إلى الحدّ من انتشارها إلى أجزاء الجسم الأخرى وتسبُّبها بالأمراض، أمّا الجزء المائي فهو يحتوي على مجموعةٍ من المكونات التي من شأنها تدمير بعض الجراثيم التي تصِل المناطق العميقة من الرئتين، وحول مكونات الجزء المائي من البلغم فهي تتضمّن الأجسام المُضادة، والإنزيمات، وأنواعًا أخرى من البروتينات.[٢٥][٢٦]

يُنتج الجسم كميةً يوميةً من المُخاط تتراوح ما بين 1-1.5 لتر تقريبًا، وبشكلٍ عامّ فإنّ إنتاج المُخاط بكمياتٍ طبيعية يُعتبر غيرُ ملحوظٍ مالم تحدث تغيّرات قد يُستدلّ من خلالها على الإصابة بالأمراض أو الاضطرابات المُختلفة، ومن هذه التغيّرات حدوث زيادة في كمية إنتاج البلغم أو تغيّر جودته وطبيعته،[١] وتُعزى الزيادة في إنتاج المُخاط إلى عوامل عدّة؛ من بينها اعتلال وظائف الغدد تحت المخاطية والخلايا الكأسية، أو التعرّض للعدوى، أو حدوث التهاب، أو تهيّج، أو تشكّل حُطامات في الجهاز التنفسي،[٢]

فيديو أسباب البلغم

قد يدل إفراز البلغم على مرضٍ ما أو إصابة معينة في الرئتين، فما هي الأسباب التي تؤدي لظهوره؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب ت “what is mucus”, www.rxlist.com, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Causes and Risk Factors of Increased Mucus Production”, www.verywellhealth.com, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث “What can sputum tell us?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  4. “Key Facts About Influenza (Flu)”, www.cdc.gov, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  5. “bronchitis”, www.mayoclinic.org, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  6. “pneumonia”, www.lung.org, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  7. “tuberculosis”, medlineplus.gov, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  8. “coronavirus”, www.webmd.com, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  9. “Q&A on coronaviruses (COVID-19)”, www.who.int, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث “Mucus in Your Chest: Why It Can Happen”, www.webmd.com, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت “phlegm symptoms”, www.healthgrades.com, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  12. “asthma”, www.nhlbi.nih.gov, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  13. “bronchiectasis”, www.nhs.uk, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  14. “emphysema”, my.clevelandclinic.org, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  15. “About Cystic Fibrosis”, www.cff.org, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  16. ^ أ ب “sputum”, www.verywellhealth.com, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  17. “Respiratory Diseases “, www.cdc.gov, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  18. “pulmonary edema”, www.mayoclinic.org, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  19. “pulmonary edema”, www.merckmanuals.com, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  20. “primary ciliary dyskinesia”, rarediseases.org, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  21. “Laryngopharyngeal Reflux”, www.uofmhealth.org, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  22. ^ أ ب “Rhinitis (Nasal Allergies)”, www.aafa.org, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  23. “What causes mucus in the chest?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  24. “Mucus and Phlegm: What to Do If You Have Too Much”, health.clevelandclinic.org, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  25. ^ أ ب ت “What is sputum?”, pcdsupport.org.uk, Retrieved May 9, 2020. Edited.
  26. “mucus”, www.everydayhealth.com, Retrieved May 9, 2020. Edited.
Exit mobile version