محتويات
'); }
تعريف الاستفهام
إنّ مُفردة الاستفهام لغةً مشتقّة من كلمة الفَهْم، والتي تعني معرفة الشيء والعلم به في القلب، فمثلًا نقول فهمتُ هذا الأمر أي عرفتُ معناه وما يؤول إليه، فنقول فهمتُ فَهْمًا، وأفهَمتُ الشخص الحديث وفهَّمتُهُ له؛ أي شرحته له لأجعله يعرف معناه، واستَفْهَمْتُهُ الموضوع أي طلبتُ منه أن يشرحه لي، فيكون مثل الاستفهام الذي يعرَّف اصطلاحاً على أنّه سؤال الشخص المتكلِّم من الذي يخاطبه أن يشرح أو يوضح له شيئًا لم يكن يعرفه ويجيبه عنه.[١]
حروف الاستفهام
إنّ للاستفهام حروفًا معينة لكلّ منها استخدامات محددة تؤدي غرضًا مختلفًا، وهي ثلاث نذكرها كما يلي:[٢]
'); }
الهمزة
تستخدم الهمزة للاستفهام عن المفرد، وبشكلٍ عام تكون الإجابة عنها بتحديد أحد الشيئين، ويجب أن تأتي بعدها (أم) العاطفة كما في السؤال: (أمحمدٌ فاز أم خالد؟)، كما تستخدم الهمزة لطلب التصديق، والاستفهام عن حقيقة معينة، حيث تكون الإجابة عنها حينها بنعم أو لا كما في السؤال: (أقرأت كتاب البلاغة؟)، ولها الصدارة في الجملة لهذا تتقدم على حروف الجر، وحروف العطف، وعلى إنّ، والمفعول به، لذا فهي تأتي في بداية الجمل سواء أكانت الجملة اسمية أم فعلية.
هل
ورد حرف الاستفهام “هل” حوالي ثمانين مرة في القرآن الكريم، وهو يأتي بشكلٍ عام مع الجملة الفعلية مثل: (هل قرأتْ سلمى القصة؟)، أو يدخل على الجملة الاسمية إذا لم يكن خبرها جملة فعلية مثل: (هل السؤال صعبٌ؟)، كما يستخدم لطلب التصديق فقط، ويكون جوابه حينها بنعم فقط، وإذا دخلتْ هل على الفعل المضارع يتم صرفها للمستقبل فيصبح السؤال عن المستقبل لا الوقت الحاضر مثل: (هل تدرس؟) بمعنى هل ستدرس؟، كما أنّ هل لا تدخل على الفاء أو الواو العاطفة بل تأتي بعدهما فتكون مثل: (وهل كنتَ مع رامي؟) فمن الخاطئ أن نقول (هل وكنتَ مع رامي؟).
أم
إنّ لهذا الحرف من حروف الاستفهام عدة أوجه، فقد تدخل (أم) على المُفرد مثل: (أمحمد عندك أم علي؟)، وقد تدخل (أم) على الجملة مثل: (أقام محمد أم قام علي؟)، وهي قد تأتي موازنةً أيضًا لاستخدام أداة الاستفهام “أي” مثل قولنا: (وفاء عندكِ أم سارة؟)، فهي هنا أدت الغرض نفسه الذي تؤديه “أي” حين نقول: (أيّهما عندكِ وفاء أو سارة؟)، فالجواب هنا على “أم” يجب أن يكون بتحديد المسؤول عن الفعل، وكذلك الحال في الجواب عن “أي”، فلا يكون الجواب مثلًا هنا ب(نعم) أو (لا)، كما أنّ استخدام “أم” أيضًا قد يأتي لنفس الغرض الذي يُستخدم به حرف الاستفهام “الهمزة” فمثلًا نقول: (أم تريدون دراسة المادة كاملة؟) وهي هنا استُخدمت بنفس معنى الهمزة حين نحوّلها إلى: (أتريدون دراسة المادة كاملة؟)، كما أنّ حرف الاستفهام “أم” قد يأتي منفصلًا بداية الجملة أو بين جملتين، أو قد يأتي متصلًا مثل اتصالها ب(من الاستفهامية) في قوله تعالى: (أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ).[١][٣]
تدريب: حدّد\ي حرف الاستفهام المناسب للجملة وضعه في الفراغ المخصص له. |
---|
الجملة | حرف الاستفهام المناسب |
---|---|
(…….) محمد نجح أو ليلى؟ | (أ \ أم \ هل) |
أكُنتَ في المنزل (…….) ذهبتَ إلى المكتبة؟ | (أ \ أم \ هل) |
(…….) كانت المحاضرة ممتعة؟ | (أ \ أم \ هل) |
أسماء الاستفهام
يُطلب من أسماء الاستفهام التعيين والتحديد في جوابها، وهي تستخدم مع الجملة سواء أكانت اسمية أم فعلية، وللتعرف على أسماء الاستفهام إليكم ما يلي:[٤]
أسماء الاستفهام للعاقل وغير العاقل
- مَن: اسم استفهام للعاقل، مثل السؤال: (منْ كسر الزجاج؟)، فيكون جوابها عن الشخص الذي فعل ذلك.
- أيُّ: استفهام للعاقل وغيره، ومثال ذلك: (أيُّ نوع من الفاكهة اشتريتَ؟)، فيكون الجواب هنا تحديد الفاكهة، وهي غير عاقل.
- مَا: تستخدم لغير العاقل، ومثال ذلك: (ما الأمر الذي اختلفتم فيه؟)، فيكون الجواب هنا تحديد الأمر الذي تم الاختلاف عليه، و(الأمر) هو شيء غير عاقل، وقد تتصل “ما” بإحدى حروف الجر مثل “عن” فتُحذف ألفها وتصبح “عمَّ” أو تتصل بحرف الجر “بـ” فتصبح: “بِمَ”، أو قد تتصل بالاسم الموصول “ذا” وتصبح “ماذا”.
أسماء الاستفهام عن الزمان والمكان
- متى: تستخدم للاستفهام عن الزمن المطلق، ومثال ذلك: (متى تعود أختي من لبنان؟).
- أيّان: اسم استفهام يستخدم للزمان المستقبل، ومثال ذلك: (أيّان الموعد النهائي؟).
- أينَ: تستخدم للاستفهام عن المكان، ومثال ذلك: (أين تمكثون غدًا؟).
- أنَّى: اسم استفهام يستخدم للزمان، والمكان، وتعيين الحال، ومثال ذلك: (أنَّى تذهبون؟)، وهي هنا تأتي بمعنى متى، أما إذا للسؤال عن المكان فنقول: (أنّى لك هذا الكرسي؟) أي من أين لك الكرسي؟ وتأتي للإجابة عن تعيين الحال وكيفية حدوثه مثل قولنا: (أنّى يكون له هذا الجهاز؟) أي كيف يكون له؟.
أسماء الاستفهام عن الحال والعدد
- كيف: اسم استفهام هدفه تعيين الحال، أي السؤال عن الحال، مثل القول: (كيف حالك؟، وكيف زيد؟).
- كم: اسم استفهام يستعمل كناية عن عدد، كسؤالنا: (كم كتاباً عندك؟).
لمعرفة المزيد عن أسماء الاستفهام وبالتفصيل يرجى قراءة المقال الآتي: ما هي أسماء الاستفهام.
أنواع الاستفهام
يُقسّم الاستفهام في اللغة العربية إلى قسمين، وهما كما يلي:[٥]
- استفهام حقيقي: هو معنى من المعاني، والذي يطلب فيه المتكلم من السامع أن يُعلِمه ما لم يكن معلوماً عنده من قبل.
- استفهام مجازي: هو استفهام لا يريد المستفهم منه إجابة، بل يريد إيصال معانٍ أخرى للمستمع، ومن أمثلته الاستفهام التوبيخي مثل أن نقول من باب التوبيخ على فعل ما: (أمرّة تدرس ومرّة لا تدرس؟!)، واستفهام التنبيه مثل قولنا: (أين تذهب من عاقبة فعلتك؟)، والتعجب مثل قولنا: (هل هذا معقول؟!)، بالإضافة إلى معانٍ أخرى للاستفهام الذي لا يطلب السائل فيه جوابًا محددًا مثل: التقرير، والافتخار، والترغيب، والنهي، والدعاء، والتمني.
إعراب أدوات الاستفهام
تُعرب أدوات الاستفهام كالآتي:[٦][٧]
- حرفا (الهمزة وهل): إنّ هذين الحرفين لا محل لهما من الإعراب، فيكون إعرابهما في الجملة: (حرف استفهام لا محل له من الإعراب).
- أدوات الاستفهام الدالة على الظرفيّة: مثل (أيّان، متى) فيكون إعرابها: (ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه).
- أدوات الاستفهام (من، ما، ماذا، منذا): تُعرَب كما يأتي:
- في محل رفع خبر مُقدَّم إذا جاء بعدها اسم معرفة، مثل قولنا: (منذا الذي يقرأ الدرس؟).
- في محل رفع مبتدأ إذا جاء بعدها اسم نكرة، مثل قولنا: (من قارئٌ القصيدة؟)، أو فعل لازم مثل: (من أكل التفاحة؟)، أو فعل متعدٍّ استوفى مفعوله مثل:(من صمم المدرسة؟).
- في محل نصب مفعول به مقدَّم إذا جاء بعدها فعل متعدٍّ لم يستوفي مفعوله مثل قولنا: (ماذا كتبت؟)، أو في محل نصب مفعول به ثانٍ إذا جاء بعدها فعل متعدٍ لمفعولين ولم يستوفِ مفعوله الثاني مثل أن نقول: (من تظن نفسك؟).
- أداة الاستفهام أيّ: هي حرف مُعرب بحسب موقعه من الجملة على خلاف بقية أدوات الاستفهام، فمثلًا إذا سُبقت بحرف الجر مثل: (بأيِّ)، فتُعرب اسم مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره، وإذا كانت مبتدأً مثل: (أيُّ الرجلين حضرا؟) فتُعرب مبتدأً مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ومثلًا تُعرب هنا على أنّها مفعول به مقدم (أيَّ الضيوف استقبلتَ؟).
في الخُلاصة، ولتسهيل الأمر من الممكن أن نوجز إعراب أسماء الاستفهام باختصار وبحسب ما تستخدم به للاستفهام عنه كالآتي: |
---|
إذا جاءت للإجابة عن مبتدأ | تُعرب في محل رفع مبتدأ |
إذا جاءت للإجابة عن خبر | تُعرب في محل رفع خبر |
إذا جاءت للإجابة عن المفعول به | تُعرب في محل نصب المفعول به |
إذا جاءت للإجابة عن الفاعل | تُعرب في محل رفع الفاعل |
إذا جاءت للإجابة عن المفعول المُطلَق | تُعرب في محل نصب المفعول المُطلَق |
إذا جاءت للإجابة عن مفعول به ثانٍ | تُعرب في محل نصب مفعول به ثانٍ |
إذا جاءت للإجابة عن ظرف | تُعرب في محل نصب الظرف |
المراجع
- ^ أ ب محمد إبراهيم محمد شريف (البلخي)، أساليب الاستفهام فى البحث البلاغي وأسرارها فى القرآن الكريم، صفحة 15-18-21-22-24. بتصرّف.
- ↑ عبد الكريم محمود يوسف، “أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم”، elibrary.mediu.edu.my،ص8،9،10، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الملك، آية: 21.
- ↑ “أسلوب الاستفهام وأدواته”، www.fac.ksu.edu.sa،ص7-16، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن توفيق العماني، “أدوات الاستفهام”، www.mohamedrabeea.net،ص5، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
- ↑ كامل عويضة (2016م)، تعليم الدارس نحو المدارس: المرحلة الأولى (الطبعة الأولى)، وادي النيل-الجيزة: أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، صفحة 44-45.
- ↑ عبد الكريم يوسف (2000م)، أسلوب الإستفهام في القرآن الكريم غرضه – إعرابه (الطبعة الأولى)، دمشق: مكتبة الغزالي، صفحة 13-16.