'); }
العدل في الإسلام
من أبرز خَصائص الدّين الإسلامي إقامة العدل بين الناس سواءً كانوا من المسلمين أم من غير المسلمين الذين يَعيشون في كنف الدولة الإسلامية، والعدل هو إرجاع الحقوق إلى أصحابها، فقد حرّم الله تعالى الظلم وأكل مال الغير، فعندما يشهد المسلم أن لا إله إلّا الله وأنَّ محمداً رسول الله فإنه يحرم دمه وعرضه وماله ولا يجوز لأحد التعرّض له بسوء.
يشتمل العدل على الأفعال والأقوال والسلوكيّات؛ فلم يقصره الإسلام بنوعٍ معيّن، ولكن شهادة الزور تتعارض مع خاصيّة العدل في الإسلام، فما هي شهادة الزور؟ وما هي الآثار المترتّبة عليها على الفرد والمجتمع؟
'); }
شهادة الزور
الشهادة هي القول الذي يفصل بين الحقّ والباطل، ويُشبّهها البعض بأنها الروح للحقوق؛ فتترتّب على هذه الشهادة الكثير من الأمور، لذلك أوجبها الله تعالى على المسلمين وحرّم كتمانها، وقد تكون هذه الشهادة صادقةً أو زوراً.
شهادة الزور عبارةٌ عن قول الباطل المخالف للحقيقة حول قضيةٍ ما، مهما كانت دوافعها سواء مناصرةً للمشهود له أو مقابل المبالغ الماليّة أو المصالح الشخصية أو بهدف الإضرار بالمشهود عليه، وتعدّ من أكبر الكبائر كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلّم؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر. أو سئل عن الكبائر؟ فقال: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين. فقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قال: قول الزور، أو شهادة الزور. قال شعبة: وأكثر ظني أنه قال: شهادة الزور). [متفق عليه].
الآثار المترتبة على شهادة الزور
- تضليل الحكّام عن الحقيقة مما يجعلهم قد يحكمون ظلماً للمشهود معه؛ لأنّ الحكم يُبنى على البينة الظاهرة والبيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر.
- ضياع الحقوق بين الناس؛ فيحصل المشهود له على حقٍ ليس له، ويُسلب من المشهود عليه حقه، وهذا يوقع المشهود له بالإثم العظيم لاكتسابه حقاً ليس له.
- استحقاق المشهود له والشاهد دعاء المشهود عليه لأنّه مظلومٌ، وللمظلوم دعوةٌ لا ترد من الله تعالى.
- استحقاق الشاهد والمشهود له الإثم العظيم من الله تعالى وعذاب جهنم إذا لم يُعيدا الحقوق إلى أصحابها.
- افتقار المجتمع للعدل وانتهاك الحقوق وأكل أموال الناس بالباطل.
- انتشار الفوضى في المجتمع وكثرة الجرائم؛ حيث إنّه بشهادة الزور يفلت المجرم من العقاب ممّا يُتيح له ولغيره المجال لارتكاب المزيد من الجرائم.
- فقدان شاهد الزور لصفات الرجولة والمروءة والثقة، كما أنه من يَشهد زوراً فإنه لا يتوانى عن انتهاك حرمات الله تعالى الأخرى.
- وقوف الحاكم والمحكوم له والمحكوم عليه يوم القيامة خصماء لشاهد الزور لأنه أجرم بحقّهم جميعاً.