محتويات
وقت الزوال
وقت الزوال هو مصطلح يُستخدم للدَّلالة على بداية وقت الظهر، وأما من الناحية الشرعية فهو بداية الوقت التي تدخل فيه صلاة الظهر؛ حيث إنّ الزوال يكون عندما تبدأ الشمس بالميلان من جهة الشرق إلى جهة الغرب، فيصبح الظلال لكل شيء يظهر من الجهة الشرقية بدلاً من الجهة الغربية، وهنا سنبيِّن أقوال علماء الفلك وعلماء الشرع في هذا الوقت وتفسيره.
بعض المصطلحات المستخدمة والتنبيهات
سنبين معنى بعض المصطلحات التي سنستخدمها في موضوعنا هذا حتى يسهل فهم الشرح، وكذلك سننبه لبعض الأمور المهمة:
- سمت الرأس: وهو أن تكون الشمس عامودية في السماء.
- خط الزوال: هو خط وهمي في السماء، عندما تصل إليه الشمس فإن هذا الخط يقسم السماء إلى نصفين، نصف شرقي ونصف غربي.
- اختفاء الظل: وهو أن يصبح الظل غير مائلٍ لأيِّ جهةٍ معينة، مع أنّ الظل لا يختفي، والذي نعنيه هنا أنّه أصبح مباشرةً تحت الجسم.
- منطقة القياس: وهذا تنبيه للقارئ حتى يعلم أننا نتكلم عن المناطق الشمالية من خط الاستواء.
وقت الزوال الدقيق فلكياً وشرعياً
فلكياً
عندما تُشرق الشمس من الشرق فإننا نرى الظلال مائلةً للجهة الغربية بشكلٍ طويل، ومع مرور الوقت في النهار واقتراب الشمس من خط الزوال فإن هذه الظلال ستصبح أقصر فأقصر حتى تصل إلى أقصر طول لها؛ حيث إنّ الظلال لن تكون تحت الجسم بشكلٍ كامل لأننا في المناطق الشمالية من خط الاستواء، ولذلك ستبقى الشمس لنا مائلةً للشَّمال، وأما بالنسبة لقول أنّ الشمس أصبحت في موقع كبد السماء (أي إنّها عامودية بشكل كامل) فهذا لا يحصل إلا في يوم أو يومين من السنة، وكما قلنا سابقاً بعد وصول الظل لأقصر طولٍ له من الجهة الغربية، ويبدأ بالميلان للجهةِ الشرقية فهذا يعني أنّ وقت الزوال قد بدأ. يمكن اختصار ما قلناه عن حالة الشمس إذا كانت في نقطة خط الزوال بالنقاط التالية:
- تصبح الظلال في أقصر طولٍ لها، وأحياناً تختفي في بعض أوقات السنة.
- تصبح الشمس في أعلى نقطةٍ لها في السماء، وقد تصبح في نقطة سمت الرأس، أي في كبد السماء.
- تكون الشمس في الجهة الجنوبية لمن يكون في القسم الشمالي من خط الاستواء.
- يكون ميلان الظِلّ قبل الزوال نحو جهة الغرب، ويكون أيضاً مائلاً نحو الشَّمال تماماً لحظة الزوال، وكذلك يكون مائلاً للشرق بعد الزوال.
شرعياً
قال الشـافعي في كتـاب الأم: “وأول وقـت الظهـر إذا اسـتيقن الرجل بزوال الشمس عن وسط الفلك، وظل الشمس في الصيف يتقلص حتـى لا يكون لشيء قائم معتدل نصف النهار ظل بحال، وإذا كان ذلك فسقط للقـائم ظل، ما كان الظل، فقد زالت الشمس، والظل في الشـتاء والربيـع والخريـف مخالف له فيما وصفت من الصيف، وإنما يعلم الزوال في هذه الأوقات بـأن ينظـر إلى الظل، ويتفقد نقصانه، فإنه إذا تناهى نقصانه زاد، فإذا زاد بعد تناهي نقصانه فذلك الزوال هو أول وقت الظهر”