محتويات
'); }
الرحم وتركيبه
يُعتبَر الرحم (بالإنجليزية: Uterus) أحد أعضاء الجهاز التناسليّ عند المرأة، وتكمن وظيفته الرئيسيّة في استقبال البويضة المخصّبة وتغذية الجنين وحمايته. ويتمركز في منطقة الحوض بين المثانة (بالإنجليزية: Bladder) والمستقيم (بالإنجليزية: Rectum). ويتكوّن الرحم من ثلاثة أجزاء، وهي عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervix)، وبرزخ الرحم (بالإنجليزية: Uterine Isthmus)، وقاع الرحم (بالإنجليزية: Uterine Fundus). وللرّحم ثلاث طبقاتٍ، وهي بطانة الرحم الداخليّة (بالإنجليزية: Endometrium)، وعضلات الرحم (بالإنجليزية: Myometrium)، والطبقة الخارجيّة للرحم التي تُسمّى الطبقة المصليّة (بالإنجليزية: Perimetrium). ويرتبط الرحم بقنوات فالوب (بالإنجليزية: Fallopian Tubes) كما يرتبط بالمِهبل (بالإنجليزية: Vagina) عبر عنق الرحم.[١][٢]
الورم
يُعرَّف الورم (بالإنجليزية: Tumor) بشكلٍ عامٍّ على أنّه كتلة غير طبيعيّة من الأنسجة التي قد تكون صلبة أو مليئة بالسوائل، وقد يكون الورم حميداً (بالإنجليزية: Benign)، أو في مرحلة ما قبل الورم الخبيث (بالإنجليزية: Pre-malignant)، أو قد يكون ورماً خبيثاً (بالإنجليزية: Malignant) أي أنّه سرطان، لذا فإنّه من المهمّ معرفة أنّ الورم لا يعني دائماً الإصابة بالسرطان. وتختلف الأورام في أحجامها؛ إذ إنّ الأورام التي يقلّ قطرها عن 20 ملليمتر تُسمّى عُقدة (بالإنجليزية: Nodule)، والأورام ذات القطر الأكبر من ذلك تُسمّى كُتلة (بالإنجليزية: Mass).[٣]
'); }
أورام الرحم الحميدة
الأنواع
تتكوّن أورام الرحم الحميدة، والمعروفة أيضاً بالورم الليفيّ الرحميّ (بالإنجليزية: Uterine Fibroids) من نسيجٍ عضليٍّ أملس (بالإنجليزية: Smooth Muscle) شبيهٍ بالعضلات المكوّنة لجدار الرحم، إلّا أنّها أكثر كثافةً من عضلات الرحم الاعتياديّة، وتكون في أغلب حالاتها دائريّة الشكل. ويتمّ تصنيفها بناءً على مكان وجودها، إذ تُقسم إلى ثلاثة أنواعٍ كما يأتي:[٤]
- الألياف تحت المصليّة: تتكوّن الألياف تحت المصليّة (بالإنجليزية: Subserosal Fibroids) أسفل الطبقة المصليّة الخارجية للرحم، حيث توجد في أغلب الأوقات على السطح الخارجيّ للرحم، كما أنّها قد تتصل مع السطح الخارجيّ عبر ساقٍ صغيرةٍ تربطها به.
- الألياف تحت المُخاطيّة: توجد الألياف تحت المُخاطيّة (بالإنجليزية: Submucosal Fibroids) داخل تجويف الرحم وراء البطانة الدّاخليّة للرحم.
- الألياف داخل جدار الرحم: (بالإنجليزية: Intramural Fibroids)، وتوجد هذه الألياف داخل الجدار العضليّ الموجود في الرحم.
الأعراض
قد لا تُحدِث أورام الرحم الحميدة أعراضاً في أغلب الأحيان، ولكن قد تظهر بعض الأعراض في أحيان أخرى، وتعتمد هذه الأعراض على حجم الورم الليفيّ ومكانه. ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٤]
- النزيف الرحميّ: يُعتبَر حدوث نزيفٍ رحميٍّ غير طبيعيّ (بالإنجليزية: Abnormal Uterine Bleeding) من أكثر الأعراض شيوعاً؛ فقد تُلاحظ غزارة الدورة الشهريّة، وزيادة مدتها، بالإضافة إلى حدوث آلامٍ حادّة مصاحبةٍ للدورة الشهريّة، أو حدوث نزيفٍ مهبليٍّ خفيفٍ بين الدورات الشهريّة، وذلك في الحالات التي يتسبّب فيها الورم بإعاقة تدفّق الدم لبطانة الرحم أو إذا كان قريباً من بطانة الرحم.
- الشعور بالضغط: قد يتسبّب الورم الليفيّ الرحميّ بالشعور بضغطٍ في الحالات التي يكون فيها كبيراً.
- الشعور بالألم: قد يتسبّب الورم الليفيّ عند تحلّله وتفكّكه بالشعور بألمٍ موضعيٍّ شديد، كما قد تتسبّب الأورام كبيرة الحجم بإحداث ألمٍ في منطقة الحوض كلها (بالإنجليزية: Pelvic Pain).
- كثرة التبوّل أو حصر البول: قد تتسبّب الأورام الليفيّة الكبيرة بالضغط على المثانة البوليّة، وقد ينتج عن ذلك إمّا كثرة التبوّل (بالإنجليزية: Frequent Urination) وإمّا حصر البول (بالإنجليزية: Obstructed Urination).
- صعوبة إخراج الفضلات: قد يصاحب إخراج الفضلات الشعور بالألم أو الصعوبة في الإخراج وذلك لأنّ الألياف الرحميّة الكبيرة قد تُحدِث ضغطاً على منطقة الشرج والمُستقيم (بالإنجليزية: Rectum).
العلاج
هناك بعض الطرق والإجراءات العلاجية التي تُستخدم لعلاج حالات أورام الرحم الليفيّة والأعراض الناتجة عنها، ومنها ما يلي:[٤]
- العلاج الجراحيّ: يُعتبَر التدخُّل الجراحيّ الأساس في علاج الأورام الليفيّة الرحميّة عند الحاجة للعلاج، إذ يُمكن استئصال الرحم كاملاً وإزالته (بالإنجليزية: Hysterectomy)، كما يُمكن إزالة واستصال الأورام الليفيّة فقط (بالإنجليزية: Myomectomy)، حيث يُمكن إجراء الخيار الثاني إمّا جراجيّاً أو باستخدام التنظير. ومن الطرق الجراحية أيضاً ما يُعرف بتقنية انسداد الشريان الرحميّ (بالإنجليزية: Uterine Artery Embolization) والذي يتم فيه حقن كريّات صغيرة من مادّة الكحول متعدّد الفينيل (بالإنجليزية: Polyvinyl Alcohol) داخل الشريان المُغذّي للورم الليفيّ، حيث تمنع هذه الكريّات وصول الدم للورم الليفي وتغذيته بالأكسجين.[٤]
- نظائر الهرمون المطلق الموجهة للغدد التناسلية: تُستَخدَم نظائر الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسليّة (بالإنجليزية: Gonadotropin-Releasing Hormone Analogs) لإيقاف إفراز هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) من المبايض (بالإنجليزية: Ovaries)، الأمر الذي يتسبّب بتقليص حجم الورم الليفيّ الرحميّ بنسبة 50% في الحالات التي يكون فيها هذا العلاج فعّالاً، حيث تكون مدّة العلاج فيه من ثلاثة إلى ستة أشهرٍ، ويكون مستوى الإستروجين خلال هذه الفترة منخفضاً. إلّا أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث أعراض جانبيّةٍ شبيهةٍ بأعراض سنّ اليأس (بالإنجليزية: Menopause).[٤]
- مُضادّات البروجستيرون: يُستَخدَم دواء الميفيبريستون (بالإنجليزية: Mifepristone) الذي ينتمي لمجموعة الأدوية المُضادّة للبروجستيرون (بالإنجليزية: Antiprogestin) لتقليص حجم الأورام الليفيّة الرحميّة، كما يقلّل الميفيبريستون النزيف الذي قد يُرافق وجود هذه الأورام الليفيّة. إلّا أنّه يسبّب زيادةً في نموّ بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrium) كعَرَضٍ جانبيٍّ.[٤]
- الهرمونات الأندروجينيّة: يُمكن استخدام دواء دانازول (بالإنجليزية: Danazol) الذي ينتمي لمجموعة الهرمونات الأندروجينيّة الستيرويدية (بالإنجليزية: Androgenic Steroid Hormone) لتقليل النزف الدي قد يُصاحب أورام الرحم الليفيّة لكنّه لا يقلّص حجم الورم، ويرافقه حدوث أعراضٍ جانبيّةٍ متعدّدة منها؛ زيادة الوزن، وحدوث تشنّجاتٍ في العضلات (بالإنجليزية: Muscle Cramps)، وزيادة في نمو الشعر، وتقلّبات في المزاج، والاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)، وانخفاض مستوى البروتينات الدهنيّة مُرتفعة الكثافة (بالإنجليزية: High Density Lipoprotein) أو ما يُسمّى بالكوليسترول المُفيد، وارتفاع مستوى إنزيمات الكبد (بالإنجليزية: Liver Enzyme).[٤]
- مُعدّلات مستقبلات الإستروجين الانتقائيّة: يُمكن لدواء رالوكسيفين (بالإنجليزية: Raloxifene) الذي ينتمي لمجموعة الأدوية المُعدّلة لمستقبلات الإستروجين الانتقائيّة (بالإنجليزية: Selective Estrogen Receptor Modulator) تقليص حجم الورم الرحميّ الليفيّ عند النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Postmenopause)، إلّا أنّ تأثيره مختلف في النساء اللواتي لم يصلن مرحلة انقطاع الطمث بعد.[٥][٤]
- حبوب منع الحمل: تُستخدم الجرعات المُنخفضة من حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Oral Contraceptives) لتقليل النزيف الذي يُصاحب وجود الأورام الليفيّة الرحميّة، إلّا أنّها لا تتسبّب بتقليص حجمه.[٤]
أورام الرحم الخبيثة
المراحل
يعتمد تصنيف السرطان على مدى تقدّمه، ويتمّ تصنيفه إلى مراحل متعددة كما يأتي:[٦]
- المرحلة الأولى: يكون السرطان موجوداً في الرحم فقط في المرحلة الأولى من السرطان (بالإنجليزية: Stage 1).
- المرحلة الثانية: ينتقل السرطان في المرحلة الثانية (بالإنجليزية: Stage 2) إلى عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervix).
- المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان في المرحلة الثالثة (بالإنجليزية: Stage 3) إلى الأنسجة القريبة في منطقة الحوض (بالإنجليزية: Pelvis) أو العقد اللمفاويّة (بالإنجليزية: Lymph Nodes).
- المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان خلال المرحلة الرابعة (بالإنجليزية: Stage 4) إلى الأنسجة الليّنة (بالإنجليزية: Soft Tissues) في منطقة البطن، أو إلى أعضاء أُخرى كالمثانة البوليّة، والكبد (بالإنجليزية: Liver)، والرئتين (بالإنجليزية: Lungs)، وغيرها.
الأعراض
قد يتسبّب سرطان الرحم (بالإنجليزية: Uterine Cancer) بحدوث أيٍّ من الأعراض الآتية:[٧]
- نزف مهبليّ غير طبيعيّ: بالرغم من أنّ معظم الحالات التي يحدث فيها نزفٌ مهبليٌّ غير طبيعيّ يكون سببها حالةٌ أُخرى، إلّا أنّ حدوث نزفٍ غير طبيعيٍّ من أكثر أعراض سرطان الرحم شيوعاً؛ فقد يبدأ على هيئة نزيفٍ خفيفٍ يصاحبه خروج إفرازاتٍ مائيّة. ومن المهم معرفة أنّ حدوث أيّ نزيفٍ عند النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث يدعو للقلق. وقد يُحدث سرطان الرحم غزارة في الدورة الشهريّة، أو حدوث نزفٍ بين الدورات الشهريّة في النساء اللواتي لم يصلن مرحلة انقطاع الطمث.
- ألم في المنطقة السفليّة من البطن: يُعتبَر حدوث ألم في المنطقة السفليّة من البطن أحد الأعراض غير الشائعة لسرطان الرحم.
- ألم خلال ممارسة الجماع: ويُعتبَر أيضاً من الأعراض غير الشائعة لسرطان الرحم.
- ألم في الظهر، والأقدام، والحوض: قد يحدث ذلك في المراحل المتقدّمة من سرطان الرحم.
- فقدان في الشهيّة، والشعور بالتعب والغثيان: قد يحدث فقدانٌ في الشهيّة (بالإنجليزية: Loss of Appetite)، والشعور بالغثيان (بالإنجليزية: Nausea)، وتعبٌ عامٌّ في المراحل المتقدّمة من سرطان الرحم.
العلاج
يُمكن استخدام الطرق الآتية في علاج سرطان الرحم:[٦]
- العلاج الجراحيّ: تُعتبَر عملية استئصال الرحم (بالإنجليزية: Hysterectomy) الطريقة الرئيسيّة لعلاج سرطان الرحم، إذ يمكن استئصاله بالإضافة إلى المبايض، أو قنوات فالوب، أو عنق الرحم، أو العقد اللمفاويّة في منطقة الحوض بحسب مرحلة السرطان. إلّا أنّ استئصاله يعني عدم القدرة على الإنجاب، لذا يمكن عدم استئصاله في ظروفٍ محدّدة واستخدام العلاج الهرمونيّ وذلك عند النساء اللواتي لم يصلن مرحلة انقطاع الطمث ويرغبن بإنجاب الأطفال.
- العلاج بالأشعّة: يُمكن استخدام العلاج بالأشعّة (بالإنجليزية: Radiotherapy) في الحالات التي يُحتمل فيها عودة السرطان إلى منطقة الحوض، كما يُمكن أن يُستَخدَم لتقليل سرعة انتشار السرطان عند عدم القدرة على استخدام العلاج الجراحيّ. ويوجد لطريقة العلاج هذه نوعان؛ العلاج الداخليّ بالأشعّة (بالإنجليزيّة: Internal Radiotherapy) والذي يتمّ فيه إدخال أنبوبٍ بلاستيكيٍّ إلى داخل الرحم وتمرير الأشعّة عبر الأنبوب، والعلاج الخارجيّ بالأشعّة (بالإنجليزية: External Radiotherapy) الذي يتمّ فيه توجيه الأشعة على منطقة الحوض من الخارج.
- العلاج الكيماويّ: يتمّ استخدام العلاج الكيماويّ (بالإنجليزية: Chemotherapy) في المرحلة الثالثة والرابعة من السرطان، إذ يُستخدَم بعد إجراء الاستئصال الجراحيّ لمنع عودة السرطان مجدّداً، أو لإبطاء سرعة انتشاره في المراحل المتقدّمة.
- العلاج الهرمونيّ: يتمّ استخدام هرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) الصناعيّ في بعض حالات سرطان الرحم التي تتأثر بالهرمونات، إذ قد يُستخدَم في الحالات المتقدّمة من سرطان الرحم، أو عند عودة السرطان مرّة أُخرى.
المراجع
- ↑ Healthline Medical Team (2015-03-30), “BodyMaps-Uterus”، www.healthline.com, Retrieved 2017-11-08. Edited
- ↑ Cancer.Net Editorial Board (2017-06), “Uterine Cancer: Introduction”، www.cancer.net, Retrieved 2017-11-08. Edited
- ↑ Christian Nordqvist (2015-12-10), “Tumors: Benign, Premalignant and Malignant”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2017-11-08. Edited
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Melissa Conrad Stöppler, William C. Shiel Jr. (2015-05-05), “Uterine Fibroids (Benign Tumors Of The Uterus)”، www.medicinenet.com, Retrieved 2017-11-08. Edited
- ↑ “raloxifene (Oral route)”, www.drugs.com,2017، Retrieved 2017-11-08. Edited
- ^ أ ب “Womb (uterus) cancer-Treatment”, www.nhs.uk,2015-02-03، Retrieved 2017-11-08. Edited
- ↑ “Womb (uterus) cancer-Symptoms”, www.nhs.uk,2015-02-03، Retrieved 2017-11-08. Edited