عظام و روماتيزم

جديد ما هو نخاع العظم

نخاع العظم

يوجد نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone marrow) في مراكز العظام، في الجزء المعروف بجوف النقي أو تجويف النخاع (بالإنجليزية: Medullary cavity)، ويُعتبر نخاع العظم الجزء المسؤول عن تصنيع خلايا الدم خلال عملية تُعرف طبيّاً بتكون الدم (باللاتينية: Haematopoiesis)، ويجدر بالذكر أنّ هذه العملية تحدث في معظم العظام خلال مرحلة الطفولة، ولكن ببلوغ الإنسان يتركز حدوثها في العظام المسطحة، ليُصبح حدوثها بشكلٍ أساسيّ في عظام القص، والعمود الفقريّ، وعظم الحَرْقَفة (بالإنجليزية: Ilium)، وأمّا بالنسبة للون نخاع العظم؛ فيعتمد على حدوث عملية تكون الدم فيه، بمعنى آخر يظهر نخاع العظم الذي تتكون فيه خلايا الدم باللون الأحمر بسبب تكون خلايا دم حمراء، وفي المقابل يظهر نخاع العظم الذي لا تتكون فيه الخلايا باللون الأصفر.[١][٢]

أمّا بالنسبة لعملية تكون الخلايا؛ فإنّها تحدث ببدء انقسام الخلية الجذعية المكوِّنة للدم (بالإنجليزية: Hematopoietic Stem Cell)، لتنتج خليّتان، إحداهما تبقى في نخاع العظم لإتمام وظائفها، والثانية تخضع لسلسة من عمليات النمو والتطور لتصبح بالغة ثمّ لتغادر النخاع إلى مجرى الدم، وتتميز الخلايا الجذعية المكونة للدم بأنّها قادرة على التمايز إلى أيّ نوع من أنواع خلايا الدم، وعليه يمكن القول إنّ الخلايا الجذعية المكونة للدم توجد في نخاع العظم المسؤول عن إنتاج خلايا الدم، وفي المقابل هناك نوعٌ من الخلايا يُعرف بالخلايا الجذعية الميزنكيمية (Mesenchymal Stem Cells) يوجد في نخاع العظم غير المسؤول عن تصنيع خلايا الدم.[١][٢]

خلايا نخاع العظم

يتكون نخاع العظم من الخلايا الجذعية كما أسلفنا، منها المكوّنة للدم، ومنها الميزنكيمية، وتتمايز هذه الخلايا إلى أنواع أخرى مسؤولة عن أداء العديد من الوظاف المهمة، فبالنسبة للخلايا التي تتمايز إليها الخلايا الجذعية المكونة للدم؛ تُقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي خلايا الدم الحمراء (بالإنجليزية: Red Blood Cells) المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى مختلف خلايا الجسم، وخلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: White Blood Cells) المسؤولة عن مواجهة مختلف أنواع العدوى (بالإنجليزية: Infections) والأمراض التي تواجه الجسم، والنوع الثالث هو الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Platelets) المسؤولة عن تكوث خثرات أو تجلطات الدم عند تعرّض الإنسان لجرحٍ بهدف وقف النزيف، وبمجرد وصول هذه الخلايا مجرى الدم؛ فإنّها سرعان ما تقوم بوظائفها على أكمل وجه.[٢]

أمّا بالنسبة للخلايا الجذعية الميزنكيمية فإنّها تتمايز إلى مجموعةٍ مختلفةٍ من الخلايا، وهي الخلية الغضروفية (بالإنجليزية: Chondrocyte)، والخلية بانية العظم (بالإنجليزية: Osteoblast)، والخلية ناقضة العظم أو هادمة العظم (بالإنجليزية: Osteoclast)، والخلية الدهنية (بالإنجليزية: Adipocyte)، والخلية العضلية (بالإنجليزية: Myocyte)، والخلايا الأكولة (بالإنجليزية: Macrophage)، وخلايا البطانة الغشائية (بالإنجليزية: Endothelial cells)، والأرومة الليفية أو الخلية الليفية اليافعة (بالإنجليزية: Fibroblast).[١]

أمراض نخاع العظم

هناك العديد من الأمراض والمشاكل الصحية التي يمكن أن تُصيب نخاع العظم، يمكن إجمال أهمها فيما يأتي:[٣]

  • ابيضاض الدم: أو اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، ويمكن أن يكون حاداً أو مزمناً، ويتمثل بإصابة خلايا الدم الحراء بأيّ نوع من أنواعها بالسرطان، وإنّ الخلايا المصابة بالسرطان تفقد قدرتها على القيام بوظائفها المتمثلة بمهاجمة العدوى ومقاومة الأمراض كما أسلفنا، وبتراكم كريات الدم البيضاء يتمّ تثبيط إنتاجها، بالإضافة إلى تثبيط إنتاج خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية.
  • مرض التكاثر النقويّ: (بالإنجليزية: Myeloproliferative neoplasm)، ويُعتبر مجموعة من المشاكل الصحية التي تتمثل بفرط إنتاج بعض أحد أنواع الخلايا غير الناضجة أو الخلايا الناضجة المشتقة من الخلايا البدائية، ومن أنواع هذه المشاكل الصحية:
    • اللوكيميا النخاعية المزمنة أو سرطان الدم النخاعي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Myeloid Leukemia).
    • كثرة الحمر الحقيقية (باللاتينية: Polycythaemia vera).
    • كثرة الصفيحات الأولية أو الأساسية (بالإنجليزية: Essential thrombocytosis).
  • متلازمة خلل التنسج النقوي: (بالإنجليزية: Myelodysplastic Syndrome)، ويتمثل هذا الداء بخلل إنتاج خلايا نخاع العظم، ومن المشاكل الصحية التي تترتب على المعاناة من هذا الداء: فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)، والإصابة بالعدوى (بالإنجليزية: Infection)، وكثرة النزيف وظهور الكدمات.
  • فقر الدم: وله أنواع عديدة ترتبط بنخاع العظم، منها فقر الدم اللاتنسجيّ (بالإنجليزية: Aplastic anemia) الذي يحدث نتيجة حدوث خلل في الخلايا الجذعية أو إصابة نخاع العظم بضرر ما، وقد يظهر هذا النوع من فقر الدم نتيجة عوامل أخرى، مثل الأسباب الجينيّة، أو التعرض للإشعاع، أو المواد الكيميائية مثل البنزين، أو نتيجة لتناول بعض أنواع الأدوية. ومن أنواع فقر الدم الأخرى التي ترتبط بنخاع العظم: فقر الدم الناجم عن عوز فيتامين ب12، أو الحديد، أو حمض الفوليك.

زراعة نخاع العظم

تتمّ عملية زراعة نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone Marrow Transplant) عن طريق حقن الشخص المعنيّ بخلايا جذعية سليمة عن طريق الوريد، ويمكن بيان أهمّ الأسباب التي تُفسّر اللجوء لعملية زراعة نخاع العظم فيما يأتي:[٢]

  • يمكن من خلال عملية زراعة نخاع العظم الاستعاضة عن نخاع العظم التالف أو المُتعرّض للضرر بآخر سليم، وذلك في حالات صحية عديدة، منها حالات الإصابة باللوكيميا، وحالات المعاناة من فقر الدم المنجليّ، وفقر الدم اللا تنسجي.
  • يمكن بزراعة نخاع العظم تجديد الجهاز المناعيّ في الجسم لتمكينه من التخلص من الخلايا السرطانية التي لم يستطع العلاج الكيماوي أو الإشعاعي التخلص منها.
  • يمكن من خلال هذه العملية إعادة نخاع العظم إلى وضعه الطبيعيّ بعد تعرضه للإشعاع أو العلاج الكيماوي المُعطى في حال إصابة الشخص بالسرطان.
  • يمكن بزراعة تخاع عظم سليم جينياً منع تقدم بعض الأمراض الجينية ومنع تسببها بالمزيد من الضرر، ومن هذه الأمراض: متلازمة هيرلر (بالإنجليزية: Hurler syndrome) وسوء تغذية الكظرية وبيضاء الدماغ (بالإنجليزية: Adrenoleukodystrophy).

المراجع

  1. ^ أ ب ت “Bone Marrow”, www.immunology.org, Retrieved July 20, 2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث “All you need to know about bone marrow”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved July 20, 2018. Edited.
  3. “Bone Marrow Disorders”, labtestsonline.org, Retrieved July 20, 2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى