'); }
الديانة الإسلاميّة
تعتبر الديانة الإسلامية الديانة السماوية الخاتمة التي أنزلها الله تعالى على الرسول العربي خاتم الأنبياء والمرسلين محمد –صلى الله عليه وسلم-؛ حيث أيّده عن طريق الوحي بالقرآن الكريم خاتم الكتب السماوية، والذي يُعدُّ معجزة الإسلام الخالدة الصالحة لكلّ زمان ومكان. قد امتازت الديانة الإسلاميّة بالعديد من الخصائص المّهمّة، والتي عملت على زيادة تَقبُّل الناس لها؛ كون هذه الخصائص جاءت منسجمة مع طبيعة هذه الرسالة، وأن الوحي سينقطع عن النزول بعد وفاة الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم-. سنعرض في هذا المقال واحدة من أبرز خصائص الإسلام وهي خصيصة العالمية. [١]
عالمية الإسلام
يعتبر مفهوم عالمية الإسلام واحداً من أكثر المفاهيم التي تُعبّر عن طبيعة هذا الدين، فالمقصود بعالمية الإسلام هو أنّ الله تعالى ارتضاه للناس كافّة في كلّ زمان ومكان، فصار بذلك ديناً عالمياً من الطراز الرفيع؛ لا تختصّ به أمة دون الأمم الأخرى، أو جماعة دون غيرها، أو زمن دون الأزمنة الأخرى. أشار القرآن الكريم وبوضوح شديد إلى مبدأ عالمية الإسلام، وذلك في العديد من المواضع الكريمة، من بينها قوله تعالى: (الحمدلله رب العالمين) [الفاتحة:1]، فهذه الآية تؤكّد فيما لا يدع مجالاً للشكّ أو للتأويل بأنّ الله تعالى هو ربّ الناس كافّة وليس ربّ فئة بعينها دون الفئات الأخرى، وقد أكّد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في آخر عهده بالدنيا، وتحديداً في خطبة الوداع على هذا المعنى بقوله –صلى الله عليه وسلم-: (يا أيها الناس ألا إنّ ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربيّ على أعجميّ، ولا لأعجميّ على عربيّ، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى) [صحيح] فاستخدام لفظة الناس في تضاعيف الخطبة، يُؤكّد عموميتها، وأنها لجميع الناس هذا وقد حفظ لنا التاريخ رسائل الرسول الأعظم –صلى الله عليه وسلم- التي أرسلها إلى كافّة ملوك زمانه في شرق الأرض وغربها؛ حيث اتسمت هذه الرسائل بخطابها العالمي الإنسانيّ. [٢]
'); }
فضل عالميّة الإسلام
استطاع منهج عالمية الإسلام إلغاء أيّ فوارق يتمّ التمييز بين الناس بناءً عليها، الأمر الذي جعل الناس يتوحدون، ويتساوون فيما بينهم بغض النظر عن ألوانهم، وأعراقهم، وأصولهم، وأجناسهم، ولغاتهم، ممّا عمل على تقوية أساسات المجتمع الإسلاميّ، وبالتالي الدولة الإسلاميّة التي أسسها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في عهده الميمون. قد أسهم مبدأ عالميّة الإسلام في ظهور العديد من الشخصيات العربيّة والإسلاميّة العظيمة على امتداد التاريخ الإسلاميّ؛ حيث برزت هذه الشخصيات في سائر مجالات الحياة؛ كالعلميّة، والتربويّة، والفكريّة، والدينيّة، والفنيّة، والعسكريّة، ومن هنا فإنّ الإسلام وبفضل مبدأ العالمية استطاع توظيف قدرات الناس للارتقاء بالإنسان والنهوض به، والإسلام أولاً وآخراً هو دين إصلاح الحياة.[٣]
المراجع
- ↑ “إسلام”، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2018. بتصرّف.
- ↑ عبد الحليمةعويس (10-8-2009)، “الإسلام رسالة عالمية تخاطب كل الناس”، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2018. بتصرّف.
- ↑ البراء بركة (7-9-2015)، “عالمية الإسلام”، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2018. بتصرّف.