إسلام

ما هو مفتاح الجنة

صورة مقال ما هو مفتاح الجنة

الذكر الذي يعد مفتاح الجنة

مفتاح الجنة هو توحيد الله -تعالى- بشهادة أن لا إله إلا الله، للحديث الوارد عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مِفْتاح الجنةِ لا إله إلا اللهُ)،[١] ورُوي عن معذ بن جبل أيضاً: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لَهُ حينَ بعثَهُ إلى اليمنِ إنَّكَ ستأتي أهلَ كتابٍ يسألونُكَ عن مفتاحِ الجنةِ فقُلْ شهادةُ أنْ لَا إلهَ إلا اللهُ و لكنْ مفتاحٌ بلا أسنانٍ فإنْ جِئْتَ بمفتاحٍ له أسنانٌ فُتِحَ لَكَ وإلا لمْ يُفْتَحْ لَكَ).[٢][٣]

لذا حتى يُفتَحَ للإنسان لا بُدّ أن يأتي بأسنان المفتاح وليس بالمفتاح فحَسب، وأسنان هذا المفتاح هي شرائع الإسلام، فمن أراد دخول الجنة يشهد أن لا إله إلا الله ومن ثمّ يقوم بفرائض الإسلام خالصةً لوجه الله -تعالى-.[٣]

سبب اعتبار عبارة التوحيد مفتاح الجنة 

هناك عدّة أسباب لاعتبار عبارة التوحيد هي مفتاح الجنة، ومن هذه الأسباب ما يأتي:[٤]

  • تعتبر عبارة التوحيد هي مفتاح الجنة لأنّها الأساس في قبول الأعمال، فلا يُقبَل أيّ عملٍ ممن لا يشهدُ أنّ لا إله إلا الله، فالجنّةُ مغلقةً عنه ولن تُفتَحَ إلا لمن يوحّد الله -تعالى-، فقد قال الله -عزّ وجل- في كتابه العزيز عن الكافرين: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً)،[٥] فأعمال الكافرين الصالحة كلّها هباءً إن لم يوحّدوا الله -تعالى-.
  • إنّ عبارة التوحيد أساس الأعمال في الدنيا، فهي تشتمل على عبادة الله -تعالى- وحده بما شرع للناس، والإخلاص له، وليس التلفُّظ بها فحسب، قال -تعالى-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).[٦]
  • إنّ الالتزام بعبارة التوحيد، والاجتماع عليها، ودعوة النّاس إليها، والتمسّك بها قولاً وعملاً بما تحمله من معانٍ هو السبيل لعزِّ الأمةِ، ورِفعتها، ونُصرتها، والتخلص مما تعانيه من مشاكل، وأزمات، وعِلَلٍ، وأمراض.

ما هي أسنان مفتاح الجنة؟

إنّ أسنان مفتاح الجنة هي عبادات الإسلام وشرائعه، فلا ينفعُ توحيدٌ بغير عمل، بل لا بُدّ مع شهادة أن لا إله إلا الله الالتزام بشرائع الإسلام وفرائضه الأساسية لضمان دخول الجنة.[٧]

وقد وردت أحاديث كثيرة في هذه الأعمال، منها: أنَّ أعْرَابِيًّا أتَى النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ له: “دُلَّنِي علَى عَمَلٍ إذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الجَنَّةَ”، فقالَ النبيّ: (تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ، وتُؤَدِّي الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومُ رَمَضَانَ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ لا أزِيدُ علَى هذا، فَلَمَّا ولَّى، قالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: مَن سَرَّهُ أنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إلى هذا)،[٨] وقد شهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهذ الأعرابي بالجنّة إذا التزم بهذه العبادات من بعد أن يشهد أن لا إله إلا الله، وما تشمله من عبادة الله -تعالى- وحده لا شريك له.[٩]

وعن بشير بن معبد قال: (أتَيتُ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لأُبايِعَه، قال: فاشتَرَطَ عليَّ شَهادةَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وأنْ أُقيمَ الصَّلاةَ، وأنْ أُؤَدِّيَ الزَّكاةَ، وأنْ أحُجَّ حَجَّةَ الإسلامِ، وأنْ أصومَ شَهرَ رَمضانَ، وأنْ أُجاهِدَ في سَبيلِ اللهِ).[١٠][٩] لذا فأسنان مفتاح الجنة وشرائع الإسلام استنتاجاً من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي ما يأتي:[٩]

  • إقامة الصلاة.
  • إيتاء الزكاة.
  • صوم رمضان.
  • حجّ البيت.
  • الجهاد.

ملخص المقال: إنّ مفتاح دخول الجنة هو شهادة أن لا إله إلا الله، ومن ثمّ عبادة الله -تعالى- وحده بشرائع الإسلام وفرائضه الأساسية خالصةً لوجهه -تعالى-، وهي: إقام الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، حجّ بيت الله والجهاد في سبيله.

المراجع

  1. رواه ابن القيسراني، في ذخيرة الحفاظ، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:2154، فيه شهر بن حوشب متروك الحديث.
  2. رواه العيني، في عمدة القاري، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:8، الظاهر أن قيد المفتاح بالأسنان مدرج في الحديث.
  3. ^ أ ب أحمد بن عيسى (1406)، كتاب توضيح المقاصد شرح الكافية الشافية نونية ابن القيم (الطبعة 3)، بيروت:المكتب الإسلامي، صفحة 474، جزء 2. بتصرّف.
  4. سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 42. بتصرّف.
  5. سورة الفرقان، آية:23
  6. سورة الكهف، آية:110
  7. محمد حسين يعقوب، كتاب أصول الوصول إلى الله تعالى (الطبعة 2)، القاهرة:المكتبة التوفيقية، صفحة 210. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1397، صحيح.
  9. ^ أ ب ت ابن رجب الحنبلي (1397)، كتاب كلمة الإخلاص وتحقيق معناها (الطبعة 4)، بيروت:المكتب الإسلامي ، صفحة 15-16. بتصرّف.
  10. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن بشير بن معبد بن الخصاصية، الصفحة أو الرقم:21952، رجاله ثقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى