محتويات
'); }
مرض أبو دغيم
مرض أبو دغيم (بالإنجليزية: Mumps)، المعروف أيضًا بالنّكاف، أو التهاب النكفية الوبائيّ، أو عدوى النكاف، أو طفل النكاف، أو التهاب الغدة النكفية، أو التهاب الغدة النكافية، أو أبو كعب، أو مرض الغدة النكافية، هو مرض مُعدٍ ناتج عن الإصابة بإحدى الفيروسات التي تنتمي إلى عائلة الفيروسات المخاطانية (بالإنجليزية: Paramyxoviridae)، ويُعتبر مرض مُعدي للغاية ينتقل عبر اللعاب كما هو الحال عند الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا، وقد يُصيب مرض أبو دغيم الأشخاص من مختلف الأعمار، ولكنّه عادةً ما يُصيب الأطفال،[١] وغالباً ما يؤثر الفيروس في الغدد النكافية مُسبّبًا انتفاخها، ويُشار إلى أنّ الغدد النكافية تُمثل الغدد المسؤولة عن انتاج اللُعاب، وتوجد الغدد في أسفل الأُذنين وأمامهما، ويُشار إلى أنّ مرض النكاف قد يؤثر في أيّ جزءٍ آخر من أجزاء الجسم، وقد كانت العدوى بالنكاف شائعة إلى أنّ تمّ إدخال المطعوم المعروف باللقاح الثلاثي أو لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (بالانجليزية: Measles Mumps and Rubella Vaccine)، واختصارًا (MMR) وكان ذلك 1967م،[٢] وبمُجرد إصابة الشخص بالنّكاف تتشكّل لديه مناعة تُمكّنه من التّصدي لهذه العدوى في حال تعرّض لها مستقبلًا،[٣] وبمجرد دخول الفيروس إلى الجسم فإنّه ينتقل إلى مجرى الدم ومن ثمّ إلى الأجزاء الأخرى من الجسم، وفيما يلي بيان لأبرز أجزاء الجسم التي قد تتأثر بعدوى النّكاف:[٤]
- الخصيتين: قد يترتب على تأثر الخصيتين بعدوى النّكاف ظهور بعض الأعراض؛ بما في ذلك انتفاخهما، أو الشعور بالألم، أو الألم عند اللمس، وفي بعض الأحيان قد تُسبّب الضمور الدائم فيهما، ونادراً ما يُسبّب العقم.
- المبيضين: قد يترتب على تأثر المبايض بعدوى النّكاف عدّة أعراض؛ من بينها الشعور بألم أسفل البطن، ولكن لا تؤدي هذه العدوى إلى حدوث العقم.
- البنكرياس: قد يؤثر النّكاف في البنكرياس مُسبّبًا عدوى البنكرياس والتهابه، وقد يترتب على ذلك الشعور بألم في البطن.
- الدماغ: بمجرد دخول الفيروس إلى مجرى الدم فإنّه قد يصِل إلى الدماغ، وقد يُسبّب التهاب السحايا أو الدماغ.
- أماكن أخرى: قد تتأثر أجزاء أخرى في الجسم بعدوى النكاف؛ مثل: الرئتين، والغدة الدرقية، والمفاصل، ويُعتبر ذلك أمرًا نادرًا.
'); }
أعراض مرض أبو دغيم
قد لا يُعاني بعض المُصابين بمرض أبو دغيم من أيّ علاماتٍ أو أعراض دالة على المرض، في حين يُعاني آخرون من أعراض ذات شدّة خفيفة، وعادةً ما تتطور أعراض النكاف وتظهر بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التعرض للفيروس، ومن العلامات والأعراض الأولية للمرض؛ حدوث انتفاخ في الغدد اللُعابية بما يتسبّب بانتفاخ الخدّين، وقد تظهر على المُصاب بعدوى النكاف أعراض أخرى، والتي نذكر منها ما يلي:[٥][٦]
- الشعور بألم في منطقة الغدد اللعابية المُنتقخة؛ سواء أكان ذلك في إحدى جهتي الوجه أو كلاهما، وغالبًا ما يحدث ذلك في اليوم الثالث بعد التعرض للعدوى.
- الشعور بألم عند البلع أو المضغ.
- فقدان الشهية.
- الحمى.
- ألم العضلات.
- الشعور بالتعب والإعياء.
- الصُداع.
أسباب مرض أبو دغيم وطرق انتقاله
كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ مرض النّكاف يُعزى حدوثه إلى فيروس النّكاف الذي ينتقل عبر الهواء، ويُمكن لعدوى المرض أن تنتشر كالآتي:[٧]
- التعرّض لرذاذ سُعال أو عُطاس شخص مُصاب بالمرض، فقد ينتقل الرذاذ عبر الهواء إلى شخص سليم مُسببًا نقل الفيروس إليه.
- لمس المُصاب أنفه أو فمه، ومن ثمّ نقل لمس أشياء أخرى كسطح المكتب أو مقبض الباب مُسببًا نقل الفيروس إليها، وفي حال قام الآخرون بلمس هذه الأشياء الملوَّثة بالفيروس فقد تنتقل العدوى إليهم.
- مشاركة الأكواب والأطباق وغيرها من الأواني مع الشخص المُصاب بمرض النكاف.
عادةً ما يكون مرض النكاف مُعديًا قبل حدوث انتفاخ النكافية ببضعة أيام، ويبقى كذلك حتى بضعة أيام بعد حدوث الانتفاخ، وعليه يُمكن القول أنّه من المُحتمل أن تنتقل العدوى من مُصاب إلى سليم حتّى وإن لم تظهر أعراض الإصابة على الشخص، وبناءً على ذلك يُنصح الأشخاص المصابين بالنكاف بالتغيُّب عن العمل أو المدرسة لمدة خمسة أيام بعد بدء ظهور الأعراض إذا ما تمّ تشخيص الفرد بالإصابة بمرض أبو دغيم.[٧]
الوقاية من مرض أبو دغيم
إنّ التأكد من حصول الطفل على مناعة ضدّ النكاف تُعتبر أفضل وسيلة لحمايتهم من الإصابة بهذه العدوى، ويُمكن تحقيق حماية ضدّ النكاف لدى مُعظم الأطفال عن طريق إعطائهم أنواع مُعينة من اللقاحات التي يُعتبر النكاف جزءًا منها؛ مثل اللقاح الثلاثي الذي يُمثل لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، أو اللقاح الرباعي الذي يُمثل لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وجدري الماء (بالإنجليزية: Measles, Mumps, Rubella and Varicella vaccine) واختصارًا (MMRV)، وفي بعض الأحيان قد يُصاب الأشخاص الذين سبق لهم أخذ اللقاح من مرض النكاف؛ ولكن تكون شدة الأعراض لديهم أقل مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح، ويتم إعطاء اللقاح للأطفال عند بلوغهم عُمر 12-15 شهر، كما وتؤخذ الجرعة الأخرى منه عند بلوغهم عُمر 4-6 سنوات، ويجدر بالذكر أنّ الجرعة الثالثة من المطعوم لا تُعد شكلاً روتينياً يُوصى بأخذه، وقد يوصي الأطباء الأشخاص الذين هم أكثر عُرضة للإصابة بالنكاف بأخذ المزيد من جرعات اللقاح أثناء تفشي مرض النكاف، وبشكلٍ عامّ يُنصح المسافرين، والطلاب الجامعيين، والعاملين في مجال الرعاية الصحية بالتأكد من تلقيهم جرعتين من اللقاح؛ حيثُ إنّ جرعة واحدة من المطعوم لا تُعدّ كافية للوقاية من المرض بشكلٍ تامّ.[٨][٥]
تشخيص مرض أبو دغيم
يُجرى تشخيص مرض النكاف باتباع مجموعة من الطرق؛ من بينها الفحص الجسدي والذي يُعتمد عليه بصورةٍ أساسية، إضافةً إلى إخضاعه إلى مجموعة من الفحوصات الأخرى التي تهدف إلى تأكيد التشخيص بالمرض،[٩] والتي نذكر منها ما يلي:[١٠]
- فحص الدم: (بالإنجليزية: Blood test)، عادةً ما يستغرق إجراء فحص الدم مدّة تقلّ عن خمس دقائق، ويتضمن هذا الإجراء سحب عينة دم عن طريق إدخال إبرة صغيرة في أحد أوردة الذراع وجمع كمية قليلة من الدم في أنبوبة اختبار ليتمّ إخضاعها للفحص المخبري، وقد يشعر الشخص أثناء إدخال الإبرة وإخراجها بالقليل من الوخز.
- اختبار المسحة: (بالإنجليزية: Swab test)، ويتضمّن ذلك أخذ عينه من الأنف أو الحلق عن طريق المسح بأداة مُعينة.
- رشف الأنف: (بالإنجليزية: Nasal aspirate)، يقوم مقدم الرعاية الصحية بحقن محلول ملحي داخل الأنف؛ ومن ثمّ أخذ العينة عبر إجراء شفط خفيف للأنف.
- البزل الشوكي: (بالإنجليزية: Spinal tap)، ويتمّ هذا الإجراء بإدخال المُختصّ إبرة رفيعة ومُجوَّفة في العمود الفقري بهدف أخذ عينة من السائل الموجود فيها، ومن الجدير ذكره أنّ البزل الشوكي لا يُجرى في جميع الحالات؛ وإنّما يقتصر على الحالات التي يُشتبه فيها بالإصابة بالتهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis) أو التهاب السّحايا (بالإنجليزية: Meningitis).
نصائح لمرضى أبو دغيم
يُنصح الأشخاص المُصابين بالنكاف أو من لديه طفل مُصاب بالمرض باتباع النصائح الآتية:[١١]
- أخذ قسط كافٍ من الراحة وملازمة السرير إلى حين تلاشي أعراض المرض.
- الحرص على تناول كميات وافرة من السوائل؛ ويُفضل عادةً شُرب الماء، وتجنُّب المشروبات الحمضيّة التي من شأنها التسبّب بتهيج الغدة النكافية.
- استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها؛ كالباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) بهدف تسكين وتخفيف الآلام المُصاحبة للعدوى، ويجدُر الأخذ بالاعتبار ضرورة تجنّب إعطاء الأسبرين (بالإنجليزيّة: Aspirin) لمن هم دون 16 سنة.
- تناول المأكولات التي لا تتطلب بذل جهد في المضغ، كالبطاطا المهروسة والحساء.
- تطبيق الكمّادات الباردة على منطقة الغدد المُنتفخة ممّا يُساعد على تخفيف الآلام.
علاج مرض أبو دغيم
في الحقيقة، لا يُوجد علاج دوائي لفيروس أبو دغيم حتّى وقتنا الحالي، وتعتمد الخطّة العلاجية المُتبعة على تخفيف الأعراض لحين تمكُّن مناعة جسم المُصاب من محاربة العدوى، وعادةً ما تزول العدوى خلال مدّة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين،[١٢] ولأنّ عدوى النُكاف تُعتبر عدوى فيروسية؛ فلا توجد ضرورة لاستخدام المضادات الحيوية، ولم يستطِع الخبراء التوصل إلى أدوية مضادة لفيروس أبو دغيم حتّى وقتنا الحالي.[٣]
المراجع
- ↑ Dr Mary Harding (20-2-2018), “Mumps”، patient.info, Retrieved 9-3-2020. Edited.
- ↑ Renee A. Alli, MD (14-12-2018), “What Are the Mumps?”، www.webmd.com, Retrieved 9-3-2020. Edited.
- ^ أ ب Michael Paddock (14-12-2017), “What to know about mumps”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-3-2020. Edited.
- ↑ “Mumps”, www.drugs.com,4-3-2019، Retrieved 9-3-2020. Edited.
- ^ أ ب “Mumps”, www.mayoclinic.org, Retrieved 9-3-2020. Edited.
- ↑ “mumps”, www.verywellhealth.com, Retrieved 10-04-2020. Edited.
- ^ أ ب “Mumps”, www.nhs.uk,13-7-2018، Retrieved 9-3-2020. Edited.
- ↑ Elana Pearl Ben-Joseph, MD, “Mumps”، kidshealth.org, Retrieved 9-3-2020. Edited.
- ↑ “Mumps”, www.aboutkidshealth.ca,19-8-2014، Retrieved 10-3-2020. Edited.
- ↑ “Measles and Mumps Tests”, medlineplus.gov, Retrieved 10-3-2020. Edited.
- ↑ “Mumps”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 10-3-2020. Edited.
- ↑ “Mumps “, www.nhsdirect.wales.nhs.uk,23-12-2019، Retrieved 10-3-2020. Edited.