محتويات
غاز الفريون
غاز الفريون هو الاسم التجاري لفئةٍ معينة من المواد الكيميائية العضوية التي يطلق عليها مركبات الكلوروفلوروكربون (بالإنجليزية: Chlorofluorocarbon – CFC)، ومركبات الهيدروكلور فلوروكربون (بالإنجليزية: Chydrochlorofluorocarbon – HCF)، وبعض المركبات المشابهة. ويحتوي غاز الفريون في الغالب على عنصر الهيدروجين، وعنصر البروم، وعنصر الكلور، بالإضافة إلى عنصري الفلور والكربون.[١][٢]
صفات غاز الفريون
يعد غاز الفريون من الغازات غير القابلة للاشتعال، والتي تتميز بأنها عديمة اللون، وعلى الرغم من أن غاز الفريون عديم الرائحة غالباً، إلّا أنّ بعض أنواعه تكون لها رائحة تشبه رائحة الإيثر (بالإنجليزية: Ether). كما يتميز الفريون بأنّه يحتفظ بحالته الغازية في درجة حرارة الغرفة، كما يمكن تسييله عن طريق ضغطه أو تبريده، كما أنه أثقل من الهواء بأربعة أضعاف، وكذلك فإن الفريون يُصرّف مباشرة إلى الأرض في حال ظهور أي تسريب في الوعاء الحافظ له.[١]
استخدامات غاز الفريون
يستخدم غاز الفريون بشكل كبير في أجهزة التكييف والتبريد التي تقوم باستبدال الهواء الدافئ بالهواء البارد، حتى يتم الوصول إلى درجة الحرارة المرغوبة، وهو الغاز ذاته المستعمل في أجهزة التكييف المنزلي، وأجهزة التكييف التجاري المركزي، وفي أجهزة التكييف الموجودة داخل السيارات، كما أنه يستعمل على نطاق واسع في الخدمات التي تختص بالغذاء؛ كالنقل، والمعالجة، والتخزين.[١]
أنواع مركبات الـفريون (CFC)
توجد العديد من أنواع الفريون التي لها استخدامات مختلفة وهي:[١]
- فريون R134A: وهو رباعي فلورو إيثان (بالإنجليزية: Tetrafluoroethane)، ويستخدم بشكل خاص في السيارات.
- فريون R22: وهو كلورو ثنائي فلورو ميثان (بالإنجليزية: Chlorodiofluoromethane)، ويستعمل في أجهزة التكييف ذات السعة الكبيرة، وفي أجهزة تكييف الوحدات السكنية والتجارية، بالإضافة لاستخدامه في بعض الوسائل التي تستخدم للنقل، وفي الخدمات الغذائية، وآلات الثلج، كما يستخدم في تخزين الأغذية ومعالجتها، وفي أجهزة التبريد التجاري ذات الحرارة المتوسطة والمنخفضة.[٣]
- فريون R410A: وهو عبارة عن بديل للنوع السابق (فريون R22)، وذلك لأن فريون R22 قد تم توقيف استخدامه في جميع أنحاء العالم؛ لأنه من المواد التي تستنزف طبقة الأوزون.[١]
- فريون R11: وهو ثلاثي كلورو أحادي فلورو ميثان (بالإنجليزية: Trichloromonofluoromethane) ، ويستعمل في أجهزة التكييف والمبرّدات، وهو من أخطر أنواع الفريون على طبقة الأوزون؛ لاحتوائه على ثلاث ذراتٍ من الكلور، وعند تصاعده إلى طبقات الغلاف الجوي العليا يعمل على تفكيك وتكسير جزيئات طبقة الأوزون، وبالتالي تدميرها.[٤]
مخاطر غاز الفريون على النظام البيئي
لقد ثبت بشكل تام أن المواد الكيميائية التي تحتوي في مكوناتها على مادة الكلور تساهم في إتلافٍ كبيرٍ في طبقة الأوزون، وبالتالي إلى نضوبها، وتبعاً لذلك فقد نصّت اتفاقية مونتريال على إيقاف استعمال أو تصنيع هذا الغاز أو أيٍّ من مركباته، ولهذا يُعتبر التنفيذ لبروتوكول مونتريال ناجحاً في تخفيض العديد من تراكيز الغازات التي تستنفد هذه الطبقة في الغلاف الجوي، كمركبات الكلورو فلورو كربونات (CFCs). ومن نتائج اتباع سياسات وقوانين اتّفاقية مونتريال تراجع جميع مستويات الكلور الستراتوسفيري (بالإنجليزية: Stratospheric Chlorine)، وكذلك من المتوقع عودة طبقة الأوزون إلى مستوياتها الطبيعية التي كانت قبل عام 1980م. وقد لوحظ مؤخراً أن تركيز مادة ثنائي كلورو ميثان (بالإنجليزية: Dichloromethane) التي توجد في الغلاف الجوي هي التي تستنفد طبقة الأوزون وتتزايد بشكل كبير جداً، وهي مادّة لم تأت اتفاقيّة مونتريال على ذكرها، وإذا استمر هذا التزايد -ولو كان طفيفاً- فإنّه سيتسبّب في تأخر انتعاش طبقة الأوزون.[٥]
يعد الفصل الكيميائي الضوئي للفريونات وكذلك جميع ما يتصل بها من مركبات الكلورو فلورو كربونات (CFCs) من الأسباب الرئيسية لحالة التدهور التي أصابت طبقة الأوزون في الغلاف الجوي، واستنزاف طبقة الأوزون بدوره يؤدي إلى تهديد حياة الإنسان والحيوان على سطح الكرة الأرضية؛ لأن طبقة الأوزون تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية المضرة جداً، لأنها تُعدّ محفزاً على الإصابة بسرطان الجلد.[٢]
إن حاويات الرش الهوائية قد مُنع استخدامها في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك لكونها تحتوي على غاز الفريون. وقد عملت الكثير من الدول المتقدّمة على منع إنتاج جميع أنواع الفريونات تقريباً؛ لتراكم الأدلة على أن الأوزون بدأ ينفد في المناطق القطبية.[٢]
بدائل غاز الفريون الضار على النظام البيئي
نجد أن بعض المدن الخاضعة لاتفاقية مونتريال تعتمد على أجهزة التكييف والمبرّدات الصديقة للبيئة، وهي الأجهزة التي تحتوي على فريون R123، والتي تعتبر بديلًا عن أجهزة التكييف التي تعمل من خلال الفريونR11.[٤]
مخاطر غاز الفريون على جسم الإنسان
لقد أُجريت بعض الدراسات لمعرفة تأثير التعرّض لمركبات الكلوروفلوروكربون على صحة الإنسان، ومن هذه الدراسات تلك التي أجريت في عيادة القلب في مستشفى هيئة قناة السويس في مصر، حيث قامت بجمع فئتين من العاملين في معامل التبريد، نصفهم يتعرّضون لمركبات الكلوروفلوروكربون والنصف الأخر لا يتعرض لهذه المركبات، وفي كل فئة 23 شخصاً، وأسفرت نتيجة الدراسة عن خلاصةٍ مفادها أنّ التعرض لمركبات الكلوروفلوروكربون يُسبب مشاكل في القلب تمثّلت في عدم انتظام دقّاته. وعلى الرغم من قدرتها على رفع مستوى الكولسترول في الدم، ورفع بروتين بيتا -2 ميكروغلوبولين في البول، إلا أنّ دورها في ارتفاع ضغط الدم وحدوث مرض القلب التاجي ليس واضحاً بعد.[٦]
تؤدي ملامسة غاز الفريون (كلورو فلورو كربون) للجلد إلى حروق بسيطة وسطحية، ولكن تتطور هذه الحروق بشكل تلقائي بعد مرور عدة أيام لحروق سميكة بشكل كامل إذا أُهمل علاجها، ولذلك فهي تستلزم اللجوء إلى علاج جراحي عن طريق استئصال الجلد المصاب وزرع جلد غيره.[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج “What’s That Smell? Freon”, www.aetinc.biz, Retrieved 29-9-2017. Edited.
- ^ أ ب ت Francis A. Carey, “Freon”، www.britannica.com, Retrieved 29-9-2017. Edited.
- ↑ “Freon™ refrigerants”, www.chemours.com, Retrieved 5-10-2017. Edited.
- ^ أ ب Haresh Khemani (2-8-2010), “Properties of Refrigerant R11 or Freon 11 and Replacements”، www.brighthubengineering.com, Retrieved 29-9-2017. Edited.
- ↑ Hossaini R1, Chipperfield MP2,3, Montzka SA4, Leeson AA1, Dhomse SS2,3, Pyle JA5,6. (27-6-2017), “The increasing threat to stratospheric ozone from dichloromethane”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 28-92017. Edited.
- ↑ Sabik LM1, Abbas RA, Ismail MM, El-Refaei S. (13-7-2009), “Cardiotoxicity of Freon among refrigeration services workers: comparative cross-sectional study.”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 28-9-2017. Edited.
- ↑ Chaput B1, Eburdery H, Courtade-Saïdi M, De Bonnecaze G, Grolleau JL, Garrido I. (31-6-2012), “[Freon gas frostbite: an unusual burn evolving in two stages“]، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 29-9-2017. Edited.