جديد ما هو علاج غيبوبة الكبد

علاج غيبوبة الكبد

ومن الأخبار السارة للغاية أنّ غيبوبة الكبد (بالإنجليزية: Hepatic encephalopathy)، أو الاعتلال الدماغيّ الكبديّ أو السبات الكبدي أو الاعتلال الدماغي البابي الجهازيّ من المشاكل الصحية التي يمكن الشفاء منها في حال الالتزام بالعلاج الصحيح الذي يصفه الطبيب المختص، وخاصة إذا كان السبب الكامن وراء الحالة يمكن إزالته والتخلص منه.[١]

العوامل التي يعتمد عليها علاج غيبوبة الكبد

إنّ تحديد الطبيب المختص للعلاج المناسب لغيبوبة الكبد يعتمد على عدة عوامل، يمكن إجمالها أدناه:[٢]

  • وجود مُحفّز أدى إلى ظهور الحالة أم لا.
  • وجود بعض الأعراض أو غيابها.
  • مدى شدة الحالة التي يُعاني منها المصاب.
  • شدة الحالة المرتبطة بالكبد والتي أسفرت عن غيبوبة الكبد.
  • عمر الشخص المصاب.
  • الصحة العامة للمصاب.

علاج المُسبب

إنّ الخطوة الأولى في علاج حالة غيبوبة الكبد هي التعرف على السبب الذي أدى إلى الإصابة بها أو المُحفّز الذي أدى إلى ظهورها، وعندئذ فإنّ السيطرة على المُسبب وعلاجه يكون كفيلًا بالحدّ من تقدم المشكلة وتطورها، وربما ساعد بشكل واضح على علاجها، فمثلًا إذا كان المُسبب لغيبوبة الكبد هو الإصابة بعدوى معينة؛ فإنّ وصف الطبيب للمضاد الحيوي المناسب للتخلص منها يساعد بشكلٍ جلي على السيطرة على الحالة، وذلك لأنّ هذه العدوى قد ألحقت الضرر بصحة الكبد وأخلّت بقدرته على أداء وظيفته، وأمّا إذا كان المُسبب نزفًا داخليًا كحالات نزيف الجهاز الهضميّ فإن الطبيب يلجأ للسيطرة على الحالة بوصف بعض الأدوية أو اتخاذ إجراء طبي معين، وكذلك من الممكن أن ينجم الاعتلال الدماغي الكبدي عن حدوث انسداد في مجرى البول ويمكن الاستدلال على ذلك بعدم قدرة المصاب على التبول بشكل معتاد، وبشكل عام فإنّ علاج أي مرض أو حالة مرتبطة بالجهاز البولي تحدّ من الاعتلال الدماغي الكبدي في حال كان هناك رابط بينهما، ومن الأمثلة على مُحفّزات غيبوبة الكبد كذلك الإمساك، وعندئذ يُنصح المصاب بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه لتسهيل حركة الأمعاء وبالتالي المساعدة على طرح السموم خارج الجسم، وأخيرًا يُشار إلى أنّ هناك بعض الأدوية التي قد تكون موصوفة لعلاج مشاكل أخرى، مثل الأدوية الناركوتية (بالإنجليزية: Narcotics) أو المُهدّئات (بالإنجليزية: Sedatives)، قد تكون المُحفّز لغيبوبة الكبد؛ وعندها يُشير الطبيب بأهمية التوقف عن أخذ هذه الأدوية،[٢][٣] وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الطبيب لا يصف علاجات للسيطرة على الحالة الحالية فقط، وإنّما كذلك أدوية أو خيارات علاجية آخرى تحدّ من فرصة حدوث نوبات مستقبلية من غيبوبة الكبد.[٤]

إزالة الأمونيا والسموم من الجسم

إضافة إلى أهمية علاج المُسبب؛ فإنّ التخلص من السموم التي تراكمت في الجسم جراء الضرر الحاصل في الكبد (بما فيها الأمونيا) أمر لا بُدّ منه، ولأنّ أغلب هذه السموم يبدأ تراكمها في الجهاز الهضميّ؛ فإنّ الطبيب المختص يعمد إلى وصف أدوية تؤثر بالدرجة الأولى في هذا الجهاز،[٢] وإنّ أكثر الأدوية المُستخدمة في هذه الحالات وتُحقق الغرض المطلوب هي اللاكتولوز (بالإنجليزية: Lactulose) وبعض أنواع المضادات الحيوية، وقد تُوصف هذه الأدوية كلًا على حدا أو مجتمعة، والجدير بالعلم أيضًا أنّه حتى بعد علاج نوبة غيبوبة الكبد؛ فإنّ الطبيب يُعنى بوصف علاجات تحد من فرصة الإصابة بنوبات أخرى منها في المستقبل، وفيما يأتي تفصيل علاجات غيبوبة الكبد:[٥][٦]

  • لاكتولوز: يقوم مبدأ عمله على سحب الماء من الجسم إلى القولون، وبذلك يلين البراز ويسهل خروجه من الجسم، الأمر الذي يدفع السموم خارج الجسم، وبذلك تقل كمية السموم التي تُمتص من الأمعاء إلى الدم، وإنّ التفسير العلمي وراء ذلك هو أنّ اللاكتولوز يقلل درجة حموضة القناة الهضمية ويُغير من تركيبة الميكروبات فيها، ومن فوائد اللاكتولوز أيضًا تقليل كمية الأمونيا في الجسم بسحبها من أجزاء الجسم إلى القولون حيث يتم طرحها مع البراز خارج الجسم، ومن فوائد اللاكتولوز كذلك: السيطرة على نوبات غيبوبة الكبد عامة والحدّ من احتمالية حدوثها مستقبلًا، وحقيقة يُؤخذ هذا الدواء على شكل شراب، وأمّا بالنسبة للآثار الجانبية المحتملة فتتمثل بالغثيان والانتفاخ والإسهال والشعور بالانزعاج إضافة إلى احتمالية حدوث الجفاف.
  • المضادات الحيوية: توجد في القناة الهضمية بكتيريا تساعد على هضم الطعام، وتتسبب هذه البكتيريا بإفراز السموم، وعليه فإنّ إعطاء المضادات الحيوية المناسبة يقلل من تواجد هذه البكتيريا، وبالتالي الحد من كمية السموم التي تتكون في الأمعاء، وعليه يمكن القول إنّ المضادات الحيوية تقلل شدة غيبوبة الكبد وتحدّ من احتمالية دخول المصاب إلى المستشفى فضلًا عن تقليل فرصة الإصابة بنوبات غيبوبة الكبد مستقبلًا،[٥][٦] ومن المضادات الحيوية التي يمكن أن يصفها الطبيب المختص لعلاج غيبوبة الكبد ما يأتي:[٤][٦]
    • نيوميسين: (بالإنجليزية: Neomycin)، وهو أحد أنواع المضادات الحيوية التي تقلل إنتاج الأمونيا في الجسم، وذلك عن طريق تسببه بقتل البكتيريا الموجودة في الأمعاء.
    • ريفاكسيمين: (بالإنجليزية: Rifaximin)، ويُعطى هذا المضاد الحيوي عن طريق الفم، ومن ميزاته أنّه ضعيف الامتصاص، ولذلك فهو يؤثر بشكل رئيس في البكتيريا الموجودة في الأمعاء، وبالتالي يتمكن من القيام بعمله في الجزء الصحيح، وحقيقة يُستخدم هذا الدواء إلى جانب اللاكتولوز في حال عودة الإصابة بغيبوبة الكبد بعد الإصابة بها مُسبقًا واستخدام اللاكتولوز آنذاك، هذا ويُشار إلى أنّ الريفاكسيمين يُستخدم في حال عدم القدرة على استخدام اللاكتولوز بسبب آثاره الجانبية، إذ يُعدّ هذا المضاد الحيوي مُحتملًا في الغالب.
    • مضادات حيوية أخرى: ومن المضادات الحيوية التي قد تُستخدم في علاج غيبوبة الكبد كذلك: الكوينولون (بالإنجليزية: Quinolones)، والفانكوميسين (بالإنجليزية: Vancomycin)، والميترونيدازول (باللاتينية: Metronidazole).[٧]

العلاجات الأخرى

إضافة إلى ما سبق يمكن أن يلجأ الطبيب المختص إلى خيارات علاجية أخرى في حالات معينة من غيبوبة الكبد بهدف السيطرة على الحالة، ومن هذه الخيارات نذكر الآتي:[٧]

  • فلومازينيل: (بالإنجليزية: Flumazenil)، ثبتت فعالية استخدام هذا الدواء في السيطرة على حالات غيبوبة الكبد بشكل ممتاز على المدى القصير لدى الأشخاص المصابين بتشمع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، وقد جاءت فكرة استخدام هذا الدواء من معلومة مفادها أنّ غيبوبة الكبد تتسبب بتراكم مواد معينة في الدماغ ترتبط بمستقبلات خاصة فيه، تُعرف بمستقبلات جابا (بالإنجليزية: GABA receptors) الأمر الذي يُسبب تثبيط عمل الأعصاب ذات الصلة، وإنّ دواء فلومازينل يؤثر في مستقبلات جابا في الدماغ وبالتالي يُبدي الأثر المرجو لدى الكثير من مرضى الاعتلال الدماغي الكبدي، والجدير بالعلم أنّ هذا الدواء يُعطى على شكل حقنة في الوريد ولا يدوم تأثيره لأكثر من بضع ساعات.[٧][٨]
  • حماية مجرى التنفس: يمكن أن يختار الطبيب تطبيق الإجراء الطبي الذي يُعرف بالتنبيب الرغامي (بالإنجليزية: Endotracheal intubation) كإجراء وقائي في الحالات الشديدة من غيبوبة الكبد التي تكون عُرضة لدخول الطعام أو الشراب من البلعوم إلى مجرى التنفس، والجدير بالتنبيه أنّ هذه الفئة من المرضى تتطلب علاجًا في وحدة العناية الحثيثة.[٩][١٠]
  • التغذية بالأنبوب الطبي: (بالإنجليزية: Enteral feeding)، إذ يُلجأ للإجراء الطبي المعروف بالتنبيب الأنفي المعدي (بالإنجليزية: Nasogastric intubation) في حال عدم قدرة المصاب على البلع أو في حال الخوف من دخول الطعام أو الشراب إلى المجرى التنفسي، إذ يتم من خلال هذا الإجراء تزويد المصاب بالسوائل عن طريق هذا الأنبوب.[١١]
  • الجراحة: (بالإنجليزية: Surgery)، ويُقصد بها عملية زراعة الكبد (بالإنجليزية: Liver transplant)، فبما أنّ مشكلة غيبوبة الكبد تنجم عن فشل حادّ أو مزمن في الكبد؛ فإنّ زراعة الكبد تُعدّ خيارًا فعالًا في بعض الحالات، مثل حالات الإصابة بنوبات متكررة من غيبوبة الكبد على الرغم من استخدام العلاج المناسب بأقصى ما يمكن، أو في حال عدم استجابة الشخص المصاب للعلاجات المختلفة.[٦]

نصائح وإرشادات لمرضى غيبوبة الكبد

إنّ أفضل ما يمكن أن يُقدّم لمرضى غيبوبة الكبد من نصائح هو ضرورة الالتزام بالخطة العلاجية التي يصفها الطبيب، فمهما بدا الأمر مزعجًا (خاصة أنّ هؤلاء المرضى قد يكونون مصابين بحالات تتطلب أخذ أدوية أو تعاملًا مع طاقم طبي لمدى ليس بقصير)؛ فإنّ الالتزام بالخطة العلاجية كما يضعها المختص أمر مهم للغاية، وفي هذا السياق نهيب بأهمية أخذ الجرعات كما يكتبها المختص وعدم تخطي أي جرعة دون استشارته، ويمكن طلب المساعدة من الأهل أو الأصدقاء للالتزام بالخطة العلاجية، ونُؤكّد أنّ اتباع تعليمات الطبيب وأخذ الجرعات كما يُشير يُلاحظ نتائجه بشكل واضح؛ إذ تتحسن الأعراض وتختفي مع مرور الوقت، ومن النصائح الأخرى التي تُقدّم للمصابين بغيبوبة الكبد: الحرص على تناول الطعام الذي يحتوي على كمية مناسبة من البروتين والذي يُمدّ الجسم بالطاقة، والحرص على أن يتراوح معدل الإخراج في اليوم الواحد بين مرتين إلى ثلاث مرات،[٣][١٢] كما يُنصح المصابوبن بغيبوبة الكبد بالحرص على توزيع الوجبات إلى وجبات صغيرة أثناء النهار وواحدة في الليل،[١١] كما يٌنصح هؤلاء المصابون بما يأتي:[٤]

  • تحقيق وزن صحيّ وذلك بالحرص على تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، وبشكل عامّ فإنّه يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بمعدل ثلاثين دقيقة في المرة الواحدة وتكرار ذلك خمس مرات في الأسبوع على الأقل، ويُنصح بأن تكون تمارين القوة من بين التمارين المُمارسة.
  • اتباع الطريقة الصحيحة في إنقاص الوزن في حال المعاناة من السمنة أو زيادة الوزن، إذ يجدر تجنب اتباع الأنظمة ذات الوحدات الحرارية المنخفضة جدًا.
  • تجنب شرب الكحول وذلك لأنّ الكبد يُعالجها، الأمر الذي يُلحق الضرر بصحة الكبد ويزيد الوضع سوءًا.
  • الامتناع عن التدخين، إذ يُلحق الضرر بصحة الجسم كافة بما في ذلك الكبد.
  • تجنب استعمال الآلات الثقيلة أو قيادة العربات، وذلك لكل من المصابين بغيبوبة الكبد أو المتوقع إصابتهم بهذه المشكلة.[٦]
  • مراجعة الأدوية التي يأخذها المصاب مع مقدم الرعاية الصحية المختص؛ فقد يكون لأي منها تأثير في حالة المصاب.[٦]

المراجع

  1. “Hepatic Encephalopathy”, www.merckmanuals.com, Retrieved April 24, 2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Hepatic Encephalopathy”, rarediseases.org, Retrieved April 25, 2020. Edited.
  3. ^ أ ب “Hepatic Encephalopathy”, www.webmd.com, Retrieved April 25, 2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت “Hepatic Encephalopathy (HE)”, britishlivertrust.org.uk, Retrieved April 25, 2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Treating Hepatic Encephalopathy”, liverfoundation.org, Retrieved April 25, 2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح “Hepatic Encephalopathy”, badgut.org, Retrieved April 25, 2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت “Hepatic Encephalopathy”, patient.info, Retrieved April 25, 2020. Edited.
  8. “Flumazenil versus placebo or no intervention for people with cirrhosis and hepatic encephalopathy”, www.cochrane.org, Retrieved April 25, 2020. Edited.
  9. “Hepatic Encephalopathy”, www.clevelandclinicmeded.com, Retrieved April 25, 2020. Edited.
  10. “What is aspiration?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved April 25, 2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Hepatic Encephalopathy in Chronic Liver Disease”, www.aasld.org, Retrieved April 25, 2020. Edited.
  12. “Hepatic Encephalopathy”, www.pat.nhs.uk, Retrieved April 25, 2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى