محتويات
'); }
عدد حروف القرآن الكريم
ذكر ابن الجوزيّ في كتابه فنون الأفنان أنَّ العادّين أجمعوا على أنّ عدد حروف القرآن ثلاثمئة ألف حرف، بينما كان اختلافهم في الكسر الزائد على ذلك، وقد استوعب ابن الجوزي في كتابه الأقوال المختلفة التي وردت في ذلك، فرُوي عن يحيى بن الحارث وأبو المعافى وابن كثير والحماني أنّها واحد وعشرون ألف حرف، وعن ابن كثير والحماني أنّها واحد وعشرون ألفاً ومئة وثمانية وثمانون حرفاً، وعن حمزة بن حبيب أنّه قال: وثلاثة وسبعين ألف حرف ومئتين وخمسون حرفاً، وذكر أنّ المنهال روى عن ابن مسعود أنّه قال: وأربعة آلاف حرف وسبعمئة وأربعين حرفاً، وعن أهل المدينة وعند بعض الكوفيين خمسة وعشرين ألفاً حرف ومئتين وخمسين حرفاً، وعن عاصم الجحدري أنّه قال ثلاثة وستين ألفاً وثلاثمئة ونيف، وعن أبي محمد راشد الحماني البصري ستون ألفاً وثلاثة وعشرون حرفاً، وعنه أيضاً: أربعون ألفاً وسبعمائة ونيف، وفي رواية سلمة عن محمد بن إسحاق أنّها اثنا عشر ألف حرفاً.[١]
سبب الاختلاف في عدد حروف القرآن الكريم
ذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى أنّ بعض العلماء كالمدنيّين في قراءتهم كانوا يزيدون حروفاً أو يُنقِصون، كزيادة الألف في قوله: (وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ)،[٢] فتُقرأ (وأوصى)، أوحذف الفاء من كلمة (فبما)،[١] في قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)،[٣] وقد وافقه الحافظ رحمه الله في ذلك بقوله إنّ سبب الاختلاف إنّما كان من جهة مرسوم الكَلِمِ في المصاحف العثمانيّة التي تمّ إرسالها للأمصار، فمَن أثبتَ بعض الحروف في المصاحف عدّها ومَن لم يُثبتها لم يعدّها، وقد خالف الحافظ رحمه الله تعالى بعض العلماء الذين بنوا عدّهم لحروف القرآن على حال استقرار تلك الحروف في التّلاوة دون حال صورتها في الكتابة حيث إنّ الكلمة قد تزيد أحرفها في اللفظ على مَا هي علَيه فِي الرسم، فذكر أنّ السّلف الصّالح عدّوا الحروف على حَال الرَّسْم دون اللفظ واستدلّ بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (اقرؤوا القرآنَ، فإنَّكم تُؤجرونَ عليه، أما إني لا أقولُ آلم حرفٌ، ولكنْ ألفٌ عشرٌ، ولامٌ عشرٌ، وميمٌ عشرٌ، فتلك ثلاثونَ)،[٤] ولو كان عد الحروف على حسب استقرار الكلمة في اللفظ لكان عدد أحرف (الم) تسعة حروف ولوجبَ للقارئ تسعون حسنة.[٥]
'); }
عدد الحروف المقطّعة في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم عددًا من الآيات احتوت على مجموعة من الحروف المجتمعة مع بعضها لكنّها لا تشكّل كلمة مفهومة،[٦] وتسمّى بالحروف المقطّعة، مثل (الم) في بداية سورة البقرة، و(كهيعص) في أوّل سورة مريم، و(طسم) في سورة الشعراء وغيرها من الحروف المقطّعة التي أحصاها العلماء في تسع وعشرين سورة من سور القرآن الكريم بلغ عددها أربعة عشر حرفاً، ووردت تفسيرات كثيرة لمعاني هذه الحروف وذهب عدد من المفسّرين إلى أنّها أسماء للحروف التي رُكّبت منها كلمات القرآن الكريم الّذي تحدّى الله سبحانه وتعالى به العرب وأعْجَزَهم أن يأتوا بمثله.[٧]
المراجع
- ^ أ ب جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (1987م)، فنون الأفنان في عيون علوم القرآن المؤلف (الطبعة الأولى )، بيروت-لبنان: دار البشائر، صفحة 246-248. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 132.
- ↑ سورة الشّورى، آية: 30.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1164، خلاصة حكم المحدث:صحيح.
- ↑ عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو الداني ( 1994م)، البيان في عدّ آي القرآن (الطبعة الأولى)، الكويت: مركز المخطوطات والتراث ، صفحة 75-77. بتصرّف.
- ↑ “بحث نفيس في إعجاز الحروف المقطعة:”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2017. بتصرّف.
- ↑ الشيخ مسعد أحمد الشايب (29-7-2017)، “الحروف المقطعة في القرآن الكريم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2017. بتصرّف.