جفاف العين
تُنتج العيون دموعاً طوال الوقت، ولا يقتصر الأمر على إنتاج الدموع أثناء البكاء أو التثاؤب فحسب، وتُشكّل الدموع طبقة تحافظ على رطوبة العين وتمنع جفافها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الدموع تتكون من الماء، والكهارل، والزيوت الدهنية، والبروتين، وعوامل نموّ، ومواد تعمل على محاربة البكتيريا. وتحدث مشكلة جفاف العين (بالإنجليزية: Dry Eyes) في الحالات التي يتبخر فيها الدمع بسرعة من العين أو في الحالات التي يقل فيها إنتاج الدمع عن الحدّ الطبيعيّ كما هو الحال عند التقدم في العمر، ومن الجدير بالذكر أنّ مشكلة جفاف العين شائعة وقد تحدث في أيّ عمر، وقد تُصيب الرجال والنساء، إلا أنّ النساء هنّ أكثر عُرضة للمعاناة من هذه المشكلة، وقد يحدث الجفاف في إحدى العينين أو كلتيهما، وقد يتسبب بحدوث التهاب في العين المتأثرة، إضافة إلى ذلك، قد يُعاني المصابون بجفاف العين من بعض المضاعفات الأخرى ومنها إصابة العين المتأثرة بالعدوى (بالإنجليزية: Infection) ويمكن تفسير ذلك ببيان أنّ الدموع تعمل على حماية العين من العدوى بأشكالها، وإنّ نقص هذه الدموع عن نسبتها الطبيعية يُسفر عن زيادة احتمالية تعرّضها للعدوى، وفي الحالات التي لا يخضع فيها المصاب بجفاف العين إلى العلاج، من الممكن أن يتسبب هذا الجفاف بإتلاف سطح للعين مُسبّباً ظهور القروح ومؤثراً في قدرة المصاب على الرؤية، وأخيراً يجدر بالذكر أنّ جفاف العين قد يُضعف جودة حياة المصاب عامةً، ممّا يجعل من الصعب على المصاب ممارسة أنشطته اليومية المعتادة، بما في ذلك القراءة.[١][٢]
أسباب جفاف العين
يمكن تقسيم العوامل والظروف التي تتسبب بمعاناة المصاب من جفاف العين إلى ثلاث مجموعات رئيسية، و يُمكن بيان أهمها فيما يأتي:[١]
- اختلال مكونات الدموع: في الحقيقة تتكون طبقة الدمع من ثلاث طبقات رئيسية، أمّا الطبقة الأولى فهي الزيت، والذي يتمّ إفرازها من الغدد الموجودة في حواف جفن العين، وتُعطي هذه الطبقة الرطوبة لسطح الدمع وتُبطّئ مُعدّل التبخر، وعليه فإنّ التهاب الجفن (بالإنجليزية: Blepharitis) يُسفر عن انسداد الغدد المسؤولة عن إفراز الدمع، ممّا يزيد من فرصة المعاناة من جفاف العيون، ومن جهة أخرى فإنّ اضطراب مستوى الطبقة الزيتية يتسبب بزيادة سرعة التبخر، فيُعاني المصاب من جفاف العين. أمّا بالنسبة للطبقة الثانية فتتكون بشكلٍ رئيسٍ من الماء والأملاح، وهي الطبقة الأكثر سمكاً على الإطلاق، وتكمن وظيفتها في تنظيف العينين وتخليصها من كل الشوائب، وإنّ حدوث خلل في هذه الطبقة يُسفر عن ترققها، وهذا بدوره يتسبب بالتصاق الطبقة العلوية الزيتية والطبقة السفلية المخاطية ببعضهما ممّا يتسبب بمعاناة المصاب من جفاف العين. وأمّا الطبقة الثالثة والأخيرة فهي الطبقة المخاطية، والتي تساعد على انتظام توزيع الدموع في العينين، وإنّ تعطل وظيفة هذه الطبقة يُسفر عن الإصابة بجفاف العين.
- تراجع إنتاج الدموع: هناك عدد من العوامل والظروف التي تتسبب بتراجع أو نقصان إنتاج الدمع وبالتالي المعاناة من جفاف العين، نجمل أهمها فيما يأتي:
- التقدم في العمر، إذ إنّ بتجاوز الإنسان الأربعين من العمر يقل إنتاج دموع العينين بشكلٍ طبيعيّ.
- بلوغ سنّ اليأس لدى النساء، ويُعزى ذلك للتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال هذه الفترة من العمر.
- المعاناة من أحد أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Diseases)، مثل الالتهاب المفصلي الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، ومتلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjögren’s syndrome)، وتصلب الجلد (Scleroderma).
- الخضوع للعلاج الإشعاعيّ.
- الإصابة بمرض السكري.
- الجراحات الانكسارية للعين (بالإنجليزية: Refractive eye surgeries).
- أسباب أخرى: إضافة إلى ما سبق، هناك بعض العوامل البيئية والعلاجات الدوائية والأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الإصابة بجفاف العين، ومنها:
- الاغتراب الجفني (بالإنجليزية: Ectropion)، وهذه الحالة تتمثل بقلب الجفن إلى الخارج، والانطواء الجفني (بالإنجليزية: Entropion) والذي يتمثل بقلب الجفن إلى الداخل.
- بعض أنواع الأدوية، مثل بعض مدرّات البول، ومثبط إنزيم محول الأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin Converting Enzyme Inhibitors)، ومضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines)، ومضادات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants)، وبعض الحبوب المنوّمة، وحبوب منع الحمل (بالإنجليزية: birth control pills)، وغيرها.
- بعض الظروف الجوية مثل التعرّض للشمس، والمناخ الجاف، والرياح.
- ممارسة الأنشطة التي تتطلب تركيزاً عالياً، مثل استعمال شاشات الحاسوب، وقيادة المركبات، والقراءة.
- التدخين، والوجود في مناطق المرتفعات، وكذلك ارتداء العدسات اللاصقة.
علاج جفاف العين
في الحقيقة يعتمد علاج جفاف العين على المُسبّب، أي فيما إن كان المصاب يُعاني من جفاف العين نتيجة نقصان إنتاج الدموع، أو نتيجة تبخر الدموع، أو لأسباب أخرى، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد علاج تامّ لحالات الإصابة بجفاف العين، وإنّما يعمد العلاج إلى السيطرة على الأعراض والحدّ من معاناة المرض، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الانتباه للعوامل البيئية المحيطة، فقد تكون السيطرة على هذه العوامل كفيلة بالسيطرة على جفاف العين، ويجدر بالمصاب كذلك تحسين نمطه الغذائيّ، إضافة إلى المحافظة على نظافة العينين، ويمكن القول إنّ الخطوة الأولى في العلاج التي يلجأ إليها الأطباء ذوو الاختصاص هي معرفة فيما إن كان هناك دواء أو حالة مرضية تتسبب بجفاف العين، ومن ثمّ يمكن اللجوء إلى بعض الخيارات العلاجية مثل مزلّقات العينين، ومنها ما يُباع على شكل قطرة ومنها ما يُباع على شكل مرهم للعين، ومن الخيارات العلاجية كذلك ما يُعرف بمضادات الالتهاب، مثل الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، والسيكلوسبورين (بالإنجليزية: Ciclosporin)، والتيتراسايكلن (بالإنجليزية: Tetracycline)، بالإضافة إلى احتمالية اللجوء للجراحة وخيارات أخرى.[٣]
المراجع
- ^ أ ب “What is dry eye and how can I get rid of it?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved May 31, 2018. Edited.
- ↑ “Dry eyes”, www.mayoclinic.org, Retrieved May 31, 2018. Edited.
- ↑ “Dry eye syndrome”, www.nhs.uk, Retrieved June 1, 2018. Edited.
فيديو عن جفاف العين
ولمزيد من المعلومات ننصحكم بمشاهدة الفيديو الآتي الذي يتحدّث فيه الدكتور سالم أبو الغنم استشاري طب وجراحة العيون عن جفاف العين .