تكلس العظام
يُعتبر الكالسيوم أحد العناصر المُهمّة في جسم الإنسان، إذ إنّ ما نسبته 99% من الكالسيوم الذي يدخل الجسم ينتهي به المطاف مترسّباً في العظام والأسنان، أمّا النسبة المُتبقية فتبقى ذائبة في الدم، وقد يتعرّض الجسم لاضطراب مُعين يُخلّ بالتوازن ما بين الكالسيوم وعدد من العناصر الكيميائيّة المحدّدة في الجسم؛ ممّا قد ينتج عنه ترسّب الكالسيوم في أجزاء مختلفة من الجسم؛ بما في ذلك الشرايين، والكلى، والرئتين، والدماغ، ويُمكن تعريف التكلّس (بالإنجليزية: Calcification) على أنّه تراكم الكالسيوم بشكلٍ تدريجيّ في أنسجة الجسم، ممّا يؤدّي إلى تصلّبها، وقد تكون هذه العملية طبيعية أو غير طبيعية، وفي الحقيقة يُعتبر التكلّس مشكلة صحيّة في حال أثّر التكلّس في وظيفة أحد الأعضاء الحيويّة في الجسم، وفي بعض الأحيان قد يحدث اضطراب في مستوى الكالسيوم في الدم؛ ممّا يُشير إلى وجود اضطراب أيضيّ تتأثر فيه قدرة الجسم على استخدام الكالسيوم أو تنظيم مستوياته.[١][٢]
أنواع التكلس
يتمّ تصنيف مشكلة التكلّس بناءً على العضو المتأثر بهذه الحالة من الجسم، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه الأنواع:[٣]
- تكلّس الثدي: تُعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى النّساء اللاتي تتجاوز أعمارهنّ الخمسين عاماً، وقد تحدث هذه الحالة نتيجة التعرّض لإصابة، وبشكلٍ عامّ يُمكن الكشف عن تكلّس الثدي من خلال إجراء التصوير الإشعاعي للثدي المعروف أيضاً بالماموجرام (بالإنجليزية: Mammography).
- تكلّس شرايين القلب: يُساهم حدوث تكلّس الشرايين في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويُمكن الاستعانة بتقنية التّصوير الطبقيّ المحوريّ لتحديد كميّة الكالسيوم الموجودة في دمّ الشخص، وتحديد مدى خطورة هذا النّوع من التكلّس.
- تكلّس الدماغ: في حال حدوث التكلّس في الشرايين المسؤولة عن إيصال الدم إلى الدماغ، فإنّ ذلك قد يتسبّب بحدوث السكتة الدماغيّة الإقفاريّة (بالإنجليزية: Ischemic Stroke).
- تكلّس الكلى: قد يؤدي حدوث التكلّس في الكلى إلى المُعاناة من تشكّل حصى الكِلى.
- الأنواع الأخرى: وتتمثل بحدوث التكلّس في صمّامات القلب، أو المفاصل والأوتار، أو العضلات، أو الدهون، أو المثانة، أو المرارة.[٤]
أسباب التكلس
وفقاً للدراسات التي أجرتها جامعة هارفارد، فلا يُوجد علاقة بين النّظام الغذائيّ الغنيّ بالكالسيوم والتكلّس، إذ يعتقد العديد من الأشخاص بأنّ لهذا النّوع من الأنظمة الغذائيّة دوراً في زيادة ترسّب الكالسيوم في الجسم، وفي هذا السياق نُشير إلى حصى الكلى؛ إذ تُصنع معظم حصوات الكلى من أكسالات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium oxalate)، ويُلاحظ وجود كميّة أكبر من الكالسيوم في بول مرضى حصى الكلى مُقارنة بالأشخاص السليمين بغضّ النظر عن نسبة الكالسيوم في النظام الغذائيّ لهؤلاء الأشخاص، وتجدر الإشارة إلى أنّه بشكلٍ عامّ قد يحدث التكلّس كأحد مظاهر الشيخوخة الطبيعية، أو قد يُعزى حدوثه إلى العديد من العوامل والأسباب الأخرى، والتي نذكر منها ما يأتي:[٤][٣]
- العدوى، التي قد تُؤثر في الثدي، أو الدماغ، أو الكليتين.
- اضطرابات أيض الكالسيوم، ومنها فرط كالسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypercalcemia)، أو هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis).
- الاضطرابات الوراثيّة، أو اضطرابات المناعة الذاتيّة التي تُصيب الجهاز العظمي والنسيج الضام.
- الالتهاب المُستمر.
علاج التكلس
يعتمد علاج التكلّس على المسبّب الرئيسيّ الذي أدّى إلى حدوثه، وعلى موقعه، إضافة إلى المُضاعفات الناشئة عن هذه الحالة، وتعتمد السيطرة على التكلّس الناشئ عن فرط الكالسيوم بشكلٍ أساسيّ على شدّة الحالة والأعراض المرتبطة بها، وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من الخيارات العلاجية التي قد يُلجأ إليها في هذه الحالة؛ ومنها الترطيب الوريديّ، أو استخدام أدوية البيسفوسفونات (بالإنجليزية: Bisphosphonates)، أو البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، أو هرمون الكالسيتونين (بالإنجليزية: Calcitonin)، أو إجراء عمليّة غسيل الكلى، وفيما يأتي بيان لبعض العلاجات الأخرى التي يمكن اللجوء إليها في بعض الحالات الخاصّة:[٥]
- تكلّس الجلد: يُمكن في هذه الحالة استخدام مجموعة من الأدوية، مثل: الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroid)، وإينوزيتول (بالإنجليزية: myo-Inositol)، والديلتيازيم (بالإنجليزية: Diltiazem)، للمساعدة على السيطرة على المظاهر الجلدية المُرتبطة بهذه الحالة، وقد يُلجأ إلى العلاج الكيميائيّ، أو العلاج النّفسيّ، أو الجراحة للسيطرة على تكلّس الجلد في بعض الحالات أيضاً.
- تكلّس الأوعية الدموية: يمكن في هذه الحالة وصف الأدوية الخافضة للشحوم، نظراً لفعاليّتها في الحدّ من تطوّر تكلّس الأوعية الدمويّة، وقد تُوصف الأدوية المستخدمة في علاج مشكلة هشاشة العظام، مثل: الكالسيتريول (بالإنجليزية: Calcitriol)، ومكمّلات الكالسيوم، وهرمون الإستراديول (بالإنجليزية: Estradiol)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأدوية المُستخدمة في علاج أمراض القلب والأوعية الدمويّة قد تكون ذو تأثير سلبي في صحّة العظام.
- تكلّس الثدي: تُجرى الفحوصات اللازمة في هذه الحالة للتأكّد من أنّ تكلّسات الثدي ليست ناجمة عن الإصابة بسرطان الثدي، وفي الحقيقة إنّ التكلّسات الحميدة في الثدي لا تحتاج إلى علاج، أو إجراء المزيد من الاختبارات التشخيصيّة، ولكن قد يجري الطبيب الفحص الدوريّ للثدي للتأكد من عدم تحوّل هذه التكلّسات إلى تكلّسات سرطانيّة.
- تكلّس الأوتار والمفاصل: يعتمد علاج التهاب الأوتار التكلسيّ (بالإنجليزية: Calcific tendinitis) على الطّور الإشعاعيّ والسريريّ للتكلّس، وقد يتمّ وصف بعض أنواع المسكّنات في هذه الحالة للتخفيف من الألم؛ مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs)، كما قد يُلجأ إلى العلاج الطبيعيّ، أو الإشعاعيّ، أو الجراحيّ، وقد تُستخدم التقنيات التي من شأنها تفكيك ترسّبات الكالسيوم الموجودة في العظام.
- تكلّس صمّامات القلب: في الحالات التي يُعاني فيها المريض من تراكم الكالسيوم الشديد بما يكفي للتأثير في وظيفة الصمّام قد يتطلب الأمر خضوع المريض لعمليّة جراحيّة بهدف فتح أو استبدال الصمّام.[٤]
- تكلّس الكلى: يُساهم علاج حصى الكلى في تفتيت الكالسيوم المُتراكم في الكليتين، وقد يصِف الطبيب مدرّات البول من نوع الثيازيد (بالإنجليزية: Thiazide) للحدّ من تشكّل حصوات الكالسيوم في الكِلى مستقبلاً.[٤]
المراجع
- ↑ “Calcification”, www.medlineplus.gov, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ↑ “Calcification”, www.healthgrades.com, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ^ أ ب “Calcification: Causes, Symptoms”, www.belmarrahealth.com, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث “calcification”, www.healthline.com, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ↑ “Treating Calcification”, www.news-medical.net, Retrieved 12-11-2018. Edited.