'); }
يطلق العلماء وصف الصّحابي على كلّ من لقي النّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم مؤمنًا به ومات على الإسلام، وهذا القول هو القول الرّاجح في هذه المسألة، وبالتّالي ينطبق هذا القول على كلّ من كان على عهد النّبي من رجال ونساء صغارًا أو كبارًا والتقوا مع النّبي عليه الصّلاة والسّلام وآمنوا برسالته، وماتوا وهم مسلمون، لذلك اعتبر أصحاب هذا القول من آمن بالنّبي ثمّ ارتد عن ذلك ثمّ أسلم ومات على الإسلام من الصّحابة، وإنّ هناك أقوالٌ متعدّدة في تعريف الصّحابي منها من يشترط الصّحبة بمدةٍ زمنيّة أو بالحكم على طولها أو قصرها وفيما إذا شارك الرّجل النّبي في غزوةٍ أو لم يشارك، وهل رأى الرّجل النّبي ولازمه أم لم يفعل، ويبقى القول الرّاجح في هذه المسألة هو الرّأي الأقوى في تعريف الصّحابي وهو كما تقدّم من أنّه ينطبق على كلّ من لقي النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام وآمن به ومات على الإسلام .
وقد فضّل النّبي صلّى الله عليه وسلم أصحابه على غيرهم حين قال خير القرون قرني ثمّ الذين يلونهم، كما نهى أن يتعرّض أحدٌ لهم بالسّوء من القول حين قال الله الله في أصحابي، أصحابي كالنّجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم، ولو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهبًا ما بلغ مدّ أحدهم أو نصيفه، وقد مدحهم الله تعالى في كتابه العزيز وكيف أنّهم أشدّاء على الكفار رحماء فيما بينهم، حريصون على العبادات وابتغاء فضل الله تعالى ورحمته في أعمالهم، وقد تميّز عددٌ من الصّحابة فكان أصحاب بيعة الرّضوان وأهل بدر ليسوا كسواهم، كما تميّز من الصّحابة من بشّره النّبي عليه الصّلاة والسّلام بالجنّة فكان العشرة المبشّرون بها، كما تميّز من بينهم الخلفاء الرّاشدون الذين حكموا المسلمين من بعد رسول الله بمنهاج الكتاب والسّنّة . وقد كان الصّحابة مثالًا في الورع والصّلاح والتّقوى، وقد كان لكلّ واحدٍ منهم صفة تميّزه عن غيره، فحين نقول معاذ بن جبل فهذا يشير إلى أعلم أمّة الإسلام بالحلال والحرام، وحين نتكلم عن الفقية المفسّر حبر الأمة فإنّنا نتكلّم عن الصّحابي عبد الله بن عبّاس، وحين نتكلّم عن أوّل فدائي في الإسلام فهو علي ابن ابي طالب رضي الله عنه، وحين نتكّلم عمّن كان مثالًا في الصّدق فأبو بكر الصّديق رضي الله عنه، فكلّ الصّحابة كانوا مناراتٍ يهتدى بهم في ظلمات الحياة ودياجيرها.