محتويات
تسمم الحمل
في الحقيقة قد يُرافق الحمل ظهور بعض المضاعفات، ومنها حالة ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، إذ تُشكّل الحالات التي تُعاني من ارتفاع ضغط الدم نتيجة الحمل ما نسبته 10% من مجموع حالات الحمل عامةً، وإذا رافق ارتفاع ضغط الدم ظهور البروتين في البول في حالةٍ تُعرف ببيلة بروتينية (بالإنجليزية: Proteinuria) فإنّه يُقال أنّ الحامل تُعاني من مرحلةٍ تُعرف بما قبل تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia)، وقد يُرافق حالة ما قبل تسمم الحمل ظهور اضطرابات أخرى على مستوى الكلى، أو الكبد، أو الدم، وإنّ مضاعفات مرحلة ما قبل تسمم الحمل على مستوى الجنين تتمثل باضطرابات في تزويد الجنين بالأكسجين، ونقص السائل الأمينوسي (بالإنجليزية: Amniotic fluid)، وتخلّف نموّ الجنين في الرحم. وهناك أيضاً ما يُعرف بمتلازمة هيلب (بالإنجليزية: HELLP syndrome) التي تُمثل مرحلة شديدة وخطيرة من مرحلة ما قبل تسمم الحمل، وتتميز هذه المتلازمة بنقص عدد الصفائح الدموية، والإصابة بفقر الدم الانحلالي (بالإنجليزية: Hemolytic anemia)، والمعاناة من ارتفاع اختبارات وظائف الكبد (بالإنجليزية: Liver function tests).[١]
ويمكن تعريف تسمم الحمل (بالإنجليزية: Eclampsia) على أنّه الحالة التي تظهر كمضاعفات لمرحلة ما قبل تسمم الحمل، وتتمثل بمعاناة المرأة من نوبة الصرع الكبرى (grand mal seizure) أو الغيبوبة أثناء الحمل أو بعد الولادة، وذلك في حالات معاناة المرأة من أعراض وعلامات مرحلة ما قبل تسمم الحمل من الأساس، وغالباً ما تظهر هذه الحالة في الثلث الثالث من الحمل، أو أثناء الولادة، أو بعد الولادة بما يُقارب 48 ساعةً، ويندر حدوثها قبل الأسبوع العشرين من الحمل، وكذلك بعد الولادة بثلاثة وعشرين يوماً. ويجدر التنبيه إلى أنّ هناك بعض الحالات التي تُعاني من تسمم الحمل دون ارتفاع ضغط الدم، وقد شكّلت مثل هذه الحالات ما نسبته 19% من مجموع حالات تسمم الحمل في أمريكا.[١]
أعراض تسمم الحمل
في الحقيقة قد تُعاني المرأة المصابة بتسمم الحمل من أعراض التسمم ذاته، والمرحلة التي تسبقه، ولذلك يجدر بنا ذكر أعراض المرحلتين كما يأتي:[٢]
- أعراض ما قبل تسمم الحمل:
- أعراض تسمم الحمل:
الأسباب وعوامل الخطورة
في الحقيقة لم يستطع العلماء إلى الآن معرفة المُسبّب للإصابة بتسمم الحمل، فكل امرأة تُعاني من تسمم الحمل تمتلك خصائص تُميّزها عن غيرها من النساء، ولعلّ هذا ما صعّب الأمر على العلماء والباحثين لإيجاد العوامل المشتركة التي قد تكون دليلاً إلى المُسبّب، وحتى ذلك الوقت يجدر التنبيه إلى أنّ هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر معاناة المرأة من مرحلة ما قبل تسمم الحمل، وبالتالي تزيد فرصة إصابتها بتسمم الحمل، ويمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:[٣]
- تاريخ الحمل: تحدث أغلب حالات ما قبل تسمم الحمل في الأحمال الأولى، ومن الجدير بالذكر أنّ تعرّض المرأة لمشاكل صحية في حملٍ سابق يُعرّض المرأة لخطر المعاناة من تسمم الحمل في الأحمال اللاحقة.
- عمر الحامل: وُجد أنّ فرصة الإصابة بتسمم الحمل ترتفع في النساء اللاتي يحملن على أعمار تزيد عن 35 عاماً، وكذلك اللاتي لا يزلن في مرحلة المراهقة.
- التاريخ العائليّ: إنّ وجود تاريخٍ عائليّ للإصابة بتسمم الحمل أو ما قبل تسمم الحمل يُعطي انطباعاً عن احتمالية وجود جينات تزيد خطر المعاناة من هذه الاضطرابات بين نساء العائلة.
- السُّمنة: فقد وُجد أنّ النساء اللاتي يُعانين من السمنة ترتفع لديهنّ فرصة الإصابة بتسمم الحمل.
- المشاكل الصحية: وُجد أنّ النساء اللاتي يُعانين من مرض ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة من الزمن يكُنّ أكثر عُرضةً للمعاناة من تسمم الحمل. وبالإضافة إلى ذلك هناك عدد من المشاكل الصحية التي تزيد فرصة إصابة المرأة بتسمم الحمل، مثل مرض الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، وأمراض الجهاز البوليّ، وسكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational Diabetes).
تشخيص الإصابة بتسمم الحمل
يشك الطبيب المختص في إصابة المرأة بتسمم بتمم الحمل في الحالات التي تُعاني فيها من نوبات الصرع، وعندها يعمد الطبيب إلى معرفة التاريخ الصحيّ للمصابة، فإذا كانت تُعاني من مرحلة ما قبل تسمم الحمل فإنّ الطبيب سيُحاول معرفة الأسباب التي أدت إلى عودة الحالة أو ازديادها سوءاً، بينما في الحالات التي لا تُعاني فيها المرأة من مرحلة ما قبل تسمم الحمل فإنّ الطبيب المختص سيطلب بعض الفحوصات لمعرفة المُسبّب لنوبات الصرع هذه، وفيما يأتي بيان أهم هذه الفحوصات:[٢]
- فحوصات الدم: (بالإنجليزية: Blood Tests)، والتي تهدف إلى إجراء فحوصات للكشف عن وظائف الكلى والكبد، بالإضافة إلى فحص عدد الصفائح الدموية في الدم للكشف عن قدرة الجسم على تخثير الدم، بالإضافة إلى أنّ فحص الدم يكشف عن الهيماتوكريت (بالإنجليزية: Hematocrit) والذي يُعطي انطباعاً عن عدد خلايا الدم الحمراء في الدم.
- فحص مستويات الكرياتينين: (بالإنجليزية: Creatinine test)، يمكن تعريف الكرياتينين على أنّه إحدى الفضلات الناجمة عن أيض العضلات، ويجدر بالجهاز البوليّ السليم التخلص من أغلب هذا الكرياتينين ليُخلّص الدم منه، وإنّ حدوث مشكلة في الترشيح تتسبّب بمعاناة المصاب من ارتفاع نسبة الكرياتينين، وقد يدل هذا الارتفاع على معاناة المرأة من مرحلة ما قبل تسمم الحمل، ولكن لا يُعدّ هذا الفحص وحده كافياً للتشخيص.
- فحص البول: ويهدف إلى الكشف عن وجود البروتين في البول وسرعة تخلص الجسم منه.
المراجع
- ^ أ ب “Eclampsia”, www.emedicine.medscape.com, Retrieved April 7, 2018. Edited.
- ^ أ ب “Eclampsia”, www.healthline.com, Retrieved April 7, 2018. Edited.
- ↑ “Eclampsia: Causes, symptoms, and treatment”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved April 7, 2018. Edited.