تحاليل طبية

جديد ما هو تحليل HDL

مقالات ذات صلة

تحليل HDL

يستعان بتحليل HDL للكشف عن نسبة البروتين الدهني مرتفع الكثافة (بالإنجليزية: High-density lipoprotein) واختصاراً HDL في الدم، وهو أحد أنواع الكولسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) التي تلعب دوراً في الحماية من أمراض القلب، إذ يساعد على التخلص من أنواع الكولسترول الأخرى الضارة في الدم ومنعها من التراكم داخل الشرايين، لذلك يعرف بالكولسترول الجيد أو النافع،[١][٢] ونتيجة الكثافة المرتفعة للكولسترول في هذا النوع من البروتينات الدهنية مقارنة مع أنواع البروتينات الدهنية الأخرى يُطلق عليه مصطلح البروتين الدهني مرتفع الكثافة، وهو عبارة عن حلقة مجهرية من البروتينات الدهنية التي تحتوي على الكولسترول في مركزها، وفي المقابل فإنَّ البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low-density lipoproteins) واختصاراً LDL يحتوي على نسبة أقل من الكولسترول في مركزه، إلا أنَّه ينقل الكولسترول في الدم ويراكمه في الشرايين، لذلك يُطلق عليه مصطلح الكولسترول السيئ أو الضار،[٣][٤] ومن الجدير بالذكر أنَّ الكولسترول النافع أو HDL يساعد على الوقاية من أمراض القلب من خلال عدد من الوظائف المختلفة يمكن ذكر بعض منها فيما يأتي:[٣]

  • إزالة جزيئات الكولسترول الضار من الدم.
  • نقل جزيئات الكولسترول الضار إلى الكبد ليتم تكسيرها وتدويرها لإعادة استخدامها.
  • المحافظة على سلامة الأوعية الدموية، مما يساعد على الوقاية من تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، وبالتالي الوقاية من النوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart attacks)، والجلطة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke).

دواعي استخدام تحليل HDL

يُلجأ إلى إجراء تحليل HDL كأحد أجزاء تحليل الدهون الكامل في الدم (بالإنجليزية: Lipid profile) والذي قد يتم إجراؤه بشكل روتيني، أو للكشف عن بعض المشاكل الصحية، وفيما يأتي بيان لبعض دواعي إجراء تحليل HDL:[٥]

  • الأشخاص البالغون، إذ ينصح الأشخاص البالغون الذين لا يعانون من أحد عوامل الخطورة التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بإجراء تحليل HDL بشكل دوري كل 4-6 سنوات.
  • متابعة حالة الشخص الصحية ونسبة الكولسترول بعد ظهور ارتفاع في نسبة الكولسترول في تحليل سابق.
  • الكشف عن نجاح التغييرات التي تم إجراؤها من قبل الشخص على نمط الحياة، مثل: اتباع نظام غذائي صحي، والامتناع عن التدخين، وممارسة التمارين الرياضية وتأثيرها في خفض نسبة الكولسترول الضار في الدم، ورفع نسبة الكولسترول النافع.
  • الأطفال بين السنة 9-11 من العمر، ومرة أخرى بين السنة 17-19 من العمر، أما بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 9 سنوات فلا يُنصح بإجراء التحليل إلا في بعض الحالات التي يرتفع فيها خطر الإصابة بأحد أمراض القلب، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بأحد أمراض القلب والشرايين، أو ارتفاع نسبة الكولسترول الإجمالي (بالإنجليزية: Total cholesterol) لدى أحد الوالدين بما يساوي 240 ملغ/ديسيلتر أو أكثر.[٦]
  • الأشخاص الذين ظهر لديهم واحد أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث يتم إجراء تحليل الدهون الكامل وتحليل HDL بشكل دوري ومتكرر، وفيما يأتي بيان لبعض هذه العوامل:[٥]
    • اتباع نظام غذائي غير صحي.
    • عدم مارسة التمارين الرياضية، وخمول النشاط البدني.
    • التدخين.
    • المعاناة من السمنة أو الوزن الزائد.
    • الإصابة بارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، أو تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم.
    • وجود تاريخ عائلي للإصابة المبكرة بأحد أمراض القلب، والمتمثلة بإصابة الرجل بأحد أمراض القلب قبل سنِّ 55 من العمر، أو إصابة المرأة بأحد أمراض القلب قبل سنِّ 65 من العمر.
    • الإصابة السابقة بأحد أمراض القلب أو النوبة القلبية.
    • الإصابة بمرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، أو مقدمات السكري (بالإنجليزية: Prediabetes).
    • العمر، إذ يرتفع خطر الإصابة بأحد أمراض القلب لدى الرجال بعد سنِّ 45 والنساء بعد سنِّ 55، لذلك يجب على النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 55-65 سنة، والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45-65 سنة إجراء تحليل الدهون بشكل دوري كل سنة أو سنتين.[٥][٤]

تعليمات إجراء تحليل HDL

يجب الحرص على اتباع بعض التعليمات قبل إجراء تحليل HDL لضمان الحصول على نتائج دقيقة، وفي الغالب فإنَّ هذا التحليل يتم إجراؤه مع بعض التحاليل الأخرى مثل تحاليل أنواع الكولسترول الأخرى، أو ضمن تحليل الدهون الكامل في الدم، والذي يشمل أيضاً تحليل الدهون الثلاثية (بالإنجليزية: Triglycerides)، والكولسترول الضار، وتجدر الإشارة إلى أنَّ تحليل الكولسترول النافع لا يتطلب صيام الشخص عن الأكل قبل إجراء التحليل، إلا أنَّ بعض أنواع التحاليل الأخرى التي يتم إجراؤها بالتزامن مع تحليل الكولسترول النافع تتطلب صيام الشخص عن الطعام قبل إجراء التحليل بما يقارب 12 ساعة مع إمكانية شرب الماء، كما يجب الحرص على الامتناع عن شرب الكحول، وإجراء التمارين الرياضية القاسية، أو تناول الوجبات الغذائية الغنية بالدهون قبل إجراء التحليل، ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة، وبعض المكملات الغذائية والأعشاب قد تؤثر في نتيجة التحليل، لذلك يجب الحرص على إعلام الطبيب حول استخدام هذه الأدوية والمكملات قبل إجراء التحليل، كما يجدر إعلام الطبيب في حال إجراء أحد التحاليل الطبية التي تعتمد على استخدام العناصر المشعة، مثل: فحص العظام، أو فحص الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) خلال السبعة أيام التي تسبق إجراء تحليل الكولسترول، بالإضافة إلى ذلك يجدر التنبيه إلى أنَّ نسبة الكولسترول النافع قد تختلف عن المعدل الطبيعي لدى المرأة خلال الحمل، لذلك يجب إجراء التحليل بعد 6 أسابيع تقريباً بعد الولادة.[٧][٨]

خطوات إجراء تحليل HDL

يتم إجراء تحليل HDL من خلال الحصول على عينة من دم الشخص من الأوردة في الذراع أو اليد عادة، إذ إنَّ مقدم الرعاية الصحية يلفُّ شريطاً مطاطيّاً حول ذراع الشخص لوقف تدفق الدم في الذراع، والذي بدوره يؤدي إلى بروز الأوعية الدموية في المنطقة أسفل الشريط، ثم يتم تعقيم الإبرة والمنطقة وغرزها في أحد الأوردة البارزة، ثم يتم سحب الكمية اللازمة من الدم في أنبوب مخصص، وإزالة الشريط المطاطي، ووضع قطعة من القطن فوق المنطقة وسحب الإبرة، ثمّ الضغط على منطقة سحب الدم ووضع ضمادة طبية عليها، وفي النهاية يتم إرسال عينة الدم إلى المختبر ليتم تحليلها.[١][٩]

من الجدير بالذكر أنَّه في بعض الحالات قد يتم الحصول على عينة الدم من خلال وخز مقدمة أحد أصابع اليدين باستخدام إبرة مخصصة، ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة في حال استخدام أحد أجهزة التحليل المحمولة في الغالب، وهو ما قد يتم استخدامه في المعارض الصحية.[٥]

تحليل النتائج

تعتمد نسبة الكولسترول النافع بشكل كبير على بعض العوامل المجتمعة، مثل العوامل البيئية والعوامل الوراثية للشخص، إذ تنخفض نسبة الكولسترول النافع في الغالب لدى الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد، ومرض السكري، والمتلازمة الأيضية (بالإنجليزية: Metabolic syndrome)، كما أنَّ نسبة الكولسترول النافع تميل إلى الارتفاع بما يقارب 10 ملغ/ ديسيلتر عند النساء مقارنة بنسبتها لدى الرجال،[١٠] وتجدر الإشارة إلى أنَّه يمكن التعبير عن قيمة الكولسترول في الدم بوحدة ميليغرام لكل ديسيلتر (mg/dL)، أو بوحدة مليمول لكل لتر من الدم (mmol/L)، وعلى عكس أنواع الكولسترول الأخرى فإنَّه يفضل ارتفاع نسبة الكولسترول النافع إلى حدٍّ ما في الدم، إذ إنَّه كما ذكر سابقاً ينخفض خطر الإصابة بالنوبة القلبية والجلطة الدماغية لدى الأشخاص الذين ترتفع لديهم نسبة الكولسترول النافع بشكل طبيعي، وعلى العكس من ذلك فإنَّ انخفاض نسبة الكولسترول النافع عن الحدِّ الطبيعي يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأحد أمراض القلب بشكل كبير، أما بالنسبة للقيم الطبيعية وحدِّ الخطورة فيجب أن لا تنخفض نسبة الكولسترول النافع أو HDL لدى الرجال عن 40 ملغ/ ديسيلتر وعن 50 ملغ/ ديسيلتر لدى النساء، وأن تساوي 60 ملغ/ ديسيلتر أو أكثر لدى النساء والرجال.[١١]

وفي الحقيقة فإنَّ الحالة الصحية للشخص، وصحة القلب لديه، وقيمة الكولسترول النافع تلعب دوراً مهماً في تحديد مدى خطورة انخفاض الكولسترول النافع وكيفية التعامل معه، ففي حال كان الشخص يعاني من انخفاض في قيمة الكولسترول النافع بالإضافة إلى الوزن الزائد والتدخين فقد يكون للامتناع عن التدخين، واتباع نمط حياة صحي، وممارسة التمارين الرياضية لخفض الوزن تأثير كبير في استعادة النسبة الطبيعية للكولسترول النافع في الدم دون الحاجة إلى اللجوء لأحد أنواع العلاجات الدوائية،[١٢] ومن الجدير بالذكر أنَّه تعد نسبة الكولسترول النافع 40 ملغ/ ديسيلتر وأقل عامل خطر كبير للإصابة بأمراض القلب.[١٣]

مؤشر نسبة الكولسترول الكامل إلى نسبة HDL

يعد مؤشر نسبة الكولسترول الكامل إلى نسبة الكولسترول النافع (بالإنجليزية: Total-cholesterol-to-HDL ratio) مهماً في تحديد خطر الإصابة ببعض أمراض القلب، مثل داء الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary heart disease)، ويمكن حساب هذه النسبة من خلال تقسيم قيمة الكولسترول الكامل على قيمة الكولسترول النافع، وفي حال ارتفاع قيمة المؤشر يرتفع خطر الإصابة بهذه الأمراض، ويفضل انخفاض المؤشر عن قيمة 5:1، بينما تُقدَّر النسبة المثالية بما يقل عن 3.5:1 من قيمة المؤشر.[١٤]

نصائح لزيادة نسبة HDL

يُستنتج من الفقرات السابقة أنَّ لرفع نسبة الكولسترول النافع دوراً مهماً في الحدِّ من خطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك يجب الحرص على المحافظة على النسبة الطبيعية للكولسترول النافع في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنَّه لا يوجد إلى الآن أي دواء يساعد على رفع نسبة الكولسترول النافع في الدم بشكل مباشر، بينما توجد بعض الأدوية التي تساعد على خفض نسبة الكولسترول الضار في الدم، مثل أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins)، ومنها دواء أتورفاستاتين (بالإنجليزية: Atorvastatin)، ودواء سيمفاستاتين (بالإنجليزية: Simvastatin)، ويعتمد رفع نسبة الكولسترول النافع في الدم بشكل مباشر على إجراء بعض التغييرات الصحية على نمط الحياة، ومنها ما يأتي:[٤][١١]

  • اتباع نظام غذائي صحي: يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الفاصولياء، والشوفان، والحدُّ من تناول الكربوهيدرات خصوصاً السكر، كما يجب تناول الدهون غير المشبعة (بالإنجليزية: Unsaturated fats)، مثل تلك المتواجدة في الأفوكادو (بالإنجليزية: Avocado)، وزيت الزيتون، والمكسرات، والزيت النباتي، بينما يجدر تجنُّب تناول الأنواع الأخرى من الدهون، مثل الدهون المشبعة (بالإنجليزية: Saturated fats)، وتتضمن اللحوم الغنية بالدهون، والحليب والجبنة كاملة الدسم، والدهون التقابلية (بالإنجليزية: Trans fat)، والتي تتضمن السمن النباتي، والطعام المصنع.[٤]
  • الإقلاع عن التدخين: إذ إنَّ التدخين أو التعرض للتدخين السلبي يؤدي إلى انخفاض نسبة الكولسترول النافع في الدم، لذلك يجب الحرص على الامتناع عن التدخين وتجنُّب التواجد حول الأشخاص المدخنين.[٤]
  • تجنُّب بعض الأدوية: قد يؤدي استخدام بعض أنواع الأدوية إلى انخفاض نسبة الكولسترول النافع في الدم، مثل: المنشطات البنائية الأندروجينية (بالإنجليزية: Anabolic steroids)، والأدوية التي تحتوي على التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، لذلك يجب الحرص على استشارة الطبيب حول استخدام هذه الأدوية وتأثيرها في نسبة الكولسترول النافع في الدم.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب “HDL Cholesterol”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  2. “Cholesterol Numbers: What Do They Mean”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “HDL Cholesterol: The Good Cholesterol”, www.webmd.com, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح “High-density lipoprotein”, medlineplus.gov, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث “HDL Cholesterol”, labtestsonline.org, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  6. Genna Rollins (1-3-2012), “Universal Lipid Screening in Children”، www.aacc.org, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  7. “HDL cholesterol”, www.labtestsonline.org.au, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  8. “Cholesterol and Triglycerides Tests”, m.kp.org,15-12-2019، Retrieved 2-3-2020. Edited.
  9. “Cholesterol and Triglycerides”, m.kp.org, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  10. Richard N. Fogoros (1-8-2019), “Is Raising HDL Cholesterol a Good Idea After All”، www.verywellhealth.com, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “HDL cholesterol”, www.mayoclinic.org,24-10-2018، Retrieved 2-3-2020. Edited.
  12. Jennifer Moll (3-11-2019), “What Causes Low HDL Cholesterol Levels”، www.verywellhealth.com, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  13. “Lowering Your Cholesterol Levels”, www.onhealth.com, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  14. “Lipid Panel with Total Cholesterol: HDL Ratio”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى