تحاليل طبية

ما هو تحليل CRP

تعريف تحليل CRP

يقيس اختبار البروتين المتفاعل C (بالإنجليزية: C-reactive protein) أو اختصاراً اختبار CRP مستوى البروتين المتفاعل C في الدم، والذي يعرّف على أنه بروتين ينتجه الكبد وينتقل للدورة الدمويَّة استجابة للالتهاب، إذ يُعدُّ الالتهاب إحدى وسائل الجسم لحماية أنسجته عند التعرُّض للجروح والعدوى وهو ما يسبِّب الألم والاحمرار وتورُّم المنطقة المصابة، وبذلك يمكن القول بأن اختبار البروتين المتفاعل C يساعد على تشخيص العديد من المشاكل الصحيَّة الحادَّة والمزمنة المسبِّبة للالتهاب، والتي تضمُّ أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune disease)، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) والذئبة (بالإنجليزية: Lupus)،[١][٢] بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من المشاكل الصحيَّة الأخرى المسبِّبة للالتهاب مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، ومنها داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرُّحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) والتهاب الشغاف (بالإنجليزية: Pericarditis)، والعدوى، وتعرض أعضاء الجسم والأنسجة لإصابة، والسرطان، والسمنة.[٢]

ومن الجدير بالذكر أنَّه يوجد اختبار أكثر حساسيَّة اسمه اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة (بالإنجليزية: hs-CRP)، يمكن إجراءه إلى جانب الفحص العادي للبروتين المتفاعل C فيما، حيث إن لإختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة قدرة على قياس مستويات قليلة جدّاً من البروتين في الدم تتراوح ما بين 0.3-10ملغم/لتر، بينما يقيس الاختبار العادي المستويات التي تتراوح بين 8-1000ملغم/لتر، وعادة ما يُستخدم الاختبار عالي الحساسيَّة لتقييم المشاكل والمخاطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease) الذي تتضيَّق فيه شرايين القلب، مما يؤدِّي إلى الإصابة بنوبة قلبيَّة (بالإنجليزية: Heart attack).[٣][٤]

الحالات التي تستدعي إجراء CRP

يطلب الطبيب إجراء تحليل CRP عند تراود الشكوك لديه بوجود مشكلة صحيَّة تسبِّب الالتهاب، إذ يُستخدم هذا الفحص في تشخيص الأمراض سابقة الذكر، مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة، والتهاب المفاصل، وأمراض المناعة الذاتيَّة، بالإضافة لاستخدامه في مراقبة صحة المريض الذي تم تأكيد إصابته بأحد هذه الأمراض، ومراقبة مدى فاعليَّة العلاجات المُتبَّعة في تلك الحالات، فالعلاج الناجح يتضمَّن تراجعاً للالتهاب وبالتالي انخفاض مستوى البروتين المتفاعل C،[٥] وبالإضافة إلى ما سبق قد يطلب مقدِّم الرعاية الصحيَّة إجراء تحليل CRP عند اعتقاده بالإصابة بعدوى بكتيريَّة، والتي من الممكن أن تكون التهاب العظم والنقي (بالإنجليزية: Osteomyelitis) أو الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis)، أو كما هو معروف بتسمُّم الدم والذي يُعرف على أنَّه استجابة الجسم القصوى للعدوى، وهي حالة قد تكون مهدِّدة للحياة وتتطلَّب التدخُّل الطبِّي المباشر، ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات البروتين ترتفع خلال ساعات عند الإصابة بعدوى شديدة، وقد ترتفع مستوياته أيضاً عند الإصابة بعدوى فيروسيَّة، ولكن ليس كما يحصل عند الإصابة بالعدوى البكتيريَّة،[٦][٧] كما يُستخدم تحليل CRP في تشخيص ومراقبة المصابين بعدوى فطريَّة.[١]

وبالرغم من أنَّ فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة مرتبط بمشاكل القلب وتضيُّق الشرايين التاجيَّة كما ذكر سابقاً، إلا أنَّه لا يُعطي دلالة على مكان الالتهاب الموجود، وبالتالي فمن الممكن ارتباط نتيجة هذا الفحص المرتفعة بوجود التهاب في مكان ما غير القلب، وبحسب جمعيَّة القلب الأمريكيَّة (بالإنجليزية: American Heart Association)، فإنَّ فائدة الفحص عالي الحساسيَّة لا تعود على الأشخاص الذين لديهم خطر منخفض للإصابة بنوبة قلبيَّة، وإنَّما على الأشخاص الذين لديهم معدَّل خطر معتدل يتراوح بين 10-20% للإصابة بنوبة قلبيَّة خلال العشرة أعوام القادمة، ويعتمد هذا الخطر الذي يُطلق عليه اسم تقييم المخاطر الشامل (بالإنجليزية: Global risk assessment) على نمط الحياة وتاريخ العائلة والوضع الصحِّي الحالي، ومن المهم التنبيه على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائيَّة والعلاجيَّة اللازمة للذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة بغضِّ النظر عن مدى ارتفاع نتيجة الفحص عالي الحساسيَّة.[٨]

التحضير وإجراءات تحليل CRP

لا توجد استعدادات لإجراء تحليل CRP العادي أو التحليل عالي الحساسيَّة، ومع ذلك عند سحب الدم من أجل إجراء فحوص أخرى فقد يحتاج الشخص إلى الصيام أو اتباع تعليمات أخرى، لذلك من الضروري سؤال الطبيب عما إذا ستكون هنالك فحوص أخرى في الوقت نفسه، كما أنَّه من المهم إخبار الطبيب عن الأدوية المُستخدمة بسبب تأثير بعض الأدوية على الفحص،[٣] ولإجراء التحليل يغرز مقدِّم الرعاية الصحيَّة إبرة صغيرة في الوريد في الذراع، ويسحب عيِّنة دم صغيرة تُجمع في أنبوب اختبار أو قارورة صغيرة يشعر خلالها الشخص بلسعة بسيطة أثناء إدخال وإخراج الإبرة، ويأخذ هذا الإجراء أقلَّ من 5 دقائق.[١]

تفسير نتائج تحليل CRP

كقاعدة عامَّة يوجد القليل جدّاً من البروتين المتفاعل C في الدم بشكل طبيعي، وقد تميل نسبته للارتفاع مع التقدُّم في العمر ولدى الإناث والأشخاص الأمريكيين من أصل أفريقي، وتعّد قيمة البروتين ضمن المستوى الطبيعي في حال كانت أقل من 10ملغم/لتر، فيما تشير أيَّ زيادة عن 10 ملغم/لتر في العادة إلى وجود مرض يسبِّب الالتهاب أو عدوى شديدة،[٩] ويجدر التنبيه إلى أنَّ مستويات البروتين قد تكون عالية أحياناً لدى المصابين بالأمراض الالتهابيَّة المزمنة، ويدلُّ هذا على تفاقم المرض بشكل حاد، أو على عدم فعاليَّة العلاج المُستخدم، فيما يدلُّ الانخفاض في مستويات البروتين الذي يلي ارتفاعه في البداية على انحسار الالتهاب أو العدوى و/أو فعاليَّة العلاج المُستخدم،[٤] وفيما يأتي تفصيل أدقُّ لنتائج فحص البروتين المتفاعل C بالأرقام:[٢]

  • 3-10 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على وجود ارتفاع معتدل لمستوى البروتين يرتبط عادة بالأمراض المزمنة، مثل: السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، وفرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، أو اتباع بعض السلوكيَّات الحياتيَّة، مثل الخمول أو تدخين التبغ.
  • 10-100 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على ارتفاع متوسِّط لمستوى البروتين يرتبط عادة بوجود التهاب دون تحديد السبب والمكان، سواءً كان ناتجاً عن وجود عدوى أو لا.[٢][٤]
  • أعلى من 100 ملغم/لتر: يُعدُّ ارتفاعاً كبيراً بمستوى البروتين، ويرتبط دائماً بوجود عدوى بكتيريَّة شديدة، إذ تُؤكَّد الإصابة بعدوى بكتيريَّة شديدة عند اشتباه وجود العدوى، ثم ظهور مستوى عالٍ للبروتين.[٢][٤]

وفيما يخصُّ تفصيل نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة وعلاقتها بأمراض القلب الوعائيَّة بالأرقام فهي كما يأتي:[١٠]

  • أقل من 1 ملغم/لتر: خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • 1-3 ملغم/لتر: خطر متوسِّط للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • أعلى من 3 ملغم/لتر: خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات الخطورة المذكورة سابقاً لا تُعدُّ مقياساً حاسماً لخطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك لأنَّ المؤشِّر المثالي للبروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة ليس محدَّداً بشكل واضح، وكذلك بسبب اختلاف مستويات البروتين المتفاعل C لدى الشخص باختلاف الوقت، وبناءً على هذا يوصي الأطبَّاء بأخذ المتوسِّط لفحصين يفصل بينهما أسبوعان لتحديد خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.[٣]

فحوصات أخرى قد ترافق تحليل CRP

إنَّ فحص CRP كما ذكر سابقاً فحص عامّ لا يمكن من خلاله معرفة مكان الالتهاب بالتحديد، ولذلك قد يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى جنباً إلى جنب مع فحص CRP،[١١] وفيما يأتي الفحوصات الأخرى التي قد ترافق تحليل البروتين المتفاعل C:[١٢]

  • فحص الأجسام المضادَّة للنواة: (بالإنجليزية: Antinuclear antibody) واختصاراً ANA، ويقيس هذا الفحص الأجسام المضادَّة التي تهاجم خلايا الجسم، وهو مهم في تشخيص بعض أمراض المناعة الذاتيَّة.
  • فحص عامل الروماتويد: (بالإنجليزية: Rheumatoid factor) واختصاراً RF، إذ يساعد فحص عامل الروماتويد على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص أضداد البيبتيدات السيترولينيَّة الحلقيَّة: (بالإنجليزية: Anticyclic citrullinated peptide) واختصاراً anti-CCP، ويساعد هذا الفحص على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء: (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) واختصاراً ESR، والذي يكشف عن وجود الالتهاب في الجسم أيضاً، وبالرغم من أنَّ فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء غير حسَّاس مقارنة بفحص البروتين المتفاعل C، إلا أنَّ مقدِّم الرعاية الصحيَّة ينصح بإجراء كلا الفحصين في العادة في نفس الوقت، وذلك لتقديم معلومات إضافيَّة عن الالتهاب إلى جانب سهولة إجرائه.

في حال كان المريض يجري فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة للتحقُّق من الإصابة بأمراض القلب، فمن المرجَّح أن يطلب الطبيب إجراء فحص الكولسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) في الوقت نفسه، كما يمكن الخضوع لبعض الفحوصات الأخرى لتقييم خطر الإصابة.[٣]

عوامل تؤثر في تفسير نتائج تحليل CRP

قد يكون من الصعب تفسير قيم نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عندما تكون مرتفعة بشكل معتدل، وقد يرجع ذلك إلى وجود الكثير من العوامل والمشاكل الصحيَّة التي تسبِّب ارتفاعاً بسيطاً في قيم البروتين، والذي يؤثِّر بدوره في تفسير نتائج التحليل، وفيما يأتي ذكر للعوامل التي قد تؤثِّر في تفسير نتائج التحليل:[٢]

  • الأدوية: قد تسبِّب الأدوية التي تقلِّل الالتهاب في الجسم مثل بعض الأدوية الخافضة للكولسترول، مثل أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) وأنواع معيَّنة من مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs تقليل مستويات البروتين المتفاعل C، كما قد تؤدِّي الأدوية التي تعتمد في تركيبها على الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills) وأدوية العلاج بالبدائل الهرمونيَّة (بالإنجليزية: Hormone replacement medications) إلى الارتفاع في مستويات البروتين المتفاعل C.
  • الإصابات والعدوى البسيطة: قد يؤدِّي التعرُّض لإصابات أو عدوى خفيفة إلى رفع مستويات البروتين المتفاعل C بشكل مؤقَّت، وتُخفي المشاكل الصحيَّة المُحتملة مثل السكري ومتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome) واختصاراً IBS.
  • الأمراض المزمنة: قد تؤدِّي الإصابة بالأمراض المزمنة التي تسبِّب الالتهاب بشكل دائم، مثل أمراض المناعة الذاتية إلى إخفاء الأسباب الأخرى المُحتملة لارتفاع البروتين المتفاعل C مثل العدوى المعتدلة.
  • الحمل: قد يسبِّب الحمل ارتفاعاً في مستويات البروتين المتفاعل C وخصوصاً في المراحل المتقدِّمة منه.
  • عوامل أخرى: مثل التدخين والسمنة وعدم ممارسة التمارين الرياضية، إذ تسبب العوامل في رفع مستويات البروتين المتفاعل C في الجسم.[١٣]

فيديو عن تحليل CRP

للتعرُّف على المزيد من المعلومات حول تحليل CRP شاهد الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “C-Reactive Protein (CRP) Test”, medlineplus.gov,2020-2-24، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Jennifer Huizen (2018-11-6), “What does it mean if you have a high C-reactive protein?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (2017-11-21), “C-reactive protein test”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “C-Reactive Protein (CRP)”, labtestsonline.org,2020-3-6، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  5. Health Navigator Editorial Team (2019-2-19), “C-reactive protein test”، www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  6. “C-Reactive Protein (Blood)”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  7. “What is sepsis?”, www.cdc.gov,2019-8-27، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  8. “C-reactive protein test”, www.nchmd.org,2016-12-3، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  9. Carol Eustice (2020-1-14), “What Is a C-Reactive Protein (CRP) Test?”، www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  10. “What Is a C-Reactive Protein Test?”, www.webmd.com,2019-10-13، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  11. “C-reactive protein”, www.ucsfhealth.org,2019-1-10، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  12. Frank Greco, Rita Sather (2017-1-9)، “C-Reactive Protein (Blood)”، encyclopedia.nm.org, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  13. “Physical Inactivity Is Correlated with Levels of Quantitative C-reactive Protein in Serum, Independent of Obesity: Results of the National Surveillance of Risk Factors of Non-communicable Diseases in Iran”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 12-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

تعريف تحليل CRP

يقيس اختبار البروتين المتفاعل C (بالإنجليزية: C-reactive protein) أو اختصاراً اختبار CRP مستوى البروتين المتفاعل C في الدم، والذي يعرّف على أنه بروتين ينتجه الكبد وينتقل للدورة الدمويَّة استجابة للالتهاب، إذ يُعدُّ الالتهاب إحدى وسائل الجسم لحماية أنسجته عند التعرُّض للجروح والعدوى وهو ما يسبِّب الألم والاحمرار وتورُّم المنطقة المصابة، وبذلك يمكن القول بأن اختبار البروتين المتفاعل C يساعد على تشخيص العديد من المشاكل الصحيَّة الحادَّة والمزمنة المسبِّبة للالتهاب، والتي تضمُّ أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune disease)، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) والذئبة (بالإنجليزية: Lupus)،[١][٢] بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من المشاكل الصحيَّة الأخرى المسبِّبة للالتهاب مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، ومنها داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرُّحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) والتهاب الشغاف (بالإنجليزية: Pericarditis)، والعدوى، وتعرض أعضاء الجسم والأنسجة لإصابة، والسرطان، والسمنة.[٢]

ومن الجدير بالذكر أنَّه يوجد اختبار أكثر حساسيَّة اسمه اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة (بالإنجليزية: hs-CRP)، يمكن إجراءه إلى جانب الفحص العادي للبروتين المتفاعل C فيما، حيث إن لإختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة قدرة على قياس مستويات قليلة جدّاً من البروتين في الدم تتراوح ما بين 0.3-10ملغم/لتر، بينما يقيس الاختبار العادي المستويات التي تتراوح بين 8-1000ملغم/لتر، وعادة ما يُستخدم الاختبار عالي الحساسيَّة لتقييم المشاكل والمخاطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease) الذي تتضيَّق فيه شرايين القلب، مما يؤدِّي إلى الإصابة بنوبة قلبيَّة (بالإنجليزية: Heart attack).[٣][٤]

الحالات التي تستدعي إجراء CRP

يطلب الطبيب إجراء تحليل CRP عند تراود الشكوك لديه بوجود مشكلة صحيَّة تسبِّب الالتهاب، إذ يُستخدم هذا الفحص في تشخيص الأمراض سابقة الذكر، مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة، والتهاب المفاصل، وأمراض المناعة الذاتيَّة، بالإضافة لاستخدامه في مراقبة صحة المريض الذي تم تأكيد إصابته بأحد هذه الأمراض، ومراقبة مدى فاعليَّة العلاجات المُتبَّعة في تلك الحالات، فالعلاج الناجح يتضمَّن تراجعاً للالتهاب وبالتالي انخفاض مستوى البروتين المتفاعل C،[٥] وبالإضافة إلى ما سبق قد يطلب مقدِّم الرعاية الصحيَّة إجراء تحليل CRP عند اعتقاده بالإصابة بعدوى بكتيريَّة، والتي من الممكن أن تكون التهاب العظم والنقي (بالإنجليزية: Osteomyelitis) أو الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis)، أو كما هو معروف بتسمُّم الدم والذي يُعرف على أنَّه استجابة الجسم القصوى للعدوى، وهي حالة قد تكون مهدِّدة للحياة وتتطلَّب التدخُّل الطبِّي المباشر، ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات البروتين ترتفع خلال ساعات عند الإصابة بعدوى شديدة، وقد ترتفع مستوياته أيضاً عند الإصابة بعدوى فيروسيَّة، ولكن ليس كما يحصل عند الإصابة بالعدوى البكتيريَّة،[٦][٧] كما يُستخدم تحليل CRP في تشخيص ومراقبة المصابين بعدوى فطريَّة.[١]

وبالرغم من أنَّ فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة مرتبط بمشاكل القلب وتضيُّق الشرايين التاجيَّة كما ذكر سابقاً، إلا أنَّه لا يُعطي دلالة على مكان الالتهاب الموجود، وبالتالي فمن الممكن ارتباط نتيجة هذا الفحص المرتفعة بوجود التهاب في مكان ما غير القلب، وبحسب جمعيَّة القلب الأمريكيَّة (بالإنجليزية: American Heart Association)، فإنَّ فائدة الفحص عالي الحساسيَّة لا تعود على الأشخاص الذين لديهم خطر منخفض للإصابة بنوبة قلبيَّة، وإنَّما على الأشخاص الذين لديهم معدَّل خطر معتدل يتراوح بين 10-20% للإصابة بنوبة قلبيَّة خلال العشرة أعوام القادمة، ويعتمد هذا الخطر الذي يُطلق عليه اسم تقييم المخاطر الشامل (بالإنجليزية: Global risk assessment) على نمط الحياة وتاريخ العائلة والوضع الصحِّي الحالي، ومن المهم التنبيه على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائيَّة والعلاجيَّة اللازمة للذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة بغضِّ النظر عن مدى ارتفاع نتيجة الفحص عالي الحساسيَّة.[٨]

التحضير وإجراءات تحليل CRP

لا توجد استعدادات لإجراء تحليل CRP العادي أو التحليل عالي الحساسيَّة، ومع ذلك عند سحب الدم من أجل إجراء فحوص أخرى فقد يحتاج الشخص إلى الصيام أو اتباع تعليمات أخرى، لذلك من الضروري سؤال الطبيب عما إذا ستكون هنالك فحوص أخرى في الوقت نفسه، كما أنَّه من المهم إخبار الطبيب عن الأدوية المُستخدمة بسبب تأثير بعض الأدوية على الفحص،[٣] ولإجراء التحليل يغرز مقدِّم الرعاية الصحيَّة إبرة صغيرة في الوريد في الذراع، ويسحب عيِّنة دم صغيرة تُجمع في أنبوب اختبار أو قارورة صغيرة يشعر خلالها الشخص بلسعة بسيطة أثناء إدخال وإخراج الإبرة، ويأخذ هذا الإجراء أقلَّ من 5 دقائق.[١]

تفسير نتائج تحليل CRP

كقاعدة عامَّة يوجد القليل جدّاً من البروتين المتفاعل C في الدم بشكل طبيعي، وقد تميل نسبته للارتفاع مع التقدُّم في العمر ولدى الإناث والأشخاص الأمريكيين من أصل أفريقي، وتعّد قيمة البروتين ضمن المستوى الطبيعي في حال كانت أقل من 10ملغم/لتر، فيما تشير أيَّ زيادة عن 10 ملغم/لتر في العادة إلى وجود مرض يسبِّب الالتهاب أو عدوى شديدة،[٩] ويجدر التنبيه إلى أنَّ مستويات البروتين قد تكون عالية أحياناً لدى المصابين بالأمراض الالتهابيَّة المزمنة، ويدلُّ هذا على تفاقم المرض بشكل حاد، أو على عدم فعاليَّة العلاج المُستخدم، فيما يدلُّ الانخفاض في مستويات البروتين الذي يلي ارتفاعه في البداية على انحسار الالتهاب أو العدوى و/أو فعاليَّة العلاج المُستخدم،[٤] وفيما يأتي تفصيل أدقُّ لنتائج فحص البروتين المتفاعل C بالأرقام:[٢]

  • 3-10 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على وجود ارتفاع معتدل لمستوى البروتين يرتبط عادة بالأمراض المزمنة، مثل: السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، وفرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، أو اتباع بعض السلوكيَّات الحياتيَّة، مثل الخمول أو تدخين التبغ.
  • 10-100 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على ارتفاع متوسِّط لمستوى البروتين يرتبط عادة بوجود التهاب دون تحديد السبب والمكان، سواءً كان ناتجاً عن وجود عدوى أو لا.[٢][٤]
  • أعلى من 100 ملغم/لتر: يُعدُّ ارتفاعاً كبيراً بمستوى البروتين، ويرتبط دائماً بوجود عدوى بكتيريَّة شديدة، إذ تُؤكَّد الإصابة بعدوى بكتيريَّة شديدة عند اشتباه وجود العدوى، ثم ظهور مستوى عالٍ للبروتين.[٢][٤]

وفيما يخصُّ تفصيل نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة وعلاقتها بأمراض القلب الوعائيَّة بالأرقام فهي كما يأتي:[١٠]

  • أقل من 1 ملغم/لتر: خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • 1-3 ملغم/لتر: خطر متوسِّط للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • أعلى من 3 ملغم/لتر: خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات الخطورة المذكورة سابقاً لا تُعدُّ مقياساً حاسماً لخطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك لأنَّ المؤشِّر المثالي للبروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة ليس محدَّداً بشكل واضح، وكذلك بسبب اختلاف مستويات البروتين المتفاعل C لدى الشخص باختلاف الوقت، وبناءً على هذا يوصي الأطبَّاء بأخذ المتوسِّط لفحصين يفصل بينهما أسبوعان لتحديد خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.[٣]

فحوصات أخرى قد ترافق تحليل CRP

إنَّ فحص CRP كما ذكر سابقاً فحص عامّ لا يمكن من خلاله معرفة مكان الالتهاب بالتحديد، ولذلك قد يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى جنباً إلى جنب مع فحص CRP،[١١] وفيما يأتي الفحوصات الأخرى التي قد ترافق تحليل البروتين المتفاعل C:[١٢]

  • فحص الأجسام المضادَّة للنواة: (بالإنجليزية: Antinuclear antibody) واختصاراً ANA، ويقيس هذا الفحص الأجسام المضادَّة التي تهاجم خلايا الجسم، وهو مهم في تشخيص بعض أمراض المناعة الذاتيَّة.
  • فحص عامل الروماتويد: (بالإنجليزية: Rheumatoid factor) واختصاراً RF، إذ يساعد فحص عامل الروماتويد على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص أضداد البيبتيدات السيترولينيَّة الحلقيَّة: (بالإنجليزية: Anticyclic citrullinated peptide) واختصاراً anti-CCP، ويساعد هذا الفحص على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء: (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) واختصاراً ESR، والذي يكشف عن وجود الالتهاب في الجسم أيضاً، وبالرغم من أنَّ فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء غير حسَّاس مقارنة بفحص البروتين المتفاعل C، إلا أنَّ مقدِّم الرعاية الصحيَّة ينصح بإجراء كلا الفحصين في العادة في نفس الوقت، وذلك لتقديم معلومات إضافيَّة عن الالتهاب إلى جانب سهولة إجرائه.

في حال كان المريض يجري فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة للتحقُّق من الإصابة بأمراض القلب، فمن المرجَّح أن يطلب الطبيب إجراء فحص الكولسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) في الوقت نفسه، كما يمكن الخضوع لبعض الفحوصات الأخرى لتقييم خطر الإصابة.[٣]

عوامل تؤثر في تفسير نتائج تحليل CRP

قد يكون من الصعب تفسير قيم نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عندما تكون مرتفعة بشكل معتدل، وقد يرجع ذلك إلى وجود الكثير من العوامل والمشاكل الصحيَّة التي تسبِّب ارتفاعاً بسيطاً في قيم البروتين، والذي يؤثِّر بدوره في تفسير نتائج التحليل، وفيما يأتي ذكر للعوامل التي قد تؤثِّر في تفسير نتائج التحليل:[٢]

  • الأدوية: قد تسبِّب الأدوية التي تقلِّل الالتهاب في الجسم مثل بعض الأدوية الخافضة للكولسترول، مثل أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) وأنواع معيَّنة من مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs تقليل مستويات البروتين المتفاعل C، كما قد تؤدِّي الأدوية التي تعتمد في تركيبها على الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills) وأدوية العلاج بالبدائل الهرمونيَّة (بالإنجليزية: Hormone replacement medications) إلى الارتفاع في مستويات البروتين المتفاعل C.
  • الإصابات والعدوى البسيطة: قد يؤدِّي التعرُّض لإصابات أو عدوى خفيفة إلى رفع مستويات البروتين المتفاعل C بشكل مؤقَّت، وتُخفي المشاكل الصحيَّة المُحتملة مثل السكري ومتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome) واختصاراً IBS.
  • الأمراض المزمنة: قد تؤدِّي الإصابة بالأمراض المزمنة التي تسبِّب الالتهاب بشكل دائم، مثل أمراض المناعة الذاتية إلى إخفاء الأسباب الأخرى المُحتملة لارتفاع البروتين المتفاعل C مثل العدوى المعتدلة.
  • الحمل: قد يسبِّب الحمل ارتفاعاً في مستويات البروتين المتفاعل C وخصوصاً في المراحل المتقدِّمة منه.
  • عوامل أخرى: مثل التدخين والسمنة وعدم ممارسة التمارين الرياضية، إذ تسبب العوامل في رفع مستويات البروتين المتفاعل C في الجسم.[١٣]

فيديو عن تحليل CRP

للتعرُّف على المزيد من المعلومات حول تحليل CRP شاهد الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “C-Reactive Protein (CRP) Test”, medlineplus.gov,2020-2-24، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Jennifer Huizen (2018-11-6), “What does it mean if you have a high C-reactive protein?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (2017-11-21), “C-reactive protein test”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “C-Reactive Protein (CRP)”, labtestsonline.org,2020-3-6، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  5. Health Navigator Editorial Team (2019-2-19), “C-reactive protein test”، www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  6. “C-Reactive Protein (Blood)”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  7. “What is sepsis?”, www.cdc.gov,2019-8-27، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  8. “C-reactive protein test”, www.nchmd.org,2016-12-3، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  9. Carol Eustice (2020-1-14), “What Is a C-Reactive Protein (CRP) Test?”، www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  10. “What Is a C-Reactive Protein Test?”, www.webmd.com,2019-10-13، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  11. “C-reactive protein”, www.ucsfhealth.org,2019-1-10، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  12. Frank Greco, Rita Sather (2017-1-9)، “C-Reactive Protein (Blood)”، encyclopedia.nm.org, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  13. “Physical Inactivity Is Correlated with Levels of Quantitative C-reactive Protein in Serum, Independent of Obesity: Results of the National Surveillance of Risk Factors of Non-communicable Diseases in Iran”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 12-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف تحليل CRP

يقيس اختبار البروتين المتفاعل C (بالإنجليزية: C-reactive protein) أو اختصاراً اختبار CRP مستوى البروتين المتفاعل C في الدم، والذي يعرّف على أنه بروتين ينتجه الكبد وينتقل للدورة الدمويَّة استجابة للالتهاب، إذ يُعدُّ الالتهاب إحدى وسائل الجسم لحماية أنسجته عند التعرُّض للجروح والعدوى وهو ما يسبِّب الألم والاحمرار وتورُّم المنطقة المصابة، وبذلك يمكن القول بأن اختبار البروتين المتفاعل C يساعد على تشخيص العديد من المشاكل الصحيَّة الحادَّة والمزمنة المسبِّبة للالتهاب، والتي تضمُّ أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune disease)، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) والذئبة (بالإنجليزية: Lupus)،[١][٢] بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من المشاكل الصحيَّة الأخرى المسبِّبة للالتهاب مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، ومنها داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرُّحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) والتهاب الشغاف (بالإنجليزية: Pericarditis)، والعدوى، وتعرض أعضاء الجسم والأنسجة لإصابة، والسرطان، والسمنة.[٢]

ومن الجدير بالذكر أنَّه يوجد اختبار أكثر حساسيَّة اسمه اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة (بالإنجليزية: hs-CRP)، يمكن إجراءه إلى جانب الفحص العادي للبروتين المتفاعل C فيما، حيث إن لإختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة قدرة على قياس مستويات قليلة جدّاً من البروتين في الدم تتراوح ما بين 0.3-10ملغم/لتر، بينما يقيس الاختبار العادي المستويات التي تتراوح بين 8-1000ملغم/لتر، وعادة ما يُستخدم الاختبار عالي الحساسيَّة لتقييم المشاكل والمخاطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease) الذي تتضيَّق فيه شرايين القلب، مما يؤدِّي إلى الإصابة بنوبة قلبيَّة (بالإنجليزية: Heart attack).[٣][٤]

الحالات التي تستدعي إجراء CRP

يطلب الطبيب إجراء تحليل CRP عند تراود الشكوك لديه بوجود مشكلة صحيَّة تسبِّب الالتهاب، إذ يُستخدم هذا الفحص في تشخيص الأمراض سابقة الذكر، مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة، والتهاب المفاصل، وأمراض المناعة الذاتيَّة، بالإضافة لاستخدامه في مراقبة صحة المريض الذي تم تأكيد إصابته بأحد هذه الأمراض، ومراقبة مدى فاعليَّة العلاجات المُتبَّعة في تلك الحالات، فالعلاج الناجح يتضمَّن تراجعاً للالتهاب وبالتالي انخفاض مستوى البروتين المتفاعل C،[٥] وبالإضافة إلى ما سبق قد يطلب مقدِّم الرعاية الصحيَّة إجراء تحليل CRP عند اعتقاده بالإصابة بعدوى بكتيريَّة، والتي من الممكن أن تكون التهاب العظم والنقي (بالإنجليزية: Osteomyelitis) أو الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis)، أو كما هو معروف بتسمُّم الدم والذي يُعرف على أنَّه استجابة الجسم القصوى للعدوى، وهي حالة قد تكون مهدِّدة للحياة وتتطلَّب التدخُّل الطبِّي المباشر، ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات البروتين ترتفع خلال ساعات عند الإصابة بعدوى شديدة، وقد ترتفع مستوياته أيضاً عند الإصابة بعدوى فيروسيَّة، ولكن ليس كما يحصل عند الإصابة بالعدوى البكتيريَّة،[٦][٧] كما يُستخدم تحليل CRP في تشخيص ومراقبة المصابين بعدوى فطريَّة.[١]

وبالرغم من أنَّ فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة مرتبط بمشاكل القلب وتضيُّق الشرايين التاجيَّة كما ذكر سابقاً، إلا أنَّه لا يُعطي دلالة على مكان الالتهاب الموجود، وبالتالي فمن الممكن ارتباط نتيجة هذا الفحص المرتفعة بوجود التهاب في مكان ما غير القلب، وبحسب جمعيَّة القلب الأمريكيَّة (بالإنجليزية: American Heart Association)، فإنَّ فائدة الفحص عالي الحساسيَّة لا تعود على الأشخاص الذين لديهم خطر منخفض للإصابة بنوبة قلبيَّة، وإنَّما على الأشخاص الذين لديهم معدَّل خطر معتدل يتراوح بين 10-20% للإصابة بنوبة قلبيَّة خلال العشرة أعوام القادمة، ويعتمد هذا الخطر الذي يُطلق عليه اسم تقييم المخاطر الشامل (بالإنجليزية: Global risk assessment) على نمط الحياة وتاريخ العائلة والوضع الصحِّي الحالي، ومن المهم التنبيه على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائيَّة والعلاجيَّة اللازمة للذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة بغضِّ النظر عن مدى ارتفاع نتيجة الفحص عالي الحساسيَّة.[٨]

التحضير وإجراءات تحليل CRP

لا توجد استعدادات لإجراء تحليل CRP العادي أو التحليل عالي الحساسيَّة، ومع ذلك عند سحب الدم من أجل إجراء فحوص أخرى فقد يحتاج الشخص إلى الصيام أو اتباع تعليمات أخرى، لذلك من الضروري سؤال الطبيب عما إذا ستكون هنالك فحوص أخرى في الوقت نفسه، كما أنَّه من المهم إخبار الطبيب عن الأدوية المُستخدمة بسبب تأثير بعض الأدوية على الفحص،[٣] ولإجراء التحليل يغرز مقدِّم الرعاية الصحيَّة إبرة صغيرة في الوريد في الذراع، ويسحب عيِّنة دم صغيرة تُجمع في أنبوب اختبار أو قارورة صغيرة يشعر خلالها الشخص بلسعة بسيطة أثناء إدخال وإخراج الإبرة، ويأخذ هذا الإجراء أقلَّ من 5 دقائق.[١]

تفسير نتائج تحليل CRP

كقاعدة عامَّة يوجد القليل جدّاً من البروتين المتفاعل C في الدم بشكل طبيعي، وقد تميل نسبته للارتفاع مع التقدُّم في العمر ولدى الإناث والأشخاص الأمريكيين من أصل أفريقي، وتعّد قيمة البروتين ضمن المستوى الطبيعي في حال كانت أقل من 10ملغم/لتر، فيما تشير أيَّ زيادة عن 10 ملغم/لتر في العادة إلى وجود مرض يسبِّب الالتهاب أو عدوى شديدة،[٩] ويجدر التنبيه إلى أنَّ مستويات البروتين قد تكون عالية أحياناً لدى المصابين بالأمراض الالتهابيَّة المزمنة، ويدلُّ هذا على تفاقم المرض بشكل حاد، أو على عدم فعاليَّة العلاج المُستخدم، فيما يدلُّ الانخفاض في مستويات البروتين الذي يلي ارتفاعه في البداية على انحسار الالتهاب أو العدوى و/أو فعاليَّة العلاج المُستخدم،[٤] وفيما يأتي تفصيل أدقُّ لنتائج فحص البروتين المتفاعل C بالأرقام:[٢]

  • 3-10 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على وجود ارتفاع معتدل لمستوى البروتين يرتبط عادة بالأمراض المزمنة، مثل: السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، وفرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، أو اتباع بعض السلوكيَّات الحياتيَّة، مثل الخمول أو تدخين التبغ.
  • 10-100 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على ارتفاع متوسِّط لمستوى البروتين يرتبط عادة بوجود التهاب دون تحديد السبب والمكان، سواءً كان ناتجاً عن وجود عدوى أو لا.[٢][٤]
  • أعلى من 100 ملغم/لتر: يُعدُّ ارتفاعاً كبيراً بمستوى البروتين، ويرتبط دائماً بوجود عدوى بكتيريَّة شديدة، إذ تُؤكَّد الإصابة بعدوى بكتيريَّة شديدة عند اشتباه وجود العدوى، ثم ظهور مستوى عالٍ للبروتين.[٢][٤]

وفيما يخصُّ تفصيل نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة وعلاقتها بأمراض القلب الوعائيَّة بالأرقام فهي كما يأتي:[١٠]

  • أقل من 1 ملغم/لتر: خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • 1-3 ملغم/لتر: خطر متوسِّط للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • أعلى من 3 ملغم/لتر: خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات الخطورة المذكورة سابقاً لا تُعدُّ مقياساً حاسماً لخطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك لأنَّ المؤشِّر المثالي للبروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة ليس محدَّداً بشكل واضح، وكذلك بسبب اختلاف مستويات البروتين المتفاعل C لدى الشخص باختلاف الوقت، وبناءً على هذا يوصي الأطبَّاء بأخذ المتوسِّط لفحصين يفصل بينهما أسبوعان لتحديد خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.[٣]

فحوصات أخرى قد ترافق تحليل CRP

إنَّ فحص CRP كما ذكر سابقاً فحص عامّ لا يمكن من خلاله معرفة مكان الالتهاب بالتحديد، ولذلك قد يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى جنباً إلى جنب مع فحص CRP،[١١] وفيما يأتي الفحوصات الأخرى التي قد ترافق تحليل البروتين المتفاعل C:[١٢]

  • فحص الأجسام المضادَّة للنواة: (بالإنجليزية: Antinuclear antibody) واختصاراً ANA، ويقيس هذا الفحص الأجسام المضادَّة التي تهاجم خلايا الجسم، وهو مهم في تشخيص بعض أمراض المناعة الذاتيَّة.
  • فحص عامل الروماتويد: (بالإنجليزية: Rheumatoid factor) واختصاراً RF، إذ يساعد فحص عامل الروماتويد على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص أضداد البيبتيدات السيترولينيَّة الحلقيَّة: (بالإنجليزية: Anticyclic citrullinated peptide) واختصاراً anti-CCP، ويساعد هذا الفحص على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء: (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) واختصاراً ESR، والذي يكشف عن وجود الالتهاب في الجسم أيضاً، وبالرغم من أنَّ فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء غير حسَّاس مقارنة بفحص البروتين المتفاعل C، إلا أنَّ مقدِّم الرعاية الصحيَّة ينصح بإجراء كلا الفحصين في العادة في نفس الوقت، وذلك لتقديم معلومات إضافيَّة عن الالتهاب إلى جانب سهولة إجرائه.

في حال كان المريض يجري فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة للتحقُّق من الإصابة بأمراض القلب، فمن المرجَّح أن يطلب الطبيب إجراء فحص الكولسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) في الوقت نفسه، كما يمكن الخضوع لبعض الفحوصات الأخرى لتقييم خطر الإصابة.[٣]

عوامل تؤثر في تفسير نتائج تحليل CRP

قد يكون من الصعب تفسير قيم نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عندما تكون مرتفعة بشكل معتدل، وقد يرجع ذلك إلى وجود الكثير من العوامل والمشاكل الصحيَّة التي تسبِّب ارتفاعاً بسيطاً في قيم البروتين، والذي يؤثِّر بدوره في تفسير نتائج التحليل، وفيما يأتي ذكر للعوامل التي قد تؤثِّر في تفسير نتائج التحليل:[٢]

  • الأدوية: قد تسبِّب الأدوية التي تقلِّل الالتهاب في الجسم مثل بعض الأدوية الخافضة للكولسترول، مثل أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) وأنواع معيَّنة من مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs تقليل مستويات البروتين المتفاعل C، كما قد تؤدِّي الأدوية التي تعتمد في تركيبها على الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills) وأدوية العلاج بالبدائل الهرمونيَّة (بالإنجليزية: Hormone replacement medications) إلى الارتفاع في مستويات البروتين المتفاعل C.
  • الإصابات والعدوى البسيطة: قد يؤدِّي التعرُّض لإصابات أو عدوى خفيفة إلى رفع مستويات البروتين المتفاعل C بشكل مؤقَّت، وتُخفي المشاكل الصحيَّة المُحتملة مثل السكري ومتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome) واختصاراً IBS.
  • الأمراض المزمنة: قد تؤدِّي الإصابة بالأمراض المزمنة التي تسبِّب الالتهاب بشكل دائم، مثل أمراض المناعة الذاتية إلى إخفاء الأسباب الأخرى المُحتملة لارتفاع البروتين المتفاعل C مثل العدوى المعتدلة.
  • الحمل: قد يسبِّب الحمل ارتفاعاً في مستويات البروتين المتفاعل C وخصوصاً في المراحل المتقدِّمة منه.
  • عوامل أخرى: مثل التدخين والسمنة وعدم ممارسة التمارين الرياضية، إذ تسبب العوامل في رفع مستويات البروتين المتفاعل C في الجسم.[١٣]

فيديو عن تحليل CRP

للتعرُّف على المزيد من المعلومات حول تحليل CRP شاهد الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “C-Reactive Protein (CRP) Test”, medlineplus.gov,2020-2-24، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Jennifer Huizen (2018-11-6), “What does it mean if you have a high C-reactive protein?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (2017-11-21), “C-reactive protein test”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “C-Reactive Protein (CRP)”, labtestsonline.org,2020-3-6، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  5. Health Navigator Editorial Team (2019-2-19), “C-reactive protein test”، www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  6. “C-Reactive Protein (Blood)”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  7. “What is sepsis?”, www.cdc.gov,2019-8-27، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  8. “C-reactive protein test”, www.nchmd.org,2016-12-3، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  9. Carol Eustice (2020-1-14), “What Is a C-Reactive Protein (CRP) Test?”، www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  10. “What Is a C-Reactive Protein Test?”, www.webmd.com,2019-10-13، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  11. “C-reactive protein”, www.ucsfhealth.org,2019-1-10، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  12. Frank Greco, Rita Sather (2017-1-9)، “C-Reactive Protein (Blood)”، encyclopedia.nm.org, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  13. “Physical Inactivity Is Correlated with Levels of Quantitative C-reactive Protein in Serum, Independent of Obesity: Results of the National Surveillance of Risk Factors of Non-communicable Diseases in Iran”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 12-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف تحليل CRP

يقيس اختبار البروتين المتفاعل C (بالإنجليزية: C-reactive protein) أو اختصاراً اختبار CRP مستوى البروتين المتفاعل C في الدم، والذي يعرّف على أنه بروتين ينتجه الكبد وينتقل للدورة الدمويَّة استجابة للالتهاب، إذ يُعدُّ الالتهاب إحدى وسائل الجسم لحماية أنسجته عند التعرُّض للجروح والعدوى وهو ما يسبِّب الألم والاحمرار وتورُّم المنطقة المصابة، وبذلك يمكن القول بأن اختبار البروتين المتفاعل C يساعد على تشخيص العديد من المشاكل الصحيَّة الحادَّة والمزمنة المسبِّبة للالتهاب، والتي تضمُّ أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune disease)، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) والذئبة (بالإنجليزية: Lupus)،[١][٢] بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من المشاكل الصحيَّة الأخرى المسبِّبة للالتهاب مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، ومنها داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرُّحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) والتهاب الشغاف (بالإنجليزية: Pericarditis)، والعدوى، وتعرض أعضاء الجسم والأنسجة لإصابة، والسرطان، والسمنة.[٢]

ومن الجدير بالذكر أنَّه يوجد اختبار أكثر حساسيَّة اسمه اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة (بالإنجليزية: hs-CRP)، يمكن إجراءه إلى جانب الفحص العادي للبروتين المتفاعل C فيما، حيث إن لإختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة قدرة على قياس مستويات قليلة جدّاً من البروتين في الدم تتراوح ما بين 0.3-10ملغم/لتر، بينما يقيس الاختبار العادي المستويات التي تتراوح بين 8-1000ملغم/لتر، وعادة ما يُستخدم الاختبار عالي الحساسيَّة لتقييم المشاكل والمخاطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease) الذي تتضيَّق فيه شرايين القلب، مما يؤدِّي إلى الإصابة بنوبة قلبيَّة (بالإنجليزية: Heart attack).[٣][٤]

الحالات التي تستدعي إجراء CRP

يطلب الطبيب إجراء تحليل CRP عند تراود الشكوك لديه بوجود مشكلة صحيَّة تسبِّب الالتهاب، إذ يُستخدم هذا الفحص في تشخيص الأمراض سابقة الذكر، مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة، والتهاب المفاصل، وأمراض المناعة الذاتيَّة، بالإضافة لاستخدامه في مراقبة صحة المريض الذي تم تأكيد إصابته بأحد هذه الأمراض، ومراقبة مدى فاعليَّة العلاجات المُتبَّعة في تلك الحالات، فالعلاج الناجح يتضمَّن تراجعاً للالتهاب وبالتالي انخفاض مستوى البروتين المتفاعل C،[٥] وبالإضافة إلى ما سبق قد يطلب مقدِّم الرعاية الصحيَّة إجراء تحليل CRP عند اعتقاده بالإصابة بعدوى بكتيريَّة، والتي من الممكن أن تكون التهاب العظم والنقي (بالإنجليزية: Osteomyelitis) أو الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis)، أو كما هو معروف بتسمُّم الدم والذي يُعرف على أنَّه استجابة الجسم القصوى للعدوى، وهي حالة قد تكون مهدِّدة للحياة وتتطلَّب التدخُّل الطبِّي المباشر، ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات البروتين ترتفع خلال ساعات عند الإصابة بعدوى شديدة، وقد ترتفع مستوياته أيضاً عند الإصابة بعدوى فيروسيَّة، ولكن ليس كما يحصل عند الإصابة بالعدوى البكتيريَّة،[٦][٧] كما يُستخدم تحليل CRP في تشخيص ومراقبة المصابين بعدوى فطريَّة.[١]

وبالرغم من أنَّ فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة مرتبط بمشاكل القلب وتضيُّق الشرايين التاجيَّة كما ذكر سابقاً، إلا أنَّه لا يُعطي دلالة على مكان الالتهاب الموجود، وبالتالي فمن الممكن ارتباط نتيجة هذا الفحص المرتفعة بوجود التهاب في مكان ما غير القلب، وبحسب جمعيَّة القلب الأمريكيَّة (بالإنجليزية: American Heart Association)، فإنَّ فائدة الفحص عالي الحساسيَّة لا تعود على الأشخاص الذين لديهم خطر منخفض للإصابة بنوبة قلبيَّة، وإنَّما على الأشخاص الذين لديهم معدَّل خطر معتدل يتراوح بين 10-20% للإصابة بنوبة قلبيَّة خلال العشرة أعوام القادمة، ويعتمد هذا الخطر الذي يُطلق عليه اسم تقييم المخاطر الشامل (بالإنجليزية: Global risk assessment) على نمط الحياة وتاريخ العائلة والوضع الصحِّي الحالي، ومن المهم التنبيه على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائيَّة والعلاجيَّة اللازمة للذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة بغضِّ النظر عن مدى ارتفاع نتيجة الفحص عالي الحساسيَّة.[٨]

التحضير وإجراءات تحليل CRP

لا توجد استعدادات لإجراء تحليل CRP العادي أو التحليل عالي الحساسيَّة، ومع ذلك عند سحب الدم من أجل إجراء فحوص أخرى فقد يحتاج الشخص إلى الصيام أو اتباع تعليمات أخرى، لذلك من الضروري سؤال الطبيب عما إذا ستكون هنالك فحوص أخرى في الوقت نفسه، كما أنَّه من المهم إخبار الطبيب عن الأدوية المُستخدمة بسبب تأثير بعض الأدوية على الفحص،[٣] ولإجراء التحليل يغرز مقدِّم الرعاية الصحيَّة إبرة صغيرة في الوريد في الذراع، ويسحب عيِّنة دم صغيرة تُجمع في أنبوب اختبار أو قارورة صغيرة يشعر خلالها الشخص بلسعة بسيطة أثناء إدخال وإخراج الإبرة، ويأخذ هذا الإجراء أقلَّ من 5 دقائق.[١]

تفسير نتائج تحليل CRP

كقاعدة عامَّة يوجد القليل جدّاً من البروتين المتفاعل C في الدم بشكل طبيعي، وقد تميل نسبته للارتفاع مع التقدُّم في العمر ولدى الإناث والأشخاص الأمريكيين من أصل أفريقي، وتعّد قيمة البروتين ضمن المستوى الطبيعي في حال كانت أقل من 10ملغم/لتر، فيما تشير أيَّ زيادة عن 10 ملغم/لتر في العادة إلى وجود مرض يسبِّب الالتهاب أو عدوى شديدة،[٩] ويجدر التنبيه إلى أنَّ مستويات البروتين قد تكون عالية أحياناً لدى المصابين بالأمراض الالتهابيَّة المزمنة، ويدلُّ هذا على تفاقم المرض بشكل حاد، أو على عدم فعاليَّة العلاج المُستخدم، فيما يدلُّ الانخفاض في مستويات البروتين الذي يلي ارتفاعه في البداية على انحسار الالتهاب أو العدوى و/أو فعاليَّة العلاج المُستخدم،[٤] وفيما يأتي تفصيل أدقُّ لنتائج فحص البروتين المتفاعل C بالأرقام:[٢]

  • 3-10 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على وجود ارتفاع معتدل لمستوى البروتين يرتبط عادة بالأمراض المزمنة، مثل: السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، وفرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، أو اتباع بعض السلوكيَّات الحياتيَّة، مثل الخمول أو تدخين التبغ.
  • 10-100 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على ارتفاع متوسِّط لمستوى البروتين يرتبط عادة بوجود التهاب دون تحديد السبب والمكان، سواءً كان ناتجاً عن وجود عدوى أو لا.[٢][٤]
  • أعلى من 100 ملغم/لتر: يُعدُّ ارتفاعاً كبيراً بمستوى البروتين، ويرتبط دائماً بوجود عدوى بكتيريَّة شديدة، إذ تُؤكَّد الإصابة بعدوى بكتيريَّة شديدة عند اشتباه وجود العدوى، ثم ظهور مستوى عالٍ للبروتين.[٢][٤]

وفيما يخصُّ تفصيل نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة وعلاقتها بأمراض القلب الوعائيَّة بالأرقام فهي كما يأتي:[١٠]

  • أقل من 1 ملغم/لتر: خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • 1-3 ملغم/لتر: خطر متوسِّط للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • أعلى من 3 ملغم/لتر: خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات الخطورة المذكورة سابقاً لا تُعدُّ مقياساً حاسماً لخطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك لأنَّ المؤشِّر المثالي للبروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة ليس محدَّداً بشكل واضح، وكذلك بسبب اختلاف مستويات البروتين المتفاعل C لدى الشخص باختلاف الوقت، وبناءً على هذا يوصي الأطبَّاء بأخذ المتوسِّط لفحصين يفصل بينهما أسبوعان لتحديد خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.[٣]

فحوصات أخرى قد ترافق تحليل CRP

إنَّ فحص CRP كما ذكر سابقاً فحص عامّ لا يمكن من خلاله معرفة مكان الالتهاب بالتحديد، ولذلك قد يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى جنباً إلى جنب مع فحص CRP،[١١] وفيما يأتي الفحوصات الأخرى التي قد ترافق تحليل البروتين المتفاعل C:[١٢]

  • فحص الأجسام المضادَّة للنواة: (بالإنجليزية: Antinuclear antibody) واختصاراً ANA، ويقيس هذا الفحص الأجسام المضادَّة التي تهاجم خلايا الجسم، وهو مهم في تشخيص بعض أمراض المناعة الذاتيَّة.
  • فحص عامل الروماتويد: (بالإنجليزية: Rheumatoid factor) واختصاراً RF، إذ يساعد فحص عامل الروماتويد على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص أضداد البيبتيدات السيترولينيَّة الحلقيَّة: (بالإنجليزية: Anticyclic citrullinated peptide) واختصاراً anti-CCP، ويساعد هذا الفحص على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء: (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) واختصاراً ESR، والذي يكشف عن وجود الالتهاب في الجسم أيضاً، وبالرغم من أنَّ فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء غير حسَّاس مقارنة بفحص البروتين المتفاعل C، إلا أنَّ مقدِّم الرعاية الصحيَّة ينصح بإجراء كلا الفحصين في العادة في نفس الوقت، وذلك لتقديم معلومات إضافيَّة عن الالتهاب إلى جانب سهولة إجرائه.

في حال كان المريض يجري فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة للتحقُّق من الإصابة بأمراض القلب، فمن المرجَّح أن يطلب الطبيب إجراء فحص الكولسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) في الوقت نفسه، كما يمكن الخضوع لبعض الفحوصات الأخرى لتقييم خطر الإصابة.[٣]

عوامل تؤثر في تفسير نتائج تحليل CRP

قد يكون من الصعب تفسير قيم نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عندما تكون مرتفعة بشكل معتدل، وقد يرجع ذلك إلى وجود الكثير من العوامل والمشاكل الصحيَّة التي تسبِّب ارتفاعاً بسيطاً في قيم البروتين، والذي يؤثِّر بدوره في تفسير نتائج التحليل، وفيما يأتي ذكر للعوامل التي قد تؤثِّر في تفسير نتائج التحليل:[٢]

  • الأدوية: قد تسبِّب الأدوية التي تقلِّل الالتهاب في الجسم مثل بعض الأدوية الخافضة للكولسترول، مثل أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) وأنواع معيَّنة من مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs تقليل مستويات البروتين المتفاعل C، كما قد تؤدِّي الأدوية التي تعتمد في تركيبها على الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills) وأدوية العلاج بالبدائل الهرمونيَّة (بالإنجليزية: Hormone replacement medications) إلى الارتفاع في مستويات البروتين المتفاعل C.
  • الإصابات والعدوى البسيطة: قد يؤدِّي التعرُّض لإصابات أو عدوى خفيفة إلى رفع مستويات البروتين المتفاعل C بشكل مؤقَّت، وتُخفي المشاكل الصحيَّة المُحتملة مثل السكري ومتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome) واختصاراً IBS.
  • الأمراض المزمنة: قد تؤدِّي الإصابة بالأمراض المزمنة التي تسبِّب الالتهاب بشكل دائم، مثل أمراض المناعة الذاتية إلى إخفاء الأسباب الأخرى المُحتملة لارتفاع البروتين المتفاعل C مثل العدوى المعتدلة.
  • الحمل: قد يسبِّب الحمل ارتفاعاً في مستويات البروتين المتفاعل C وخصوصاً في المراحل المتقدِّمة منه.
  • عوامل أخرى: مثل التدخين والسمنة وعدم ممارسة التمارين الرياضية، إذ تسبب العوامل في رفع مستويات البروتين المتفاعل C في الجسم.[١٣]

فيديو عن تحليل CRP

للتعرُّف على المزيد من المعلومات حول تحليل CRP شاهد الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “C-Reactive Protein (CRP) Test”, medlineplus.gov,2020-2-24، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Jennifer Huizen (2018-11-6), “What does it mean if you have a high C-reactive protein?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (2017-11-21), “C-reactive protein test”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “C-Reactive Protein (CRP)”, labtestsonline.org,2020-3-6، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  5. Health Navigator Editorial Team (2019-2-19), “C-reactive protein test”، www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  6. “C-Reactive Protein (Blood)”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  7. “What is sepsis?”, www.cdc.gov,2019-8-27، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  8. “C-reactive protein test”, www.nchmd.org,2016-12-3، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  9. Carol Eustice (2020-1-14), “What Is a C-Reactive Protein (CRP) Test?”، www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  10. “What Is a C-Reactive Protein Test?”, www.webmd.com,2019-10-13، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  11. “C-reactive protein”, www.ucsfhealth.org,2019-1-10، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  12. Frank Greco, Rita Sather (2017-1-9)، “C-Reactive Protein (Blood)”، encyclopedia.nm.org, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  13. “Physical Inactivity Is Correlated with Levels of Quantitative C-reactive Protein in Serum, Independent of Obesity: Results of the National Surveillance of Risk Factors of Non-communicable Diseases in Iran”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 12-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف تحليل CRP

يقيس اختبار البروتين المتفاعل C (بالإنجليزية: C-reactive protein) أو اختصاراً اختبار CRP مستوى البروتين المتفاعل C في الدم، والذي يعرّف على أنه بروتين ينتجه الكبد وينتقل للدورة الدمويَّة استجابة للالتهاب، إذ يُعدُّ الالتهاب إحدى وسائل الجسم لحماية أنسجته عند التعرُّض للجروح والعدوى وهو ما يسبِّب الألم والاحمرار وتورُّم المنطقة المصابة، وبذلك يمكن القول بأن اختبار البروتين المتفاعل C يساعد على تشخيص العديد من المشاكل الصحيَّة الحادَّة والمزمنة المسبِّبة للالتهاب، والتي تضمُّ أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune disease)، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) والذئبة (بالإنجليزية: Lupus)،[١][٢] بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من المشاكل الصحيَّة الأخرى المسبِّبة للالتهاب مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، ومنها داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرُّحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) والتهاب الشغاف (بالإنجليزية: Pericarditis)، والعدوى، وتعرض أعضاء الجسم والأنسجة لإصابة، والسرطان، والسمنة.[٢]

ومن الجدير بالذكر أنَّه يوجد اختبار أكثر حساسيَّة اسمه اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة (بالإنجليزية: hs-CRP)، يمكن إجراءه إلى جانب الفحص العادي للبروتين المتفاعل C فيما، حيث إن لإختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة قدرة على قياس مستويات قليلة جدّاً من البروتين في الدم تتراوح ما بين 0.3-10ملغم/لتر، بينما يقيس الاختبار العادي المستويات التي تتراوح بين 8-1000ملغم/لتر، وعادة ما يُستخدم الاختبار عالي الحساسيَّة لتقييم المشاكل والمخاطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease) الذي تتضيَّق فيه شرايين القلب، مما يؤدِّي إلى الإصابة بنوبة قلبيَّة (بالإنجليزية: Heart attack).[٣][٤]

الحالات التي تستدعي إجراء CRP

يطلب الطبيب إجراء تحليل CRP عند تراود الشكوك لديه بوجود مشكلة صحيَّة تسبِّب الالتهاب، إذ يُستخدم هذا الفحص في تشخيص الأمراض سابقة الذكر، مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة، والتهاب المفاصل، وأمراض المناعة الذاتيَّة، بالإضافة لاستخدامه في مراقبة صحة المريض الذي تم تأكيد إصابته بأحد هذه الأمراض، ومراقبة مدى فاعليَّة العلاجات المُتبَّعة في تلك الحالات، فالعلاج الناجح يتضمَّن تراجعاً للالتهاب وبالتالي انخفاض مستوى البروتين المتفاعل C،[٥] وبالإضافة إلى ما سبق قد يطلب مقدِّم الرعاية الصحيَّة إجراء تحليل CRP عند اعتقاده بالإصابة بعدوى بكتيريَّة، والتي من الممكن أن تكون التهاب العظم والنقي (بالإنجليزية: Osteomyelitis) أو الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis)، أو كما هو معروف بتسمُّم الدم والذي يُعرف على أنَّه استجابة الجسم القصوى للعدوى، وهي حالة قد تكون مهدِّدة للحياة وتتطلَّب التدخُّل الطبِّي المباشر، ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات البروتين ترتفع خلال ساعات عند الإصابة بعدوى شديدة، وقد ترتفع مستوياته أيضاً عند الإصابة بعدوى فيروسيَّة، ولكن ليس كما يحصل عند الإصابة بالعدوى البكتيريَّة،[٦][٧] كما يُستخدم تحليل CRP في تشخيص ومراقبة المصابين بعدوى فطريَّة.[١]

وبالرغم من أنَّ فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة مرتبط بمشاكل القلب وتضيُّق الشرايين التاجيَّة كما ذكر سابقاً، إلا أنَّه لا يُعطي دلالة على مكان الالتهاب الموجود، وبالتالي فمن الممكن ارتباط نتيجة هذا الفحص المرتفعة بوجود التهاب في مكان ما غير القلب، وبحسب جمعيَّة القلب الأمريكيَّة (بالإنجليزية: American Heart Association)، فإنَّ فائدة الفحص عالي الحساسيَّة لا تعود على الأشخاص الذين لديهم خطر منخفض للإصابة بنوبة قلبيَّة، وإنَّما على الأشخاص الذين لديهم معدَّل خطر معتدل يتراوح بين 10-20% للإصابة بنوبة قلبيَّة خلال العشرة أعوام القادمة، ويعتمد هذا الخطر الذي يُطلق عليه اسم تقييم المخاطر الشامل (بالإنجليزية: Global risk assessment) على نمط الحياة وتاريخ العائلة والوضع الصحِّي الحالي، ومن المهم التنبيه على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائيَّة والعلاجيَّة اللازمة للذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة بغضِّ النظر عن مدى ارتفاع نتيجة الفحص عالي الحساسيَّة.[٨]

التحضير وإجراءات تحليل CRP

لا توجد استعدادات لإجراء تحليل CRP العادي أو التحليل عالي الحساسيَّة، ومع ذلك عند سحب الدم من أجل إجراء فحوص أخرى فقد يحتاج الشخص إلى الصيام أو اتباع تعليمات أخرى، لذلك من الضروري سؤال الطبيب عما إذا ستكون هنالك فحوص أخرى في الوقت نفسه، كما أنَّه من المهم إخبار الطبيب عن الأدوية المُستخدمة بسبب تأثير بعض الأدوية على الفحص،[٣] ولإجراء التحليل يغرز مقدِّم الرعاية الصحيَّة إبرة صغيرة في الوريد في الذراع، ويسحب عيِّنة دم صغيرة تُجمع في أنبوب اختبار أو قارورة صغيرة يشعر خلالها الشخص بلسعة بسيطة أثناء إدخال وإخراج الإبرة، ويأخذ هذا الإجراء أقلَّ من 5 دقائق.[١]

تفسير نتائج تحليل CRP

كقاعدة عامَّة يوجد القليل جدّاً من البروتين المتفاعل C في الدم بشكل طبيعي، وقد تميل نسبته للارتفاع مع التقدُّم في العمر ولدى الإناث والأشخاص الأمريكيين من أصل أفريقي، وتعّد قيمة البروتين ضمن المستوى الطبيعي في حال كانت أقل من 10ملغم/لتر، فيما تشير أيَّ زيادة عن 10 ملغم/لتر في العادة إلى وجود مرض يسبِّب الالتهاب أو عدوى شديدة،[٩] ويجدر التنبيه إلى أنَّ مستويات البروتين قد تكون عالية أحياناً لدى المصابين بالأمراض الالتهابيَّة المزمنة، ويدلُّ هذا على تفاقم المرض بشكل حاد، أو على عدم فعاليَّة العلاج المُستخدم، فيما يدلُّ الانخفاض في مستويات البروتين الذي يلي ارتفاعه في البداية على انحسار الالتهاب أو العدوى و/أو فعاليَّة العلاج المُستخدم،[٤] وفيما يأتي تفصيل أدقُّ لنتائج فحص البروتين المتفاعل C بالأرقام:[٢]

  • 3-10 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على وجود ارتفاع معتدل لمستوى البروتين يرتبط عادة بالأمراض المزمنة، مثل: السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، وفرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، أو اتباع بعض السلوكيَّات الحياتيَّة، مثل الخمول أو تدخين التبغ.
  • 10-100 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على ارتفاع متوسِّط لمستوى البروتين يرتبط عادة بوجود التهاب دون تحديد السبب والمكان، سواءً كان ناتجاً عن وجود عدوى أو لا.[٢][٤]
  • أعلى من 100 ملغم/لتر: يُعدُّ ارتفاعاً كبيراً بمستوى البروتين، ويرتبط دائماً بوجود عدوى بكتيريَّة شديدة، إذ تُؤكَّد الإصابة بعدوى بكتيريَّة شديدة عند اشتباه وجود العدوى، ثم ظهور مستوى عالٍ للبروتين.[٢][٤]

وفيما يخصُّ تفصيل نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة وعلاقتها بأمراض القلب الوعائيَّة بالأرقام فهي كما يأتي:[١٠]

  • أقل من 1 ملغم/لتر: خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • 1-3 ملغم/لتر: خطر متوسِّط للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • أعلى من 3 ملغم/لتر: خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات الخطورة المذكورة سابقاً لا تُعدُّ مقياساً حاسماً لخطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك لأنَّ المؤشِّر المثالي للبروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة ليس محدَّداً بشكل واضح، وكذلك بسبب اختلاف مستويات البروتين المتفاعل C لدى الشخص باختلاف الوقت، وبناءً على هذا يوصي الأطبَّاء بأخذ المتوسِّط لفحصين يفصل بينهما أسبوعان لتحديد خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.[٣]

فحوصات أخرى قد ترافق تحليل CRP

إنَّ فحص CRP كما ذكر سابقاً فحص عامّ لا يمكن من خلاله معرفة مكان الالتهاب بالتحديد، ولذلك قد يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى جنباً إلى جنب مع فحص CRP،[١١] وفيما يأتي الفحوصات الأخرى التي قد ترافق تحليل البروتين المتفاعل C:[١٢]

  • فحص الأجسام المضادَّة للنواة: (بالإنجليزية: Antinuclear antibody) واختصاراً ANA، ويقيس هذا الفحص الأجسام المضادَّة التي تهاجم خلايا الجسم، وهو مهم في تشخيص بعض أمراض المناعة الذاتيَّة.
  • فحص عامل الروماتويد: (بالإنجليزية: Rheumatoid factor) واختصاراً RF، إذ يساعد فحص عامل الروماتويد على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص أضداد البيبتيدات السيترولينيَّة الحلقيَّة: (بالإنجليزية: Anticyclic citrullinated peptide) واختصاراً anti-CCP، ويساعد هذا الفحص على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء: (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) واختصاراً ESR، والذي يكشف عن وجود الالتهاب في الجسم أيضاً، وبالرغم من أنَّ فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء غير حسَّاس مقارنة بفحص البروتين المتفاعل C، إلا أنَّ مقدِّم الرعاية الصحيَّة ينصح بإجراء كلا الفحصين في العادة في نفس الوقت، وذلك لتقديم معلومات إضافيَّة عن الالتهاب إلى جانب سهولة إجرائه.

في حال كان المريض يجري فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة للتحقُّق من الإصابة بأمراض القلب، فمن المرجَّح أن يطلب الطبيب إجراء فحص الكولسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) في الوقت نفسه، كما يمكن الخضوع لبعض الفحوصات الأخرى لتقييم خطر الإصابة.[٣]

عوامل تؤثر في تفسير نتائج تحليل CRP

قد يكون من الصعب تفسير قيم نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عندما تكون مرتفعة بشكل معتدل، وقد يرجع ذلك إلى وجود الكثير من العوامل والمشاكل الصحيَّة التي تسبِّب ارتفاعاً بسيطاً في قيم البروتين، والذي يؤثِّر بدوره في تفسير نتائج التحليل، وفيما يأتي ذكر للعوامل التي قد تؤثِّر في تفسير نتائج التحليل:[٢]

  • الأدوية: قد تسبِّب الأدوية التي تقلِّل الالتهاب في الجسم مثل بعض الأدوية الخافضة للكولسترول، مثل أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) وأنواع معيَّنة من مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs تقليل مستويات البروتين المتفاعل C، كما قد تؤدِّي الأدوية التي تعتمد في تركيبها على الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills) وأدوية العلاج بالبدائل الهرمونيَّة (بالإنجليزية: Hormone replacement medications) إلى الارتفاع في مستويات البروتين المتفاعل C.
  • الإصابات والعدوى البسيطة: قد يؤدِّي التعرُّض لإصابات أو عدوى خفيفة إلى رفع مستويات البروتين المتفاعل C بشكل مؤقَّت، وتُخفي المشاكل الصحيَّة المُحتملة مثل السكري ومتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome) واختصاراً IBS.
  • الأمراض المزمنة: قد تؤدِّي الإصابة بالأمراض المزمنة التي تسبِّب الالتهاب بشكل دائم، مثل أمراض المناعة الذاتية إلى إخفاء الأسباب الأخرى المُحتملة لارتفاع البروتين المتفاعل C مثل العدوى المعتدلة.
  • الحمل: قد يسبِّب الحمل ارتفاعاً في مستويات البروتين المتفاعل C وخصوصاً في المراحل المتقدِّمة منه.
  • عوامل أخرى: مثل التدخين والسمنة وعدم ممارسة التمارين الرياضية، إذ تسبب العوامل في رفع مستويات البروتين المتفاعل C في الجسم.[١٣]

فيديو عن تحليل CRP

للتعرُّف على المزيد من المعلومات حول تحليل CRP شاهد الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “C-Reactive Protein (CRP) Test”, medlineplus.gov,2020-2-24، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Jennifer Huizen (2018-11-6), “What does it mean if you have a high C-reactive protein?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (2017-11-21), “C-reactive protein test”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “C-Reactive Protein (CRP)”, labtestsonline.org,2020-3-6، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  5. Health Navigator Editorial Team (2019-2-19), “C-reactive protein test”، www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  6. “C-Reactive Protein (Blood)”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  7. “What is sepsis?”, www.cdc.gov,2019-8-27، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  8. “C-reactive protein test”, www.nchmd.org,2016-12-3، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  9. Carol Eustice (2020-1-14), “What Is a C-Reactive Protein (CRP) Test?”، www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  10. “What Is a C-Reactive Protein Test?”, www.webmd.com,2019-10-13، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  11. “C-reactive protein”, www.ucsfhealth.org,2019-1-10، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  12. Frank Greco, Rita Sather (2017-1-9)، “C-Reactive Protein (Blood)”، encyclopedia.nm.org, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  13. “Physical Inactivity Is Correlated with Levels of Quantitative C-reactive Protein in Serum, Independent of Obesity: Results of the National Surveillance of Risk Factors of Non-communicable Diseases in Iran”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 12-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف تحليل CRP

يقيس اختبار البروتين المتفاعل C (بالإنجليزية: C-reactive protein) أو اختصاراً اختبار CRP مستوى البروتين المتفاعل C في الدم، والذي يعرّف على أنه بروتين ينتجه الكبد وينتقل للدورة الدمويَّة استجابة للالتهاب، إذ يُعدُّ الالتهاب إحدى وسائل الجسم لحماية أنسجته عند التعرُّض للجروح والعدوى وهو ما يسبِّب الألم والاحمرار وتورُّم المنطقة المصابة، وبذلك يمكن القول بأن اختبار البروتين المتفاعل C يساعد على تشخيص العديد من المشاكل الصحيَّة الحادَّة والمزمنة المسبِّبة للالتهاب، والتي تضمُّ أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune disease)، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) والذئبة (بالإنجليزية: Lupus)،[١][٢] بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من المشاكل الصحيَّة الأخرى المسبِّبة للالتهاب مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، ومنها داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرُّحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) والتهاب الشغاف (بالإنجليزية: Pericarditis)، والعدوى، وتعرض أعضاء الجسم والأنسجة لإصابة، والسرطان، والسمنة.[٢]

ومن الجدير بالذكر أنَّه يوجد اختبار أكثر حساسيَّة اسمه اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة (بالإنجليزية: hs-CRP)، يمكن إجراءه إلى جانب الفحص العادي للبروتين المتفاعل C فيما، حيث إن لإختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة قدرة على قياس مستويات قليلة جدّاً من البروتين في الدم تتراوح ما بين 0.3-10ملغم/لتر، بينما يقيس الاختبار العادي المستويات التي تتراوح بين 8-1000ملغم/لتر، وعادة ما يُستخدم الاختبار عالي الحساسيَّة لتقييم المشاكل والمخاطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease) الذي تتضيَّق فيه شرايين القلب، مما يؤدِّي إلى الإصابة بنوبة قلبيَّة (بالإنجليزية: Heart attack).[٣][٤]

الحالات التي تستدعي إجراء CRP

يطلب الطبيب إجراء تحليل CRP عند تراود الشكوك لديه بوجود مشكلة صحيَّة تسبِّب الالتهاب، إذ يُستخدم هذا الفحص في تشخيص الأمراض سابقة الذكر، مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة، والتهاب المفاصل، وأمراض المناعة الذاتيَّة، بالإضافة لاستخدامه في مراقبة صحة المريض الذي تم تأكيد إصابته بأحد هذه الأمراض، ومراقبة مدى فاعليَّة العلاجات المُتبَّعة في تلك الحالات، فالعلاج الناجح يتضمَّن تراجعاً للالتهاب وبالتالي انخفاض مستوى البروتين المتفاعل C،[٥] وبالإضافة إلى ما سبق قد يطلب مقدِّم الرعاية الصحيَّة إجراء تحليل CRP عند اعتقاده بالإصابة بعدوى بكتيريَّة، والتي من الممكن أن تكون التهاب العظم والنقي (بالإنجليزية: Osteomyelitis) أو الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis)، أو كما هو معروف بتسمُّم الدم والذي يُعرف على أنَّه استجابة الجسم القصوى للعدوى، وهي حالة قد تكون مهدِّدة للحياة وتتطلَّب التدخُّل الطبِّي المباشر، ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات البروتين ترتفع خلال ساعات عند الإصابة بعدوى شديدة، وقد ترتفع مستوياته أيضاً عند الإصابة بعدوى فيروسيَّة، ولكن ليس كما يحصل عند الإصابة بالعدوى البكتيريَّة،[٦][٧] كما يُستخدم تحليل CRP في تشخيص ومراقبة المصابين بعدوى فطريَّة.[١]

وبالرغم من أنَّ فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة مرتبط بمشاكل القلب وتضيُّق الشرايين التاجيَّة كما ذكر سابقاً، إلا أنَّه لا يُعطي دلالة على مكان الالتهاب الموجود، وبالتالي فمن الممكن ارتباط نتيجة هذا الفحص المرتفعة بوجود التهاب في مكان ما غير القلب، وبحسب جمعيَّة القلب الأمريكيَّة (بالإنجليزية: American Heart Association)، فإنَّ فائدة الفحص عالي الحساسيَّة لا تعود على الأشخاص الذين لديهم خطر منخفض للإصابة بنوبة قلبيَّة، وإنَّما على الأشخاص الذين لديهم معدَّل خطر معتدل يتراوح بين 10-20% للإصابة بنوبة قلبيَّة خلال العشرة أعوام القادمة، ويعتمد هذا الخطر الذي يُطلق عليه اسم تقييم المخاطر الشامل (بالإنجليزية: Global risk assessment) على نمط الحياة وتاريخ العائلة والوضع الصحِّي الحالي، ومن المهم التنبيه على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائيَّة والعلاجيَّة اللازمة للذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة بغضِّ النظر عن مدى ارتفاع نتيجة الفحص عالي الحساسيَّة.[٨]

التحضير وإجراءات تحليل CRP

لا توجد استعدادات لإجراء تحليل CRP العادي أو التحليل عالي الحساسيَّة، ومع ذلك عند سحب الدم من أجل إجراء فحوص أخرى فقد يحتاج الشخص إلى الصيام أو اتباع تعليمات أخرى، لذلك من الضروري سؤال الطبيب عما إذا ستكون هنالك فحوص أخرى في الوقت نفسه، كما أنَّه من المهم إخبار الطبيب عن الأدوية المُستخدمة بسبب تأثير بعض الأدوية على الفحص،[٣] ولإجراء التحليل يغرز مقدِّم الرعاية الصحيَّة إبرة صغيرة في الوريد في الذراع، ويسحب عيِّنة دم صغيرة تُجمع في أنبوب اختبار أو قارورة صغيرة يشعر خلالها الشخص بلسعة بسيطة أثناء إدخال وإخراج الإبرة، ويأخذ هذا الإجراء أقلَّ من 5 دقائق.[١]

تفسير نتائج تحليل CRP

كقاعدة عامَّة يوجد القليل جدّاً من البروتين المتفاعل C في الدم بشكل طبيعي، وقد تميل نسبته للارتفاع مع التقدُّم في العمر ولدى الإناث والأشخاص الأمريكيين من أصل أفريقي، وتعّد قيمة البروتين ضمن المستوى الطبيعي في حال كانت أقل من 10ملغم/لتر، فيما تشير أيَّ زيادة عن 10 ملغم/لتر في العادة إلى وجود مرض يسبِّب الالتهاب أو عدوى شديدة،[٩] ويجدر التنبيه إلى أنَّ مستويات البروتين قد تكون عالية أحياناً لدى المصابين بالأمراض الالتهابيَّة المزمنة، ويدلُّ هذا على تفاقم المرض بشكل حاد، أو على عدم فعاليَّة العلاج المُستخدم، فيما يدلُّ الانخفاض في مستويات البروتين الذي يلي ارتفاعه في البداية على انحسار الالتهاب أو العدوى و/أو فعاليَّة العلاج المُستخدم،[٤] وفيما يأتي تفصيل أدقُّ لنتائج فحص البروتين المتفاعل C بالأرقام:[٢]

  • 3-10 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على وجود ارتفاع معتدل لمستوى البروتين يرتبط عادة بالأمراض المزمنة، مثل: السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، وفرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، أو اتباع بعض السلوكيَّات الحياتيَّة، مثل الخمول أو تدخين التبغ.
  • 10-100 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على ارتفاع متوسِّط لمستوى البروتين يرتبط عادة بوجود التهاب دون تحديد السبب والمكان، سواءً كان ناتجاً عن وجود عدوى أو لا.[٢][٤]
  • أعلى من 100 ملغم/لتر: يُعدُّ ارتفاعاً كبيراً بمستوى البروتين، ويرتبط دائماً بوجود عدوى بكتيريَّة شديدة، إذ تُؤكَّد الإصابة بعدوى بكتيريَّة شديدة عند اشتباه وجود العدوى، ثم ظهور مستوى عالٍ للبروتين.[٢][٤]

وفيما يخصُّ تفصيل نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة وعلاقتها بأمراض القلب الوعائيَّة بالأرقام فهي كما يأتي:[١٠]

  • أقل من 1 ملغم/لتر: خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • 1-3 ملغم/لتر: خطر متوسِّط للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • أعلى من 3 ملغم/لتر: خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات الخطورة المذكورة سابقاً لا تُعدُّ مقياساً حاسماً لخطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك لأنَّ المؤشِّر المثالي للبروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة ليس محدَّداً بشكل واضح، وكذلك بسبب اختلاف مستويات البروتين المتفاعل C لدى الشخص باختلاف الوقت، وبناءً على هذا يوصي الأطبَّاء بأخذ المتوسِّط لفحصين يفصل بينهما أسبوعان لتحديد خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.[٣]

فحوصات أخرى قد ترافق تحليل CRP

إنَّ فحص CRP كما ذكر سابقاً فحص عامّ لا يمكن من خلاله معرفة مكان الالتهاب بالتحديد، ولذلك قد يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى جنباً إلى جنب مع فحص CRP،[١١] وفيما يأتي الفحوصات الأخرى التي قد ترافق تحليل البروتين المتفاعل C:[١٢]

  • فحص الأجسام المضادَّة للنواة: (بالإنجليزية: Antinuclear antibody) واختصاراً ANA، ويقيس هذا الفحص الأجسام المضادَّة التي تهاجم خلايا الجسم، وهو مهم في تشخيص بعض أمراض المناعة الذاتيَّة.
  • فحص عامل الروماتويد: (بالإنجليزية: Rheumatoid factor) واختصاراً RF، إذ يساعد فحص عامل الروماتويد على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص أضداد البيبتيدات السيترولينيَّة الحلقيَّة: (بالإنجليزية: Anticyclic citrullinated peptide) واختصاراً anti-CCP، ويساعد هذا الفحص على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء: (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) واختصاراً ESR، والذي يكشف عن وجود الالتهاب في الجسم أيضاً، وبالرغم من أنَّ فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء غير حسَّاس مقارنة بفحص البروتين المتفاعل C، إلا أنَّ مقدِّم الرعاية الصحيَّة ينصح بإجراء كلا الفحصين في العادة في نفس الوقت، وذلك لتقديم معلومات إضافيَّة عن الالتهاب إلى جانب سهولة إجرائه.

في حال كان المريض يجري فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة للتحقُّق من الإصابة بأمراض القلب، فمن المرجَّح أن يطلب الطبيب إجراء فحص الكولسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) في الوقت نفسه، كما يمكن الخضوع لبعض الفحوصات الأخرى لتقييم خطر الإصابة.[٣]

عوامل تؤثر في تفسير نتائج تحليل CRP

قد يكون من الصعب تفسير قيم نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عندما تكون مرتفعة بشكل معتدل، وقد يرجع ذلك إلى وجود الكثير من العوامل والمشاكل الصحيَّة التي تسبِّب ارتفاعاً بسيطاً في قيم البروتين، والذي يؤثِّر بدوره في تفسير نتائج التحليل، وفيما يأتي ذكر للعوامل التي قد تؤثِّر في تفسير نتائج التحليل:[٢]

  • الأدوية: قد تسبِّب الأدوية التي تقلِّل الالتهاب في الجسم مثل بعض الأدوية الخافضة للكولسترول، مثل أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) وأنواع معيَّنة من مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs تقليل مستويات البروتين المتفاعل C، كما قد تؤدِّي الأدوية التي تعتمد في تركيبها على الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills) وأدوية العلاج بالبدائل الهرمونيَّة (بالإنجليزية: Hormone replacement medications) إلى الارتفاع في مستويات البروتين المتفاعل C.
  • الإصابات والعدوى البسيطة: قد يؤدِّي التعرُّض لإصابات أو عدوى خفيفة إلى رفع مستويات البروتين المتفاعل C بشكل مؤقَّت، وتُخفي المشاكل الصحيَّة المُحتملة مثل السكري ومتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome) واختصاراً IBS.
  • الأمراض المزمنة: قد تؤدِّي الإصابة بالأمراض المزمنة التي تسبِّب الالتهاب بشكل دائم، مثل أمراض المناعة الذاتية إلى إخفاء الأسباب الأخرى المُحتملة لارتفاع البروتين المتفاعل C مثل العدوى المعتدلة.
  • الحمل: قد يسبِّب الحمل ارتفاعاً في مستويات البروتين المتفاعل C وخصوصاً في المراحل المتقدِّمة منه.
  • عوامل أخرى: مثل التدخين والسمنة وعدم ممارسة التمارين الرياضية، إذ تسبب العوامل في رفع مستويات البروتين المتفاعل C في الجسم.[١٣]

فيديو عن تحليل CRP

للتعرُّف على المزيد من المعلومات حول تحليل CRP شاهد الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “C-Reactive Protein (CRP) Test”, medlineplus.gov,2020-2-24، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Jennifer Huizen (2018-11-6), “What does it mean if you have a high C-reactive protein?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (2017-11-21), “C-reactive protein test”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “C-Reactive Protein (CRP)”, labtestsonline.org,2020-3-6، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  5. Health Navigator Editorial Team (2019-2-19), “C-reactive protein test”، www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  6. “C-Reactive Protein (Blood)”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  7. “What is sepsis?”, www.cdc.gov,2019-8-27، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  8. “C-reactive protein test”, www.nchmd.org,2016-12-3، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  9. Carol Eustice (2020-1-14), “What Is a C-Reactive Protein (CRP) Test?”، www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  10. “What Is a C-Reactive Protein Test?”, www.webmd.com,2019-10-13، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  11. “C-reactive protein”, www.ucsfhealth.org,2019-1-10، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  12. Frank Greco, Rita Sather (2017-1-9)، “C-Reactive Protein (Blood)”، encyclopedia.nm.org, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  13. “Physical Inactivity Is Correlated with Levels of Quantitative C-reactive Protein in Serum, Independent of Obesity: Results of the National Surveillance of Risk Factors of Non-communicable Diseases in Iran”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 12-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف تحليل CRP

يقيس اختبار البروتين المتفاعل C (بالإنجليزية: C-reactive protein) أو اختصاراً اختبار CRP مستوى البروتين المتفاعل C في الدم، والذي يعرّف على أنه بروتين ينتجه الكبد وينتقل للدورة الدمويَّة استجابة للالتهاب، إذ يُعدُّ الالتهاب إحدى وسائل الجسم لحماية أنسجته عند التعرُّض للجروح والعدوى وهو ما يسبِّب الألم والاحمرار وتورُّم المنطقة المصابة، وبذلك يمكن القول بأن اختبار البروتين المتفاعل C يساعد على تشخيص العديد من المشاكل الصحيَّة الحادَّة والمزمنة المسبِّبة للالتهاب، والتي تضمُّ أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune disease)، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) والذئبة (بالإنجليزية: Lupus)،[١][٢] بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من المشاكل الصحيَّة الأخرى المسبِّبة للالتهاب مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، ومنها داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرُّحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) والتهاب الشغاف (بالإنجليزية: Pericarditis)، والعدوى، وتعرض أعضاء الجسم والأنسجة لإصابة، والسرطان، والسمنة.[٢]

ومن الجدير بالذكر أنَّه يوجد اختبار أكثر حساسيَّة اسمه اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة (بالإنجليزية: hs-CRP)، يمكن إجراءه إلى جانب الفحص العادي للبروتين المتفاعل C فيما، حيث إن لإختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة قدرة على قياس مستويات قليلة جدّاً من البروتين في الدم تتراوح ما بين 0.3-10ملغم/لتر، بينما يقيس الاختبار العادي المستويات التي تتراوح بين 8-1000ملغم/لتر، وعادة ما يُستخدم الاختبار عالي الحساسيَّة لتقييم المشاكل والمخاطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease) الذي تتضيَّق فيه شرايين القلب، مما يؤدِّي إلى الإصابة بنوبة قلبيَّة (بالإنجليزية: Heart attack).[٣][٤]

الحالات التي تستدعي إجراء CRP

يطلب الطبيب إجراء تحليل CRP عند تراود الشكوك لديه بوجود مشكلة صحيَّة تسبِّب الالتهاب، إذ يُستخدم هذا الفحص في تشخيص الأمراض سابقة الذكر، مثل أمراض الأمعاء الالتهابيَّة، والتهاب المفاصل، وأمراض المناعة الذاتيَّة، بالإضافة لاستخدامه في مراقبة صحة المريض الذي تم تأكيد إصابته بأحد هذه الأمراض، ومراقبة مدى فاعليَّة العلاجات المُتبَّعة في تلك الحالات، فالعلاج الناجح يتضمَّن تراجعاً للالتهاب وبالتالي انخفاض مستوى البروتين المتفاعل C،[٥] وبالإضافة إلى ما سبق قد يطلب مقدِّم الرعاية الصحيَّة إجراء تحليل CRP عند اعتقاده بالإصابة بعدوى بكتيريَّة، والتي من الممكن أن تكون التهاب العظم والنقي (بالإنجليزية: Osteomyelitis) أو الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis)، أو كما هو معروف بتسمُّم الدم والذي يُعرف على أنَّه استجابة الجسم القصوى للعدوى، وهي حالة قد تكون مهدِّدة للحياة وتتطلَّب التدخُّل الطبِّي المباشر، ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات البروتين ترتفع خلال ساعات عند الإصابة بعدوى شديدة، وقد ترتفع مستوياته أيضاً عند الإصابة بعدوى فيروسيَّة، ولكن ليس كما يحصل عند الإصابة بالعدوى البكتيريَّة،[٦][٧] كما يُستخدم تحليل CRP في تشخيص ومراقبة المصابين بعدوى فطريَّة.[١]

وبالرغم من أنَّ فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة مرتبط بمشاكل القلب وتضيُّق الشرايين التاجيَّة كما ذكر سابقاً، إلا أنَّه لا يُعطي دلالة على مكان الالتهاب الموجود، وبالتالي فمن الممكن ارتباط نتيجة هذا الفحص المرتفعة بوجود التهاب في مكان ما غير القلب، وبحسب جمعيَّة القلب الأمريكيَّة (بالإنجليزية: American Heart Association)، فإنَّ فائدة الفحص عالي الحساسيَّة لا تعود على الأشخاص الذين لديهم خطر منخفض للإصابة بنوبة قلبيَّة، وإنَّما على الأشخاص الذين لديهم معدَّل خطر معتدل يتراوح بين 10-20% للإصابة بنوبة قلبيَّة خلال العشرة أعوام القادمة، ويعتمد هذا الخطر الذي يُطلق عليه اسم تقييم المخاطر الشامل (بالإنجليزية: Global risk assessment) على نمط الحياة وتاريخ العائلة والوضع الصحِّي الحالي، ومن المهم التنبيه على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائيَّة والعلاجيَّة اللازمة للذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة بغضِّ النظر عن مدى ارتفاع نتيجة الفحص عالي الحساسيَّة.[٨]

التحضير وإجراءات تحليل CRP

لا توجد استعدادات لإجراء تحليل CRP العادي أو التحليل عالي الحساسيَّة، ومع ذلك عند سحب الدم من أجل إجراء فحوص أخرى فقد يحتاج الشخص إلى الصيام أو اتباع تعليمات أخرى، لذلك من الضروري سؤال الطبيب عما إذا ستكون هنالك فحوص أخرى في الوقت نفسه، كما أنَّه من المهم إخبار الطبيب عن الأدوية المُستخدمة بسبب تأثير بعض الأدوية على الفحص،[٣] ولإجراء التحليل يغرز مقدِّم الرعاية الصحيَّة إبرة صغيرة في الوريد في الذراع، ويسحب عيِّنة دم صغيرة تُجمع في أنبوب اختبار أو قارورة صغيرة يشعر خلالها الشخص بلسعة بسيطة أثناء إدخال وإخراج الإبرة، ويأخذ هذا الإجراء أقلَّ من 5 دقائق.[١]

تفسير نتائج تحليل CRP

كقاعدة عامَّة يوجد القليل جدّاً من البروتين المتفاعل C في الدم بشكل طبيعي، وقد تميل نسبته للارتفاع مع التقدُّم في العمر ولدى الإناث والأشخاص الأمريكيين من أصل أفريقي، وتعّد قيمة البروتين ضمن المستوى الطبيعي في حال كانت أقل من 10ملغم/لتر، فيما تشير أيَّ زيادة عن 10 ملغم/لتر في العادة إلى وجود مرض يسبِّب الالتهاب أو عدوى شديدة،[٩] ويجدر التنبيه إلى أنَّ مستويات البروتين قد تكون عالية أحياناً لدى المصابين بالأمراض الالتهابيَّة المزمنة، ويدلُّ هذا على تفاقم المرض بشكل حاد، أو على عدم فعاليَّة العلاج المُستخدم، فيما يدلُّ الانخفاض في مستويات البروتين الذي يلي ارتفاعه في البداية على انحسار الالتهاب أو العدوى و/أو فعاليَّة العلاج المُستخدم،[٤] وفيما يأتي تفصيل أدقُّ لنتائج فحص البروتين المتفاعل C بالأرقام:[٢]

  • 3-10 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على وجود ارتفاع معتدل لمستوى البروتين يرتبط عادة بالأمراض المزمنة، مثل: السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، وفرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، أو اتباع بعض السلوكيَّات الحياتيَّة، مثل الخمول أو تدخين التبغ.
  • 10-100 ملغم/لتر: تدلُّ هذه النتائج على ارتفاع متوسِّط لمستوى البروتين يرتبط عادة بوجود التهاب دون تحديد السبب والمكان، سواءً كان ناتجاً عن وجود عدوى أو لا.[٢][٤]
  • أعلى من 100 ملغم/لتر: يُعدُّ ارتفاعاً كبيراً بمستوى البروتين، ويرتبط دائماً بوجود عدوى بكتيريَّة شديدة، إذ تُؤكَّد الإصابة بعدوى بكتيريَّة شديدة عند اشتباه وجود العدوى، ثم ظهور مستوى عالٍ للبروتين.[٢][٤]

وفيما يخصُّ تفصيل نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة وعلاقتها بأمراض القلب الوعائيَّة بالأرقام فهي كما يأتي:[١٠]

  • أقل من 1 ملغم/لتر: خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • 1-3 ملغم/لتر: خطر متوسِّط للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
  • أعلى من 3 ملغم/لتر: خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات الخطورة المذكورة سابقاً لا تُعدُّ مقياساً حاسماً لخطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك لأنَّ المؤشِّر المثالي للبروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة ليس محدَّداً بشكل واضح، وكذلك بسبب اختلاف مستويات البروتين المتفاعل C لدى الشخص باختلاف الوقت، وبناءً على هذا يوصي الأطبَّاء بأخذ المتوسِّط لفحصين يفصل بينهما أسبوعان لتحديد خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.[٣]

فحوصات أخرى قد ترافق تحليل CRP

إنَّ فحص CRP كما ذكر سابقاً فحص عامّ لا يمكن من خلاله معرفة مكان الالتهاب بالتحديد، ولذلك قد يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى جنباً إلى جنب مع فحص CRP،[١١] وفيما يأتي الفحوصات الأخرى التي قد ترافق تحليل البروتين المتفاعل C:[١٢]

  • فحص الأجسام المضادَّة للنواة: (بالإنجليزية: Antinuclear antibody) واختصاراً ANA، ويقيس هذا الفحص الأجسام المضادَّة التي تهاجم خلايا الجسم، وهو مهم في تشخيص بعض أمراض المناعة الذاتيَّة.
  • فحص عامل الروماتويد: (بالإنجليزية: Rheumatoid factor) واختصاراً RF، إذ يساعد فحص عامل الروماتويد على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص أضداد البيبتيدات السيترولينيَّة الحلقيَّة: (بالإنجليزية: Anticyclic citrullinated peptide) واختصاراً anti-CCP، ويساعد هذا الفحص على تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء: (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) واختصاراً ESR، والذي يكشف عن وجود الالتهاب في الجسم أيضاً، وبالرغم من أنَّ فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء غير حسَّاس مقارنة بفحص البروتين المتفاعل C، إلا أنَّ مقدِّم الرعاية الصحيَّة ينصح بإجراء كلا الفحصين في العادة في نفس الوقت، وذلك لتقديم معلومات إضافيَّة عن الالتهاب إلى جانب سهولة إجرائه.

في حال كان المريض يجري فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة للتحقُّق من الإصابة بأمراض القلب، فمن المرجَّح أن يطلب الطبيب إجراء فحص الكولسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) في الوقت نفسه، كما يمكن الخضوع لبعض الفحوصات الأخرى لتقييم خطر الإصابة.[٣]

عوامل تؤثر في تفسير نتائج تحليل CRP

قد يكون من الصعب تفسير قيم نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عندما تكون مرتفعة بشكل معتدل، وقد يرجع ذلك إلى وجود الكثير من العوامل والمشاكل الصحيَّة التي تسبِّب ارتفاعاً بسيطاً في قيم البروتين، والذي يؤثِّر بدوره في تفسير نتائج التحليل، وفيما يأتي ذكر للعوامل التي قد تؤثِّر في تفسير نتائج التحليل:[٢]

  • الأدوية: قد تسبِّب الأدوية التي تقلِّل الالتهاب في الجسم مثل بعض الأدوية الخافضة للكولسترول، مثل أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) وأنواع معيَّنة من مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs تقليل مستويات البروتين المتفاعل C، كما قد تؤدِّي الأدوية التي تعتمد في تركيبها على الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills) وأدوية العلاج بالبدائل الهرمونيَّة (بالإنجليزية: Hormone replacement medications) إلى الارتفاع في مستويات البروتين المتفاعل C.
  • الإصابات والعدوى البسيطة: قد يؤدِّي التعرُّض لإصابات أو عدوى خفيفة إلى رفع مستويات البروتين المتفاعل C بشكل مؤقَّت، وتُخفي المشاكل الصحيَّة المُحتملة مثل السكري ومتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome) واختصاراً IBS.
  • الأمراض المزمنة: قد تؤدِّي الإصابة بالأمراض المزمنة التي تسبِّب الالتهاب بشكل دائم، مثل أمراض المناعة الذاتية إلى إخفاء الأسباب الأخرى المُحتملة لارتفاع البروتين المتفاعل C مثل العدوى المعتدلة.
  • الحمل: قد يسبِّب الحمل ارتفاعاً في مستويات البروتين المتفاعل C وخصوصاً في المراحل المتقدِّمة منه.
  • عوامل أخرى: مثل التدخين والسمنة وعدم ممارسة التمارين الرياضية، إذ تسبب العوامل في رفع مستويات البروتين المتفاعل C في الجسم.[١٣]

فيديو عن تحليل CRP

للتعرُّف على المزيد من المعلومات حول تحليل CRP شاهد الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “C-Reactive Protein (CRP) Test”, medlineplus.gov,2020-2-24، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Jennifer Huizen (2018-11-6), “What does it mean if you have a high C-reactive protein?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (2017-11-21), “C-reactive protein test”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-5-10. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “C-Reactive Protein (CRP)”, labtestsonline.org,2020-3-6، Retrieved 2020-5-10. Edited.
  5. Health Navigator Editorial Team (2019-2-19), “C-reactive protein test”، www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  6. “C-Reactive Protein (Blood)”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2020-5-11. Edited.
  7. “What is sepsis?”, www.cdc.gov,2019-8-27، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  8. “C-reactive protein test”, www.nchmd.org,2016-12-3، Retrieved 2020-5-11. Edited.
  9. Carol Eustice (2020-1-14), “What Is a C-Reactive Protein (CRP) Test?”، www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  10. “What Is a C-Reactive Protein Test?”, www.webmd.com,2019-10-13، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  11. “C-reactive protein”, www.ucsfhealth.org,2019-1-10، Retrieved 2020-5-12. Edited.
  12. Frank Greco, Rita Sather (2017-1-9)، “C-Reactive Protein (Blood)”، encyclopedia.nm.org, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  13. “Physical Inactivity Is Correlated with Levels of Quantitative C-reactive Protein in Serum, Independent of Obesity: Results of the National Surveillance of Risk Factors of Non-communicable Diseases in Iran”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 12-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى