محتويات
'); }
تحليل مخزون البويضات
يشيرُ مصطلح مخزون البويضات (بالإنجليزية: Ovarian reserve) إلى كمية البويضات المتبقية في المبايض؛ حيث يقل عدد البويضات وجودتها مع تقدم المرأة في العمر، ومن الجدير بالذكر أنَّ المرأة تمتلك عددًا محددًا من البويضات منذ الولادة، ويتم إفراز هذه البويضات على مدى الحياة، ويتم إجراء تحليل مخزون البويضات عن طريق إجراء تحليل الهرمون المضاد لمولر (بالإنجليزيّة: Anti-Müllerian hormone) ويُعرف اختصارًا AMH؛ وهو هرمون يتمّ إفرازه من قِبَل الخلايا الموجودة في جُريب المِبيض، ويشير مستوى الهرمون المضاد لمولر في الدم إلى مخزون البويضات، ويُساعد إجراء هذا التحليل على تحديد الخطة العلاجية المتبعة لعلاج مشاكل الخصوبة من خلال مُقارنة نسب البويضات المتبقية مع النسب التقريبية الطبيعية المُتوقّع امتلاكها في نفس المرحلة العمرية، وتحديد ما إذا كانت هذه النسبة أعلى أم أقل من الطبيعي، ويُشار إلى أنَّ مستويات AMH لا تتأثّر بحدوث الدورة الشهرية ولا تتأثر أيضًا بتناول حبوب منع الحمل؛ ممّا يعني إمكانية إجراء تحليل مخزون البويضات في أي وقت من الشهر.[١][٢]
ومن الجدير بالذكر أنَّ تحليل AMH يعد أحد التحاليل العديدة المُستخدمة لتقدير مخزون المبيض، حيث يطلب الأخصائيّ مجموعة من تحاليل الخصوبة لتقييم مخزون المبيض تقييمًا شاملًا، وذلك عن طريق إجراء تحاليل لمستويات الهرمونات الأخرى، واستخدام الموجات فوق الصوتية المهبلية (بالإنجليزيّة: Transvaginal ultrasound)؛ بهدف معرفة عدد الجريبات المبيضية الحويصلية والتي تُعرف بالجريبات الغارية (بالإنجليزيّة: Antral follicles)،[٣] وعلى الرغم من وجود عدد من التحاليل التي يمكن إجراؤها، إلَّا أنَّ الدراسات قد أظهرت أنَّ تحليل AMH يعد الأفضل والأكثر مصداقية لفحص مخزون البويضات عند جميع النساء؛ حتى للنساء اللواتي لم يعانين من العقم من قبل، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ AMH يُنتج من قبل جُريبات المبيض البدائية أو غير النامية (بالإنجليزية: Preantral follicles)، والجريبات المبيضية الحويصلية، ويتم إجراؤه سواء أكانت المرأة تخضع لعلاجات الخصوبة أم لا، أي أنّه يشير إلى عدد البويضات المتاحة للإباضة.[٤]
'); }
دواعي إجراء تحليل مخزون البويضات
يساعد إجراء تحليل AMH على معرفة مخزون البويضات؛ فإذا كان مستوى الهرمون مرتفعًا فإنَّ هذا يدل على وجود فرصة عالية لحدوث الحمل، في حين إن كانت مستويات الهرمون منخفضة فإنّ هذا يدل على أن مخزون البويضات قليل، ويترتب على ذلك أن تكون فرص حدوث الحمل أقل، لذلك يجب عدم تأجيل الحمل لفترة طويلة في هذه الحالة،[٥] وتوجد العديد من الأسباب التي تستدعي إجراء تحليل مخزون البويضات، وفيما يأتي بيان ذلك:
- تقييم وظائف المبيض ومشاكل الخصوبة: حيث يُساعد التحليل على تقييم قدرة المرأة على إنتاج البويضات المتاحة للإخصاب بهدف حدوث الحمل، ويساعد أيضًا على تقييم مشاكل الخصوبة بعد العلاج بالأشعة أو العلاج الكيمياوي، أو عند الحاجة إلى الإجراءات التي تساعد على حدوث الحمل كإجراء التلقيح في المختبر أو ما يُعرف بأطفال الأنابيب (بالإنجليزيّة: In vitro fertilization).[٥][٦]
- التنبؤ ببدء سنّ اليأس: إذ يساعد التحليل على التنبؤ بوقت الوصول إلى سنّ اليأس (بالإنجليزية: Menopause).[٦]
- المساعدة على تشخيص متلازمة تكيس المبايض: (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)؛ إذ يُجرى التحليل عند ظهور أعراض وعلامات متلازمة تكيس المبايض، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٦]
- نزيف غير طبيعي في الرحم.
- ظهور حبّ الشباب.
- غياب الحيض (بالإنجليزيّة: Amenorrhoea)، أو عدم انتظام الدورة الشهرية.
- تناقص حجم الثدي.
- تضخّم المبيضين.
- الشعرانية (بالإنجليزيّة: Hirsutism)؛ والتي تشير إلى نموّ الشعر بشكل زائد على الوجه، والسوالف، والذقن، والشفة العليا، والخط الوسطيّ في منطقة البطن السفلية، والصدر، وحلمة الثدي، وأسفل الظهر، والأرداف، والجزء الداخلي من الفخذ.
- اكتساب الوزن أو السمنة؛ مع مُلاحظة توزع الدهون في مركز الجسم.
- ظهور زوائد جلدية في منطقة الإبط أو الرقبة.
- ترقق وتساقط الشعر مع ملاحظة ظهور الصلع الذكوريّ (بالإنجليزيّة: Male pattern alopecia).
التحضيرات وكيفية إجراء التحليل
لا توجد أي تحضيرات خاصة لإجراء تحليل مخزون البويضات، حيث يُدخل مقدم الرعاية الصحية إبرة صغيرة في الوريد الموجود في الذراع لسحب عينة من الدم، ثم يتم جمع هذه العينة في أنبوب اختبار صغير، علمًا أنه من الممكن الشعور بلسعة خفيفة عند إدخال الإبرة أو عند إخراجها، وغالبًا ما تستغرق هذه العملية أقل من 5 دقائق.[٥]
تفسير نتائج التحليل
نوضح فيما يأتي المستويات التي تشير إلى الحد الأدنى لقيم AMH مقسّمة حسب العمر، فقد ذكرنا سابقًا أنّ البويضات تتناقص بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، مما يعني تناقص قيم AMH، كما يجب التنبيه إلى أنّ هذه المستويات تمثل قيمًا تقديرية، إذ يجب الأخذ بعين الاعتبار العوامل التي تؤثر في نتائج التحليل مثل المختبر الطبيّ الذي أُجري فيه الفحص، فقد تختلف القيم من مختبر لآخر، لذلك يجب مُراجعة الطبيب لمناقشة نتائج التحليل بشكلٍ مباشر:[٧]
- 45 سنة: 0.5 نانوغرام لكل ميليلتر.
- 40 سنة: 1 نانوغرام لكل ميليلتر.
- 35 سنة: 1.5 نانوغرام لكل ميليلتر.
- 30 سنة: 2.5 نانوغرام لكل ميليلتر.
- 25 سنة: 3 نانوغرام لكل ميليلتر.
ومن الجدير بالذكر أنه يُمكن تفسير نتائج تحليل مخزون البويضات كما يأتي:[٨]
- ارتفاع مستويات AMH: حيث إنّ ارتفاع مستويات AMH في الجسم قد يكون مؤشرًا لما يأتي:
- ارتفاع عدد البويضات المتبقية في المبيض.
- ارتفاع فرصة الحصول على نتائج إيجابية لعملية التلقيح في المختبر.
- الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- انخفاض مستويات AMH: حيث إنّ انخفاض مستويات AMH في الجسم قد يكون مؤشرًا لما يأتي:
- قرب الوصول إلى سنّ اليأس.
- انخفاض فرصة الحصول على نتائج إيجابية لعملية التلقيح في المختبر.
- الإصابة بمتلازمة فرط تحفيز المبيض أو فرط التنبيه المبيضيّ (بالإنجليزيّة: Ovarian hyperstimulation syndrome).
الآثار الجانبية للتحليل
لا يترتب على إجراء تحليل مخزون البويضات ظهور آثار جانبية خطيرة؛ فلا تتجاوز آثاره الجانبية الشعور بألم بسيط أو ظهور كدمة مكان إدخال الإبرة، وفي أغلب الحالات تختفي هذه الآثار خلال فترة بسيطة من إجراء التحليل.[٥]
أسئلة شائعة حول مخزون البويضات
نوضح فيما يأتي عددًا من الأسئلة الشائعة حول مخزون البويضات وإجاباتها العلمية:
ما هي العوامل التي تؤثر في مخزون البويضات؟
توجد العديد من العوامل التي تُقلّل من جودة مخزون البويضات، وفيما يأتي توضيح هذه العوامل:[٩]
- العمر: إذ يعد العمر العامل الأهم في التأثير على جودة وعدد البويضات؛ حيث تقلّ جودة وعدد البويضات مع التقدم في العمر تمامًا كما تقلّ العديد من المدارك الجسدية، مما يُفسّر أهمية اتخاذ قرار الحمل في الوقت المُناسب.
- العامل الجينيّ: إذ تتحمّل الجينات الوراثية مسؤولية الصحة البدنية، كما تؤثر في خصوبة المرأة وفي وقت بدء سنّ اليأس، فعلى سبيل المثال؛ تزداد احتمالية دخول المرأة في سنّ اليأس في وقتٍ مبكر في حال وصول والدتها أو جدّتها لسن اليأس في وقت مبكر، ويترتب على ذلك حدوث نقص في مخزون المبيض.
- التاريخ الطبي: حيث قد تؤدّي بعض العلاجات الطبية إلى التأثير في خصوبة المرأة.
- التدخين: إذ يؤدّي التدخين إلى استنزاف مخزون المبيض، كما يُعدّ أحد العوامل التي تؤدي إلى انقطاع الطمث المبكر.
- عدم علاج العدوى المنقولة جنسيًا: حيث تشكل العدوى المنقولة جنسيًا أكبر تهديد على خصوبة المرأة تبعًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وفي بعض الحالات قد تؤدّي إلى الإصابة بمرض التهاب الحوض (بالإنجليزيّة: Pelvic inflammatory disease)، مما يزيد فرصة حدوث ضرر دائم في الأعضاء التناسلية.
- نمط الحياة: توجد العديد من السلوكيات وأنماط الحياة التي تؤدي إلى حدوث خلل في توازن الهرمونات، ممّا يؤثّر في الخصوبة بشكلٍ سلبي، ومن الأمثلة على ذلك: السمنة، أو نقصان الوزن الزائد، أو النوم بشكل غير منتظم.
هل يمكن حدوث حمل في حال انخفاض مخزون البويضات؟
على الرغم من أنَّ فرص حدوث الحمل تقل كلّما انخفض مخزون البويضات؛ إلّا أنّ هناك العديد من النساء اللواتي استطعن الحمل بشكلٍ طبيعيّ على الرغم من انخفاض مستويات AMH في الدم، وفي سياق الحديث نذكر أنّ مستويات الهرمون تختلف من شهر لآخر، وإنّ انخفاض مستوياته لا يعني عدم القدرة على الحمل بشكل قطعيّ.[١٠]
هل يوجد علاج لانخفاض مخزون البويضات؟
في أغلب الحالات لا يوجد علاج محدد لانخفاض مخزون البويضات، ولكن من الممكن تحسين فرص حدوث الحمل من خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة، بالإضافة إلى أخذ بعض الفيتامينات والمكمّلات الغذائية، وعادةً تلجأ أغلب النساء اللواتي يمتلكن مخزونًا منخفضًا من البويضات إلى إجراء عملية التلقيح في المختبر عند رغبتهنّ بالحمل، فهو يُعدّ الحل الأمثل لهذه الحالة، ونوضح فيما يأتي بعض التغييرات في نمط الحياة، والتي قد تُساعد على تحسين فُرص حدوث الحمل في حال انخفاض مخزون البويضات:[١١]
- اتباع نظام غذائي صحي؛ بحيث يقوم النظام الغذائي على نسبة قليلة من السعرات الحرارية مع نسبة عالية من البروتينات، بالإضافة إلى تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة.
- ممارسة التمارين الرياضية؛ إذ تجب ممارسة التمارين الرياضية لمدّة تصل إلى 30-40 دقيقة على الأقل يوميًا.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء؛ كممارسة اليوغا.
- تجنّب التدخين والامتناع عن شرب الكحول.
المراجع
- ↑ “Anti Mullerian Hormone (AMH) Test & Ovarian Reserve”, www.ivf.com.au، Retrieved 29-1-2021. Edited.
- ↑ “Fertility Testing”, www.olivefertility.com، Retrieved 29-1-2021. Edited.
- ↑ “AMH Blood Test Levels – Understanding AMH Fertility Test Results”, www.rmanetwork.com, Retrieved 29-1-2021. Edited.
- ↑ “The Modern guide to AMH: Everything you ever wanted to know about anti-Mullerian hormone”, www.modernfertility.com,6-4-2020، Retrieved 29-1-2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Anti-Müllerian Hormone Test”, www.medlineplus.gov, Retrieved 29-1-2021. Edited.
- ^ أ ب ت “Anti-Mullerian Hormone”, www.labtestsonline.org.au, Retrieved 29-1-2021. Edited.
- ↑ Sara Lindberg (30-10-2020), “AMH Testing and What It Can Tell You”، www.healthline.com, Retrieved 29-1-2021. Edited.
- ↑ “Anti-Müllerian Hormone (AMH)”, www.lifelabs.com, Retrieved 29-1-2021. Edited.
- ↑ “Ovarian Reserve Testing and Fertility”, www.parenting.firstcry.com,9-1-2019، Retrieved 9-1-2019. Edited.
- ↑ Sharon Mazel (28-4-2020), “Anti-Mullerian Hormone (AMH) and Fertility”، www.whattoexpect.com, Retrieved 29-1-2021. Edited.
- ↑ “Low AMH – Causes And Treatment”, www.advancefertility.in, Retrieved 29-1-2021. Edited.