النمص
يعرف النمص لغةً بأنه نتف شعر الحواجب من جذوره أو التخلص منه عن طريق حلاقته، ويكون ذلك لتحسين شكله وترتيبه أو رسمه بشكل ومظهر جديد، والنامص هو الشخص الذي ينتف شعر الحواجب أو يحلقه، أما المنتمصة فهي المرأة التي تأمر بإزالة شعر حواجبها، والمنماص هو الملقط أو الأداة التي تُستخدم في القيام بذلك، ومن الجدير بالذكر أن فعل النمص لا يقتصر على المرأة فقط، حيث أصبح بعض من الرجال يفعلون ذلك في عصرنا الحالي.
رأي الشريعة الإسلامية في النمص
حرّمت الشريعة الإسلامية فعل النمص لكل من الرجل والمرأة، واعتبرت القيام به من الذنوب غير الهيّنة التي لعن الله فاعلها، وذلك استناداً إلى الأدلة الآتية:
- ما ورد في القرآن الكريم عن تحريم النمص، قال الله تعالى” وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ “( سورة النساء، الآية 119 ) بمعني تحريم تغيير الهيئة التي خلق الله تعالى الإنسان عليها.
- ما ورد في السنة النبوية الشريفة عن النمص، قول رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ” لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله “، واللعن هنا هو الطرد من رحمة الله عز وجل مع وقوع العذاب على كل من يأتي بهذا الفعل في الدنيا والآخرة.
سبب تحريم النمص
اتفق أهل العلم في أن عملية النمص من المحرمات بالنسبة لغير المتزوجات من النساء، بالإضافة إلى المتزوجات منهن ما لم يسمح لها زوجها بفعل ذلك، إلا أن العلماء اختلفوا في سبب تحريم النمص فمنهم من ذهب إلى أنه نوع من أنواع الغش في الشكل والمظهر فعلى الزوج أن يعلم حقيقة مظهر زوجته أو الفتاة المقبل على الزواج منها، ومنهم من أعاد سبب حرمته إلى أنه تغيير في شكل الخلق، كما اختلف العلماء في التحديد الدقيق لعملية النمص، فمنهم من رجح بأنها العملية التي تشمل شعر الحاجبين فقط، ومنهم من رجح بأنها تشمل الشعر الموجود في جميع مناطق الوجه بما فيها الجبين واللحية والأنف.
النمص من الناحية الطبية
تسبب النمص في حدوث العديد من الحالات المرضية في العينين والمناطق المحيطة بهما بما تحتويه من أعصاب وجلد وأنسجة حساسة، حيث حدثت العديد من حالات التهاب الأنسجة الخلوية في المنطقة المحيطة بالعينين بعد الخضوع للنمص بأدوات غير معقمة، أو الإصابة بجرح في تلك المنطقة عند نتف الشعر أو الحلق، والتي تركت علامات واضحة ودائمة في عدد من الحالات.