يتداول النّاس كثيرًا في منتدياتهم ومجالسهم مصطلح النّصيب، فيقال هذا نصيب فلان وهذا نصيب فلانة، فما هو معنى النّصيب؟ وما هو معتقد النّاس في مسألة النّصيب؟
مفهوم النصيب
يعرّف النّصيب بأنّه الحظّ والقدر أو الحصّة من شيءٍ معيّن، فيقال هذا نصيب فلان من الميراث أي هذه حصّته من الميراث، وكذلك يقال نصيب فلانة أن تتزوّج بفلان أي قدرها وحظّها في الحياة الدّنيا، وذكرت كلمة النّصيب في القرآن الكريم في مواضع عدّة منها: قوله تعالى في من أراد الدّنيا بسعيه وعدل عن الآخرة: (وما له في الآخرة من نصيب )، أي ليس له من حظّ في الآخرة، كما وردت كلمة النّصيب في آيات الميراث في سورة النّساء؛ حيث قوله تعالى: ( للرّجال نصيبٌ ممّا ترك الوالدان والأقربون )، ومعنى ذلك حصّةً مفروضةً في أموال الوارث.
وإنّ نظرة النّاس تجاه موضوع النّصيب تختلف ما بين مجتمعٍ وآخر، فبعض المجتمعات تبالغ في فكرة النّصيب وتسيطر على أحلام النّاس وتطلّعاتهم، كما ترى كثيراً ممّن يحلم بالثّراء من دون تعب فيلجؤون لشراء ما اصطلح على تسميته بأوراق اليانصيب أملًا بالفوز.
نظرة الإسلام للنصيب
نظرة الإسلام إلى موضوع النّصيب هي نظرة واقعيّة مبنيّة على معتقدٍ راسخٍ بأنّ نصيب الإنسان في الحياة الدّنيا وفي الآخرة هو من أمر الله تعالى، ففي الدّنيا ومنذ أن يخلق الإنسان في بطن أمّه يكلّف الملك بكتب رزقه وأجله وهل هو شقيّ أم سعيد، وبعبارةٍ أخرى يكتب نصيبه في هذه الحياة الدّنيا، وإنّ كتابة أمور الخلائق لا تعني أن يركن الإنسان عن العمل ويقعد في بيته بزعم أنّ الله تعالى قد قدّر له رزقه، بل إنّ الإنسان مطالب بالسّعي في مناكب الأرض بحثًا عن الرّزق الحلال الطّيب ويعتبر من لا يفعل ذلك متواكلٌ لا يعرف معنى الحياة وسنن الكون المبنيّة على الجدّ والعمل.
أمّا نصيب الإنسان في الآخرة ومنزله في الجنّة أو النّار فهو من تقدير الله تعالى وهو لا يعني كذلك الرّكون بحجّة أنّ كلّ شيء مكتوب، ذلك بأنّ الله تعالى قد أعطى عباده حريّة الاختيار ما بين طريق الشّر وطريق الخير، والّذي يسعى لأن يكون نصيبه في الآخرة الجنّة عليه أن يجتهد بالعمل الصّالح وأن يطيع الله تعالى ويجتنب نواهيه، ونتمنّى أن يجعل الله نصيبنا جميعًا جنّة ربنا ورضوانه.