الفرق بين النّفس والروح
مسألة الفرق بين النّفس والروح تعتبر من المسائل التي حدث حولها جدال كثير بين العلماء والفلاسفة سواء كان ذلك في العصور السابقة قبل الإسلام، أم فيما بعد الإسلام، حيث إنّ هناك العديد من الآراء والنظريات بخصوص هذا المجال، في هذا المقال سنتحدث عن الفرق بين النّفس والروح.
رأي العلماء المسلمين القدماء
الباحث في تاريخنا الإسلامي والعلوم الإسلاميّة التي وصلت إلينا عبر العصور السالفة، يرى أنّ أغلبيّة علماء المسلمين اتخذوا وجهة نظرٍ واحدةٍ في مسألة الروح والنّفس البشريّة، وينص هذا التفسير على أنّ الكائن البشري يقوم على تركيبةٍ ثنائيّةٍ لا ثالث لهما، وهذه التركيبة هي الجسد والروح، والروح هي النّفس ذاتها برأيهم، وهذا التفسير هو التفسير نفسه المتبع عند الفلاسفة اليونانيين القدماء، وعلماء المسلمين بذلك لا يتبعون الفلاسفة اليونانيين، إنما وراء تفسيرهم لهذه المسألة قناعاتٌ ورؤى خاصّةٌ موجودة ومتوارثة بأنّ أعمال الإنسان مقسمةٌ إلى أعمال مادية وأعمال أخرى معنوية، واعتقادهم أيضاً بأنّ هوية الإنسان مقسّمةٌ إلى هوية جسدية وأخرى روحية.
رأي بعض المعاصرين
هناك بعض العلماء والمفكرين في عصرنا الحديث أو حتى العصور السابقة يرون بخطأ النظرة الثنائية للبشرية التي آمن بها قدامى العلماء المسلمين، ورأي هؤلاء العلماء المعاصرين أن النّفس تختلف اختلافا كلياً عن الروح، متبعين بذلك دلالاتٍ وبراهين وحججاً من القرآن الكريم، ويؤمنون بالنظرة الثلاثية الكاملة والمتكاملة لبني البشر، والتي تقول إن الإنسان مكونٌ من نفسٍ وجسدٍ وروح، وهم بذلك يرون أن المواضع التي ذكرت الروح في القرآن تختلف عن النّفس، حيث إنّ لكل منهما معناها الخاص بها؛ لأن كل كلمة في القرآن لها مدلولٌ معين لا يجوز أن تحل محلها كلمةٌ أخرى، فالقرآن كتاب الله دقيقٌ وإلى أبعد الحدود، وهم يرون أن الروح هي سر الحياة والباعثة لها، وأن الروح مرتبطة بالله العلي القدير مصداقاً لقوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85] ويرون أن النّفس البشرية غير مرتبطة بالل،ه وأنها تفارق الجسد في حال النوم، فلو كانت النّفس هي الروح لفارق الجسد حياته عند النوم، فالروح هي من تهب الحياة للبشر.
أما ماهية الروح فتعتبر من الأمور الغامضة بالنسبة للبشر، فهي بمثابة المحرك الأساسي للكائنات، والتي تهب لهم الحياة، وإلى وقتنا الحالي لا توجد حقيقة قاطعة ومعرفة مفصلة عن الروح أو كيفية عملها.