تتنوّع علوم اللغة العربيّة الّتي عكف الكثير من علماء اللغة على دراستها، فمنها علم البيان، وعلم البديع، وعلم العروض، وعلم النّحو، وعلم الصرف، وعلم الأدب، وغيرها الكثير من علوم اللغة العربيّة المتشعبّة. وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن إحدى أهمّ علوم اللغة العربية وهو “علم الصرف”.
محتويات
تعريف علم الصرف
- الصرف لغة: من الفعل (صَرَفَ) وهي تعني التغيير والتحوّل والانتقال من شكلٍ إلى آخر ومن حال إلى غيره.
- الصرف اصطلاحاً: هو علم من علوم اللغة العربيّة، وهو العلم الّذي يُعنى بتحويل الكلمة من أصل واحد إلى كلمات أخرى من نفس الجذر لمعانٍ مقصودة ذات مغزى، وهذا التغيير هو الّذي يفيد في المعنى. وهو علم يبحث في مفردات اللغة من حيث صورتها، وهيئتها، وما فيها من صحّة، أو إبدال، أو إعلال، أو إدغام، وهو علم دراسة المشتقّات في اللغة، وبمعنى آخر هو العلم الّذي يدرس “بنية الكلمة” في اللغة العربيّة ومعناها من حيث المشتق منها.
الهدف من علم الصرف
- غاية معنويّة خالصة: استخدم هذا العلم لتقديم معانٍ وألفاظ جديدة مرتبطة بزمن ما، كأن أستخدم مثلاً الفعل كتب وتصبح مصدراً (كتابة) لتدّل على وقوع الحدث دون تحديد زمن معين، أو أن أستخدم الفعل (قرأ) لتصبح (قارئ) لتدلّ على اسم فاعل مشتق من الفعل فتدلّ على فعل دون ارتباط بزمن معيّن، وهكذا دواليك، وهي تفيد في اختصار الكلام وإيجازه.
- غاية صوتيّة صرفيّة: والهدف منه في هذه الحالة تكمن في تخفيف الأصوات الثقيلة في اللغة العربيّة، كأن أغيّر بعض الحركات أو بعض الأحرف، سواء أكان ذلك بالإعلال، أو الإبدال، أو الإدغام وغيره. وهو علم يهتم أكثر بالمفردات المعربة والمتصرفة، ولا يمكن الاستفادة منه في المفردات الجامدة كالأسماء الأعجميّة، وأسماء الأصوات، وأسماء الأفعال، وحروف الجر، وحروف الاستقبال، وحروف التمنّي، وحروف الترجّي، وغيرها من الحروف الجامدة في اللغة العربيّة.
- مساعدة الأجانب والأعاجم في تسهيل نطق الكلمات في اللغة العربية، وتسهيل كتابته، وعصمة اللسان من الأخطاء اللغوية.
- المساعدة في معرفة الحروف الأصليّة في الكلمة من الحروف الزائدة، ومعرفة دلالاتها.
المجالات التي يتناولها علم الصرف
- يقتصر علم الصرف على دراسة الأفعال المتصرّفة، والأسماء المتمكّنة.
- الميزان الصرفي هو العلم الأهم في مجال علم الصرف، وهو العلم الذي نحوّل به الكلمات المتصرفة إلى جذورها الأصلية في اللغة العربية، والتي تتكوّن من ثلاثة أحرف أساسية ( فَ عَ لَ = فعل)، ولكل كلمة أو فعل مقابل وزنيّ يرجع لـ (فعل) في الأصل، ومنها يمكننا معرفة الأحرف الزائدة ودلالاتها، وهو يساعدنا في تحدّي إن كانت الكلمة مجرّدة، أو مزيدة بأحرف، أو تامّة، أو ناقصة، ويبيّن لنا الإبدال، والإعلال، والإدغام في هذه الأحرف.
علم الصرف والنّحو
عكف كثير من العلماء على دراسة علم الصرف هذا، وفرّقوا بينه وبين علم النحو الّذي قد يختلط الفرق بينهما عند بعض الناس. وقد كان أبو عثمان المازنيّ هو أوّل من ألّف كتاباً في علم الصرف، وأيضاً “ابن جنيّ” والذي له كتاب المنصف في شرح التصريف، وكتاب “التصريف الملوكيّ”. ويقال إنّ واضع علم الصرف وأوّل من أسس له هو “معاذ بن مسلم” الكوفيّ الّذي أضاف الكثير إلى ما كتبه أبو عثمان المازنيّ.
وهناك الكثير من المصادر الأساسيّة التي يمكننا الرجوع إليها في هذا العلم، منها كتاب “عمدة الصرف” لكمال إبراهيم، وكتاب “الصرف الوافي” لهادي نهر، وكتاب “التطبيق الصرفيّ” لعبده الراجحيّ، وكتاب الصرف الواضح لعبد الجبّار النايلة، وغيرهم الكثير من الكتب المهمّة في هذا المجال.