'); }
تكوّن الكون وفق عمليّة تطوّر ونموّ في كافة الجزئيّات التي فيه، ومن ضمنها الإنسان الّذي تمخّضت عمليّة التطوّر الطبيعي لديه إلى أشكال سويّة متكاملة مهذّبة تتواءم مع طبيعته الفطريّة التامّة كذكر أو كأنثى.
مفهوم الرّغبة الجنسيّة
هي حاجة أحد الجنسين للآخر؛ حيث يندرج تحت هذه الحاجة مشاعر وأحاسيس الرّضا والارتواء والاكتفاء الجسدي، بالإضافة إلى التطوّر الإنساني والأخلاقي والرّوحي أيضاً.
أشكال الشّذوذ الجنسي
المثليين
وهم الّذين يمارسون الجنس مع نوعهم (ذكر+ ذكر) و (أنثى + أنثى )، وهذا النّوع من الشذوذ شائك ومعقّد؛ فالمثلي من كلا الجنسيين ربّما مارس دور الذّكر أو الأنثى أو كليهما معاً.
'); }
الأسوياء والمثليين في ذات الوقت
وفي هذا النّوع يحيا المرء حياته الجنسيّة الطبيعيّة، وفي ذات الوقت يمارس الجنس مع نفس النّوع، إمّا بقيامه بدور الذّكر، أو الأنثى، أو كليهما معاً، مع نفس جنسه .
زنا المحارم
وفي هذا النّوع يقوم أحد أفراد الأسرة الواحدة بممارسة الجنس مع عضو آخر فيها، كأن يقوم الأب بممارسة الجنس مع ابنته أو الأم بممارسة الجنس مع ابنها، أو الأخت مع أخيها، أو الفتاة مع عمّها أو خالها أو جدّها، أو الشاب مع عمّته أو خالته أو جدّته.
الشذوذ الجنسي مع الحيوانات
كأن يقوم الذّكر البشري بممارسة الجنس مع إناث الحيوانات، أو أن تقوم الأنثى البشريّة بممارسة الجنس مع ذكور الحيوانات، أو أن يقوم الذّكر البشري بممارسة دور الأنثى مع ذكور الحيوانات.
الشذوذ الجنسي باستخدام الأدوات
كأن يقوم الذّكر أو الأنثى بممارسة الجنس بالاحتكاك بالوسادة أو السرير، أو الأجسام الجامدة الأخرى، أو أن يقوم الرّجل بإيلاج عضوه الذكوري في ثقوب اصطناعيّة يتوهم ويستشعر من خلالها أنه يولج عضوه في عضوٍ تناسليّ أنثوي، أو أن تقوم الأنثى بإيلاج أجسام تشبه العضو الذكري في أعضاءها التناسليّة، ويعدّ هذا الشّكل كغيره من أشكال الشذوذ الجنسي؛ حيث تندرج منه تفرّعات عديدة ليس لها أوّل من آخر.
الشذوذ الجنسي الماسوشي أو المازوخي
وهذه الحالة تعكس حال الذّكر أو الأنثى الّذي يعشق أن يُعذّب من قبل شريك الفراش، كأن يمارس الذكر أو الأنثى دور العبد أو دور الكلب أو يقام بتقييده بالسلاسل وممارسة العنف ضدّه، فيثار جنسيّاً بهذا الفعل، وهذا الموضوع واسع وشامل في حدّ ذاته.
الشّذوذ الجنسي السادية
وفي هذا النّوع يقوم الذكر أو الأنثى بأفعال سادية مؤلمة موجعة، لا تنمّ عن الرحمة، أو الخلق السوي والاتّزان العاطفي بحيث يقوم الشّخص بتعذيب شريكه في العمليّة الجنسية، ولا يستشعر اللذة، إلّا بأن يكون عنيفاً وقاسياً مع الطرف المقابل له في الفراش، وكما هو الحال بالماسوشيّة فربّما يستخدم السادي أدوات تعذيبيّة كالسلاسل والسياط ضد الشريك المقابل له في عملية الممارسة الجنسيّة، وهناك العديد من أشكال وأنواع وخيالات التعذيب.
الشذوذ الجنسي مع الصغار في العمر
كأن يقوم كبار السن بممارسة الجنس مع صغار السن والّذين لم يبلغوا الرّشد بعد، وربّما زاد تطرّفهم للقيام بممارسة الجنس حتّى مع الرّضيع أو الرضيعة في المهد، وهذا الأمر ينطبق على الذّكر والأنثى.
ممارسة الجنس مع كبار السن
وذلك بأن يشتهي الرّاشد العاقل أو الرّاشدة العاقلة من صغيري السن من هم يكبرونهم بالسن سنوات فادحة؛ كأن يحبّ شاب ما لم يتجاوز العشرين من العمر ممارسة الجنس مع نساء في الخمسينيّات أو الستينيّات أو السبعينيّات أو حتى فوق ذلك، وينطبق الأمر ذاته على الإناث بحيث تحب فتاة ما لم يتجاوز عمرها العشرين بالقيام بممارسة الجنس مع رجال فوق الخمسين أو الستّين أو فوق ذلك.
ويمكن أن يكون الإنسان سويّاً جنسيّاً، ولكن عادات وتقاليد المجتمع أو الظّروف تجبره على القيام بهذا الفعل، أو حتّى الميل العاطفي، ونستثني هنا عقليّة الإنسان خلال فترة المراهقة الّتي لا يتحكّم فيها أحياناً بمشاعره وميوله، ممّا يقتضي من الأهل أو المسؤولين مراقبة المراهقين في سلوكيّاتهم دائماً.
الشّذوذ الجنسي النفسي – السيكولوجي
كأن تولد الفتاة فتاةً مكتملة الأنوثة وتشعر في داخلها بأنّها رجل، وتفعل المستحيل لتغيير جنسها، وكذلك الأمر بالنسبة للذكر ، كأن يولد ذكراً ومكتملاً لكنّه يشعر في أعماقه كأنّه أنثى ويفعل المستحيل أيضا لتغيير جنسه إلى أنثى، وهنا لا بدّ من وقفة لتوضيح خطأ شائع بين النّاس؛ فالشّاذ من هذا النوع ليس بالضرورة أن يكون أساس الرغبة لديه في تغيير جنسه هو اللذة الجنسيّة البحتة ( الشاذة ) وإنما شذوذ جنسي روحي يتعلّق برفضه التعامل مع ذاته بالجنس الذي وجد عليه.
وفي الختام نشير إلى أنّ هناك العديد من أشكال الشذوذ الجنسي تحتاج إلى مجلّدات طويلة للإحاطة بها وتفصيلها وسبر غورها، ولكنّنا أوردنا هنا أهمّ نقاطه وخطوطه العريضة الّتي تبتلى فيها كافّة المجتمعات على الأرض بنسبة وتناسب من مجتمع إلى آخر فربّما سادت في مجتمع ما وقلّت في مجتمعٍ آخر، ولكن على جميع الأحوال فإنّ التربية الأسريّة ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده، وسياسات حكومات الدّول الاجتماعيّة والظّروف الاقتصاديّة والنفسيّة التي يحياها الفرد والمجتمع ككل تلعب الدور الأكبر إن لم نقل كلّ الدور فيما يتعلّق بالشّذوذ الجنسي بكافّة أشكاله.