علوم

جديد ما هو الذهب الأبيض

الذّهب الأبيض

أُطلِق اسم الذّهب الأبيض على معدن البلاتينيوم ذي الرّمز الكيميائيّ Pt، وهو عنصر كيميائيّ، وسُمِّي بهذا الاسم نسبةً إلى الكلمة الإسبانيّة بلاتا، وتعني قطعة الفضّة الصّغيرة، وسُمِّي ذهباً لأنّه معدن ثمين جداً، يُشبه في مرونته معدن الذّهب ذي الرّمز الكيميائيّ Au، إلّا أنّه يختلف عنه في اللون؛ حيث يظهر بلونٍ أبيضَ ناصعٍ. اكتشفَ العالِم الإيطاليّ جوليوس سكاليجر هذا المعدن النّفيس في عام 1557م، وأطلق عليه المنقّبون الأوائل اسم الحديد الأبيض، أمّا اسم الذّهب الأبيض فيعود إلى الصينيّين القُدامى، وقد اكتُشِفت كميّة كبيرة من هذا المعدن في أمريكا اللاتينيّة على أيدي الإسبان، حينَها كان ثمنه زهيداً جداً؛ لجهل النّاس بأهميّته واستخداماته، لكن مع ازدياد العلم وتطوّر المعرفة قفزت أسعاره كثيراً؛ ليصبح معدن البلاتينيوم الأغلى والأكثر نُدرةً في العالم.[١][٢]

ممّا يجدر ذكره أنّ اسم الذّهب الأبيض يُطلَق على سبيكةٍ تتكوّن من مزيجٍ من معادنَ عدّةٍ بنسبٍ مختلفةٍ، ابتُكِرَت لتكون بديلاً عن البلاتينيوم في صناعة المجوهرات؛ إذ تُستَخدَم سبيكة الذّهب الأبيض لتكون إطاراً لوضع الماس عليه، وقد تُمزَج مع الذّهب الأصفر في مختلف المجوهرات.[٣][٤]

المعادن المُكوِّنة لسبيكة الذّهب الأبيض

لسبيكة الذّهب الأبيض نوعان مختلفان؛ يعتمد النّوع الأوّل منهما على مزج كلٍّ من الذّهب، والنحاس، والنّيكل، والزّنك بنسبٍ مُحدَّدةٍ، ويتميّز هذا النّوع بسرعة تصلُّبِهِ أثناء صبِّه، وميله لللتكسُّر عند تعرُّضه للنّار، وإمكانية تعرُّض مرتديه للحساسيّة؛ نتيجة ملامسة الجلد للنّيكل، أمّا النّوع الثاني فيحتوي الذّهب، والفضّة، والبالاديوم، ويتميّز هذا النّوع بليونته العالية أثناء التّصنيع، وإمكانيّة العمل به في الظّروف الباردة، وعدم ميله للتكسُّر عند تعرضه إلى النّار، وتُطلى سبيكة الذّهب الأبيض بالرّوديوم؛ وذلك لإضافة المزيد من البياض والرّونق إليها، إلا أنّ عملية الطلاء هذه يجب أن تُكرَّر كلّ فترةٍ؛ للحفاظ على مظهر السّبيكة ولونها.[٣][٤]

خصائص الذّهب الأبيض

يتميّز البلاتين المعروف باسم الذّهب الأبيض بالعديد من الخصائص الفيزيائيّة والكيميائيّة التي جعلته عنصراً مميّزاً وثميناً، ومن أهمّ هذه الخصائص ما يأتي:

الخصائص الفيزيائيّة للبلاتين

يتميّز البلاتين بالخصائص الفيزيائيّة الآتية:[٥][١][٦]

  • يتميّز بقوّته الكبيرة التي تفوق قوّة الذّهب.
  • ينصهر عند درجة حرارة 3827 درجةً سيليسيةً.
  • تبلغ كثافة معدن البلاتين 21.45غ/سم³، وعلى الرّغم من كثافته الكبيرة إلا أنّه معدن مَرِن وقابل للسّحب، ومن الممكن تشكيله بسهولةٍ؛ إذ يمكن سحب أونصةٍ منه بطولٍ مقداره 1.6كم، وبسمكٍ أقلّ من سُمك شعرة الإنسان.

الخصائص الكيميائيّة للبلاتين

للبلاتين الخصائص الكيميائيّة الآتية:[٥][١][٧]

  • يُعدّ خاملاً كيميائيّاً؛ أي لا يتفاعل مع معظم العناصر الكيميائيّة، ويبلغ عدده الذريّ 78.
  • يعدّ معدناً مُقاوماً للتآكل مع معظم الموادّ، مثل: الماء، والأكسجين.
  • يذوب في مزيجٍ من حامض النّيتريك (HNO3)، وحمض الهيدروكلوريك (HCl).
  • يوجد في الطبيعة على شكل ستّة نظائر، هي: 190Pt, 192Pt, 194Pt, 195Pt, 196Pt, 198Pt.

أماكن وجود خام البلاتين

معدن البلاتين معدن نادر جداً؛ فهو يحتلّ المرتبة رقم 72 من العناصر الكيميائيّة المتوفّرة في القشرة الأرضيّة من أصل 94 عنصراً،[٨] وتتوفّر معظم خاماته في جنوب أفريقيا، التي تحتوي ما يقارب 75% من خامات البلاتين في العالم، في حين تمدّ دولة روسيا العالم بما يقارب 20% منه، بينما تساهم أمريكا الشماليّة بـ 6% من احتياجات العالم من هذا المعدن.

يوجد معدن البلاتينيوم إمّا على شكل حبيباتٍ صغيرةٍ أو كتلٍ كبيرةٍ يصل وزنها إلى تسعة كيلوغراماتٍ، وقد يرتبط مع معادن أخرى في الخام نفسه، مثل: النّحاس، والذّهب، والحديد، والنّيكل، وتختلف أسماء خامات البلاتين حسب العناصر المرتبطة فيها؛ فهناك خام السّبيرليات، الذي يرتبط فيه معدن البلاتين مع الزّرنيخ على شكل مركّب زرنيخيد البلاتينيوم (PtAs2)، وخام الكوبيرايت الذي يوجد فيه معدن البلاتين على شكل مركّب كبريتيد البلاتينيوم (PtS)، وقد يوجد معدن البلاتين في خامات معادن أخرى بنسبٍ صغيرةٍ، مثل: خامات النّحاس، والنّيكل.[١]

استعمالات البلاتين

يدخل معدن البلاتين في العديد من التّطبيقات الصناعيّة؛ نظراً لخصائصه المميّزة، وهي:

  • يدخل في صناعة المحول الحفاز (بالإنجليزيّة: Catalytic Convertor)، الموجود في عوادم السيّارات، والذي يحوّل ما يقارب 90% من المركبات الهيدروكربونيّة، وأوّل أكسيد الكربون، وأكاسيد النّيتروجين إلى ثاني أكسيد الكربون، وغاز النّيتروجين، وبخار الماء.[٩]
  • يُستخدَم في المختبرات الكيميائيّة؛ وذلك لأنّه خامل كيميائياً، وبذلك لا يتفاعل مع العناصر الأخرى.[١]
  • يفيد في عمل الألواح والأسلاك الرّقيقة التي تُستخدَم في الكثير من المجالات، ويُشكِّل استخدام البلاتين في مجال الصناعات الكهربائيّة والإلكترونيّة ما مقداره 7% من الإنتاج الكليّ له.[١]
  • يُستخدَم في تفكيك أجزاء النّفط؛ بهدف إنتاج غازولين ذي رقم أوكتان أعلى.[١٠]
  • يدخل في صناعة المجوهرات؛ نظراً لما يتمتّع به من قوّةٍ وصلابةٍ؛ حيث يتميّز بعدم تأثّره بالموادّ المُزيلة للبريق، وتشكّل نسبة البلاتين المُستخدَم في صناعة المجوهرات ما مقداره 51% من الإنتاج العالميّ الكليّ،[١] ولزيادة متانة هذه المجوهرات تُضاف معادن أخرى إلى البلاتين، مثل: الإيريديوم، والبالاديوم، والروثينيوم.[٦]
  • يُستخدَم البلاتين في صناعة الأجهزة الجراحيّة؛ حيث يلعب دوراً مهمّاً في صناعة أجهزة ضبط نبضات القلب والقسطرة، بالإضافة إلى أجهزة الأعصاب، والسّبائك المُستعملة لترميم الأسنان، كما يدخل البلاتين في تصنيع المركّبات الكيميائيّة التي لها أثرٌ فعّال في علاج السّرطانات بأنواعها.[١١]
  • يُستخدَم البلاتين النقيّ في صناعة الزّجاج عالي الجودة؛ وتشكّل نسبة استخدامه في هذه الصّناعة 4% تقريباً من الإنتاج العالميّ له،[١] وقد يُخلَط مع معادن أخرى للحصول على بعض الخصائص المرغوبة؛ إذ يُخلَط مع 5%-20% من معدن الروديوم؛ للحصول على قوة أكبر، وقد تُستخدَم سبيكة من البلاتين مع 5% من الذّهب كطلاءٍ لركيزة السّيراميك.[١٢]

كيفيّة التّمييز بين سبيكة الذّهب الأبيض والبلاتين

يمكن التّمييز بين سبيكة الذّهب الأبيض والبلاتين عن طريق تحديد عدّة صفاتٍ، أهمّها:[١٣][١٤]

  • اللون: يتميّز البلاتين بلونه الأبيض الطبيعيّ الذي لا يتغيّر مع الزّمن، على عكس سبيكة الذّهب الأبيض التي تبدأ بالاصفرار مع الزّمن.
  • الوزن: يتميز البلاتين بأنّه أثقل من الذّهب الأبيض.
  • السّعر: يتميّز البلاتين بأنّه باهظ السّعر بالمقارنة مع الذّهب الأبيض؛ فقد يبلغ ثمن خاتمٍ من البلاتين 1800 دولارٍ تقريباً، في حين يبلغ ثمن خاتمٍ مصنوعٍ من سبيكة الذّهب الأبيض ما يقارب 435 دولاراً فقط.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Ian Wood‏ (2004), Platinum, New York: Benchmark Books, Page 8. Edited.
  2. Diane Sterne (2011), White Gold and Black Diamonds: The History of Granite Creek and Coalmont, Page 24. Edited.
  3. ^ أ ب Cristian Cretu, Elma van der Lingen (1999-9-7), “Coloured Gold Alloys”, Gold Bulletin, Issue 32, Folder 4, Page 115. Edited.
  4. ^ أ ب “30+ Pros & Cons of White Gold & Platinum, Yellow & Rose Gold”, Diamond Pro,2016-12-8، Retrieved 2017-2-17. Edited.
  5. ^ أ ب GBP USA Inc (2015), “Vintage Engagement Rings”, Engagement 101 Magazine, Page 31. Edited.
  6. ^ أ ب Alan Revere (2011), Professional Jewelry Making, California: Brynmorgen Press, Page 7. Edited.
  7. Total Materia Staff, “Platinum and Its Use”، Total Materia, Retrieved 2017-1-5. Edited.
  8. Chris Woodford (2016-7-27), “Platinum”، Explain That Stuff, Retrieved 2017-1-5. Edited.
  9. Energy Engineering department of Hungary (2011), Reduction in Emissions with Catalytic Converters , Page 1. Edited.
  10. S. Curry (1957), “Platinum Catalysts in Petroleum Refining “, Platinum Metals Rev, Issue 2, Folder 1, Page 38. Edited.
  11. Alison Cowley (2010), “A healthy future: platinum in medical applications”, Platinum in transition ‘Boom or Bust’, Page 369. Edited.
  12. Christophe Couderc (2010), “Platinum Group Metals in Glass Making”, Platinum Metals Rev, Issue 54, Folder 3, Page 186. Edited.
  13. Antoinette Matlins (2011), Diamonds: The Antoinette Matlins Buying Guide, USA: Gemstone Press, Page 171, Part Third Edition. Edited.
  14. Chuck Koehler (2016), It’s Supposed to be FUNNY!, Page 177. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى