'); }
مفهوم الدّين
يطلق على الذّمّة التي تكون مستحقّة الأداء على صاحبها بالدّين، وقد يكون الدّين مبلغًا من المال أو قد يكون على شكل سلعةٍ من السلع، ويلجأ النّاس إلى الدّين حينما يشعرون بأنّهم غير قادرين على توفير نفقات حياتهم أو شراء حاجيّاتهم، وبالتّالي يلجؤون إلى من يظنّون أنّه يملك فائضًا من المال حتّى يقرضهم مبلغًا يسدّون به احتياجاتهم، أو قد يحتاجون إلى أثاثٍ معيّن فيلجؤون إلى شركات التّسهيلات الماليّة التي تبيع بالسّلف أو الدّين.
ويلجأ كثيرٌ من النّاس إلى الاستدانة كحالةٍ اضطراريّة لا بدّ منها، فقد يرى الأب مثلًا أنّ تعليم أبنائه من ضروريّات الحياة وبسبب تكلفة الدّراسة الجامعيّة في وقتنا الحاضر يلجأ إلى أحد أقاربه أو معارفه ليستدين منه مالًا ليكمل دراسة ابنه، وهناك صورٌ مختلفة للاستدانة الضّروريّة، كما أنّ هناك صور أخرى للاستدانة يلجأ الإنسان إليها حين يريد ترفيه نفسه بشراء كماليّات أو لسفرٍ أو غير ذلك، وهذه الصّورة ينبغي على الإنسان أن يبتعد عنها، فليس مطلوبًا من الإنسان أن يعيش في رفاهيّة ورغدٍ من العيش من خلال الاستدانة، ذلك بأنّ الدّين يعتبر ذمّة في رقبة صاحبه ولا تزول هذه الذّمة إلّا بأداء الحقوق إلى أصحابها وسدّ الدّيون.
'); }
الاعتدال في الإنفاق
جاء الإسلام بمنهج الاعتدال في كلّ شيءٍ، حين حثّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على أن يقتصد المسلم مثلًا حين يستعمل الماء فلا يسرف في ذلك ولو كان على نهرٍ جارٍ، وإنّ صور الاعتدال في حياة المسلم تتعدّى ذلك إلى سلوكيّات كثيرة، ومن صور الاعتدال كذلك أن يحرص الإنسان على أن لا يبذّر في مصروفه وإنفاقه فيجد نفسه مضطّرًا للاستدانة من النّاس، ونحن نلمس في حياة كثيرٍ من النّاس صور التّبذير والإسراف في الإنفاق الّذي يثقل كاهل ربّ الأسرة فيجد نفسه أسير الدّين وما يستتبع ذلك من آثارٍ نفسيّةٍ وخيمةٍ على نفسيّة المدين حين يشعر بأنّه غير قادرٍ على سداد ديونه في الموعد المستحق، كما قد تحدث العداوة والبغضاء بين النّاس بسبب عدم أداء الحقوق إلى أصحابها.
وأمر الله تعالى في آيةٍ اعتبرت أطول آيةٍ في القرآن المسلمين بكتابة الدّيون المستحقّة على بعضهم البعض حرصًا على عدم ضياع الحقوق بين النّاس، وإنّ من بين الثّلاثة الّذين لا يستجيب الله تعالى لدعائهم رجلًا أقرض رجلًا مبلغًا من المال فلم يكتبه أو يشهد عليه، كما تتكفّل الدّولة بسداد الدّيون على المعسّرين من خلال بيت مال المسلمين .