الخزف
الخزف من أقدم الأشياء التي عرفها الإنسان ، يعتبر الفخار و الخزف و السّيراميك و البورسلان أدوات متماثلة و لكن طريقة تصنيعها و المواد المستخدمة و المواصفات و درجة الحرارة المستخدمة تختلف فيما بينها ، حيث تم العثور على الأواني الخزفية أو الفخارية التي خلفها الانسان القديم خلفه دليل على أنه كان يصنّع و يستخدم الفخار سواء كأواني لتناول الطّعام أو أواني لحفظ الطّعام . و الخزف كلمة تعني الطّين الذي تم حرقه في النّار .
صناعة الخزف
صناعة الخزف من الصّناعات التي تطورت كثيراً و أختلفت و تميّزت بها بعض الشّعوب ، لعل أشهر أنواع الخزف هو الخزف الصّيني حيث نشأت صناعة الخزف الصّيني في عهد أسرة تانغ التي حكمت الصّين من سنة 618 إلى سنة 907، حيث يتكون الخزف الصّيني من الكاولين والبغماتيت نوع من الجرانيت الخشن، حاول الأوروبيون تقليد صناعة الخزف الصّيني لكنهم فشلوا لأنهم غير قادرين على تحليل التّركيب الكيميائي لها، ثم في القرن الثامن عشر قام الصينيون بإضافة رماد العظام إلى الطّين أو الصّلصال ليتشكل نوع من الخزف العظمي و هو أقوى بكثير من الخزف الصّيني العادي.
مكونات الخزف
المكوّنات الأساسيّة التي تدخل في صناعة الخزف ، حيث يدخل في الخزف مواد مثل الطين والفلسبار وهو معدن يتكون معظمه من سيليكات الألمنيوم، والصوان وهو نوع من الكوارتز الصلبة ، و السيليكا هو مركب من الأكسجين والسيليكون و هي من العناصر الأكثر وفرة في قشرة الأرض. مرحلة تصنيع الخزف تبدأ بطحن هذه المواد و سحقها و تنقيتها من الشوائب و تخلط بعد ذلك مع الماء و يتم استخدام الترشيح المغناطيسي لإزالة الحديد من العجينة ، بعد ذلك يقوم الخزفيون او الحرفيون بتشكيل الخزف من أواني و تحف و غيرها ، بعد ذلك يتم تعريضها لدرجة حرارة منخفضة بالتدريج لتبخير الملوثات المتطايرة وتقليل الانكماش خلال إطلاق النار في هذه المرحلة يتم رفع درجة الحرارة إلى أن تصل الى 1200 درجة مئوية حيث يوجد أفران خاصة و مطورة لصناعة الخزف ،بعدها يتم تبريده حتى نسمح للزجاج السائل ليصلب و يبرد ، وبالتّالي تشكيل رابطة قوية بين الحبيبات البلوريّة بعد التّبريد و بالتاّلي يتشكل لدينا خزف قوي صلب جداً.
جودة الخزف
جودة الخزف يتحكم فيه طبيعة المواد الخام المضافة خلال عملية التّصنيع و مراقبة التّركيب الكيميائي ، و توزيع حجم الجسيمات، و فحص خصائص اللزوجة واللدونة و الانكماش والقوة و المساميّة واللون، والتّمدد الحراري يتم قياسها جميعاً ، و يتم رصد العديد من هذه الخصائص والتي يمكن السيطرة عليها أثناء التّصنيع باستخدام الأساليب الإحصائية. كل من المواد الخام و الذي تم ذكرها يمكن تعديلها لتحقيق الجودة المرجوة.
استخدامات الخزف
استخدامات الخزف أو مجال استخدام الخزف عديدة حيث تدخل صناعة الخزف في تصنيع المزهريات الجميلة و أطباق الطعام و التماثيل، وغيرها من العناصر الزخرفية و أحد الاستخدامات الأكثر شهرة من الخزف في الوقت الحاضر هو صناعة جسور الأسنان والقشرة و يسمى بالبورسلان حيث تعد هذه المادة مقاومة للبقع أفضل من المواد الأخرى و يعطي البورسلان منظر يشبه الأسنان الحقيقية . في المجال المعماري يتم إستخدام الخزف في جميع أنواع المباني في الأرضيّات والجدران في الداخل والخارج. و الخزف ممتاز في الحمامات والمطابخ لانه مقاوم للرطوبة و مقاوم للماء ،و الخزف يجعل الأرضيات متينة للغاية كما يمكن أن يشهد على ذلك الأرضيات الفسيفسائية القديمة التي لا تزال تبدو جميلة بعد قرون من تثبيتها على الأرضيات و الجدران.