'); }
ما هو الحوار؟ وما هي شروط الحوار؟ وهل للحوار أداب ينبغي التقي~د بها؟ وهل ينبغي أن ينتهي كل حوار بإتفاق الأطراف؟
يعرف الحوار إصطلاحاً بأنّه تدأول الحديث والكلام بين طرفين أو أكثر حول موضوع معيّن أو مسألة ما يتم التّباحث بها، ويرتكز الحوار على مفهوم النّقاش البناء والذي يتم من خلاله بتبادل الخبرات والمعلومات والوصول لأفكار جديدة أو تحسين فكرة قديمة وتبادل الآراء المختلفة.
يعتبر الحوار من أكثر أساليب التّواصل رقيّاً، حيث ينطوي على العديد من الأخلاق الحميدة التي ينبغي أن يتمتع بها كل فرد، ويؤثر الحوار على صبر الأفراد وقدرة إسماعهم للآخرين، وتكمن أهميّة الحوار بالوصول للعديد من الحلول المرضية لجميع الأطراف وهو مصدر لتبادل الأفكار والثقافات وإحدى أهم وسائل الإتّصال الفعّالة.
'); }
وللحوار شروط معيّنة كتوافر شخصين أو أكثر ووجود فكرة معيّنة يتم التّناقش بها وتبادل الآراء بشرط إحترام الرّأي الآخر والسّماح للآخرين بالتّعبير عن آرائهم بشكل ديموقراطي ودون تعصّب بإعتباره العصا السحريّة بتبادل الثّقافات والأفكار.
وللحوار النّاجح والمثمر آداب ينبغي التقيّد بها والعمل بها أثناء الحوار كإحترام الرّأي الآخر وتقبّل الأفكار كافّة وحسن الإنصات والإستماع مما يضفي رونقاً خاص للمحاور ويشعر المتحاور بأهميّة كلامه فيدفعه للإستماع وتقبّل الآخرين كما تقبلّوا رأيه، وينبغي التنبّه لعدم مقاطعة أحاديث الآخرين وإنتظارهم لحين الإنتهاء من كلامهم حتّى وإن طال، وعلى الشخص أن لا يبدي أيّاًَ من مظاهر الملل و عدم الإكتراث لما يقولوه الآخرين أو الإستهزاء بأفكارهم أو معتقداتهم فعلى الفرد التحلّي بالإحترام لجميع الأفراد المتحاورين وإحترام آرائهم فيكون أساس الحوار الإحترام المتبادل، وإن وجد بمجلس الحوار شخصاً متعصّباً لرأيه ولا يجيد آداب الحوار فينبغي التحلّي بالصّبر والحلم ومحاولة توضيح وجهات النّظر بكل هدوء ودون تعصّب، وعلى الأفراد المتحاورين التحلّي بالصّدق عند إبداء الآراء تجاه أمور معيّنة والإبتعاد عن الكذب فكلّما كان المتحاور صادقاً بكلامه كلّما كانت قوّة إقناعه أشد و أقوى على باقي الأفراد،ولا ينبغي على الفرد المحاور أن يتحدّث بكل أمور يتم طرحها والتحاور بها فعليه أن يتحدّث بما يمتلك مع المعرفة الكافية التي تمكّنه من التحاور.
كما سبق وتحدّثنا أنّ الحوار هو نقاش يدور حول موضوع معيّن أو مشكلة ما ويجب التقيّد أثناء الحوار بجموعمة من الآداب وهذا لا يعني بالضرورة الوصول لحل واحد مرضي لجميع الأطراف، فالحوار هو تبادل للآراء وليس إجبار الآخرين على تبنّي هذه الأفكار والعمل بها فالحوار يرتكز على قاعدة أساسها الديموقراطيّة وترتكز على تقبّل الرّأي الآخر فيجب أن نحترم وجهات النّظر المتعدّدة والمختلفة وهنا يمكن لقول بأنّ هذا النّقاش مثمر وناجح، وليس بالضرورة أن تكون أفكارنا هي الصحيحة دوماً فعلينا تفهّم أفكار الآخرين ومحاولة البحث بصحّتها فقد نكون على خطأ وبالتّالي نحصل على المعرفة والفائدة.
يبقى الحوار تلك الوسيلة الإجتماعيّة الأكثر فائدة والأكثر نفعاًعلى الإطلاق عند التقيّد بآدابها وهي المحور الأساسي لتبادل الثّقافات والآراء، والطريقه الأكثر نفعاً بتهذيب النّفس وآدابها.