ما هو الجلوكوز

الجلوكوز

الجلوكوز (بالإنجليزيّة: Glucose) هي كلمة يونانيّة أو إغريقيّة، وتعني “حلو” (بالإنجليزيّة: Sweet)، وهو نوع من أنواع السكريّات البسيطة أو الأحاديّة (بالإنجليزيّة: Monosaccharide)، ويحصل عليها الإنسان من الطّعام، ويستخدمها في إنتاج الطّاقة اللّازمة للجسم. ويحمل الجلوكوز الصّيغة الكيميائيّة (C6H12O6) أي ستّ ذرّات من الكربون والأكسجين واثنتي عشرة ذرّة من الهيدروجين، ويُطلق على سُكّر الجلوكوز اسم دكستروز (بالإنجليزيّة: Dextrose)، أو سكّر العنب (بالإنجليزيّة: Grape sugar)، كما يُطلق عليه اسم سكّر الدّم (بالإنجليزيّة: Blood sugar)، أو جلوكوز الدّم (بالإنجليزيّة: Blood glucose)، حيث يتمّ امتصاصه بسهولة ليدخل مجرى الدّم وينتقل عبره ليصل إلى الخلايا.[١][٢]

يُمكن الحصول على سُكّر الجلوكوز عن طريق عمليّة التّحليل بالماء (بالإنجليزيّة: Hydrolysis) من عدّة أنواعٍ من الكربوهيدرات مثل: الحليب، والمالتوز (بالإنجليزيّة: Maltose)، والغليكوجين (بالإنجليزيّة: Glycogen)، وسكّر القصب (بالإنجليزيّة: Cane sugars) والسلولوز (بالإنجليزيّة: Cellulose)، كما يُمكن تصنيعه من نشا الذّرة (بالإنجليزيّة: Cornstarch) من خلال التّحليل بالماء تحت ضغط البخار والحمض المُخفّف، ومن الجدير بالذّكر أنّ سكّر الجلوكوز يعادل فقط ثلاثة أرباع حلاوة سكّر المائدة أو السّكروز (بالإنجليزيّة: Sucrose).[٢]

طريقة تعامل الجسم مع سكّر الجلوكوز

الحصول على سكّر الجلوكوز من الغذاء

يحصل الجسم على سكّر الجلوكوز بشكلٍ أساسيّ من الأغذية الغنيّة بالكربوهيدرات (بالإنجليزيّة: Carbohydrates) مثل: الخبز، والفواكه ،والخضار، ومنتجات الألبان.[١][٣] بعد دخول الطّعام لجسم الإنسان، يقوم الجهاز الهضمي وبالأخصّ المعدة بعمليّة هضمٍ وتحطيمٍ للطّعام إلى قطعٍ صغيرةٍ من خلال الأحماض (بالإنجليزيّة: Acids)، والإنزيمات (بالإنجليزيّة: Enzymes)، حيث يتمّ تحطيم الكربوهيدرات إلى جزيئات سكّر مختلفة خلال هذه العمليّة، ومن أهمّها للجسم سكّر الجلوكوز، حيث يتمّ امتصاصه في الأمعاء ليصل إلى الدّم بشكل مباشر. ومن الجدير بالذّكر تغيّر مستويات السّكر في الدّم خلال اليوم؛ بحيث يرتفع بعد تناول الطّعام، ومن ثم يعود لينخفض بعد ساعةٍ من تناول الطّعام، ويكون في أقلّ مستوىً له قبل وجبة الإفطار.[١][٤]

الحصول على الطّاقة من سكّر الجلوكوز

تحتاج خلايا الجسم المختلفة لسكّر الجلوكوز والأحماض الامينيّة (بالإنجليزيّة: Amino acids)، والدّهون للحصول على الطّاقة اللّازمة، ويعتبر سكّر الجلوكوز مصدر الطّاقة الرّئيسي للدّماغ ليعمل بشكلٍ جيّدٍ؛ حيث تحتاجه الخلايا العصبيّة والنّواقل الكيميائيّة في عمليّة معالجة المعلومات. ومن الجدير بالذّكر أنّ الجسم يحاول الوصول لحالةٍ من التّوازن والاستقرار الدّاخلي (بالإنجليزيّة: Homeostasis) من خلال تنظيم مستويات السّكر في الدّم والحفاظ عليها مستقرّةً وثابتةً، لذلك تقوم خلايا البيتا (بالإنجليزيّة: Beta cells) في البنكرياس (بالإنجليزيّة: Pancreas) تلقائيّاً بإفراز هرمون الإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin) إلى مجرى الدّم بعد تناول الطّعام وارتفاع مستوى السّكر في الدّم، وذلك لحاجة الخلايا الضّروريّة للإنسولين لإدخال سكّر الجلوكوز لها، ويمثّل الإنسولين مفتاح دخول الجلوكوز إلى الخلايا العضليّة، والخلايا الدّهنيّة، وخلايا الكبد، ويعود مستوى السّكر للطّبيعي كلّما وصل الجلوكوز لعددٍ أكبرٍ من الخلايا.[١][٤]

تخزين الفائض من سكّر الجلوكوز

بعد أن تأخذ الخلايا حاجتها من الجلوكوز، يقوم الجسم بتخزين الفائض من سكّر الجلوكوز على شكل حزمٍ صغيرةٍ تُسمّى الجلايكوجين (بالإنجليزيّة: Glycogen) في كل من خلايا الكبد والعضلات، حيث يستطيع الجسم الاحتفاظ بحاجة يومٍ واحدٍ منه. ويلعب الغليكوجين دوراً مهمّاً في الحفاظ على عمليّات الجسم خلال فترات الجوع (بالإنجليزيّة: Starvation) وبالتّالي بالحفاظ على الاستقرار الدّاخلي للجسم، حيث يتمّ إفراز هرمون الغلوكاغون (بالإنجليزيّة: Glucagon) بواسطة خلايا ألفا (بالإنجليزيّة: Alpha cells) الموجودة في البنكرياس، وذلك عند انخفاض مستوى السّكر في الدّم، ويقوم الغلوكاغون بتحفيز الكبد لتحطيم الجلايكوجين إلى جزيئات جلوكوز، ثم تنتقل هذه الجزيئات في مجرى الدّم لتغذية الخلايا. كما يستطيع الكبد تصنيع سكّر الجلوكوز من فضلات الإنتاج بالجسم، والأحماض الأمينيّة، والدّهون.[١][٤]

مستوى سكّر الجلوكوز في الدّم

تُعتبر السّيطرة على مستوى السّكّر في الدّم ضمن المستويات والحدود الطبيعيّة أمراً في غاية الأهميّة للحفاظ على صحّة الجسم،[٣] ويمكن الاستعانة بأنماط الحياة الصّحيّة لبقائه ضمن المعدّل الطّبيعي، وذلك من خلال الحفاظ على غذاءٍ صحّي غني بالخضار والفواكه، بالإضافة إلى ممارسة التّمارين الرياضيّة باستمرار، والمحافظة على وزنٍ صحّي.[٤]

ويوضّح الجدول الآتي المعدّلات الطبيعيّة للسّكر في الدّم عند الأشخاص الأصحّاء ومرضى السّكري (بالإنجليزيّة: Diabetes) بحسب توصيات الجمعيّة الأمريكيّة للسّكري (بالإنجليزيّة: American Diabetes Association)، حيث إنّ جميع القيم في الجدول مقاسة بوحدة ملليغرام/ديسيلتر:[٥]

السّكر الصّيامي بعد ساعتين من الوجبة
الأصحّاء 70-99 أقلّ من 140
مرضى السّكري 80-130 أقلّ من 180

ارتفاع سكّر الدّم

ارتفاع سكّر الدّم (بالإنجليزيّة: Hyperglycemia) هو تراكم سكّر الجلوكوز في مجرى الدّم وعدم قدرته على الدّخول للخلايا وبقاء مستويات السّكر أعلى من الطّبيعي بشكل دائم. ومن أهمّ أعراض ارتفاع سكّر الدّم جفاف الفم والتبوّل المتكرّر وزيادة العطش، وقد يكون السّبب في ذلك متلازمة كوشنغ أو ما يعرف بفرط نشاط قشر الكظر(بالإنجليزيّة: Cushing’s syndrome)، أو بسبب تناول الأدوية الستيرويديّة (بالإنجليزيّة: Steroids) أو وجود مرض السّكري غير المُسيطر عليه،[٤] وعليه تجدر الإشارة إلى أنّ هناك نوعين أساسيّين لمرض السّكري؛ سكّري النّوع الأول (بالإنجليزيّة: Type 1 diabetes) حيث يعاني المريض من عدم توفّر كميّة كافية من الإنسولين، وسكّري النّوع الثّاني (بالإنجليزيّة: Type 2 diabetes) حيث يُعاني المريض من قصور في استجابة الخلايا للإنسولين المتوفر.[١]

يوضّح الجدول الآتي قيم السّكّر بالدّم بوحدة ملليغرام/ديسيلتر في حالة ارتفاع سكّر الدّم:[١]

السّكر الصّيامي بعد ساعتين من الطّعام
معدّل السّكر بالدّم أكثر من 125 أكثر من 200

انخفاض سكّر الدّم

انخفاض سكّر الدّم (بالإنجليزيّة: Hypoglycemia) أو هبوط تركيز السّكّر في الدّم إلى أقلّ من المستوى الطّبيعي أي أقلّ من 70 ملليغرام/ديسيلتر، ومن أهمّ أعراض انخفاض سكّر الدّم ارتعاش اليدين وأجزاء أخرى من الجسم وشحوب الوجه وتنميل الشّفاه والتعرّق وزيادة معدّل ضربات القلب (بالإجليزيّة: Heart rate) والشّعور بالدّوخة، بالرّغم من أنّ تناول وجبة من الطّعام أو شرب العصير قد يُساعد على رفع مستوى السكّر في الدّم إلّا أنّ هناك بعض الحالات الخطرة تكون بحاجة للرّعاية الطبيّة مثل فقدران الوعي (بالإنجليزيّة: Lose consciousness). وهناك عدد من الأسباب لحدوث انخفاض سكّر الدّم ومنها؛ مرض السّكّري وبعض أنواع الأدوية مثل الكينين (بالإنجليزيّة: Quinine) المُستخدم في علاج الملاريا (بالإنجليزيّة: Malaria) وشرب الكحول على معدة فارغة والتهاب الكبد (بالإنجليزيّة: Hepatitis) وفقدان الشّهيّة (بالإنجليزيّة: Anorexia).[٣][٤]

فحوصات مستوى سكّر الجلوكوز في الدّم

هناك نوعان من الفحوصات الّتي يُمكن إجراؤها لمتابعة أو تشخيص مرض السكّري؛ وهما فحص البول (بالإنجليزيّة: Urine test) وفحص الدّم (بالإنجليزيّة: Blood Test)[٦]

فحص البول

تقوم الكلى بتصفية الدّم وإعادة المواد الّتي يحتاجها الجسم وتتخلّص من الفضلات، وفي الوضع الطّبيعي لا يحتوي البول على سكّر الجلوكوز، ولكن في حالة ارتفاع سكّر الدّم عن مستوى معيّن يتسرّب جزء من الجلوكوز إلى البول. وفي حال وجود جلوكوز في البول من المهمّ عمل فحص الدّم لتأكيد وجود أو عدم وجود مرض السّكّري.[٦]

فحص الدّم

وهناك عدّة أنواعٍ من فحص الدّم لمعرفة مستوى سكّر الجلوكوز فيه؛ وأهمّها ما يأتي:[٦]

  • فحص سكّر الدّم العشوائي: (بالإنجليزيّة: Random blood glucose test) حيث تُؤخذ العيّنة في أيّ وقت خلال اليوم، ولكن يجب تأكيد تشخيص مرض السّكري باستخدام فحص السّكر الصّيامي.
  • فحص سكّر الدّم الصّيامي: (بالإنجليزيّة: Fasting blood glucose test) يُعتبر فحص سكّر الدّم الصّيامي فحصاً دقيقاً للسّكّر، حيث تُؤخذ العيّنة في الصّباح الباكر بعد الصّيام عن الطّعام والشّراب ما عدا الماء لمدّةٍ تتراوح بين 8-10 ساعات.
  • فحص تحمّل الجلوكوز عن طريق الفم: (بالإنجليزيّة: Oral glucose tolerance test) قلّ استخدام هذا النّوع من الفحوصات لتشخيص السّكّري ولكن عادةً ما يتم استخدامه للتّأكد من وجود سكّري الحمل، ويتمّ هذا الفحص في الصّباح بإعطاء الشّخص شراباً يحتوي على 75 غراماً من سكّر الجلوكوز، ثمّ فحص عيّنة دمّ بعد ساعتين من ذلك، لمعرفة كيفيّة تعامل الجسم مع السّكّر.
  • المتابعة المنزليّة: (بالإنجليزيّة: Home monitoring) وتتمّ باستخدام جهاز قياس السّكر (بالإنجليزيّة: Glucose meter machine)، حيث تظهر النتيجة خلال وقتٍ قصير، عن طريق وضع نقطة دمٍ من الإصبع على شريط الاختبار الذي يحتوي على مواد كيميائيّةٍ معيّنة.
  • فحص السّكر التّراكمي: (بالإنجليزيّة: HbA1c blood test) يقوم فحص السّكر التّراكمي بقياس معدّل الجلوكوز في الدّم خلال الشّهرين أو الثّلاثة أشهرٍ الماضية، لذلك فهو لا يحتاج للصّيام قبل إجرائه، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّه في حال تجاوزت قيمة الفحص 6.5% يُعتبر الشّخص مريضاً بالسكّري.

فيديو عن فحص تحمل الجلوكوز

للتعرف على المزيد من المعلومات حول فحص تحمل الجلوكوز شاهد الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ Michael Dansinger (13-8-2016), “What Is Glucose?”، www.webmd.com, Retrieved 30-9-2017. Edited.
  2. ^ أ ب “Glucose”, www.encyclopedia.com, Retrieved 3-10-2017. Edited.
  3. ^ أ ب ت Kathleen Pointer (24-3-2017), “Everything You Need to Know About Glucose”، www.healthline.com, Retrieved 30-9-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح Christian Nordqvist (8-2-2017), “Blood Sugar or Blood Glucose: What Does It Do?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3-10-2017. Edited.
  5. David Spero (13-1-2016), “What Is a Normal Blood Sugar Level?”، www.diabetesselfmanagement.com, Retrieved 3-10-2017. Edited.
  6. ^ أ ب ت Colin Tidy (6-12-2016), “Tests for Blood Sugar (Glucose) and HbA1c”، patient, Retrieved 3-10-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى