محتويات
'); }
مفهوم التوحيد
يعرف التوحيد في معاجم اللغة العربية بأنه مصدر خماسي مشتق من الفعل الثلاثي المضعف وحد، أي جعل الشيء فرداً واحداً غير قابل للتعدد، وفي ذلك تمييز له عن بقية الأشياء، وفي التشديد نوع من المبالغة والتوكيد، وأما اصطلاحاً حسب الشريعة الإسلامية فعقيدة التوحيد تعني خلاف الشرك، والإيمان التام بأنَّ الله تبارك وتعالى واحد أحد، فرد صمد، ليس له شريك في الملك أو الخلق أو تدبير شؤون هذا الكون الواسع، وبالتالي فهو الوحيد المستحق للعبادة، والنطق بالتوحيد هو نصف الشهادتين، وبالتالي هو أساس دخول الإسلام، ولفظ التوحيد يكون بقول: لا إله إلا الله.
أنواع التوحيد
- توحيد الربوبية: ويعني أن الله جل وعلا مالك كل شيء ومليكه، ورب كل شيء، فله الأمر وله الحكم من قبل ومن بعد، وهو الذي قسم الرزق بين العباد، قال تعالى: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر: 3].
- توحيد الألوهية: ويعني أنّ الله هو إله هذا الكون، وبالتالي لا تجوز العبادة والتقرب إلا إليه، وهذا ينافي إشراك أحد غيره بمفهوم الألوهية، ويكفّر كل من يتخذ مع الله إلهاً آخر، وعبد السابقون أشياء كثيرة كلها من صنع الله؛ كالشمس، والقمر، والنار، والكواكب، والنجوم، والبقر.
- توحيد الأسماء والصفات: وهذا يعني إفراد الله بأسمائه الحسنى دون غيره، فالله هو الرحمن الرحيم الملك القدوس، وما سواه هم عباد الرحمن، وعباد الرحيم، فلا يجوز أن نطلق اسم الغني على مولود جديد، بل نسميه عبد الغني، ويترتب على ذلك أيضاً تنزيهه عن صفات البشر الضغفاء؛ كالنوم، والعجز، والكسل، والبكاء، والندم.
'); }
حكم من لا يؤمن بعقيدة التوحيد
أوضحنا سابقاً أن التوحيد ركيزة أساسية من ركائز الدين الإسلامي، ومن خالفها فقد خالف ركناً أساسياً من أركان الاسلام الخمسة، وخرج عن ملة أبينا ابراهيم، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفه القرآن بأنه كافر مرتد حيث قال تعالى: ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ) [ المائدة: 73].
الشرك المنافي للتوحيد
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ) [النساء: 48]، فالشرك ذنب عظيم، وهو نوعان، فالشرك الأكبر الذي يخرج صاحبه من الملة يعني الاعتقاد بأن لله شريك في الخلق والملك والصفات المنزهة والأسماء الحسنى، والشرك الأصغر هو الخوف من غير الله، والرجاء من العباد، والتوجه لهم بطلب شيء ما من أمور الدنيا، وهذا لا يخرج صاحبه من الملة.