نسائية و توليد

جديد ما هو احتقان الحوض

ما هو احتقان الحوض

احتقان الحوض، أو متلازمة احتقان الحوض، أو عدم كفاءة الوريد الحوضي، أو ارتداد وريد المبيض (بالإنجليزية: Ovarian vein reflux) أو (بالإنجليزية: Pelvic venous congestion syndrome)، واختصارًا (PVCS)،[١] ويُعرّف على أنه حالة مرضية تسبب الشعور بألم في منطقة الحوض قد يستمر لمدة 6 أشهرٍ، وغالبًا ما تحدث عند النساء في سن الإنجاب، وقد تشيع الإصابة بها عند النساء اللواتي أنجبنَ أكثر من طفل واحد،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ احتقان الحوض يُعدّ سببًا شائعًا لحالات ألم الحوض المزمن (بالإنجليزية: Chronic pelvic pain)، ووُجد أنه مرتبطٌ بنسبة 30-40% تقريبًا من هذه الحالات، وذلك بحسب ما نشرته مجلة (Seminars in Interventional Radiology) في عام 2018 م.[٣][٤]

أعراض احتقان الحوض

غالبًا ما يبدأ ظهور الألم المصاحب لاحتقان الحوض أثناء الحمل أو بعده، وقد لا تظهر أيّ أعراض للإصابة باحتقان الحوض عند بعض النساء المصابات، وقد تبدأ الأعراض بالظهور عند العديد منهن بعد الحمل، وفي المقابل فإنّ الأعراض عند بعض المصابات قد تخفُّ بعد الحمل ثمّ تتدهور بمرور الوقت، وفيما يأتي توضيح للأعراض المصاحبة لاحتقان الحوض:[١][٢]

  • ظهور ألم في الحوض قد يستمر لمدة 6 أشهر على الأقل، ويمثل ذلك العَرَض الرئيس لمتلازمة احتقان الحوض، وقد يكون هذا الألم كالآتي:
    • ألم متواصل خفيف أو ألم حادّ.
    • ألم يتركّز عادة في جانب واحد، في الجانب الأيسر عادةً، أو قد يظهر في كلا الجانبين.
    • ألم يزداد سوءًا بنهاية اليوم، أو بتغيير وضعية الجسم، وأثناء ممارسة الجماع أو بعده، وعند الوقوف لفترات طويلة، وأثناء المشي.[٢]
  • الشعور بألم قبل الدورة الشهرية أو أثناءها.
  • شعور مفاجئ بالحاجة إلى التبول.
  • تضخم الأوردة على الأرداف، أو الفخذين أو خلفهما، أو الأعضاء التناسلية الخارجية مثل الفرج أو المهبل.[٢][٥]
  • تهيج المثانة الذي قد يؤدي إلى حدوث سلس البول الإجهادي (بالإنجليزية: Stress incontinence).[٥]
  • نزيف غير طبيعيّ أثناء الحيض.[٦]
  • نزول إفرازات مهبلية (بالإنجليزية: Vaginal discharge).[٦]
  • تهيج القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel)، ويتمثل ذلك بالشعور بألم البطن المتكرر الذي يصاحبه تبادل نوبات الإمساك (بالإنجليزية: Constipation) والإسهال (بالإنجليزية: Diarrhea).[٥]

أسباب احتقان الحوض

إنّ السبب الدقيق للإصابة بمتلازمة احتقان الحوض غير واضح تمامًا، ولكن يمكن للتشوهات الهيكلية أو الهرمونية أن تساهم في حدوث هذه المتلازمة، وتجدر الإشارة إلى أنّ غالبية النساء اللواتي يعانين من احتقان الحوض تتراوح أعمارهنّ بين 20-45 سنة ولديهنَّ حالات حمل سابقة متعددة، وفُسّر ذلك بأنّ زيادة الوزن والتغيرات الهرمونية جنبًا إلى جنب مع التغيرات التشريحية في بنية الحوض أثناء الحمل تؤدي كلها إلى زيادة الضغط داخل أوردة المبيض (بالإنجليزية: Ovarian veins)، وهذا بدوره يضعف جدار الأوردة ويوسّعها، كما لوحظ أنّ هرمون الإستروجين قد يُضعف أيضًا جدران الأوردة مما يجعل النساء أكثر عرضةً للإصابة بهذه المتلازمة.[٥]

ولفهم الأمر بشكل أفضل يُشار إلى أنّ ما يحدث في احتقان الحوض مشابهٌ لما يحدث في حالة الدوالي (بالإنجليزية: Varicose veins) التي يشيع حدوثها في الساقين، إذ تفقد الأوردة مرونتها، ويتوقف فيها عمل الصمامات (بالإنجليزية: Valves) مما يؤدي لرجوع الدم للخلف وتجمعه في هذه الأوردة بفعل الجاذبية، وهذا ما يسبب تضخم العروق وانتفاخها، ولفهم ما يجري في حالة احتقان الحوض أكثر، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ التدفق الطبيعيّ للدم في الحوض يكون باتجاه الأعلى إلى القلب عن طريق الوريد المبيضي، وتمنع الصمامات الموجودة داخل الوريد الدم من الرجوع للخلف، ولكن قد لا تُغلق هذه الصمامات بشكل جيد نتيجةً لتوسعه، مما يؤدي لرجوع الدم وتجمعه في الحوض، وظهور عروق دوالي مرئية حول الفرج، والمهبل، والفخذ الداخلي، والأرداف، وأسفل الساقين، إضافةً إلى الشعور بالألم.[١][٥]

عوامل الخطر

تكون معظم النساء المصابات بمتلازمة احتقان الحوض في سن الإنجاب، وتقل أعمارهنّ عن 45 سنة، ويمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر إصابة المرأة بهذه المتلازمة، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[٥]

  • الحمل المتعدد، أي حَملين أو أكثر.[٥]
  • وجود رحم مقلوب (بالإنجليزية: Tipped uterus).[٥]
  • امتلاء عروق الساق.[٥]
  • وجود حالة المبيض المتعدد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic ovary).[٥]
  • ارتفاع نسب الهرمونات أو وجود خلل في وظائفها.[٥]
  • الجنس، حيث إنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة.[٦]

تشخيص احتقان الحوض

يُعدّ ألم الحوض أمرًا شائعًا قد ينتج عن عدة مشاكل صحية، لذلك قد يصعب تشخيصه، ولتشخيص الإصابة باحتقان الحوض يلجأ الطبيب إلى معرفة التاريخ الطبي للمصاب، إضافةً إلى الأعراض التي يشعر بها، ثمّ يفحص المصاب جسديًا بما في ذلك فحص الحوض،[٧] وقد يُجري الطبيب بعض الفحوصات الأخرى التي قد تساعده في التشخيص، مثل:[٨]

  • تحليل الدم: (بالإنجليزية: Blood tests) وذلك للتحقق من حدوث الحمل، أو للكشف عن فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia) أو الأمراض المنقولة جنسيًا.
  • فحص البول: (بالإنجليزية: Urine tests) وذلك للكشف عن وجود أيّ مشاكل صحية في الجهاز البولي.
  • تنظير البطن التشخيصي: (بالإنجليزية: Laparoscopy)، وهي عملية جراحية طفيفة التوغل، قد يجريها الطبيب لاستبعاد الأسباب الأخرى لآلام الحوض.
  • فحص الدوبلر بالموجات الصوتية: (بالإنجليزية: Doppler ultrasound)، يُستخدم للتحقق من تدفق الدم في الأوعية الدموية الموجودة في الحوض.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound)، قد يساعد التصوير بالموجات فوق الصوتية لمنطقة البطن والحوض على الكشف عن وجود ارتداد في أوردة المبيض وتحديد أوردة الحوض المتوسعة.[٥]
  • التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي: التصوير المقطعي (بالإنجليزية: Computed tomography) واختصاره (CT) أو الرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging) واختصاره (MRI)؛ هي فحوصات تصويرية يلجأ إليها الطبيب لأنّ الموجات فوق الصوتية وحدها قد لا توفّر جميع المعلومات الضرورية اللازمة للتشخيص في بعض الحالات، إذ يتمّ من خلال هذه الفحوصات تصوير الأوردة غير الطبيعية داخل الحوض والبحث عن التشوهات الأخرى في المنطقة وتقييم الأجزاء المحيطة.[٥]
  • تصوير الوريد الحوضي: (بالإنجليزية: Pelvic venography)، ويتمّ بالاستعانة بأخصائيّ الأوعية الدموية، إذ يُدخل أنبوبًا رفيعًا يسمى قسطار (بالإنجليزية: Catheter) في وريد الفخذ أو الرقبة، ثم يستخدم الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays) لتوجيه القسطار إلى وريد المبيض، ويتم حقن صبغة اليود في الوريد للحصول على الصور، ويمكن اللجوء إلى تصوير الوريد الحوضي كعلاج عند إجرائه مع إصمام الحوض (بالإنجليزية: Pelvic embolization)، ويمكن إجراؤهما معًا أو في أوقات مختلفة وفقًا لتقدير الطبيب الجراح، وتُعد هذه الطريقة الأكثر دقة لتشخيص متلازمة احتقان الحوض.[٥]

علاج احتقان الحوض

يُشار إلى أنّ أعراض احتقان الحوض قد تقل بدخول المرأة سن اليأس (بالإنجليزية: Menopause)، وبشكل عام يختار الطبيب العلاج المناسب اعتمادًا على الأعراض التي تظهر على المصاب، وعادةً ما يقترح الطبيب البدء بالأدوية لعلاج احتقان الحوض، وفي حال عدم تحسن الأعراض، حينها قد يلجأ الطبيب لاتخاذ إجراءات أخرى، وفيما يأتي توضيح لهذه العلاجات:[٨]

الأدوية

لعلاج حالات احتقان الحوض قد يَصف الطبيب الأدوية الهرمونية (بالإنجليزية: Hormonal medications) مثل: دواء ميدروكسي بروجستيرون أسيتات (بالإنجليزية: Medroxyprogesterone acetate) أو دواء غوسيريلين (بالإنجليزية: Goserelin)، إذ يمكن لهذه الأدوية أن تقلل من تدفق الدم، فتقلل بالتالي من احتقان الأوردة،[١][٩] حيث أثبتت الدراسات أنّ دواء ميدروكسي بروجستيرون أسيتات يخفف من أعراض احتقان الحوض في حوالي 40% من المرضى.[١٠]

الإجراءات غير الجراحية

قد يلجأ الطبيب إلى الإجراءات طفيفة التوغل في حال عدم فعالية العلاج بالأدوية، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:[٩]

  • إصمام الوريد: تتم هذه العملية من خلال عمل شق صغير في منطقة صغيرة في الفخذ بعد تخديرها لعمل شَقٍ في الوريد وإدخال أنبوب رفيع ومرن يسمى قسطار من خلاله ومن ثمّ ربطه بدوالي الأوردة، كما يتم إدخال لفائف صغيرة، وإسفنج، أو مادة هلامية من خلال القسطار إلى هذه الأوردة لإغلاقها.[١١]
  • المعالجة بالتصليب: إذا يدخل الطبيب خلال هذا الإجراء قسطارًا أيضًا، ويحقن محلولًا داخل أوردة الدوالي لإغلاقها،[١١] ويُنوّه إلى إمكانية اللجوء إلى العلاج بالتصليب في نفس الوقت الذي يتم فيه إصمام الوريد.[٥][١٢]

الجراحة

ومن ضمن الخيارات المتاحة للجراحة ما يأتي:

  • الجراحة المفتوحة أو بالمنظار لربط الأوردة، وتطلب هذه الجراحة تخديرًا عامًا وفترة شفاء أطول، إذ تُعتبر أكثر توغلًا من إصمام وريد المبيض.[١]
  • جراحة لإزالة الرحم والمبيضين.[٧]

الوقاية من احتقان الحوض

يمكن تقليل خطر الإصابة باحتقان الحوض باتباع الخطوات الآتية:[١٣]

  • الإقلاع عن التدخين.
  • المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية.
  • اتباع نظام غذائي غنيّ بالأطعمة الطازجة، ولا يحتوي على الأغذية المصنعة قدر الإمكان.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج “Pelvic Venous Congestion Syndrome”, www.bsir.org, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث “Pelvic Congestion Syndrome”, www.cedars-sinai.org, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  3. Omer Cheema, Paramvir Singh، “Pelvic Congestion Syndrome”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  4. Magda Rizer, Ryan Alexander، Emerson E. Sharpe، and others، “Pelvic Congestion Syndrome: Systematic Review of Treatment Success”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض “Pelvic Congestion Syndrome”, vein.stonybrookmedicine.edu, Retrieved 19-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت “Pelvic congestion syndrome”, uihc.org, Retrieved 19-1-2021. Edited.
  7. ^ أ ب “Pelvic Congestion Syndrome”, myhealth.ucsd.edu, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  8. ^ أ ب “Pelvic Congestion Syndrome”, fairview.org, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  9. ^ أ ب “Treatment of Pelvic Congestion Syndrome (PCS)”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 22-1-2021. Edited.
  10. “Medical treatment of pelvic congestion syndrome”, www.phlebolymphology.org, Retrieved 22-1-2021. Edited.
  11. ^ أ ب JoAnn Pinkerton, “Pelvic Congestion Syndrome”، www.msdmanuals.com, Retrieved 22-1-2021. Edited.
  12. “Pelvic congestion syndrome: prevalence and quality of life”, www.phlebolymphology.org, Retrieved 22-1-2021. Edited.
  13. “Pelvic congestion syndrome”, www.dignityhealth.org, Retrieved 5/2/2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى