'); }
أراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق آدم عليه السّلام بيده ونفخ فيه من روحه لكي يستخلفه في الأرض فيعمّرها ويعبد الله تعالى، وقد بيّن ربّ العزّة مشيئته في خلق آدم لملائكته، وحين أتمّ الله خلق آدم أمر الملائكة أن تسجد له تكريماً لشأنه وتعظيما، فاستجاب الملائكة جميعهم لهذا الأمر الإلهي وسجدوا لآدم إلّا واحدٌ منهم هو إبليس لعنه الله عليه، وقد كانت حجّته في الرّفض للسّجود لآدم أنّه خلق من نار وآدم خلق من طين، وهو في خلقه أعظم من آدم بزعمه، وقد ذكر الله تعالى أنّ إبليس كان من الجنّ، وهذا يؤكّد أنّ الله تعالى قد أكرمه حين جعله في صفّ الملائكة بسبب ما أظهره من العبادة، ولكن أبت جبلّته إلا أن ترجعه إلى أصله .
طرد إبليس من رحمة الله
بعد أن عصى إبليس أمر ربّه لعنه الله تعالى بسبب ذلك، واللعنة هي الطّرد من رحمة الله تعالى بحيث لا ينالها إلى يوم القيامة، وقد طلب إبليس اللّعين من الله تعالى أن ينظره إلى يوم يُبعثون؛ حيث تعهّد بغواية بني آدم وأن يظلّ يوسوس لهم ما دامت الرّوح في أجسادهم، وقد أكّد الله تعالى على عداوته لبني آدم وحذّر البشر منها .
'); }
وقد جاءات رواياتٌ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم عن إبليس وجنوده الذين يعملون تحت أمره بالإفساد والعصيان، فقد رُوي في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ)، فإنّ أشدّ ما يفرحه أن ينجح شيطانٌ في التّفريق بين الرّجل وزوجته، حيث يقرّبه إليه ويقول له أنت، أنت، وبالتّالي على النّاس وخاصّةً الأزواج أن يعلموا حقيقة عداوة إبليس وسعيه للتّفريق بينهم فيحاولوا جهدهم اجتناب المشاكل وأسبابها.
تجنّب إبليس
كي يتجنّب الإنسان شرّ الشّيطان ووسوسته عليه أن يتمسّك بدين الله تعالى وحبله المتين؛ فهو خير عاصمٍ له من أذاه، وإنّ الدّعاء هو وسيلةٌ أخرى من وسائل محاربة الشّيطان؛ حيث وردت عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أدعيةٌ لتحصين النّفس من حبائل الشّيطان، ومنها قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: “أعوذ بكلمات الله التّامة من كلّ شيطانٍ وهامّة، ومن كلّ عينٍ لامّة”، كما تعدّ الاستعاذة بالله تعالى من شرّ الشّيطان من أنفع الوسائل الّتي تحمي من شروه؛ حيث يلتجئ المسلم إلى حول الله وقوّته، أبعدنا الله جميعا عن مكائد الشّيطان وشروره.