الحروق

ما هو أفضل علاج للحروق

حروق الجلد

يُعدّ الجلد درع الوقاية والحماية للجسم، الذي يقيه من الأنواع المُختلفة من الفيروسات والبكتيريا المُنتشرة في البيئة المُحيطة، كما يلعب دوراً مهماً في تنظيم درجة حرارة الجسم، وحفظ توازن السّوائل فيه، وما إن تتعرّض مساحة كبيرة من الجلد للإصابة أو الضّرر، فإنّ هذا الدرع الحامي يفقد خواصّه في حماية الجسم من أنواع العدوى المُختلفة، ومن الإصابات التي من المُمكن أن يتعرّض لها الجلد، الإصابة بالحروق، ويختلف الضرر الناتج عن الحرق اعتماداً على نوع الحرق، وموقع الإصابة به، وعمق الإصابة، وكميّة المساحة التي تعرّضت للحرق.[١]

يتمّ تصنيف الحروق اعتماداً على عُمقها إلى ثلاثة أنواع، وهي:[١]

  • حروق الدرجة الأولى: حيث تُعدّ حروق الشّمس من حروق الدرجة الأولى وهي الحروق السّطحيّة، التي تتسبّب في حدوث التهاب موضعي في مكان الحرق، ويُصاحب هذا النوع من الحروق الألم، والاحمرار، ونسبة بسيطة من الانتفاخ.
  • حروق الدرجة الثانية: وذلك في حال كان الحرق أكثر عُمقاً، ويرافقه ألم شديد، واحمرار، والتهاب في المنطقة المُصابة، وظهور تبثّر(بالإنجليزية: Blister)على الجلد.
  • حروق الدرجة الثالثة: وهو النوع الذي يشمل جميع طبقات الجلد ويُسبّب لها التلف، ولكن في هذا النوع يظهر الحرق باللّون الأبيض عادة، ولا يرافقه الشعور بالألم لأنّ الأعصاب والأوعية الدموية كلها تكون قد تضرّرت.

علاج الحروق بأنواعها

حروق الدرجة الأولى

بما أنّ هذا النّوع من الحروق يُصيب الطبقة السّطحيّة من الجلد، فيتمّ التعافي من هذا الحرق ما إن يلتئم خلال سبعة إلى عشرة أيام، ودون أن تتكوّن النُدب، أمّا في الحالات التي يُصيب بها هذا النوع من الحروق مساحة كبيرة من الجلد، أو يُصيب الوجه، أو أحد المفاصل الرئيسيّة كالركبة، أو الكاحل، أو القدم، أو العمود الفقري، أو الأكتاف، أو الكوع، تجب مُراجعة الطبيب حينها في أقرب وقت مُمكن، ومن الجدير بالذّكر أنّ حروق الدرجة الأولى عادةً ما يتمّ علاجها في المنزل، وهنا تعتمد سُرعة شفاء الحرق على سُرعة القيام بعلاجه، وهناك مجموعة من الإجراءات التي يُمكن القيام بها لمُداواة حروق الدرجة الأولى، نذكر منها ما يلي:[٢]

  • تعريض المنطقة المُصابة بالحرق في الماء البارد لمدّة خمس دقائق أو أكثر، مع تجنُّب استخدام الثلج فهو يزيد من التلف الذي يُصيب جلد المُصاب.
  • تناوُل مُسكّنات الألم مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
  • استخدام مرهم للحروق، يحتوي على مُضاد حيوي، وتجنّب مداواة الحرق باتباع طرق الطب الشعبي كاستخدام الزبدة أو البيض، فهي غير فعّالة في علاج الحروق.
  • تغطية مكان الحرق بشاش رخو غير مُحكم لحماية المنطقة المُصابة، كما ويجب تجنّب استخدام كرات القطن التي من الممكن أن تلتصق بمنطقة الحرق وتزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
  • استخدام المخدّر الموضعي ليدوكائين (بالإنجليزية: Lidocaine)، مع جلّ الصبار (بالإنجليزية: Aloe vera)، أو أيّ نوع من المستحضرات الموضعية التي تُستخدم لتخفيف الألم؛[٢] ويُعدّ نبات الصبار فعّالاً جدّاً في علاج الحروق من الدرجة الأولى والثانية، ويعتبر مضاداً حيوياً طبيعياً، ويعزز الدورة الدمويّة، ويثبط نموّ البكتيريا، وفي الحقيقة يتمّ وضع طبقة رقيقة من جل الصبار المأخوذ من أوراق النبتة بشكلٍ مباشر على المنطقة المُصابة بالحرق، ومن الممكن أيضاً استخدام العسل لهذا النوع من الحروق، فهو يساعد على شِفاء الحروق البسيطة عند وضعه على المنطقة المُصابة، حيث يُعدّ مضاداً طبيعياً للالتهاب، ومضاداً للبكتيريا والفطريّات.[٣]

حروق الدرجة الثانية

تعتمد سرعة مُعافاة حروق الدرجة الثانية على طبيعة البثور المتكوّنة على سطح الجلد، فكلما كانت حالتها أسوأ، احتاجت إلى وقت أطول للشّفاء، ولكن بشكلٍ عام مُعظم حروق الدرجة الثانية تتعافى خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع دون أن تتسبّب في تكوّن ندبات، إلّا أنّها من الممكن أن تغيّر لون صبغة الجلد، وتجدر الإشارة إلى أنّه عند الإصابة بحروق من الدرجة الثانية، ينبغي إبقاء المنطقة المُصابة نظيفة ومُغطّاة بطريقة مناسبة لمنع حدوث العدوى، فذلك يُساعد على التئام الحرق بشكلٍ أسرع، وتجدر الإشارة إلى ضرورة إسعاف المصاب مباشرة إلى الطوارئ في حال كانت الإصابة تغطي مساحة واسعة، أو أنّها أصابت الوجه، أو اليدين، أو الأرداف، أو الأقدام، أمّا بالنّسبة للإجراءات العامّة التي يمكن اتباعها عند حدوث حروق الدرجة الثانية، نذكر منها ما يلي:[٢]

  • تعريض الجلد المصاب للماء البارد لمدة 15 دقيقة أو أكثر.
  • تناول الأدوية المسكّنة التي تُصرف دون وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
  • استخدام كريم يحتوي على مضاد حيوي ووضعه على البثور.
  • في بعض الحالات الشّديدة من الممكن أن يتطلّب الأمر عمل ترقيع للجلد (بالإنجليزية: Skin grafting)، وذلك لإصلاح الجلد المُتضرّر بالحرق؛ حيث يتمّ أخذ قطعة من الجلد السليم في الجسم، ووضعها في مكان الجلد المُصاب.

حروق الدرجة الثالثة

تعتبر حروق الدرجة الثالثة الأكثر شِدّة بين جميع الأنواع السابقة، كما أنّها تحتاج إلى تدخّل جراحي وإلّا فإنّ الحرق سيحتاج وقتاً طويلاً وغير محدّد للشفاء، كما أنّ هذا النّوع من الحروق لا يمكن مُداواته منزلياً، إنّما ينبغي الاتصال بالدفاع المدني والطوارئ مُباشرة عند الإصابه بهذا النوع من الحروق، وفي أثناء انتظار العناية الطبية اللازمة يجب رفع الجزء المُصاب بمستوى أعلى من مستوى القلب، كما يجب إزالة أي جزء يغطي مكان الحرق من الملابس.[٢]

مُضاعفات حدوث الحرق

عادةً ما تكون الحروق (بالإنجليزية: Burns) مُتغيّرة وغير مُستقرّة، فمن الممكن أن يتعمّق حرق الدرجة الأولى أكثر ليُصبح من الدرجة الثانية، وهذا ما يحدث في حروق الشمس الشديدة التي تُكوّن بثوراً على سطح الجلد في اليوم التالي، وكما هو الحال أيضاً مع حروق الدرجة الثانية التي من الممكن أن تتطوّر إلى حرق من الدرجة الثالثة، ولحُسن الحظ فإنّ طبقة البشرة (بالإنجليزية: Epidermis) لديها القدرة على إعادة بناء نفسها، إلّا إذا كانت الحروق عميقة فهي قد تتسبّب في حدوث تلف وندب دائمة، بالإضافة إلى إمكانية أن لا يعود الجلد إلى وضعه السابق سواء في الشكل أو الوظيفة.[١]

الإسعافات الأولية عند حدوث الحروق

من الممكن أن تتسبّب الحرارة، أو الإشعاع، أو الكهرباء، أو الاحتكاك، أو التعرّض للمواد الكيميائية في حدوث الحرق،[٤] وبغض النظر عن مصدر الحروق، فإنّ هناك مجموعة من الإجراءات الفوريّة التي ينبغي اتباعها عند الإصابة بالحروق، ونذكر منها ما يلي:[٥][٦]

  • إيقاف مصدر الحرق لمنع تضاعف حجم الإصابة ومساعدة المصاب على التوقف وعدم الركض، والتّدحرج على الأرض لإطفاء الاشتعال، وفي حال كان الحرق ناجماً عن الإصابة بصدمة كهربائية ينبغي البدء بإبعاد المُصاب عن المصدر الكهربائي، ومن ثمّ قد يتطلّب الأمر فحص تنفس المصاب ونبض قلبه، وفي حالة توقفهما ينبغي الاتصال بالطوارئ فوراً.
  • البحث عن إصابات أخرى في الجسم، فربما يكون الحرق ليس الإصابة الوحيدة في الجسم.
  • إزالة أيّة قطع تغطي المكان المصاب من الملابس؛ فإذا كانت الملابس مُلتصقة بمنطقة الإصابة لا تتمّ إزالتها أبداً، وإنّما يتم القصّ حولها لإزالة ما يمكن إزالته منها، وبالإضافة إلى ذلك تنبغي محاولة التّخلص من جميع الإكسسوارات التي يرتديها المصاب، فقد تصعب إزالتها لاحقاً إذا حدث انتفاخ في المنطقة المصابة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت Benjamin Wedro, “First Aid for Burns”، www.medicinenet.com, Retrieved 10-3-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث April Khan,Matthew Solan (13-8-2014), “What are burns?”، www.healthline.com, Retrieved 10-3-2018. Edited.
  3. Jacuelyn Cafasso (1-5-2017), “Home Remedies for Burns”، www.healthline.com, Retrieved 10-3-2018. Edited.
  4. “Burns”, www.who.int, Retrieved 10-3-2018. Edited.
  5. “Burns and Electric Shock – Home Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 10-3-2018. Edited.
  6. “Electric Shock Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 20-04-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى