صحة الحامل

ما هو أطفال الأنابيب

أطفال الأنابيب

تُعتبر تقنية أطفال الأنابيب (بالإنجليزية: In-vitro-Fertilisation) واختصاراً (IVF) أكثر تقنيات المساعدة الإنجابية شيوعاً وفعالية من حيث مساعدة النساء على الحمل حتى الآن، إذ يُلجأ إلى هذه التقنية في العديد من الحالات التي تفشل فيها طرق المساعدة على الحمل الأخرى. وبحسب إحصائيات عام 2016 ساهمت تقنية أطفال الأنابيب بولادة 6.5 مليون طفل في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تبلغ نسبة الأطفال الذين تتم ولادتهم سنوياً بالاستعانة بهذه التقنية وما يُشابهها من تقنيات حوالي 1.6% من إجمالي المواليد في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً. وتجدر الإشارة إلى أنّ تقنية أطفال الأنابيب تقوم في مبدئها على إخصاب بويضة خارج جسم المرأة ومن ثم نقلها إلى رحمها، وفي الحقيقة إنّ احتمالية ولادة توائم متعددة تزداد باستخدام هذه التقنية.[١]

دواعي إجراء أطفال الأنابيب

يمكن استخدام تقنية أطفال الأنابيب في علاج الكثير من حالات العقم، وفيما يلي بيان لأهم الحالات التي يُلجأ فيها لهذه التقنية:[٢]

  • انسداد قناة فالوب: إذ إنّ انسداد قناة فالوب أوتعرّضها للضرر يحول دون إخصاب البويضة أو انتقال الجنين إلى الرحم.
  • فشل المبايض المبكر: (بالإنجليزية Premature ovarian failure)، تتمثل هذه الحالة بفقدان المبايض قدرتها على أداء وظيفتها قبل بلوغ المرأة سنّ الأربعين عاماً، ويترتب على الإصابة بهذه الحالة عدم إنتاج هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) أو فقدان القدرة على إطلاق البويضات بشكل طبيعي.
  • بطانة الرحم الهاجرة: (بالإنجليزية: Endometriosis)، تتمثل هذه الحالة بنمو جزء من نسيج بطانة الرحم خارجه، ويؤثر ذلك في وظيفة المبايض، والرحم، وقناتي فالوب.
  • الأورام الليفية الرحمية: (بالإنجليزية: Uterine fibroids)، تُعتبر هذه الأورام حميدة وتنمو في جدار الرحم، ويُلاحظ شيوعها لدى النّساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين الثلاثين والأربعين عاماً، وفي الحقيقة إنّ الإصابة بهذه الأورام تؤثر في قدرة البويضة المخصبة على الانغراس في بطانة الرحم.
  • ربط أو إزالة قناة فالوب في السابق: يُلجأ إلى تقنية أطفال الأنابيب كحل بديل عن عكس ربط قناة فالوب (بالإنجليزية: Tubal ligation reversal) إذا رغبت المرأة بحدوث حمل بعد خضوعها لعملية ربط قناة فالوب (بالإنجليزية: Tubal Sterilization) في السابق؛ وهي عملية تُجرى بهدف منع الحمل بشكل دائم.
  • ضعف إنتاج أو وظيفة الحيوانات المنوية: تُجرى تقنية أطفال الأنابيب في حال وجود مشاكل في الحيوانات المنوية لدى الرجل مما يؤثر في قدرة الحيوانات المنوية على تخصيب البويضة، ومن أبرز هذه المشاكل انخفاض تركيز الحيوانات المنوية، أو ضعف حركتها، أو وجود اضطرابات في شكلها أو حجمها.
  • العقم غير المُبرر: يُقصد بالعقم غير المبرر عدم اكتشاف سبب مُعين للعقم بالرغم من تقييم جميع الأسباب الشائعة لهذه الحالة.
  • الأمراض الوراثية: في حال وجود خطر لانتقال أحد الأمراض الوراثية من أحد الأبوين إلى الطفل يمكن اللجوء لتقنية أطفال الأنابيب، وفحص الأجنة قبل نقلها إلى الرحم، بحيث تُنقل الأجنة التي لا تحتوي على اضطرابات جينية فقط إلى الرحم.
  • الإصابة بالسرطان: قد يؤثر العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي الذي قد يتلقّاه مريض السرطان في الخصوبة، وفي هذه الحالة يُلجأ إلى أطفال الأنابيب كوسيلة للحفاظ على الخصوبة، إذ يتمّ الحصول على البويضات من رحم المرأة ومن ثمّ تجميدها، أو تُخصيبها ثم تجميدها بغرض استخدامها في المستقبل.

خطوات إجراء أطفال الأنابيب

تتم عملية أطفال الأنابيب باتّباع مجموعة من الخطوات الرئيسية، وفيما يلي بيان لكل منها:[٣]

  • تحفيز المبيض: (بالإنجليزية: Ovarian stimulation)، ويُطلق على هذه المرحلة أيضاً مرحلة تنشيط الإباضة، إذ تُعطى المرأة أدوية الخصوبة بهدف زيادة إنتاجها للبويضات، كما يتم إخضاع المرأة لفحص بالأمواج فوق الصوتية عبر المهبل بشكل منتظم لتفحُّص المبايض، إضافة لمجموعة من فحوصات الدم للتحقق من مستويات الهرمونات.
  • استخراج البويضة: (بالإنجليزية: Egg Retrieval)، يتمّ إخضاع المرأة لعملية جراحية بسيطة تهدف لاستخراج البويضات من جسمها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه العملية تُجرى في عيادة الطبيب مع ضرورة إعطاء المرأة الأدوية المُناسبة لتقليل شعورها بالألم أثناء العملية؛ حيث تُستخرج البويضات باستخدام إبرة رفيعة يتم إدخالها عبر المهبل وصولاً إلى المبيض والجريبات التي تحتوي على البويضات، وتكون الإبرة مُتّصلة بجهاز شفط لسحب البويضات والسوائل من كل جريب بالدور، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطبيب يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية كمُرشد عند هذا الإجراء.
  • التلقيح والتخصيب: يحدث التلقيح بخلط الحيوانات المنوية مع البويضات ذات الجودة المرتفعة، ومن ثمّ يُخزن المزيج في ظروف خاصة ومناسبة، وفي معظم الحالات تُخصّب الحيواناتُ المنوية البويضات خلال ساعات بعد إجراء التلقيح. وفي حال صعوبة حدوث الإخصاب بهذه الطريقة يتم حقن الحيوانات المنوية في البويضة (بالإنجليزية: Intracytoplasmic sperm injection) بشكل مباشر.
  • زراعة الأجنة: (بالإنجليزية: Embryo culture)، يعمل المختصون على فحص الأجنة بشكل منتظم بعد انقسام البويضة المخصبة للتأكد من نمو الجنين بشكل صحيح.
  • نقل الأجنة: (بالإنجليزية: Embryo transfer)، يتم نقل الأجنّة بعد مرور 3-5 أيام من استخراج البويضة وتخصيبها، إذ تُنقل الأجنة في عيادة الطبيب مع بقاء المرأة مُستيقظة، حيث يقوم الطبيب بإدخال قسطر رفيع يحتوي على الأجنة في مهبل المرأة ليصل إلى الرحم عبر عنق الرحم، ففي حال انغراس الجنين في بطانة الرحم ونموّه يبدأ الحمل. وتجدر الإشارة إلى إمكانية نقل أكثر من جنين واحد إلى رحم المرأة في الوقت ذاته مما قد يؤدي إلى الحمل بتوأم، أو ثلاثة، أو أكثر.

المراجع

  1. “IVF: What does it involve?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-7-2018.
  2. “In vitro fertilization (IVF)”, www.mayoclinic.org, Retrieved 6-7-2018. Edited.
  3. “In vitro fertilization (IVF)”, www.medlineplus.gov, Retrieved 6-7-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أطفال الأنابيب

تُعتبر تقنية أطفال الأنابيب (بالإنجليزية: In-vitro-Fertilisation) واختصاراً (IVF) أكثر تقنيات المساعدة الإنجابية شيوعاً وفعالية من حيث مساعدة النساء على الحمل حتى الآن، إذ يُلجأ إلى هذه التقنية في العديد من الحالات التي تفشل فيها طرق المساعدة على الحمل الأخرى. وبحسب إحصائيات عام 2016 ساهمت تقنية أطفال الأنابيب بولادة 6.5 مليون طفل في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تبلغ نسبة الأطفال الذين تتم ولادتهم سنوياً بالاستعانة بهذه التقنية وما يُشابهها من تقنيات حوالي 1.6% من إجمالي المواليد في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً. وتجدر الإشارة إلى أنّ تقنية أطفال الأنابيب تقوم في مبدئها على إخصاب بويضة خارج جسم المرأة ومن ثم نقلها إلى رحمها، وفي الحقيقة إنّ احتمالية ولادة توائم متعددة تزداد باستخدام هذه التقنية.[١]

دواعي إجراء أطفال الأنابيب

يمكن استخدام تقنية أطفال الأنابيب في علاج الكثير من حالات العقم، وفيما يلي بيان لأهم الحالات التي يُلجأ فيها لهذه التقنية:[٢]

  • انسداد قناة فالوب: إذ إنّ انسداد قناة فالوب أوتعرّضها للضرر يحول دون إخصاب البويضة أو انتقال الجنين إلى الرحم.
  • فشل المبايض المبكر: (بالإنجليزية Premature ovarian failure)، تتمثل هذه الحالة بفقدان المبايض قدرتها على أداء وظيفتها قبل بلوغ المرأة سنّ الأربعين عاماً، ويترتب على الإصابة بهذه الحالة عدم إنتاج هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) أو فقدان القدرة على إطلاق البويضات بشكل طبيعي.
  • بطانة الرحم الهاجرة: (بالإنجليزية: Endometriosis)، تتمثل هذه الحالة بنمو جزء من نسيج بطانة الرحم خارجه، ويؤثر ذلك في وظيفة المبايض، والرحم، وقناتي فالوب.
  • الأورام الليفية الرحمية: (بالإنجليزية: Uterine fibroids)، تُعتبر هذه الأورام حميدة وتنمو في جدار الرحم، ويُلاحظ شيوعها لدى النّساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين الثلاثين والأربعين عاماً، وفي الحقيقة إنّ الإصابة بهذه الأورام تؤثر في قدرة البويضة المخصبة على الانغراس في بطانة الرحم.
  • ربط أو إزالة قناة فالوب في السابق: يُلجأ إلى تقنية أطفال الأنابيب كحل بديل عن عكس ربط قناة فالوب (بالإنجليزية: Tubal ligation reversal) إذا رغبت المرأة بحدوث حمل بعد خضوعها لعملية ربط قناة فالوب (بالإنجليزية: Tubal Sterilization) في السابق؛ وهي عملية تُجرى بهدف منع الحمل بشكل دائم.
  • ضعف إنتاج أو وظيفة الحيوانات المنوية: تُجرى تقنية أطفال الأنابيب في حال وجود مشاكل في الحيوانات المنوية لدى الرجل مما يؤثر في قدرة الحيوانات المنوية على تخصيب البويضة، ومن أبرز هذه المشاكل انخفاض تركيز الحيوانات المنوية، أو ضعف حركتها، أو وجود اضطرابات في شكلها أو حجمها.
  • العقم غير المُبرر: يُقصد بالعقم غير المبرر عدم اكتشاف سبب مُعين للعقم بالرغم من تقييم جميع الأسباب الشائعة لهذه الحالة.
  • الأمراض الوراثية: في حال وجود خطر لانتقال أحد الأمراض الوراثية من أحد الأبوين إلى الطفل يمكن اللجوء لتقنية أطفال الأنابيب، وفحص الأجنة قبل نقلها إلى الرحم، بحيث تُنقل الأجنة التي لا تحتوي على اضطرابات جينية فقط إلى الرحم.
  • الإصابة بالسرطان: قد يؤثر العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي الذي قد يتلقّاه مريض السرطان في الخصوبة، وفي هذه الحالة يُلجأ إلى أطفال الأنابيب كوسيلة للحفاظ على الخصوبة، إذ يتمّ الحصول على البويضات من رحم المرأة ومن ثمّ تجميدها، أو تُخصيبها ثم تجميدها بغرض استخدامها في المستقبل.

خطوات إجراء أطفال الأنابيب

تتم عملية أطفال الأنابيب باتّباع مجموعة من الخطوات الرئيسية، وفيما يلي بيان لكل منها:[٣]

  • تحفيز المبيض: (بالإنجليزية: Ovarian stimulation)، ويُطلق على هذه المرحلة أيضاً مرحلة تنشيط الإباضة، إذ تُعطى المرأة أدوية الخصوبة بهدف زيادة إنتاجها للبويضات، كما يتم إخضاع المرأة لفحص بالأمواج فوق الصوتية عبر المهبل بشكل منتظم لتفحُّص المبايض، إضافة لمجموعة من فحوصات الدم للتحقق من مستويات الهرمونات.
  • استخراج البويضة: (بالإنجليزية: Egg Retrieval)، يتمّ إخضاع المرأة لعملية جراحية بسيطة تهدف لاستخراج البويضات من جسمها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه العملية تُجرى في عيادة الطبيب مع ضرورة إعطاء المرأة الأدوية المُناسبة لتقليل شعورها بالألم أثناء العملية؛ حيث تُستخرج البويضات باستخدام إبرة رفيعة يتم إدخالها عبر المهبل وصولاً إلى المبيض والجريبات التي تحتوي على البويضات، وتكون الإبرة مُتّصلة بجهاز شفط لسحب البويضات والسوائل من كل جريب بالدور، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطبيب يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية كمُرشد عند هذا الإجراء.
  • التلقيح والتخصيب: يحدث التلقيح بخلط الحيوانات المنوية مع البويضات ذات الجودة المرتفعة، ومن ثمّ يُخزن المزيج في ظروف خاصة ومناسبة، وفي معظم الحالات تُخصّب الحيواناتُ المنوية البويضات خلال ساعات بعد إجراء التلقيح. وفي حال صعوبة حدوث الإخصاب بهذه الطريقة يتم حقن الحيوانات المنوية في البويضة (بالإنجليزية: Intracytoplasmic sperm injection) بشكل مباشر.
  • زراعة الأجنة: (بالإنجليزية: Embryo culture)، يعمل المختصون على فحص الأجنة بشكل منتظم بعد انقسام البويضة المخصبة للتأكد من نمو الجنين بشكل صحيح.
  • نقل الأجنة: (بالإنجليزية: Embryo transfer)، يتم نقل الأجنّة بعد مرور 3-5 أيام من استخراج البويضة وتخصيبها، إذ تُنقل الأجنة في عيادة الطبيب مع بقاء المرأة مُستيقظة، حيث يقوم الطبيب بإدخال قسطر رفيع يحتوي على الأجنة في مهبل المرأة ليصل إلى الرحم عبر عنق الرحم، ففي حال انغراس الجنين في بطانة الرحم ونموّه يبدأ الحمل. وتجدر الإشارة إلى إمكانية نقل أكثر من جنين واحد إلى رحم المرأة في الوقت ذاته مما قد يؤدي إلى الحمل بتوأم، أو ثلاثة، أو أكثر.

المراجع

  1. “IVF: What does it involve?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-7-2018.
  2. “In vitro fertilization (IVF)”, www.mayoclinic.org, Retrieved 6-7-2018. Edited.
  3. “In vitro fertilization (IVF)”, www.medlineplus.gov, Retrieved 6-7-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى