محتويات
عيد الفِصح
يُعتبر عيد الفصح من الأعياد الكُبرى لدى كلٍّ من الدّيانتين اليهوديّة والمسيحيّة؛ بحيث تحتفي به كلٌّ منهما وفق طقوسٍ ورمزيّاتٍ مختلفة، تصبّ كلّها في صُلب معنى عيد الفصح والعقيدة. تُلفظ كلمة فصح باللغة العبرية (بيسح) أو (فسخ) حسب السريانية، وهي مشتقّة من كلمة (فشخ) والتي تعني (عَبَرَ) أو عبور في اللغة العربيّة.
معنى الفِصح اليهودي
هو من الأعياد الكُبرى لدى الطوائف اليهوديّة، يُسمّى أيضاً عيد الربيع لأنّه يأتي في فَترة الاعتدالِ الربيعي عند اكتمال القمر في منتصف شهر نيسان حسب التقويم اليهودي، ويُحتفل به استذكاراً لما هو مكتوب في التوراة في سفر الخروج، لعبور النبيّ موسى بالشّعب اليهودي من بني إسرائيل من أرضِ العبوديّة التي هي مصر في عهد الفراعنة، والتي مَكثوا فيها مدّة أربعين سنة عملوا خلالها عند المصريين كعبيد لهم، إلى أن وصلوا أرضَ كنعان بعد أن أنزل الربّ على مُوسى الوصايا العشر، كما أنّ لهذا العيد بالإضافة لصبغته الدينيّة صبغة وطنيّة أيضاً لا تقلّ أهميّةً عن سابقتها كون هذه المناسبة قد جمعت شتات الشعب اليهودي، ووحّدت شملهم وجعلت منهم شعباً واحداً، فيُعد أيضاً عيد الفصح اليهودي عيد وحدة وحرية الكيان اليهودي.
طقوس الفِصح اليهودي
يَدوم الاحتفال بهذا العيد مدة سبعة أيام، لا يأكلون فيه الخبز المختمر، بل يَستبدلوه بالفطير الخالي من الخميرة، حيث يتخلّصون قبل العيد من كافّة المأكولات المختمرة بحرقها، وتُسمّى عشية العيد بِلَيل هسيدر (ليلة المنهاج)، وتجتمع العائلة على مائدة العشاء، حيث تُتلى الصلوات الخاصة والترانيم التي تحكي قصة العبور من (كتاب الهجداه) التقليدي، كما يُفتح باب المنزل كدعوى للنبي إيليا ليدخل ويبارك البيت ومن فيه.
معنى الفصح المسيحي
هو عيدٌ ديني تحتفل به الطوائف المسيحيّة استذكاراً لقيامة سيّدنا عيسى عليه السلام من بين الأموات بعد ثلاثة أيّام من صلب اليهود له – كما هو مكتوب في العهد الجديد – ويُعرف بأحد القيامة أو العيد الكبير أو البصخة، ويبدأ بانتهاء فترة من الصوم تسبقه، مدّتُها أربعون يوماً، ينقطع فيها المسيحيّون عن أكل لحوم الحيوانات ومشتّقاتها، ويقدِّمون الصدقات. يرتبط الفصح المسيحي بالفصح اليهودي في كثيرٍ من رموزه خصوصاً مفهوم (العبور) من الموت إلى الحياة حسب المفهوم المسيحي ويعيد له في يوم الأحد بعد ظهور أول بدر بعد الاعتدال الربيعي، يسبقه أحد الشعانين وأسبوع الآلام.
طقوس الفصح المسيحي
بعد إقامة القداديس الاحتفاليّة في الكنائس تزور العائلات بعضها بعضاً مُهنّئةً بالعيد، وتجتمع على غداء الفصح، كما تُزيّن البيوت برموز الربيع والبيض الملوّن والدجاج والأرانب، فتطغى الألوان الصفراء والخضراء والبرتقالية على مفارش الطاولات وتُعدّ الحلويات والبيض المصنوع من الشوكولاتة.