'); }
المال والبنون زينة الحياة الدنيا
قال تعالى في كتابه: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).[١]حيث يقول أيّها الناس إن المال والبنون اللذان يتفاخر بها الناس ويتكبرون على غيرهم ما هما إلّا أشياء يتم التزين بها في الحياة الدنيا، ولا يُعتد بهما في الآخرة، فما يقوم به الناس من الطاعة الخالصة لله والدعاء المتوجه إلى ربّهم والذي يريدون به وجهه، هو ما يبقى لهم من الأعمال الصالحة بعد انتهاء الحياة، فيُخاطب الله نبيه يا محمد إن هذه الأعمال عند ربك خير من المال والبنين التي يتفاخر بها المشركون، فهي ليست باقية لأصحابها،[٢]وقد اختلف علماء التفسير في الباقيات الصالحات، فقال منهم أن مقصودها هي قول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، فيما رأى آخرون أنّها الصلوات الخمس، أو الأعمال الصالحة، وهذه الباقيات الصالحات لها الجزاء وخير ما يأمله الإنسان.[٣]
حكمة تقديم المال على البنين
لم يرد عن الرسول تفسير لتقديم المال على البنين في الآية، بيد أن هناك استنتاجات لعلماء التفسير في ذلك، وأبرزها القول بأن المال في زينته أعم من الأبناء، فهو شامل لكل الأفراد وجميع الأوقات إضافة لكونه سبب في بقاء النفس، على عكس البنين فهم زينة حصرية للأباء، وذلك بعد وصولهم لصفة الأبوّة وهم سبب في بقاء النوع، كما أن المال حاجته أكثر من الأبناء، وهو زينة بحد ذاته أمّا البنين فزينتهم لا تكون إذا لم يتوفر المال، حيث أن وجود الأبناء مع قلّة المال هو ضيق في الحال.[٤]
'); }
سبب نزول الآية
وقع خلاف بين المفسرين في سبب النزول، فقد قال بعضهم أنّها نزلت في عيينة بن حصن والأقرع بن حابس ومن يُشابهما، حيث قالوا للرسول لو أبعدت هؤلاء عن نفسك لجالسناك فإن رائحتهم تؤذينا، وكان مقصدهم الفقراء من المسلمين كعمّار بن ياسر وسلمان الفارسي، فأنزل تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ).[٥]وما بعدها من آيات بيّن فيها سوء عاقبة الظالمين الذين تكبّروا على الفقراء وحسن آخرة المؤمنين، ثم ضرب مثل الرجلين والجنتين وما أصابهما، حتى جاء ذكر المال والبنون كزينة للحياة الدنيا الفانية، وأن الباقيات الصالحات هم من يجدر أن يتنافس عليها الناس بهدف الإنتفاع بها، بيد أن هناك قول آخر وهو الراجح مُستدل على أن السورة مكية وهذين الشخصين خاطبا الرسول في المدينة، فنزول الآية كان في كبار مشركي قريش، الذين عابوا على النبي ملازمة الفقراء.[٦]
المراجع
- ↑ سورة الكهف، آية: 46.
- ↑ “التفاسير”، www.altafsir.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.
- ↑ “تفسير: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير)”، www.alukah.net، 2018-7-25، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.
- ↑ “الحكمة من تقديم ذكر المال على البنين في آية سورة الكهف”، fatwa.islamweb.net، 2004-1-25، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 28.
- ↑ صلاح الدين العلائي، جزء في تفسير الباقيات الصالحات، المدينة المنورة: مكتبة الأيمان، صفحة 16-17. بتصرّف.