معنى أضغاث أحلام
أضغاث أحلام جمع ضعث، وتعني الجمع من الحشائش المختلط ببعضه البعض؛ فمنه الطري واليابس، والقصير والطويل، أي أنه جمع من أمور مختلفة، والمراد بأضغاث الأحلام؛ الأحلام المختلطة، أو أباطيل الأحلام، أو أهاويل الأحلام،[١]وقد جاء ذكر أضغاث الأحلام في سورة يوسف في قوله -سبحانه وتعالى-: (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ).[٢]
ما يجب فعله عند رؤية أضغاث الأحلام
بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يجب على المسلم فعله عند رؤيته لأضغاث الأحلام، أو رؤيته لما يكره، وقد جاء ذلك في الحديث الذي رواه الصحابي عبد الرحمن بن عوف: (إنْ كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، قالَ: فَلَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ، فَقالَ: وَأَنَا كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ ما يُحِبُّ، فلا يُحَدِّثْ بهَا إلَّا مَن يُحِبُّ، وإنْ رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتْفُلْ عن يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّهَا، وَلَا يُحَدِّثْ بهَا أَحَدًا فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ).[٣]
وقد أوضح الحديث الشريف نقاط هامة في التعامل مع الأحلام المزعجة أو غير المفهومة؛ حيث يجب على المسلم عند استيقاظه القيام بالآتي:[٤]
- الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم.
- أن يبصق عن يساره ثلاث مرات.
- التحول عن الجنب الذي ينام عليه إلى وضع آخر.
- يستحب له صلاة ركعتين.
- ألا يحدث بهذه الرؤيا أي أحد ولا يسأل عن تفسيرها، فإنها لا تضره بإذن الله.
أنواع ما يراه النائم
يتعدد أنواع ما يراه النائم أثناء نومه إلى ثلاثة أنواع، وتم تم ذكرها كاملة في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (الرُّؤيا ثلاثٌ، فَرؤيا حقٌّ، ورُؤيا يحدِّثُ الرَّجلُ بِها نفسَهُ، ورؤيا تحزينٌ منَ الشَّيطانِ فمَن رأى ما يَكرَهُ فليَقُم فليصلِّ وَكانَ يقولُ: يُعجِبُني القَيدُ وأَكرَهُ الغُلَّ القَيدُ: ثباتٌ في الدِّينِ. وَكانَ يقولُ: مَن رآني فإنِّي أنا هوَ فإنَّهُ ليسَ للشَّيطانِ أن يتمثَّلَ بي. وَكانَ يقولُ: لا تُقَصُّ الرُّؤيا إلَّا على عالِمٍ أو ناصِحٍ).[٥]
نبين هذه الأنواع الثلاثة على النحو الآتي:[٤]
- الرؤيا
ويكون مصدر الرؤيا من الله -سبحانه وتعالى-، وتتضمن أمراً يحبه الرائي وتبشره به، أو قد تتضمن تحذيراً للرائي من أمر ما، ويسن للرائي أن يحمد الله -تعالى- عليها، كما يسن له أن يحدث بها الأشخاص الذين يحبهم ويأمنهم دون غيرهم.
- الحلم
مصدر الحلم من الشيطان الرجيم، والذي يكون هدفه هو تخويف الرائي وإزعاجه بإلقاء هذه الأحلام على مخيتله، والتي تتضمن أموراً مزعجة، أو مخيفة، أو غير محببة للرائي، وقد تم بيان ما يجب فعله عند رؤية هذا النوع من الأحلام.
- حديث النفس
يتعلق هذا النوع بمار يراه النائم من أحداث ومجريات قد تكون حدثت معه في يومه، أو مخزنة في عقله وقام باسترجاعها، أو قد تتضمن أموراً يفكر بها الرائي أو يتمنى حصولها؛ أي أن هذا النوع يتعلق بحديث الشخص مع نفسه والذي يظهر على شكل أحلام يراها أثناء نومه.[٦]
المراجع
- ↑ أبو المظفر، منصور بن محمد بن عبد الجبار ابن أحمد المروزى السمعاني التميمي الحنفي ثم الشافعي (1997)، تفسير القرآن (الطبعة 1)، السعودية:دار الوطن، صفحة 35، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:44
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم:2261 ، صحيح.
- ^ أ ب “الرؤيا المكروهة المفزعة لا تفسر ولا تذكر “، الإسلام سؤال وجواب، 6/5/2017، اطّلع عليه بتاريخ 26/5/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2280، حسن صحيح.
- ↑ سهل العتيبي، كتاب الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين، السعودية: دار كنوز اشبيليا، صفحة 111-112. بتصرّف.