محتويات
'); }
المياه في المملكة الأردنية الهاشمية
تعاني الأردن من أزمة مياه كبيرة وكارثية، حيث تعتبر المملكة ضمن أفقر 10 دول من حيث الموارد المائية، فالوضع المائي حرج للغاية وتؤثر تداعياته في مختلف قطاعات الحياة. ونجد أن معدلات استهلاك المياه تفوق معدلات التغذية السنوية، ووفق الأرقام الرسمية فإن معدل استهلاك الفرد من المياه يُقارب 140م³ سنوياً، مقارنة بنحو 4000م³-5000م³ في الدول المتقدمة. ومن الأسباب المهمة التي أدت إلى ظهور أزمة المياه في الأردن الزيادة الكبيرة في عدد السكان مما أدى إلى ازدياد الطلب على المياه، كما أن ارتفاع درجة الحرارة بشكل مستمر وتذبذب مياه الأمطار قد أثرت على كمية المياه ومصادرها، بالإضافة إلى سوء الإدارة الرسمية والشعبية، وقلة الوعي لدى الأفراد بتوفير المياه، وزيادة الرعي الجائر من قبل المزارعين لري مزروعاتهم، والتوسع غير المشروع في حفر الآبار، كما أن للنزاع السياسي على نهر الأردن دورٌ كبيرٌ في الأزمة المائية.[١][٢]
مصادر المياه في الأردن
تتنوّع مصادر المياه في المملكة الأردنية الهاشمية، فمنها المصادر التقليدية كالأمطار، والمياه السطحية، والمياه الجوفية، ومنها المصادر غير التقليدية كمعالجة مياه الصرف الصحي وتحلية المياه، ونذكر فيما يأتي هذه المصادر بالتفصيل.[٣]
'); }
المصادر المائية التقليدية
من أهم مصادر المياه التقليدية في الأردن ما يأتي:[٣]
- مياه الأمطار: تُعتبر الأمطار مصدراً مهماً للمياه في الأردن، وتختلف نسبة الأمطار الساقطة من منطقة لأخرى، حيث تقدر كمية الأمطار المتراكمة على الجزء الشرقي من المملكة حوالي 600 مليون متر مكعب خلال السنة، في حين يقل تساقط الأمطار عند الاتجاه نحو المناطق الصحراوية في جنوب شرق المملكة ليصل معدل الهطول المطري إلى حوالي 10ملم، وبالاتجاه نحو المناطق المرتفعة في الجزء الشمالي الغربي من المملكة نجد أن كمية الأمطار ترتفع لتصل إلى 500 ملم. ووفق إحصائيات عام 2006/2007 فإن إجمالي سقوط الأمطار بلغ ما يُقارب 7683 مليون متر مكعب، ويتوزع جزء من الأمطار الساقطة على المجاري السطحية وتتسرب إلى الآبار الجوفية، في حين يُفقد معظمها في عملية التبخر.
- المياه السطحية: تتمثل المياه السطحية في الأردن بالأودية الجارية، وتصاريف الينابيع، ومياه الفيضانات التي تتشكل خلال فصل الشتاء، وقد بلغت كمية المياه السطحية في بداية تسعينيات القرن العشرين ما يُقارب 677 مليون متر مكعب، وارتفعت هذه الكمية في الوقت الحاضر لتصل إلى نحو 840 مليون متر مكعب، وتتركّز معظم المياه السطحية في الأردن داخل نهر اليرموك الذي يحتفظ بما يُقارب 495 مليون متر مكعب من المياه، وقد تم التخطيط لإنشاء سدين على هذا النهر، أحدهما يقع قرب مدخل قناة الملك عبدلله، والآخر عند المجرى العلوي للنهر. إلا أن ذلك لم يتحقق بسبب ظروف سياسية. والمصدر الثاني للمياه السطحية هو نهر الزرقاء، الذي يحتوي على سد الملك طلال بسعة تبلغ 90 مليون متر مكعب، وتستخدم مياه هذا السد في ري المحاصيل الزراعية في المزارع القريبة من النهر. كما عملت الجهات المختصة في الأردن على إنشاء 5 سدود في وادي الأردن بسعة بلغت حوالي 104.8 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى إنشاء 14 سداً في المناطق الصحراوية المرتفعة.
- المياه الجوفية: من بين المصادر المختلفة للمياه تُعتبر المياه الجوفية المصدر الرئيسي للمياه في الأردن، حيث تحتوي أرض المملكة ضمن حدودها الإقليمية والحدود الهيدرولوجية للخزن الجوفي على 12 حوضاً مائياً متجدداً، وبسبب قلة كمية الأمطار التي تسقط على المملكة وزيادة معدّلات التبخر، فإن الأحواض المائية المُتجدّدة تتميّز بتدفقٍ متوسطٍ، حيث سعتها مجتمعة ما يُقارب 277 مليون متر مكعب من المياه. وفي المنطقة الجنوبية للأردن يوجد مجموعة من الأحواض المائية غير المتجددة التي تحتوي على مياه تجمعّت في أعماقها منذ عصورٍ جيولوجية قديمة، ولم تتسرّب إليها مياه أخرى منذ ذلك الوقت، وتُشير الدراسات المتخصصة في أحواض المياه الجوفية أن حوض الديسي (أحد الأحواض غير المتجددة) يحتوي على ما يُقارب 100-150 مليون متر مكعب من الماء، وهذه الكمية يُمكن استغلالها في الأنشطة المختلفة لمدة 50 سنة.
المصادر المائية غير التقليدية
نظراً لنقص الموارد المائية في الأردن ظهرت الحاجة إلى البحث عن مصادر أخرى يكون للإنسان دور في إيجادها، وبذلك ظهرت الموارد المائية غير التقليدية التي تعتبر مصدراً إضافياً للمياه في الأردن. وتتمثل هذه الموارد بمعالجة مياه الصرف الصحي لاستخدامها في ري المحاصيل الزراعية، وتُقدّر كمية المياه المعالجة حوالي 70 مليون متر مكعب في السنة ويُتوقع أن يزداد الاهتمام بمعالجة مياه الصرف الصحي لتصل الكمية بحلول عام 2020م إلى حوالي 205 مليون متر مكعب. وفي الآونة الأخير، بدأ استخدام تكنولوجيا تحلية المياه الجوفية متوسطة الملوحة، إلا أن استخدام هذه التقنية يعد مكلفاً إلى حد كبير.[٣]
حلول مقترحة لأزمة المياه
قامت اللجنة الملكية للمياه برئاسة سمو الأمير فيصل بن الحسين بوضع استراتيجية لحل أزمة المياه في الأردن، وتمتد هذه الاسترتيجية لعام 2022م، وتنص على ما يأتي:[١]
- إصلاح القطاع المائي عن طريق إدارة الموارد المائية واستخدامها بشكل جيد.
- الاهتمام بمصادر المياه الجوفية، وحمايتها من مصادر التلوث.
- زيادة الاهتمام بمعالجة وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي؛ بهدف استخدامها في ري المزروعات.
- العمل على تطبيق مشروع ناقل البحرين.
- تعديل منظومة الري، وإدخال التقنيات المتطورة إلى مجال الزراعة، وتقليل زراعة المزروعات ذات الاستهلاك المائي الكبير، والتوجه نحو مزروعاتٍ أقل استهلاكاً للمياه ومربحة اقتصادياً.
- استثمار المياه الجوفية من الأحواض المائية كحوض الديسي، حيث بدأ العمل به في عام 2012م لجر المياه نحو مدينة عمان.
المراجع
- ^ أ ب فهد زايد، التحديات الاستراتيجية التي تواجه الأردن والحلول المقترحة: قراءة تحليلية نقدية (الطبعة الأولى)، عمان-الأردن: دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، صفحة 167-168-165-166-159. بتصرّف.
- ↑ “jordan”, www.britannica.com, Retrieved 30-08-2018. Edited.
- ^ أ ب ت سالم إلياس محمد العباسي، دور المياه في استراتيجية اسرائيل التوسعية، صفحة 67-70. بتصرّف.