محتويات
ما فوائد شهر رمضان
إنّ لشهر رمضان العديد من الفضائل والفوائد العظيمة، وسيتمّ بيان وتفصيل فوائده للفرد والمجتمع، وفضائله الدنيويّة والأخرويّة في المقال فيما يأتي:
فوائد شهر رمضان الدنيويّة والأخرويّة للفرد
إنّ لِشهر رمضان العديد من الفوائد الدُنيويَّة والأخرويّة التي تعود على الفرد، ومنها ما يأتي:
- تفتح الجنَّة أبوابها للصَّائمين، والذَّاكرين، والطَّائعين لربِّهم،[١] وتُغلق في شهر رمضان أبواب النَّار،[٢] وتُصفَّد الشَّياطين، لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)،[٣][٤] فيبتعد الإنسان فيه عن المعاصي ويُعرِضُ عنها؛ لِضعف الشيطان وكيده في شهر رمضان.[٥]
- تُغفر فيه الذُّنوب، وتُكفَّر فيه الخطايا، لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).[٦][٧]
- شهرُ العِتق من النَّار، وذلك في كُلِّ ليلةٍ من لياليه، لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ويُنادي منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وله عُتقاءُ من النَّارِ وذلك كلَّ ليلةٍ)،[٨] ويرفع الله -تعالى- المُسلم بصيامه الدَّرجات العاليَّة، وتتضاعف فيه الأُجور والحسنات.[٩]
- ينال المُسلم مغفرة الله -تعالى-، ويهتدي بهدْي القُرآن الكريم؛ لأنَّ رمضان شهرُ القُرآن الذي فيه الهُدى والبيان، كما أنَّ فيه ليلة القدر التي يزيد فيها الأجر عن ألف شهر.[١٠]
- يُجابُ فيه الدُّعاء، فقد بيّن النبيّ أنّ للصائم دعوةً لا تُردّ، كما أنَّه شهر العبادة، والقُرب من الله -تعالى-، والبُعد عن الشَّهوات والمُغريات الماديَّة، والارتقاء بالنَّفس والرُّوح والفِكر،[١١] بالإضافةِ إلى أنَّه شهرُ الإحسان والعبادة، والمغفرة والرَّحمة، والتقرب إلى الله -سبحانه-.[١٢]
- يُربي المُسلم على الصَّبر والشُّكر، وهو شهرٌ تُضاعفُ فيه الحسنات، ويُجاب فيه الدُّعاء، لِقولهِ -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).[١٣][١٤]
- يُطهّر نفس المسلم ويُزكّيها من خلال عمله للصالحات وتحلّيه بالأخلاق الحسنة؛ كالكرم، والحلم، والصبر، واجتناب الأخلاق السيئة؛ كالبخل، وفيه يشعر المسلم بنِعم الله -سبحانه- ويؤدّي شكرها، ويفعل الطاعات؛ كقراءة القرآن، والتهجّد وقيام الليل، قال النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[١٥][١٦][١٧]
- يُعوّد الفرد المُسلم على الجود والإحسان، والجود سببٌ لحبّ الله -تعالى- لصاحبه، قال النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ اللهَ تعالى جَوَادٌ يحبُّ الجُودَ، و يحبُّ مَعالِي الأَخلاقِ، و يكرَهُ سَفسافَها).[١٨][١٩]
- يحثّ الفرد على التَّغيير؛ فالإنسان قادرٌ على صيام أيامٍ أُخرى في غير رمضان، وقادرٌ على ترك التَّدخين الذي قد يتصوَّر أنَّه لا يستطيع تركه، فيتشجّع في شهر رمضان المبارك على العزم على التَّغيُّر للأفضل، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم).[٢٠][٢١]
- يُهذِّب النَّفس، ويُحبِّب إليها التَّقوى، ويُعوِّد المسلم على التَّسامح، وتحمُّل المكارِه، والاستمرار على الأعمال الصَّالحة في باقي أيَّام العام.[٢٢]
فوائد شهر رمضان للمجتمع
هُناك العديد من الفوائد التي تعود على المُجتمع في شهر رمضان، ومنها ما يأتي:
- شهر رمضان شهرٌ للجود والإحسان ومواساة الفُقراء.[١٩]
- شهرٌ للتربية المُجتمعيَّة؛ من خلال التَّرابط الذي يجمع بين أفراد المُجتمع بقيامهم بعبادةٍ واحدةٍ.[٢٣]
- شهرٌ للوحدة والتَّجمع، وخاصةً بين الأهل والأقارب عند الإفطار، أو السحور، أو صلاة التَّراويح، ممَّا يُعمِّق ويزيد أواصر الصِّلة والمحبّة بين النَّاس، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ هَـذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)،[٢٤] كما أنَّه يُقوِّي أواصر المحبَّة والإيجابيَّة بين أفراد المُجتمع.[٢٥]
خصائص شهر رمضان
تميَّز شهر رمضان عن باقي الشُّهور بالعديد من المزايا والخصائص، ومنها ما يأتي:[٢٦][٢٧]
- شهرُ نُزول القُرآن من اللَّوح المحفوظ إلى بيت العزَّة في السَّماء الدُّنيا، لِقوله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)،[٢٨] وجعل الله -تعالى- صيامه أحد أركان الإسلام، لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)،[٢٩] كما أنَّ الصَّدقة فيه أفضل من غيرها في باقي الشُّهور، فقد كان النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- أجود ما يكون في رمضان.[٣٠]
- شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، وهي ليلة القدر، لِقولهِ -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[٣١] كما أنَّه شهرٌ يُقرَّب فيه أهل البِرِّ والخير، ويُقصى فيه أهل الفجور والشَّر؛ بفتح أبواب الجنَّة، وإغلاق أبواب النَّار.
- شهرُ الفُتوحات والإنتصار للمُسلمين، فقد كان فيه فتح مكَّة الذي علت به كلمة الإِسلام في البلاد العربيَّة.
للمزيد من التفاصيل عن فضائل شهر رمضان المبارك الاطّلاع على مقالة: ((ما هي فضائل شهر رمضان)).
المراجع
- ↑ أبو الأشبال آل مندوه المنصوري، شرح صحيح مسلم، صفحة 5، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ أبو الأشبال آل مندوه المنصوري، شرح صحيح مسلم، صفحة 12، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1079، صحيح.
- ↑ سيد بن حسين بن عبد الله العفاني، نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، جدة: دار ماجد عسيري، صفحة 235، 241، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد الله القصير (1421 هـ)، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام (الطبعة الثانية)، السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، صحيح.
- ↑ مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة الفقهية، السعودية: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 321، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/76، صحيح أو حسن.
- ↑ سعيد القحطاني (2010)، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة – مفهومٌ، وفضائلُ، وفوائدُ، وخصائصُ، وشروط، وأركان، ومسائل، وآداب، وحكمٌ، وأحكامٌ (الطبعة الثانية)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 33-34، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عادل الحمد (2010)، برنامجك في رمضان (الطبعة الأولى)، مكة المكرمة: جمعية مودة، صفحة 6-8. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي (1422هـ)، التفسير الوسيط (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 88، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ وَهْبَة الزُّحَيْلِيّ، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1620، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 186.
- ↑ سيد العفاني، نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، جدة: دار ماجد عسيري، صفحة 246،257،266، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 37، صحيح.
- ↑ الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، السعودية: موقع الجامعة على الإنترنت، صفحة 216، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ محمد الخضر (2010)، موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (الطبعة الأولى)، سوريا: دار النوادر، صفحة 143-144، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن طلحة بن عبيد الله وابن عباس، الصفحة أو الرقم: 1744، صحيح.
- ^ أ ب سيد العفاني، نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، جدة: دار ماجد عسيري، صفحة 221، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الرعد، آية: 11.
- ↑ مشعل الفلاحي، رمضان يبني القيم (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتب راية التوحيد، صفحة 20-24. بتصرّف.
- ↑ محمد الخضر (2010)، موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (الطبعة الأولى)، سوريا: دار النوادر، صفحة 146-147، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ سيد العفاني، نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، جدة: دار ماجد عسيري، صفحة 293-294، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 92.
- ↑ مشعل الفلاحي، رمضان يبني القيم (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتب راية التوحيد، صفحة 40-45. بتصرّف.
- ↑ خالد الجريسي، الصوم جنة، صفحة 38-40، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد الخضر (2010)، موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (الطبعة الأولى)، سوريا: دار النوادر، صفحة 141، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 185.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 16، صحيح.
- ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 143-144، جزء 23. بتصرّف.
- ↑ سورة القدر، آية: 3.