'); }
سورة يس هي السورة السادسة والثلاثون من حيث ترتيب المصحف، وعدد آياتها: ثلاث وثمانون آية، وأكثر العلماء على أن سورة يس سورة مكية، ولكن منهم من قال بأنها مدنية، ومنهم من قال بأنها مكية إلا هذه الآية: { وَإِذَا قِيلَ لَهَمْ أَنْفِقُوا }، ولكن الرأي الراجح الذي عليه أكثر أهل العلم هو أنها مكية، وذلك لأن أسلوبها هو نفس أسلوب السور المكية، حيث تتميز سورة يس بقوة الأسلوب، وجزالة الألفاظ، وشدة الخطاب، وقِصَر الآيات، وهي من حيث المواضيع تتكلم عن الإيمان بالله عز وجل وتوحيده، والبعث والنشور، وهذا الأسلوب وهذه المواضيع لا تكون إلا في السور المكية، وبالتالي فإنّ القول بأن سورة يس هي من السور المكية هو القول الصواب، والله أعلم.
لقد نُسِبَ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تتكلم عن تخصيص سورة يس ببعض الفضائل، ولكن كل هذه الأحاديث لم تصح ولم تثبت، فهي إما أحاديث ضعيفة، وإما أحاديث موضوعة ومكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأحاديث: « إن لكل شيء قلبًا، وإن قلب القرآن (يس)، من قرأها، فكأنهما قرأ القرآن عشر مرات. » [أخرجه الترمذي، وغيره]، وقال عنه الألباني في سلسة الأحاديث الضعيفة والموضوعة: « موضوع ». ومن الأحاديث الأخرى: « إن الله تبارك وتعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق السماوات والأرض بألف عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت طوبى لأمة ينزل هذا عليها، وطوبى لأجواف تحمل هذا، وطوبى لألسنة تتكلم بهذا » [رواه الدارمي]، وقال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة « منكر »، والحديث المنكر هو من أشد أنواع الأحاديث الضعيفة ضعفًا. وهناك أحاديث أخرى جاء فيها بأن الرسول يأمر بقراءة سورة يس على موتى المسلمين، وجاء في بعضها بأن من دخل المقابر فقرأ يس، فإنها تكون سببًا في التخفيف عن أهل تلك المقابر، وأن القارئ لسورة يس عند تلك المقابر له حسنات بعدد الموتى المدفونين فيها، ولكن كل هذه الأحاديث لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
'); } وبالتالي، فقد أكد الكثير من العلماء بأن كل الأحاديث التي بينت فضل سورة يس لم يصح منها شيء. ولكن يبقى لدينا الفضل العام الذي يشمل قراءة القرآن، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قرأ حرفًا من كتاب الله، فإن له به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وهذا يشمل كل سور القرآن، بما فيها سورة يس.