جديد ما علامات القلب السليم

'); }

القلب

إنّ القلب هو المعيار الرئيسيّ لفلاح الإنسان ونجاحه في حياته، فإن كان قلبه سليماً صحيحاً، كانت حياته كذلك، فالقلب السليم هو أساس صلاح الإنسان، وهو صفةٌ تُميّز صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث إنّ قلوبهم سليمة، وكان الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- يحثّهم على أن يحرصوا على سلامة قلوبهم، فإذا كان حال قلوب الصحابة كذلك، كان المسلمون أولى أن تكون قلوبهم سليمةً ومحصّنةً أمام ما يواجهونه في حياتهم من فتنٍ وشبهاتٍ،[١] قال الله تعالى: (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ*يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٢]

وعلى المسلم أن يسعى لأن يكون قلبه سليماً، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ، فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ، ألا وهِيَ القَلبُ)،[٣] والقلب يجب أن يكون سليماً لأسبابٍ عدّةٍ؛ منها:[٤]

  • القلب السليم سبيلٌ لإفادة المسلم عند لقاء الله تعالى، وحساب العبد يوم القيامة.
  • عندما يكون القلب سليماً؛ فإنّ جميع أعضاء جسم الإنسان تكون سليمةً.
  • القلب هو محلّ مراقبة الله تعالى لعباده؛ فالله تعالى ينظر إلى قلب الإنسان وحاله.
  • بالقلب تَصلح أو تسوء نيّة الإنسان، وإخلاص النيّة لله تعالى هو دليل قبول عمل الإنسان.

'); }

علامات القلب السليم

لكلّ شيءٍ ما يميّزه، والقلب السليم له علاماتٌ تميّزه عن غيره من القلوب، ومن علامات القلب السليم:[٤][٥]

  • أنّه قلبٌ تائبٌ عائدٌ إلى الله تعالى.
  • أن يكون القلب خالياً ومُحافظاً عليه من الأخلاق الذّميمة، وذلك بألّا يكون حاملاً في داخله البغض للآخرين.
  • أن يكون القلب دائم الرضا والقناعة لتقادير الله تعالى في أمور الإنسان.
  • أن يعرف القلب حاله في الدنيا، فيعلم أنّ الدنيا محطّةٌ وتنتهي، وأنّ قلبه معلّقٌ بالآخرة.
  • أنّ القلب لا يكون سعيداً إلّا بالقرب من الله تعالى، وحبّه، والتوكّل عليه، والاطمئنان بقُربه.
  • أنّ القلب السليم دائم ذكر الله تعالى، والاطمئنان بذكره.
  • أنّ القلب السليم يكون في حالة كدرٍ وتعبٍ وضيقٍ؛ إذا انقضى يومٌ من أيّامه دون قراءة ورده اليومي.
  • أن يكون القلب السليم هدفه إرضاء الله تعالى، وأن تكون كلّ حياته لله تعالى.
  • أنّ المسلم إذا بدأ في أداء الصلوات اليوميّة، اطمأنّ قلبه وشعر بالفرح والسعادة، وحصلت له الراحة والسكينة.
  • أنّ القلب السليم يتألّم إذا ارتكب ذنوباً ومعاصي، حتى ولو كانت صغيرةً.
  • أن يكون همّ القلب السليم إتقان العمل، والإحسان في أدائه.
  • أنّ القلب السليم هو الذي يؤمن بوجود يوم القيامة، وأنّه حقٌّ وهو آتٍ لا محالةٍ.
  • القلب السليم هو القلب الذي لا يؤذي مَن حوله من الناس.

الوسائل المُعينة على سلامة القلب

حتى يتحلّى المسلم بصفة القلب السليم، عليه الحرص على اتّباع بعض الوسائل التي تُعينه على ذلك، ومنها:[١][٤]

  • أن يحرص المسلم على أن يخلص نيّته لله تعالى في كلّ ما يفعله في حياته.
  • أن يتحلّى المسلم بالرضا والقناعة في كلّ ما يحصل له في حياته، وما يكتبه الله تعالى له.
  • أن يتدّبر المسلم آيات القرآن الكريم، ويحرص على قراءته في كلّ وقتٍ وكلّ حينٍ؛ لأنّ من فضائل القرآن الكريم أنّه شفاءٌ للناس من تلك الأمراض النفسيّة التي قد تصيب القلب.
  • أن يتحلّى المسلم بالأخلاق الكريمة، ومنها: أن يُحسن فهم مقصود الآخرين، والتماس الخير في كلامهم، وإحسان الظنّ بهم.
  • أن يسعى لنصح من حوله من الناس، وذلك بطريقةٍ حسنةٍ، وأسلوبٍ لا إيذاءٍ فيه.
  • أن يستعين المسلم بالدعاء، فيدعو الله تعالى أن يرزقه قلباً سليماً مؤمناً به، لا يحمل في داخله إلّا الحبّ والسلام والخير للناس.
  • أن يحرص المسلم على أن يلقي تحيّة الإسلام على من حوله؛ لأنّ ذلك يولّد بين الناس المودّة والألفة، ويُبعد عنهم السوء والكره.
  • أن يقدّم المسلم الهدايا لمن يحبّه؛ فتقديم الهدايا بين الناس تعمل على تقوية العلاقات بينهم.
  • أن يحرص المسلم على مجالسة أهل العلم، ونيل العلم منهم.
  • أن يبقى المسلم مستحضراً فكرة الموت واليوم الآخر؛ لأنّ ذلك يؤدّي إلى رقّة القلب.
  • أن يُقلع المسلم عن الذنوب والمعاصي، ويستغفر الله تعالى، ويتوب إليه.
  • أن يختار الرفقة الحسنة الصالحة المحبّة للخير.
  • أن يسعى لتقديم الخير للناس، وقضاء حوائجهم، والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.

أنواع القلوب

إنّ للقلوب أربعة أنواعٍ، وفيما يأتي بيانها:[٤]

  • القلب الذي لا حياة فيه؛ وهو القلب الخالي من الحياة؛ أي الميّت، وتكون صفته كذلك؛ لأنّه قلبٌ غير مؤمنٍ بالله تعالى، بعيداً عنه، وهذا القلب هو قلب الكافر، الذي ينافق في عمله، والذي يتّصف بالتعالي على الناس.
  • القلب الذي فيه مرضٌ؛ فهو القلب المريضٌ؛ لأنّه مع وجود الإيمان في داخله، إلّا أنّ في داخله أيضاً ميلٌ للشهوات، والفتن، والأمراض النفسيّة الناتجة عن اتّباع ذلك، والإيمان الموجود في هذا القلب ليس إيماناً كبيراً وقويّاً، بل يشوبه حالةٌ من الضعف، ونتيجة ذلك يكون متّبعاً للشهوات، وغيرها.
  • القلب غير الثابت؛ وهو القلب المتقلّب؛ لأنّ في داخله شقّين؛ شقٌّ يحثّه على الإيمان بالله تعالى، واتّباع أوامره، والتزام دينه، وشقٌّ يحثّه على ارتكاب المعاصي والذنوب، فهذا القلب ليس بحالٍ ثابت؛ لأنّه في حال ازدياد منسوب الإيمان في قلبه يتجّه لأداء العبادات واتّباع أوامر الله تعالى، وفي حال الغفلة والبعد عن التقوى، يتجّه نحو اتّباع شهواته.
  • القلب السليم؛ ومن صفاته أنّه صالحٌ سالمٌ من الغلّ والحقد، مؤمنٌ بالله تعالى إيماناً صادقاً قويّاً، يسعى لإرضاء الله تعالى باتّباع أوامره واجتناب نواهيه، عامرٌ قلبه بالاطمئنان والرضا والتوكّل.

المراجع

  1. ^ أ ب الشيخ صلاح الدق (17-4-2016)، “القلب السليم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2018. بتصرّف.
  2. سورة الشعراء، آية: 87-89.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 1599، صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث يحي العقيلي، “سلسلة ” لنحيي قلوبنا””، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2018. بتصرّف.
  5. “إذ جاء ربه بقلب سليم”، www.islamweb.net، 3-5-2011، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2018. بتصرّف.
Exit mobile version