غزوة بدر
تعرف غزوة بدر باسم غزوة بدر الكبرى، وبدر القتال، وهي إحدى المعارك التي وقعت بين المسلمين والمشركين في العام الثاني من الهجرة، علماً بأنّها أوّل معركة من معارك الإسلام الفارقة، وسُمّيت بغزوة بدر؛ لأنّها وقعت في منطقة بدر، وبدر بئر مشهور يقع بين مكة والمدينة المنوّرة، وفي هذا المقال سنعرفكم على أسباب غزوة بدر.
ما سبب غزوة بدر
وجود حق وباطل يتمثل في معسكرين
الحق الذي أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه، ليدعوهم إلى عبادته، وترك ما سواه، والباطل الذي تتمسك فيه قريش، كونها تعتبره من تقاليدها، وعادات من سبقوهم، فقال تعالى:(وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ) [الأنفال: 7]، فلا بدّ من الصراع والمواجهة لإزهاق الباطل، وإحقاق الحق.
التجارة بأموال المهاجرين الذين تركوها في مكة
قدم الأنصار الكثير من العون بأموالهم، وأنفسهم إلى المهاجرين، إلا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المهاجرين كانوا على أعلى درجة من التعفّف، لذلك عني النبي صلى الله عله وسلم بالنظر لظروف التجارات التي كانت تعتمد على أموال المهاجرين الذين تركوها في مكة، لعدم قدرتهم على أخذها معهم، بسبب سفرهم سراً، فتركوا خلفهم منازلهم، والعديد من ممتلكاتهم، ممّا جعل طغاة مكة يسيطرون عليها، ويستغلونها.
وجود الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
شكّل وجود النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المكان الذي تمرّ منه قوافل قريش نحو الشام إلى تشكيل خطراً عليهم، وعلى تجارتهم، ممّا دفعهم للتفكير بطرق التخلّص منهم.
إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم سراياه
ساهم خروج النبي صلى الله عليه وسلم، وإرساله لسراياه إلى إثارة أصحاب قريش ضدّه، خاصّةً بعد إرساله سراياه إلى نخلة الموجودة بين الطائف ومكة.
استقبال الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة
استقبل الكثير من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، حيث فتحوا أموالهم، وصدورهم، وبلادهم لهم، ممّا أخاف زعماء قريش؛ لأنّ في هذا تمكيناً للخطر الذي يهدّدهم، ويهدّد سلطانهم، وعاداتهم، فقرّروا الوقوف في وجههم، فعادوا الأنصار.
أحداث غزوة بدر
الاستعداد لغزوة بدر
استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الخروج إلى بدر، فخرج الأنصار برغبتهم، وبشورى من رسول الله، وأعلن كلّ من عمر، وأبي بكر، والكثير من المهاجرين عن موافقتهم في الخروج، ثمّ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يطلب المزيد، حتى قال سعد بن عبادة زعيم الخزرج: (إيَّانا تريدُ يا رسولَ الله؟ والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نُخِيضَها البحر لأخضناها (أي الخيل)، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى بَرْكِ الْغِمَادِ لفعلنا)، ممّا دفع العديد من الأنصار للخروج، حيث بلغ عددهم 231، وهم 61 من الأوس، و170 من الخزرج، بينما كان عدد المهاجرين 83 رجلاً فقط، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تزود عند خروجه بسلاح المسافر، وأخذ معه فرسين، و70 من الإبل، وقسم جيش المسلمين إلى أنصار ومهاجرين، ثمّ أعطى راية المهاجرين لعلي بن أبي طالب، وأعطى راية الأنصار لسعد بن معاذ، كما وأعطى الراية العامة للجيش لمصعب بن عمير، وجعل قيس بن صعصعة على الساقة في مؤخّرة الجيش، علماً أن بعض المسلمين حددوا أن قافلة مكة ستمر قريباً جداً من بدر، أي على بعد 70كم عن المدينة، فاتجه الرسول صلى الله عليه وسلم مع رفاقه، وجيشه إلى بدر، ليقطع طريقهم، إلا أنّ أبا سفيان عرف ذلك فأرسل رسالة مع ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة لتجهيز الجيش، وإرساله له، بهدف حماية القافلة، فبلغ عدد جيشهم ألف وثلاثمائة مقاتل من قريش، وما يحيطها من قبائل العرب، كما أحضروا مئة فرس، و60 درعاً، والكثير من الإبل.
مجريات غزوة بدر
في يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة التقى الجيشان في بدر، وبدأت المعركة بالمبارزة، فخرج ثلاثة من المشركين وطلبوا المبارزة، وهم: عتبة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة بن ربيعة، ثمّ خرج إليهم من المسلمين علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وعبيدة بن الحارث، فبارز حمزة عتبة وقتله، وبارز عليٌ شيبة، وقتله، ثمّ بارز عبيدة الوليد، وجرح كلٌ منهما الآخر، فاجتمع علي وحمزة عليه، وقتلاه، ثمّ التحم الجيشان، فانتهت المعركة بانتصار المسلمين، وهُزِمَ المشركون، واسَتشهد أربعة عشر رجلاً من المسلمين، وسبعون قتيلاً من المشركين.