محتويات
العصر الجاهلي
يمكن تعريف العصر الجاهليّ بأنّه الفترة الزمنية التي سبقت الإسلام، والتي انتشر فيها الطيش، والظلم، والقهر،[١] وكلمة الجهل التي وصفت هذا العصر لا تعني عدم العلم والمعرفة، وإنما تعني حالة النزق، والسفه، والغصب التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، وهي عكس الإسلام الذي يعني طاعة الله والخضوع له.[٢]
الحياة الدينية في العصر الجاهلي
كان العرب قبل الإسلام يؤمنون بالله، واتخذوا على الرغم من ذلك آلهة لتكون شفيعاً لهم عند الله تعالى؛ حيث يقول الله تعالى: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إلى اللهِ زُلْفَى)،[٣] لكنّهم بمرور الأيام آمنوا بقدرة هذه الأصنام على النفع والضر وبدؤوا يعبدوها، وكان لكل قبيلة صنم خاص بها؛ فمثلاً كان “هبل” أعظم أصنام مكة، و”اللاّت” أعظم أصنام الطائف، كما كان لكل بيت صنم، وظهر تجّار وصنّاع الأصنام حتى امتلأت الكعبة بها؛ فبلغ عددها ثلاثمئة وستين صنماً بأشكال وأنواع مختلفة.[٤]
الحالة الأخلاقية في العصر الجاهلي
تميّز العصر الجاهلي بمجموعة من الصفات السّيئة التي لخّصها الرسول عليه الصلاة والسّلام في حديثه الشّريف،[١](جاءت أُمَيْمةُ بنتُ رُقَيْقةَ، إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ تبايعُهُ على الإسلامِ، فقالَ: أبايعُكِ على أن لا تُشرِكي باللَّهِ شيئًا، ولا تَسرقي ولا تَزني، ولا تَقتُلي ولدَكِ، ولا تأتي ببُهْتانٍ تَفترينَهُ بينَ يَديكِ ورِجليكِ، ولا تَنوحي، ولا تَبرَّجي تبرُّجَ الجاهليَّةِ الأولى)،[٥]ومن صفاتهم أيضاً ما يلي:[٤]
- انتشار شرب الخمر بكثرة؛ فكُتبت فيه أشعار لوصفه، ووصف مجالسه بأدقّ التفاصيل، بالرغم من النزاعات التي كان يسبّبها بين الناس.
- انتشار الميسر بصورة كبيرة، وهو ما سبب البغض والعداوة بين الناس، حيث يقول الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ).[٦]
- انتشار المعاملة بالربا.
الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي
تكوّنت القبيلة في العصر الجاهليّ من ثلاث طبقات هي: أبناء القبيلة التي تربطهم صلة الدم والنسب، والعبيد الذين يتم إحضارهم من البلاد الأجنبيّة وخاصة من الحبشة، والموالي وهم العتقاء، أو الذين طردتهم قبيلتهم بسبب جرائمهم، فيلجؤون لقبيلة أخرى، وكان أبناء القبيلة يتصفون بالتّضامن مع بعضهم البعض، كما اتصفوا بالكرم، والوفاء، وحماية الجار، وسعة الصدر، والبعد عن الشتم، وغض البصر، وكانت صفة الكرم من أبرز صفاتهم؛ وذلك بسبب ظروف الصحراء القاسية التي عاشوا فيها، ففي الأيام الصعبة وسنوات القحط كان الغنيّ يذبح إبله ويطعم أبناء قبيلته، كما كانوا يكرمون الضيف، إضافة لذلك فقد كانوا يشعلون النّار في الليل حتى يراها التائهون في الصحراء ويذهبوا إليهم، كما كانت لهم صفات بذئية؛ مثل: شرب الخمر، ولعب القمار، واستباحة النساء.[٧]
كان في العصر الجاهليّ نوعان من النساء هما: الجارية والحرة؛ فكانت الجارية تخدم النساء الشريفات، وترعى الإبل والأعنام، ومن الجواري من كانت تظل في حانات الخمر، أما المرأة الحرة فكانت تقوم بالطّهي والنسيج، وإذا كانت ثرية فتخدمها الجواري، وكانت للفتيات الشريفات مكانة كبيرة حيث كان بإمكانهن اختيار أزواجهنّ، كما كان لهنّ الحق في تركهم إذا لم يحسنوا معاملتهم، إضافة لذلك كانت النساء تقدم الحماية لمن يلجأ إليهن، ولم تكن المرأة مهمشة في العصر الجاهلي بل كانت تتمتع بالمكانة العالية؛ فكانت تمتلك حرية التصرف بالمال، أما المعيشة فقد كان العرب يزرعون في المناطق الشرقية، والجنوبيّة، وفي واحات الحجاز مثل: يثرب، وخيبر، والطائف، ووادي القرى، كما كان أهل مكة يعتمدون على التجارة.[٨]
المراجع
- ^ أ ب “الجاهلية في منظور الشرع”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2018. بتصرّف.
- ↑ الدكتور شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي- العصر الجاهلي (الطبعة الحادية عشر)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية: 3.
- ^ أ ب راغب السرجاني (21-4-2010)، “العرب قبل الإسلام”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 11/75، صحيح.
- ↑ سورة المائدة ، آية: 91.
- ↑ دكتور شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربيّ-العصر الجاهليّ (الطبعة الحادية عشرة)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 67,68,70. بتصرّف.
- ↑ دكتور شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي-العصر الجاهلي (الطبعة الحادية عشرة)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 72,75,76 بتصرّف.