محتويات
الحسد والعين
يعتبر الحسد والعين من آفات النفس الإنسانيّة، حيث يشتركان في كونهما سلوكان خاطئان حرّمتهما الشرائع السماويّة لما لهما من آثارٍ سيئة، وأضرارٍ وخيمة على الفرد والمجتمع المسلم، وهما تعبيرٌ عن تطلعات النفس الخبيثة وطمعها في زوال النعمة عن أصحابها، وعلى الرغم من اشتراكهما في عددٍ من الوجوه إلاّ أنّهما يختلفون عن بعضهم في وجوهٍ أخرى، فما معنى الحسد والعين؟ وما هو الفرق بينهما؟
تعريف الحسد
يعرّف العلماء الحسد على أنّه تمنّي الحاسد زوال النعمة والخير عن المحسود المستحق لها، وربّما سعى هذا الحاسد لإزالتها ودفعها عن صاحبها، وقد ورد لفظ الحسد في القرآن الكريم في سورة الفلق في قوله تعالى: (وَمِن شَرِ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، كما ورد في السنة النبوية المطهرة في قوله عليه الصلاة والسلام (لا تَباغَضوا ولا تحاسَدوا) [صحيح مسلم: صحيح]، والحسد محرم تحريماً قاطعاً بسب شروره والآثار المترتبة عليه.
تعريف العين
أما العين فمعناها من عان الشيء فهو عائن، وشرعاً إعجاب النفس الخبيثة ونظرها إلى المعين، وقد ورد لفظ العين في السنة النبوية المطهرة في قوله عليه الصلاة والسلام: (العينُ حقٌّ ولو كان شيءٌ سابقَ القدَرِ لسبَقَتْه العينُ) [أضواء البيان: صحيح]، وفي حديث آخر حسّنه الألباني (العينُ تُدخلُ الرجلَ القبْرَ ، والجملُ القدرَ) [إسناده حسن]، وهي أمرٌ محرم كذلك تحريماً قاطعاً.
الاختلاف بين الحسد والعين
أمّا الاختلاف ما بين معنى الحسد والعين فيتمثل فيما يلي:
- الحسد أعم من العين، فلذلك يصحّ أن نقول أنّ كلّ عائنٍ حاسد، بينما لا يكون كلّ حاسدٍ عائن، ولذلك جاءت آيات القرآن الكريم في الاستعاذة من شرّ الحسد لشمول العين في معناه وهذا من إعجاز القرآن الكريم.
- العين تكون على شيءٍ مشاهد وموجودٍ فعلاً، بينما لا يشترط ذلك في الحسد، فقد يحسد الإنسان ما لم يره، أو يحسد قبل وقوع الشيء.
- العين مصدرها إنقداح شرر النظر المرتبط بالنفس الخبيثة، أما الحسد فمصدره تمني النفس ورغباتها.
- العين قد يقع ضررها على من يحبهم الإنسان من ولدٍ أو مالٍ أو غير ذلك، بينما الحسد لا يقع على من يحبّ الإنسان.
- العين أشدّ ضرراً من الحسد.
طرق الوقاية من الحسد والعين
أمّا طرق الوقاية من الحسد والعين فتكون من خلال ذكر الله تعالى فإذا رأى الإنسان من ماله أو ولده ما يعجبه دعا له بالبركة، وردّد قول: (ما شاء الله لا قوة إلّا بالله)، وكذلك الاستعاذة بالله من شر العين والحسد بقراءة سورة الفلق والناس دائماً وتحصين النفس بما أثر من الأذكار.