يحدث التباس لدى كثير من الناس بين مفهومي التعليم والتعلّم، حيث يعتقد الكثير منهم أن للمفهومين المعنى نفسه أو أنهم مترادفين، على الرغم من ارتباط اللفظين ارتباطاً وثيقاً إلّا أنّ معنى كلٍ منهما مختلف عن الآخر، ويعتبر الخلط بين التعلّم والتعليم من الأخطاء الشائعة التي سوف نتحدث عنها في هذا المقال من خلال التفريق بين المفهومين بشكل واسع ومفصل، وإعطاء الدلالة الدقيقة لكل منهما.
التعليم
يعبر هذا المصطلح عن العملية المنظمة المقصودة التي تقوم على نقل المعلومات من طرف إلى آخر، أي من المرسل إلى المستقبل، ويشكّل المعلّم في هذه الحالة دور المرسل الذي يقوم بطرح المعلومات وشرحها وتعليمها للطرف الآخر وهو المستقبل الذي يُشير إلى الطالب أو المتعلّم، وذلك لتحقيق الهدف الرئيسي وهو العملية التعليميّة، يحيث يمسك المعلم هنا في زمام الأمور ويشاركه الطالب خلال عملية تعلّمه، أي أنّ العمليّة التعليميّة هي جزء لا يتجزأ من العمليّة التربويّة الكليّة، التي تهدف إلى تنمية عقل المتعلّم وتوسيع مداركه، وتمكينه من اكتساب المعلومات وفهمها وإعطائه المهارات اللازمة لحياته.
التعليم الحديث
يتّجه التعليم الحديث نحو التفكير الناقد الذي يشجع المتعلّم على الوقوف على أسباب حدوث الظاهرة وفهمها بشكل عميق، وعدم أخذ المعلومة عن طريق الأسلوب التلقيني السردي الذي يعتمد على النظام البنكي، وذلك من خلال نقل المعلومة من المدرس إلى المتعلّم وحفظها وإعادتها للمعلّم في الامتحان على شكل إجابة.
التعلّم
هي عملية حصول الفرد على معلومات ومعارف ومهارات جديدة بشكل مقصود أو غير مقصود، من خلال معلم أو مرسل للمعلومات أو بشكل فردي ذاتي بدون أي معلم، عملية تلقي المعرفة، وينتج عن هذه العملية تغيراً واضحاً في رصيد الفرد المعرفي وسلوكه، يمكن ملاحظة وقياس هذا التغير، حيث يُعبر التعلّم بمفهومه العام عن كل فعل يكتسب الإنسان من خلاله خبرة معينة سواء بمحض الصدفة أو بشكل مقصود ومرتب له مسبقاً، يساهم هذا الفعل في تنمية قدراته التحليلية والاستيعابية والتحليل.
الفرق بين التعليم والتعلّم
- وجود كافة عناصر العملية التعليميّة والتي تتمثّل في المعلم، والمتعلّم، والمعلومات أو المادة التعليميّة أو المنهج، بينما لا يشترط وجود سوى عنصر المتعلّم في عملية التعلّم.
- وجود فترة محددة لعملية التعليم أشهر أو سنة أو عدّة سنوات كالتعليم المدرسي، والجامعي، أو الدورات التي تمتدّ لأشهر عدّة، أمّا التعلّم فهو غير محدد، يظل الإنسان يمارس عملية التعلّم منذ ولادته حتى موته ولا ينحصر ذلك في فترة دراسيّة معيّنة.
- يشترط لإتمام العملية التعليميّة أن تكون عملية مقصودة معدّ ومخطّط لها مسبقاً، على العكس من التعلّم فيمكن جداً أن يكون بدون قصد.
ممّا سبق نجد أن التعليم هو عبارة عن عملية يقوم بها المعلم بإكساب المتعلّم أو الطالب المعارف والمهارات الموجودة إليه بطرق وأساليب التعليم المختلفة، أما التعلّم فهو العملية التي يحصل فيها الشخص وليس شرطاً أن يكون طالب في مرحلة دراسية نظامية معيّنة على معلومة ما سواء بشكل مقصود أو غير مقصود.