'); }
ما الصلاة التي تجوز بلا وضوء
الصّلاة التي لا تحتاج إلى الوضوء للقيام بها هي الصّلاة على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وهي جزءٌ من الذِّكر كالتَّسبيح، والتَّهليل، والتَّحميد، والاستغفار، وقد أجاز العلماء الذِّكر بدونِ طهارةٍ لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن الرَّسول -عليه أفضل الصّلاة والسّلام-: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه).[١][٢]
ولمّا كان جائزاً للمسلم الذِّكر من غير طهارةٍ وينال معه أجر ذكره وأجر الصّلاة على النبي -عليه أفضل الصّلاة والسّلام-؛ فإنَّ أجر الذِّكر على الطَّهارة أعظم وأكبر، واستدلّ العلماء على ذلك بأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكره أن يُذكَرَ الله -تعالى- على غير طُهرٍ، كما ورد في حديث أحد الصحابة أنّه سلّم على النبيّ، وقال عن النبيّ: (أنَّهُ لم يردَّ عليهِ حتَّى توضَّأَ، ثمَّ اعتذرَ إليهِ فقالَ: إنِّي كرِهتُ أن أذكرَ اللَّهَ إلَّا على طُهرٍ).[٣][٤]
'); }
معنى الصّلاة على النبي
معنى قول: (صلى الله عليه وسلم)؛ هو الطلب من الله -عز وجل- زيادة التَّعظيم لمقام النبيّ الشَّريف والثَّناءِ عليه، فهو في الأصل قد صلَّى الله عليه وكذلك ملائكته، لقوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)،[٥] والصَّلاة تكون عامَّةً لخلقه بمعنى رحمته -سبحانه-، وخاصَّة لرُسله وأنبيائه، وتأتي بمعنى الثَّناء والتَّعظيم، ويُشرع عند كتابة صيغة الصَّلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تُكتب بالحروف كاملة لا بلفظ (صلعم) أو حرف (ص)، وذلك حتى ينتبه القارئ ويفهم المقصود منها.[٦]
والصّلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- تأتي أيضاً بمعنى الزِّيادة وتكريم النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-،[٧] وقال ابن القيِّم -رحمه الله- أنَّ الصَّلاة على الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- فيها معنى الثَّناءِ عليه وتكريمه، وإظهاراً لشرفه وفضله، وقال ابن حجر -رحمه الله- إنَّ الصَّلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- المراد بها تعظيمه في الدُّنيا بإظهار دينه وإعلاءِ كلمته والبقاءِ على شريعته، وأنَّه يُشفَّع في أمَّته وينال مقاماً محموداً في الآخرة.[٨]
فضائل الصّلاة على النبي
إنّ للصَّلاة على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فضائل عظيمة، ومنها ما يأتي:[٩][١٠]
- الامتثال لأمر الله -تعالى-؛ فقد أمر الله -تعالى- بالصَّلاة على النبيِّ في قوله -سبحانه-: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)،[١١] وينال المسلم الأجر في اتِّباعه لأوامر الله -سبحانه وتعالى-.
- الصَّلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- سببٌ في رِفعة الدرجات، وزيادةً في الأجر والثَّواب، ويردّ الله -عز وجل- الصَّلاة الواحدة من المسلم على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بعشر صلوات منه -عز وجل- على المسلم نفسه، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ).[١٢]
- سببٌ في أن يَردّ الله -تعالى- للرَّسول روحه، فيردُّ رسوله السَّلام على من يصلّي عليه، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما من أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ عليهِ السلامَ).[١٣]
- الصلاة على النبي سببٌ في شفاعته -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (أولى النَّاسِ بي يومَ القيامةِ أَكثرُهم عليَّ صلاةً).[١٤]
- الصلاة على النبيّ سببٌ لاستجابة الله -تعالى- لدعاء المسلم إذا استهلّ دعاءه بالصَّلاة على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لقوله: (كلُّ دعاءٍ محجوبٌ حتى يُصَلَّي علَى النَّبِيِّ).[١٥]
- المجالس تطيب بذكر النبي -عليه الصلاة والسلام-.
- صلاةُ المسلم على الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- هي سببٌ لهداية المسلم، وفيها يؤدِّي القليل من حقِّ النبيِّ -صلى الله عليه سلم-.
- الإكثار من الصَّلاة على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من أسباب زوال الهمّ عن المسلم ومغفرة ذنوبه، فقد سأل صحابيٌّ الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-: “كم أجعل لك من صلاتي”؟ فقال: “ما شئت” حتى سَألَ الصّحابي الجليل: (أجعلُ لك صَلاتي كُلَّها؟ قال: إذًا تُكفى همَّكَ، ويُغفَرُ لك ذنبُكَ)،[١٦] فكثرة الصَّلاة عليه تَكفي من الهموم وتمحو الذُّنوب.[١٧]
- الإكثار من الصلاة على النبي سببٌ لنيل محبَّته -عليه أفضل الصّلاة والسّلام-، كما أنّ زيادة الذِّكر والصَّلاة عليه تزيد من محبَّته والرَّغبة في اتّباع نهجه.[١٨]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 373، صحيح.
- ↑ محمد العثيمين، فتاوى نور على الدرب للعثيمين، صفحة 2، جزء 24. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن المهاجر بن قنفذ، الصفحة أو الرقم: 1/243، حسن.
- ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 577، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 56.
- ↑ شحاتة محمد صقر، الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فضلها ومعناها وكيفيتها ومواضعها والتحذير من تركها، بحيرة: مكتبة دار العلوم، صفحة 35، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أحمد الأهدل (2006 م)، تنبيه المؤمن الأواه بفضائل لا إله إلا الله (الطبعة الأولى)، -: دار طوق النجاة، صفحة 130، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد نصر الدين، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ محمد بن جميل زينو (1997م)، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، الرياض: دار الصميعي، صفحة 441، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ شحاتة محمد صقر، الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فضلها ومعناها وكيفيتها ومواضعها والتحذير من تركها، البحيرة: مكتبة دار العلوم، صفحة 26، جزء 1.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 56.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1296، صحيح.
- ↑ رواه النووي، في المجموع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 8/272، إسناده صحيح.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في نتائج الأفكار، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 3/295، حسن.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن بسر ومعاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4523، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 2457، حسن صحيح.
- ↑ عبد المنعم بن حسين، ففروا إلى الله – القلموني، القاهرة: مكتبة الصفا، صفحة 171، جزء 1.
- ↑ محمد التميمي (1997م)، حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: أضواء السلف، صفحة 326. بتصرّف.